اعلن أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم مساء اليوم الخميس ان الرئيس محمود عباس اصدر مرسومين قضيا باقالة الحكومة الحالية برئاسة اسماعيل هنية وفرض حالة الطوارىء اثر التطورات الأمنية في قطاع غزة. وقال عبد الرحيم الطيب في مؤتمر صحفي أن الرئيس عباس وقع مراسيم بحل الحكومة الفلسطينية واعلان حالة طواريء في انحاء الضفة الغربية وقطاع غزة. وأضاف الطيب "انه بموجب مرسوم ثالث سيشكل الرئيس حكومة طواريء لتحل محل حكومة الوحدة التي شكلتها حركة فتح التي يتزعمها عباس مع حركة حماس التي ينتمي اليها هنية. وكانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قد أوصت باقالة حكومة الوحدة الوطنية التي يشكل غالبية اعضائها من حركة حماس. كما اوصت اللجنة التنفيذية في اجتماع لها برئاسة محمود عباس لغرض بحث الأزمة الناشئة عن المعارك الدائرة في غزة بين عناصر من حركتي حماس وفتح ، أوصت باعلان حال الطوارئ في الاراضي الفلسطينية.. داعية الرئيس محمود عباس الى طلب حماية دولية واعلان القوة التنفيذية الذراع العسكرية لحركة حماس خارجة على القانون والدعوة الى انتخابات نيابية مبكرة. كما دعت الى اجتماع طارئ للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي يضم 130 عضوا والمكلف باتخاذ القرارات البالغة الاهمية في الشأن الفلسطيني. بالمقابل طالبت الفصائل المنطوية في إطار منظمة التحرير رئيس السلطة الفلسطينية الرئيس محمود عباس بالتوجه فورا إلىغزة، ولقاء رئيس الوزراء إسماعيل هنية لاتخاذ الإجراءات الحاسمة لوقف الاقتتال ونزيف الدم. وطالبت الفصائل في بيان صادر عنها صباح الخميس بعودة الوزراء من الخارج فورا وممارسة مهماتهم الأساسية في فلسطين.. مشددة على ضرورة وقف الاعتداءات على مقرات الأمن الوطني، ومراكز الشرطة والمرافق العامة. ودعت فصائل المنظمة إلى وقف كل محاولات التحريض التي تمارسها الإذاعات المحلية، وبعض أعضاء المجلس التشريعي على طريق وأد الفتنة وتحريم الاقتتال. كما دعا بيان الفصائل الى إعطاء الفرصة للوفد الأمني المصري ليأخذ دوره في ترتيب اجتماع عاجل بين حركتي "فتح" و"حماس"، واحترام الالتزام بكافة الاتفاقيات الموقعة بينهما. وحث البيان كافة القوى الوطنية والشخصيات والوجهاء ورجاء الإصلاح ومكونات المجتمع المدني، على تشكيل لجان إنقاذ وطني جماهيري في كل المحافظات، ومحاصرة التطورات الميدانية وحل الإشكالات بالحوار الوطني. وأدان البيان، إطلاق النار بكثافة على المسيرة الجماهيرية السلمية أمام مركز شرطة الشجاعية أثناء مرورها وكذلك في مخيم الشاطئ والتي كانت متوجهة لفك الحصار عن آل بكر والمحاصرين الآخرين، كما استنكر البيان، إنزال علم فلسطين عن مراكز الشرطة والأجهزة الأمنية، ورفع الرايات الخاصة بدلا منه. الى ذلك توالت ردود الفعل العربية والدولية المنددة بما يدور في قطاع غزة من اقتتال فلسطيني - فلسطيني بين عناصر من حركتي فتح وحماس وما ينتج عنه من سقوط للضحايا ونزيف للدم الفلسطيني. حيث عبر فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية عن قلقه البالغ إزاء التطورات المؤسفة الجارية في الساحة الفلسطينية نتيجة الاقتتال الجاري بين حركتي فتح وحماس . وأكد فخامة الرئيس في اتصالات هاتفية مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية ، وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس على ضرورة ان تضطلع القيادات الفلسطينية في كل من حركتي فتح وحماس بمسئوليتها الوطنية والتاريخية من أجل إيقاف هذا النزيف الدامي للدم الفلسطيني . وقال فخامة الرئيس:" انه لا يشرف أي مسؤول فلسطيني في الحركتين البقاء في السلطة في ظل هذا الاقتتال الجاري والنزيف المستمر للدم الفلسطيني" . وأضاف رئيس الجمهورية:" ينبغي النظر للسلطة كمغرم وليست مغنماً وان على القيادات الفلسطينية سواء في السلطة أو الحكومة أو حركتي فتح وحماس ان تتحمل مسئوليتها التاريخية لوضع حد للاقتتال والحيلولة دون سفك الدم الفلسطيني والعمل على كل ما من شأنه تحريم الاقتتال بين أبناء الشعب الفلسطيني وتجاوز الخلافات وإيجاد الحوار والتفاهم وفي إطار الالتزام باتفاق مكةالمكرمة وتعزيز وحدة الصف الوطني الفلسطيني". مؤكداً بأن ما يجري حالياً من اقتتال ونزيف دم أمر مؤسف ومؤلم ولا يخدم القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني من اجل استرداد حقوقه المغتصبة وإقامة دولته المستقلة . بدوره دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس – رئيس مؤسسة القدس ، دعا الى الوقف الفوري للتطاحن الفلسطيني، والى احترام المؤسسات الدستورية واجراء مصالحة وطنية في لبنان، على ما افادت وكالة المغرب العربي للانباء . على الصعيد الدولي اعربت الخارجية البريطانية عن قلقها بشأن تدهور الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية، وقالت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت إنه بدأ يتنامى لديها شعور بالقلق طوال الأسبوع الماضي بشأن ازدياد حدة أعمال العنف في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، معتبرة أن "ارتفاع عدد الضحايا نتيجة لهذه الأعمال يثير قلقا عميقا لدينا، وأنا هنا أطالب جميع الأطراف بذل كل ما في طاقتهم لإحلال الاستقرارفي الشوارع"، على حد تعبيرها. الاتحاد الأوروبي من جهته اعلن عن أن قلقا عميقا يساوره حيال تدهور الأوضاع الأمنية في الأراضي الفلسطينية. وقال في بلاغ صحفي صادر عنه بشأن الانفلات الأمني في الأراضي المحتلة:"يساور رئاسة الاتحاد الأوروبي قلق عميق حيال اندلاع أعمال العنف مؤخرا بين مؤيدي فتح وحماس في الأراضي الفلسطينية، والذي كلف خلال الأيام القليلة الماضية حياة أكثر من 40 شخص وجرح العديد غيرهم". في هذه الاثناء أعلنت مصادر طبية فلسطينية الخميس ان فتى فلسطينيا قتل في الاشتباكات المسلحة بين عناصر من حركتي فتح وحماس في بلدة بني سهيلة شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، كما جرح عدد اخر من المواطنين". يشار الى ان المواجهات الدامية بين حركتي فتح وحماس في قطاع غزة، قد تجددت في الايام القليلة الماضية حيث وصلت حصيلة الاشتباكات بين الحركتين الى 84 شخصا خلال اسبوع واحد، اضافة الى سقوط عدد كبير من الجرحى لم تتمكن فرق الاسعاف من تحديد عددهم بسبب استحالة تحرك سيارات الإسعاف التي يستهدفها المقاتلون. وكالات الانباء