تجددت الاشتباكات المسلحة في وقت مبكر من صباح اليوم الاثنين بين حركتي حماس وفتح بعد ساعات قليلة من توصلهما إلى اتفاق لوقف النار برعاية مصرية،وقتل في الاشتباكات الناشط الفتحاوي علاء شبير مرافق المتحدث باسم فتح "ماهر مقداد" وأصيب عشرة فلسطينيين فيما توفي موظف من جريدة فلسطين متأثرا بجراحه، وهو ما رفع عدد قتلى الاشتباكات منذ يوم أمس إلى سبعة . وقال مصدر في حركة فتح إن الشاب علاء شبير، أحد مرافقي ماهر مقداد، المتحدث باسم حركة "فتح" في قطاع غزة، قتل بنيران مسلحين من حركة "حماس" هاجموا منزل مقداد في منطقة النصر. وقال مصدر طبي إن اشتباكات متفرقة أصيب فيها عشرة فلسطينيين منذ توقيع الاتفاق فجر اليوم، فيما توفى الشاب محمد عبدو الذي يعمل في صحيفة فلسطين اليومية المقربة من حركة حماس متأثراً بإصابته بجراح خطيرة يوم أمس ، ليكون ثاني شخص يقتل من ذات الجريدة بعد مقتل الصحفي سليمان العشي عصر أمس الاحد . وكانت حركتا حماس وفتح اتفقتا قبل فجر اليوم على وقف إطلاق نار جديد بينهما خلال اجتماع وفدين من الحركتين برعاية الوفد الأمني المصري في غزة بعد التطورات الدامية . وتلا ممثل حماس في المكتب المشترك أيمن طه نص الاتفاق الذي جاء في نصه :"حرصاً على المصلحة الوطنية وحفاظا على وقف نزيف الدم الفلسطيني اجتمع وفدان من قيادتي حركتي حماس وفتح برعاية الوفد الأمني المصري، واتفقا على الوقف الفوري للاقتتال، وسحب كل مظهر الاقتتال ورفع الحواجز ونزول المسلحين من على الأبراج وإنهاء كل مظاهر العنف". وأضاف اتفق الوفدان أيضا على الإفراج الفوري عن كافة المختطفين من الطرفين وكل ما تم احتجازه من ملكيات عامة وخاصة (أسلحة وعتاد)، مشيراً إلى أن المكتب المشترك سيقوم بمتابعة الإشراف على تثبيت وقف الاقتتال وإعادة الحال على ما كان عليه . وذكر أنه جرى الاتفاق على تحويل كافة المتهمين إلى النيابة العامة للتحقيق معهم واتخاذ الإجراءات القانونية حيال من تثبت إدانته على أن يتم رفع أي غطاء تنظيمي عن المتهمين حرصا على المصلحة العامة. وأكد القيادي في فتح عبد الحكيم عوض الاتفاق وقال إن حركته ستقدم أدلة اليوم على تورط حماس في مقل بهاء أبو جراد القيادي في كتائب شهداء الأقصى الذي قتل أمس وفجر مقتله الاشتباكات بين الحركتين. الأحمد يتهم القسام بالمسؤولية عن أحداث غزة وعلى نفس الصعيد اتهم نائب رئيس الوزراء الفلسطيني عزام الأحمد،عناصر كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، " باغتيال بهاء أبو جراد، الناشط في كتائب الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، في غزة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة بين حركتي فتح وحماس، أسفرت عن سقوط ستة قتلى، أمس واليوم، آخرهما محمد العبدسي، وعلاء شبير، مرافقي الناطق الرسمي باسم حركة فتح، ماهر مقداد، صباح اليوم، وعشرات الجرحى، إضافة إلى عمليات خطف متبادلة. واضاف " انهم معروفون لدى رئيس الوزراء، ووزير الداخلية، وقيادة حماس، وقيادات الأجهزة الأمنية". وقال الأحمد في تصريحات للإذاعة الفلسطينية الرسمية، صباح اليوم الاثنين " هناك تيار في حركة حماس، يريد الانقلاب على اتفاق مكة، ولطالما عبر عن رفضه الانصياع للاتفاق، وهذا التيار هو من قتل أبو جراد، ويريد إشعال الفتنة مجدداً في غزة .. نحن نعلم المسؤولين عن هذه الجريمة، ولدينا كامل التفاصيل، بما ذلك أسماءهم، وعلى قيادة حماس، إن كانت جادة في ضبط الأمور، تسليمهم للعدالة. واستغرب الأحمد الموقف "المتلكئ" لوزير الداخلية الفلسطيني، هاني القواسمي، في ضبط الأمور، متهماً إياه بالعجز، وعدم القدرة على الإنجاز، ما يجعله، وفق تصريحات الأحمد، شريكاً في الأحداث المؤسفة التي تحدث في غزة، ويقول: هناك من يضلل الجميع، وهناك من يسير وزير الداخلية .. قبل أيام رفض القواسمي حضور اجتماع يضمني ورئيس الوزراء إسماعيل هنية، بدعوى انتشار الشرطة في الشوارع .. أستغرب أن وزير داخلية يزعجه انتشار الشرطة لضبط الأمن .. كنت في غزة، ولم يكن ثمة أي انتشار شرطي، بل بضع حواجز للقوة التنفيذية "غير الشرعية"، التابعة لوزير الداخلية، وهذا ما أطلعت عليه رئيس الوزراء، حيث طالبته بجولة في الشوارع للوقوف على الحقيقة. وطالب الأحمد وزير الداخلية الفلسطيني بتحمل مسؤولياته تجاه الفلتان الأمني، وعدم التلكؤ، مؤكداً أن مجلس الوزراء قد يتخذ خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة قرارات حاسمة بخصوص مصير القواسمي، وقال: إما أن يعمل بجدية، أو أن يرحل .. لا وقت لدينا للدلع، مستهجناً مطالبته بصلاحيات لا تقع ضمن اختصاصه على الإطلاق، كأن يتسلم الأسلحة والمعدات التابعة لحرس الرئيس الفلسطيني محمود عباس.وشدد الأحمد على ضرورة عدم المواربة، وتحميل كل ذي مسؤولية مسؤوليته، مشدداً على أنه، دون رفع الغطاء السياسي عن مرتكبي الجرائم المختلفة في قطاع غزة، والتي من شأنها إثارة الاقتتال الداخلي مجدداً، ستتجه الأمور إلى ما هو أسوأ. سبانت