أعتبر شعراء وفنانون يمنيون وفاة الفنان اليمني الكبير محمد حمود الحارثي خسارة كبيرة للفن عموماً في اليمن لما لعبه على مدى تجربته في تعزيز حضور خصوصية الأغنية الصنعانية على صُعد مختلفة جعلت منه رافداً هاماً الى سجل الأغنية اليمنية التي برز فيها رائداً كبيراً سيمثل رحيله فراغا ستملؤه اغانيه التي ستظل خالدة في اذهان الناس ترددها الأجيال . * متفردا بذاته: يقول الفنان الكبير محمد مرشد ناجي إن "الفنان محمد حمود الحارثي كان معروفا بصوته العذب وعزفه على العود بعكس الآخرين الذين يعزفون الأغنية الصنعانية كما انه مثل انموذجا متفردا بذاته يوضح النغمات اللحنية التي سيغنيها وهو يعزف العود بعكس الآخرين و إن تحدثنا عن صوته فله صوت جهوري عظيم يتميز بالعذوبة" . ويضيف المرشدي: " الفنان الحارثي جميل في غنائه وهو يؤدي دائما الألحان التي تمس الألحان اليافعية من خلال اللون الخفيف الذي يستعمل في الغناء الصنعاني في "السارع" فهذه حقيقه ثابته أكدها هو ذات مرة أثناء لقاء إذاعي اجراه معه المذيع الراحل السنباني و في اللحن اليافعي يتجسد في السارع "رحمة الله عليه واسكنه فسيح جناته" فقد كان لطيف المعشر و لا يتكلم الا بالخير ." * اهم الرواد : فيما قال الفنان علي سيف العودي نائب مدير عام الفنون بوزارة الثقافة : "يعد الفنان محمد حمود الحارثي واحدا من اهم الرواد الكبار في مجال الأغنية اليمنية التي اسهم من خلال موهبته الكبيرة في اثرائها . وقد تنوع الفنان الراحل الكبير بأعماله الغنائيه الابداعية و استطاع من خلالها ان يُنشر اسما كبيرا في رحابها و كما مثل الأغنية اليمنية الأصيلة في الداخل و الخارج و قد كان لي الشرف الكبير في مرافقته في هذه الفعاليات حيث استفدنا ونهلنا من تجليه الابداعي الكبير .. والراحل الكبير سيظل علما كبيرا في كل أعماله الإبداعية و قد تميز بنكهته الكوكبانية والشعبية والصنعانية والاغنية الوطنية" . * بقية الأعمدة الخمسة: الشاعر الكبير حسن الشرفي بدوره يؤكد أن الفنان محمد حمود الحارثي "كان من الرعيل الاول الذي إستطاع أن يحتفي بالأغنية الصنعانية بالنفس الصنعاني و المذاق الصنعاني و الذهنية الكوكبانية التي جاءت مع الشاعر الكبير محمد عبد الله ابن شرف الدين الذي شكل معه ثنائي متفرد اثرى الاغنية اليمنية اداءً و ولحناً و كلمات كما كان الحال في الثنائيات التي مثلها خير تمثيل الفنان الكبير احمد السنيدار و محمد قاسم الاخفش و أيوب طارش عبسي مع الشاعر الكبير الفنان عبد الله عبد الوهاب نعمان و أبو بكر سالم بالفقيه مع الشاعر المحضار" . وأضاف " الحارثي كان من بقية الأعمدة الخمسة التي ما تزال في الساحة الفنية في اليمن بعد وفاة المرحوم الكبير على بن على الآنسي.. غياب الحارثي لا أشك سيحدث فراغا فنيا يؤثر على مكونات الإبداع الغنائي في التراث اليمني ". ويعول الشرفي على المواهب الشابة لسد هذا الفراغ والتي بدأت تظهر في الساحة محاولة إلمتاس خطى الحارثي أو ان تكون نسخة من الآنسي ".. ويختتم الشرفي شهادته مؤكدا:" إن غياب الفنان الحارثي سيترك فراغا كبيرا فمثلا لو كان الحارثي ما يزال في الثلاثين او الأربعين من العمر فإن مستقبل الاغنية بلا شك سيكون إلى الافضل.. رحم الله الفنان الكبير وجعل الخير في المواهب الشابة المعول عليها سد الفراغ ا لذي سيخلفه بعد رحيله " . * خسارة فادحة : فيما اعتبر الفنان الكبير فيصل علوي وفاة الحارثي خسارة فادحة قال : " ان الساحة اليمنية بفقدان هذا الفنان الكبير قد فقدت هرماً من اهرامات الغناء اليمني الذي طالما عبر بإحساسه المرهف عن الثورة والإنسان اليمني ". * الفاجعة من جانبه وصف الفنان حسن عطاء وفاة الحارثي بالفاجعة وقال عطاء " إن فرس أخر للاغنية اليمنية قد ترجل عن جواده , و سيترك رحيله فراغاً كبيراً في ساحة الغناء والفن اليمني ". اما الفنان سعودي احمد صالح فقال " لقد خسرنا فناناً عزيزاً احبنا واحببناه من عميق قلوبنا , و قد استطاع الفنان الكبير الحارثي بإحساسه ومشاعره الراقية أن يملك حب جماهيره لأنه كان يعبر عنها بصدق الفنان و رسالته النبيلة". * المدرسة الكوكبانية : من جانبه قال الفنان عصام الاخفش بان الفنان الكبير محمد حمود الحارثي كان مدرسة مستقلة بذاتها وهي المدرسة الكوكبانية التي انفرد بها و استطاع الحفاظ عليها لتبقى خالدة بعد رحيله . واضاف ان الساحة الفنية اليمنية برحيل الحارثي قد خسرت ابرز الموثقين للتراث الغنائي اليمني . وعن تأثير تجربة الحارثي على الفنانين الشباب يقول الاخفش : لقد تربينا على صوته و انغامه ، و اغانيه هي من شكلت ذائقة الجيل الصاعد من الفنانين الشباب وبالاضافة الى ذلك هو مرجع لابداع الأغنية الصنعانية فقد غنا للارض و الوطن والحب والشوق الحنين بكل جوارحه وأحاسيسه الصادقه وهو ما يجعلنا نقتفي اثره ". * من أقطاب الغناء: الفنان شرف القاعدي اعرب عن حزنه الاليم بوفاة الفنان الكبير محمد الحارثي وقال : " رغم انها قد تبدو كبيرة الدنيا في اعيننا و أعين محبيها الا انها صغيرة ضيقة بالنسبة لي الآن حال سماعي خبر وفاه قطب من اقطاب الابداع اليمني الأستاذ محمد حمود الحارثي رحمة الله واسكنه فسيح جناته . واضاف :" بالرغم من اسهاماته الملموسة في الوسط الفني و تأسيسه المدرسة الحارثية الممتدة جذورها إلى كوكبان التأريخيه والمرتبطة باواصر القرابة مع المدرسة الاخفشية ، و بالرغم من حب الناس لهذا العملاق و قاعدته من الجمهور العريض داخل اليمن و خارجه فقد فارقنا في عصر يومنا الخميس مخلفا لأقربائه ومحبيه هذا العطاء من الابداع والفني الراقي و الاصيل الذي لن ينضب أبدا " إنا لله وإنا اليه راجعون ". * رحيل مدرسة أما الفنان الشاب حسين محب فيقول " خلف رحيل الفنان الكبير الحارثي الما بالغا فهو رحيل المدرسة الفنية المتميزة التي يسير على إثرها كثير من الفنانين الشباب . و يؤكد الفنان محب ما يتميز به فن محمد حمود الحارثي من أصالة و عاطفة ووطنية اثرى بها الغناء اليمني و أستطاع من خلالها التعبير عن مكنون هذا التراث الغنائي الذي يعتبر الحارثي احد ركائزه الاساسية . سبانت