قال مصدر مسئول بوزارة الداخلية أن " نتائج تحقيقات اللجنة التي تم تشكيلها للتحقيق في أحداث محطة الغاز الطبيعي المسال في منطقة بلحاف بشبوة أكدت أنه لم يثبت مطلقاً صحة الادعاء بتدنيس القرآن الكريم أو حدوث أي اساءة إليه". وأكد المصدر أن اللجنة أوصت ب" إحالة الأشخاص الذين قاموا بالاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة والحاق الاضرار بها الى النيابة العامة "، مشيرة إلى أن من بينهم " بعض الموظفين العرب في الشركة ". وجاء في تقرير اللجنة أن ما حدث في 25 مارس الماضي هو عبارة عن مزاح بين موظف يمني ومهندس فرنسي صديق له تطور إلى شجار. واضاف تقرير لجنة التحقيق " في يوم الأحد 25 مارس في تمام الساعة 11 جاء احد المهندسين الفرنسيين مع زميليه الى مكتب احد الموظفين اليمنيين في الشركة بحسب ما اعتادوا عليه ، حيث تربطهم بالموظف اليمني علاقة صداقة ، ويجري بينهم في بعض الاحيان مزاح شخصي كما يحدث عادة بين الاصدقاء ، وعندما جلس المهندس الفرنسي على كرسي مكتب الموظف اليمني فتح ادراج المكتب وكان يمسك بيده الكتب والمجلات الموجودة في المكتب ، وصادف ان كان المصحف الكريم في الدرج الثالث ، وعندما مسكه المهندس الفرنسي بيده وبدأ يقلب الصفحات دون علمه بانه مصحف كريم ، نهره الموظف اليمني قائلاً " هذا القرآن الكريم لا يمسه إلا المطهرون ، فلا تلمسه ، فأعاد المهندس الفرنسي المصحف على الفور الى درج المكتب ". وأشار التقرير إلى أن المزاح استمر بين المهندس الفرنسي والموظف اليمني وتطور الى شجار حيث تدخل الفرنسيان الآخرآن لانها الخلاف الدائر بينهما. وقال" بعدها توجه الموظف اليمني الى ادارة الشركة لتقديم شكوى والتي بدورها طلبت المهندسين الفرنسيين وحسمت الخلاف بين الطرفين وأنذرتهما بعدم تكرار المزاح أو الشجار بينهما"، مضيفا" في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهراً اثناء تجمع الموظفين والعمال لتناول طعام الغداء سرت شائعة بين العمال بان المهندس الفرنسي دنس القرآن الكريم مما ادى الى تجمهر اعداد كبيرة من العمال تحول الى شغب واعتداء على الممتلكات العامة والخاصة ". وأوصت اللجنة " إلزام الشركة بالاستغناء عن المهندس الفر نسي وإعادته الى بلده ونقل الموظف اليمني الى عمل آخر في اطار الشركة وذلك بسبب المزاح الذي تعودا عليه, وما ترتب عليه من احداث شغب". وكان وزير النفط والمعادن خالد بحاح أدان أحداث الشغب في موقع الشركة اليمنية للغاز المسال في بلحاف ، نافياً أن يكون لتلك الحوادث أي أثر يذكر على سير العمل بالمشروع. ووصف الوزير بحاح تلك الأحداث بالمفتعلة نتيجة خلاف شخصي, واستغلال مشاعر العمال بطريقة غير مسئولة. وأكدت الأجهزة الأمنية في ذات يوم الحادث السيطرة على أحداث الشغب , وقال مصدر مسئول أن الحراسة الخاصة بالمشروع اضطرت للتدخل بعد خروج التظاهرة عن مسارها السلمي لإيقاف أحداث الشغب والاعتداءات التي طالت ممتلكات المشروع بما في ذلك وسائل الاتصال وعدد من السيارات التي كانت تقف داخل مقره . وأكدت " تشكيل لجنة من الأجهزة الأمنية ومكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بالمحافظة والسلطة المحلية لتتولى مع إدارة المشروع التحقيق في ملابسات الحادث ورفع تقرير مفصل للجهات المعنية ليتم في ضوء ذلك اتخاذ المعالجات المناسبة وفقا للأطر القانونية ". الأعمال الإنشائية لمشروع تصدير الغاز اليمني المسال التي تقدر تكاليفها الإجمالية ب 7ر3 مليارات دولار بدأت أواخر 2005م . ومن المتوقع إنجاز الأعمال الإنشائية للمشروع والبدء بتصدير الغاز المنتج في قطاع صافر بمحافظة مأرب عبر خط انابيب بطول 320 كيلومترا سيمتد إلى ميناء التصدير في بلحاف شبوه مطلع 2009 م . وتتكون مجموعة ملاك الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال من الحكومة اليمنية ممثلة بشركة الغاز اليمنية بحصة 16.73% وشركة توتال الفرنسية بحصة 39.62% وشركة هنت ألأمريكية للنفط ب 17.22% ومؤسسة كوريا الجنوبية (إس كي) 9.55% وشركة كوجاز الكورية 6 % وشركة هيونداي الكورية 5.88% والهيئة العامة للتأمينات والمعاشات 5 % . سبأنت