إدراكا منها بقيمة المكتبة و دور الكتاب في تطوير العملية التعليمية و الإبداعية و سد احتياجات الطلاب من الكتب و المراجع وضعت جامعة صنعاء على عاتقها توسيع رقعة المكتبات في الكليات و المرافق المتخصصة انطلاقا من المكتبة الأم ( المكتبة المركزية ) التي أنشأت مع إنشاء جامعة صنعاء عام 1970 لتنطلق منها مسيرة تطور مكتبية حققت حتى اليوم تطور وتوسع كبير في خدمة الكتاب والمعرفة التعليمية على مستوى الجامعة.. تطورات حاولنا اختزالها في هذا التقرير. كانت البداية متواضعة بلا شك ولكن لم تمضي فترة قصيرة حتى اخذ التطور في الخدمة والتوسع في النشاط يمتد و يتقدم عام بعد آخر حتى صار اليوم يتم إنشاء مكتبة في كل كلية وكل مركز علمي متخصص يتم إنشاءه بالجامعة فضلا عن أن هناك أقسام ببعض الكليات صار لديها مكتبة متخصصة بالقسم إلى أن وصل عدد المكتبات الجامعية حاليا إلى 28 مكتبة فرعية في مختلف كليات الجامعة و فروعها و مراكزها التخصصية بالإضافة إلى المكتبة الأم (المكتبة المركزية) . وواكب هذه التطورات والتوسع والتزايد في إعداد المكتبات إثراء هذه المكتبات بالمراجع و الكتب و أوعية المعلومات في شتى أنواع العلوم حيث صارت تحتوي المكتبة المركزية على 250الف عنوان تقريبا و 500الف نسخة أما المكتبات الفرعية بالكليات فيصل عدد الكتب المتوفرة فيها إلى أكثر من 150الف عنوان , و يصل عدد المستفيدين من المكتبة المركزية إلى أكثر من 13الف مشترك من مختلف الفئات (طلاب , باحثين , منتسبي جامعة) و لا يعني ذلك ان دخول المكتبة يقتصر على المشتركين فقط بل يرتادها عدد كبير من طلاب الجامعة وغيرهم حيث يصل عدد مرتاديها مابين (700 1000) طالب و طالبة يوميا حسب السجلات الإحصائية اليومية بالمكتبة , و نتيجة للتزايد المستمر لأعداد طلاب الجامعة الذي وصل إلى حوالي 90الف طالب وطالبة أدى ذلك إلى تزايد عدد القراء من عام إلى آخر مما استوجب تحديث الهيكل الإداري للمكتبات و توسيعه من خلال زيادة عدد الأقسام و الأجنحة المتخصصة لتسهيل الحصول على المعلومة . مكتبة الكترونية : وتماشيا مع تطورات العصر التكنولوجية وثورة الاتصال والمعلومات التي يشهدها العالم تم استحداث بعض الأقسام المتخصصة حيث تم تركيب برنامج مكتبات متخصص وحديث بالمكتبة المركزية وربط أقسام وأجنحة المكتبة بشبكة حاسوب ويجري العمل حاليا لإدخال جميع بيانات ومعلومات الكتب والدوريات في البرنامج بهدف تسهيل مختلف أعمال المكتبة وتقديم المعلومة للطالب بصورة أسهل وأسرع , كما تم توفير بوابة أمان الكترونية للمكتبة المركزية لحماية الكتب من التسرب والسرقة ويتم حاليا مغنطة الكتب الموجودة في المكتبة ليتم تفعيل وتشغيل البوابة الالكترونية ,بالإضافة إلى افتتاح قاعات جديدة لخدمات الانترنت والوسائط المتعددة وتزويدها بعدد من أجهزة الحاسوب وذلك تلبية لاحتياجات الطلاب وإقبالهم على خدمات الانترنت . خدمات المكتبة : تقدم المكتبة المركزية نوعين من الخدمات هي الخدمات غير مباشرة كتزويد المكتبات الجامعية بالكليات بكل احتياجاتها من المراجع والكتب وجميع أوعية المعلومات المختلفة واختيارها الاختيار الأمثل من الطبعات الجديدة والمتنوعة لأكثر من مؤلف , و كذا تقديم خدمات الفهرسة والتصنيف والتجهيز للكتب وإعداد بطائقها بحسب المؤلف والعنوان والموضوع وبحسب الرموز التي تتطلبه عملية التدوين بهدف تسهيل استخراجه واسترجاعه , بالإضافة إلى خدمات التجليد والترميم للكتب التالفة جراء الاستخدام المتكرر من قبل الطلاب . أما النوع الثاني من خدماتها فهو الخدمات المباشرة التي يتم تقديمها وتسهيلها للطالب كخدمة الإعارة وتشمل إعارة داخلية وإعارة خارجية للطلاب والباحثين المشتركين في المكتبة , وكذا خدمة الإرشاد والتوجيه لكل مرتاديها عن كيفية البحث عن الكتب يدويا و اليا واستخدام الأجهزة وأي معلومات أخرى , وتقديم خدمات الانترنت للطلاب والباحثين ومنتسبي الجامعة وبأسعار رمزية تصل إلى عشرين ريال للساعة , كما تقدم خدمة التدريب العملي لطلاب قسم المكتبات والمعلومات والطلاب الذين يتم إرسالهم من مختلف الكليات والمراكز المتخصصة , وخدمة التصوير الداخلي لمرتاديها بمبلغ رمزي , بالإضافة إلى تقديم خدمة الإحاطة الجارية وهي من الخدمات المكتبية المعروفة تتمثل في الإعلان عن كل جديد يصل إلى المكتبة . وأوضح مدير عام المكتبات بجامعة صنعاء علي عبد الحميد حامد لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ان هناك عدد من الأهداف المستقبلية لتطوير عمل المكتبات بالجامعة كالتوسعة في المباني الحالية وإنشاء مبان جديدة وكذا توفير الكتاب الالكتروني بالنظام المكتبي لإدخال جميع البيانات الخاصة بالمراجع والكتب والدوريات إلى هذا النظام بما يساعد المستفيدين في معرفة محتوى كل مكتبة من نفس الموقع بالإضافة إلى تزويد مكتبات الكليات والمراكز بالخطوط الهاتفية وإدخال خدمات الانترنت للتخفيف من العبء على المكتبة المركزية و القيام بعملية الربط الشبكي للمعلومات مع مكتبات الجامعات اليمنية الأخرى ومراكز المعلومات المتخصصة بهدف الاستفادة مما تقدمه كل مكتبة وتبادل الخبرات مع بعضها البعض وحصول الطالب أو الباحث على المعلومة من أكثر من جهة ..مشيرا إلى انه يتم تزويد المكتبات بالكتب سنويا حيث تحدد كل كلية احتياجاتها من الكتب وعلى ضوئها يتم توفير الكتب المطلوبة ..منوها بأنه يتم تزويد المكتبات بالكتب من معارض الكتب الدولية كمعرض القاهرة الدولي للكتاب ومعرض صنعاء الدولي للكتاب ومن دور النشر المختلفة ومن المؤلفين بأسعار تشجيعية وكذا عبر الإهداء والتبادل مع الجامعات والمراكز المختلفة داخليا وخارجيا بالإضافة إلى توفير الكتب والتقارير الدولية عبر الإيداع حيث تم تخصيص جناح للأمم المتحدة وجناح آخر للبنك الدولي ويتم توفير كل التقارير الدولية لهذه الأجنحة عبر مكتبي البنك الدولي و الأممالمتحدة باليمن . وعبر مدير عام المكتبات بجامعة صنعاء عن أمله في أن يتم تجاوز بعض الصعوبات التي تواجه عمل المكتبات كإيجاد ميزانية مستقلة تفي بالاحتياجات وتمكن المكتبات من مواكبة التطورات في عمل المكتبات ويمكنها من تلبية احتياجات التخصصات المختلفة بالكليات و أعداد الطلاب والباحثين وطلاب الدراسات العليا , وكذا توسعة المبنى الحالي للمكتبة المركزية الذي لم يعد يستوعب الأعداد المتزايدة من الطلاب , وضرورة توفير أجهزة حاسوب وآلات تصوير للمكتبات بالكليات والمراكز المتخصصة لتخفيف الضغط على المكتبة المركزية .. وغيرها من الاحتياجات التي نستطيع من خلالها تحقيق الأهداف المنشودة. سبأ نت