بدأت فى مكةالمكرمة ظهر اليوم أولى اجتماعات المصالحة الفلسطينية بحضور كل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسى لحركة حماس خالد مشعل ورئيس الوزراء الفلسطينى اسماعيل هنية وعدد من المسئولين في حركتى فتح وحماس. وفى بداية الاجتماع القى الرئيس الفلسطينى محمود عباس كلمة اوضح فيها ان الاجتماع جاء بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود لكى نبحث أمورنا و قضايانا بعيدا عن الضجيج للوصول الى ما نبغى وما نريد ولذلك كان هذا المكان وهو افضل ما على الارض مكةالمكرمة والكعبة المشرفة. وقال " ان مجيئنا الى هنا وراءه حاجات أبرزها اننا نرى القضايا المشتركة فيما يتعلق بقضيتنا الواحدة التى نسعى جميعا للوصول الى حل عادل لها وحاجة شعبنا فى هذه الايام للامن و الامان وما جرى فى هذه الايام من تهويد للحرم الثالث أولى القبلتين المسجد القصى المبارك من قبل الاسرائليين وبخاصة ما يجرى اليوم عند بوابة المغاربة وما يجرى قبل ذلك فى كل مناطق القدس بهدف تهويدها بغرض تغيير معالمها وتهويدها فهى قضية ايضا من القضايا التى تدفعنا لان نبتعد عن كل شى ونركز فقط على الامور الاساسية التى تهم شعبنا وتهم امتنا العربية ". واضاف الرئيس محمود عباس " ان ما يدفعنا ما جرى فى الايام الاخيرة ونسميها الايام السوداء لا أعادها الله علينا كانت نكبة من النكبات لا نريد ان تتكرر بأى حال من الاحوال لا نريد لهذه الدماء ان تسفك أو تزهق نريد ان يعيش ابناونا حياة كريمة محميين منا لا مهددين منا ". وشدد على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية وهى مطلب الجميع وقال " أن الكل ينادى بها من وثيقة الوفاق الوطنى وما قبل ذلك دعوة المجلس التشريعى الى يومنا هذا التى كانت تاتى من الجميع من اجل ان تشكل حكومة وحدة وطنية تخلص تخلص من الحصار وتفتح الافاق العربية والدولية وتكون قادرة على ان تجلب لهم كل امكانات العيش الكريم ".وأضاف " ان هذا مطلب من مطالبنا الاساسية التى نريد ان نحققها فى المملكة العربية السعودية برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ". وتوجه الى الشعب الفلسطين مبشرا اياهم أن جميع المشاركين فى الاجتماع أكدوا على ضرورة الخروج من هذا الاجتماع بالاتفاق على كل ما يخدم الشعب الفلسطينى وقضيتهم العادلة . واستطرد قائلا " نقول لاهلنا واسرانا الذين توسموا فينا الخير وارسلوا لنا المشاريع والوثائق نحن ان شاء الله لن نخرج من هذا المكان المقدس الا متفقين على الخير وبالخير وعلى بركة الله ". واستعرض جدول الاعمال الذى يتضمن تشكيل حكومة والاتفاق على اسس المشاركة واعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتعميق الوفاق الوطنى بين الاخوة والاشقاء ابناء الوطن الواحد . عقب ذلك القى خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس كلمة قال فيها"لقد جئنا الى هذا المكان ارضاء لله اولا ثم من اجل شعبنا الذي يقاسي ويعاني سواء تحت الاحتلال او في الهجرة والتشريد والشتات ومن اجل اسرانا واسيراتنا الذين يتطلعون الى وحدتنا والى انطلاقة جديدة في مسيرة العمل الوطني الفلسطيني ووفاء لدماء شهداءنا وجرحانا والذي دفعوا ضريبة الوطن ومن اجل جماهير امتنا العربية و الاسلامية التى تعيش فلسطينوالقدس في قلوبهم وساءهم اختلافنا السياسي وساءهم اكثر اختلافنا في الميدان ". وبين أن ما نزف من الدماء ما كان لها ان تنزف الا في وجه العدو الاسرائيلي الذي يستغل الظروف ليتقدم بهذه الخطوات العدوانية على المقدسات الفلسطينية وعلى الارض المباركة . وأكد أن مجيئهم لمكةالمكرمة من اجل ان يتفرغ الفلسطينيون وقادتهم وفصائلهم للملفات الكبيرة لاستعادة الارض والحقوق واقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة الحقيقية وانجاز كل الملفات الاساسية في مواجهة الجدار والاستيطان وقضية القدس وحق العودة وتعزيز الجبهة الفلسطينية الداخلية . وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أن مجيئهم إلى مكة للإتفاق ولا مجال أمامهم الا الاتفاق وقال " يكفينا حرمة المكان فنحن على مشارف الكعبة المشرفة التى نتشرف ان نكون حولها وحرمة الزمان .. متاثرين بحرمة الدماء وبرعاية الاشقاء وحرص شعبنا وامتنا على ان تنفق ان شاء الله" . واضاف قائلا " انا اطمئن اهلنا في فلسطين وخارج فلسطين وامتنا اننا باذن الله لن نبرح هذه المكان الا متفقين فليس امانا الا ان نتفق جئنا بهذه النية والارادة والله سبحانه وتعالى سوف يوفقنا وسوف ينزل علينا السكينة والطمانينة لنخرج من هذا المكان المبارك متفقين ان شاء الله .. امامنا هموم كثيرة نريد ان نواجه التحديات التى تواجه الشعب الفلسطيني فقد آن لهذا الشعب ان يوحد صفه وان تنطلق قيادته معا وآن له ان يتخلص من الاحتلال ويستعيد حقوقه ويعيش ككل الشعوب آمنا مطمئنا وان يكون له سيادة حقيقية وأن يملك مفاتيح قراره في كل مفاصله وآن لهذا الشعب المشرد أن يعود الى ارض الوطن وأن يقرر مصيره بنفسه ونحن معنيون بهذه المسئولية الوطنية " . وقال خالد مشعل " نحن نريد ان نتوحد وان نحقق شراكة حقيقة مخلصين شراكة بين الفصيلين الكبيرين في الساحة الفلسطينية وهما فتح وحماس لننطلق من خلالها لكل اهدافنا وهمومنا وامانينا". مبينا أن المجتمع الدولى لا يسعه اذا وجدنا موحدين الا ان يحترم ارادتنا ويحترم اتفاقنا وتفاهماتنا ومن ثم يرفع الحصار الظالم ويعترف بالواقع الفلسطينى ويتعامل معه جديا . واضاف خالد مشعل " انا واثق بهذه الروح التي اجتمعنا على اساسها لايجاد شراكة فلسطينية حقيقة وعلى اساسها تتشكل حكومة ويتم التفاهم سياسيا وننهي كل المشكلات الداخلية بوفاق وطني بمصالحة وطنية ونعيد بناء منظمة التحرير الفلسطينية ونبني بيتنا الفلسطيني ونمضي معاً وننسق مع امتنا العربية والاسلامية ثم نلتقي بعد ذلك مع المجتمع الدولي". وقال " ان الشعب الفلسطيني لا يطلب المستحيل وانما يطلب حقوقه المشروعة وعلى المجتمع الدولي ان يحرتم هذه الارادة مؤكدا ان قادة فتح وحماس اليوم مصممون على طي صفحة الخلافات الداخلية وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وانهم ماضون بهذه الروح الوحدودية". ودعا خالد مشعل جميع المتحاورين ان يحاوروا على قاعدة التوافق والاخوة والمحبة وقال نحن في النهاية لنا عدو واحد وقضيتنا واحدة وليس لنا معركة الا معركة ضد الاحتلال . كما دعا كل المنتسبين الى حركتي فتح وحماس على الارض الفلسطينية ان يلتزموا وينضبطوا انضباطاً كاملاً بدون أي تجاوزات من اجل انجاح الحوار ولكي يجري الحوار في جو هادىء وقال "اننا نريد ان نوجه رسالة للامة وللعالم اننا نخلق مناخاً ايجابياً لانجاح الحوار خاصة واننا لم نبدأ من الصفر وانما هناك جولات سابقة للحوار في الداخل وخارج الوطن الفلسطيني". من جانبه القى رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية كلمة استعرض فيها معاني ودلالات اجتماع قادة ابناء الشعب الفلسطيني بجوار بيت الله الحرام داعيا الى استلهام معاني الوحدة والتوحد فى هذه البقعة الطاهرة بجوار بيت الله الحرام . واعرب عن الامل ان تكون هذه اللقاءات فاتحة خير لفجر جديد ولصفحة جديدة بين ابناء الشعب الفلسطيني مشيراً الى أن ألام ابناء الشعب الفلسطيني كانت صعبة والوجع كان عميقاً وان هناك دماء زكية على جنبات الطرق وان هناك اسر عانت بفعل الاحداث المؤولمة والمؤسفة التي حدثت مؤخراً. واضاف اسماعيل هنية " اننا احوج ما نكون الى ميثاق شرف ينطلق من دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع بتحريم الدماء والاعراض والاموال والمؤسسات والمقدرات الفلسطينية". مؤكدا اهمية الحوار الفلسطينية لكي يتم حقن الدماء الفلسطينية وتعزيز الوحدة الوطنية واشار هنية الى ان الطائفين بالبيت العتيق الكعبة المشرفة متعددي المشارب واللغات ولكن هدفهم واحد ومن هذا المعنى الذي يؤكد التعددية السياسية والرؤى المختلفة والمواقف والاجتهادات ولكن الهدف واحد وهو كيف يقيم الفلسطينيون دولتهم المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين ة والافراج عن الاسرى والمعتقلين . وقال "اننا لن نرجع الى فلسطين ليضرب بعضنا رقاب بعض على الاطلاق لن نرجع الى فلسطين الا ونحن نحمل بشائر تضمد الجراح وتنهي الماساة والمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني" . واضاف يمكننا ان نعود بفجر جديد ومعاني جديدة وقوب ونفوس جديدة وان نعلن من هذا البيت العتيق عن اتفاق يوحد كلمتنا ويحمي مشروعنا الوطني ويرسخ الشراكة السياسية . وطالب هنية بضرورة خروج الحوار الفلسطيني باتفاق شامل يكون ضابطا لكل العلاقات الفلسطينية بكل جوانبها وليس فقط اتفاقا جزئيا ينهي حالة الاحتقان ويترك بقية القضايا دون ان يتم التعمق فيها . ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني ابناء فلسطين والامتين العربية والاسلامية الى حماية القدس والمسجد الاقصى الذي يتعرض اليوم للهدم والحفريات وقال "ان المسجد الاقصى امانة في اعناق الفلسطيني والامة العربية والاسلامية". بعد ذلك عقد الجانبان جلسة مباحثات مغلقة . سبأ نت