الاحتلال يواصل توغله برفح وجباليا والمقاومة تكبده خسائر فادحة    صعقة كهربائية تنهي حياة عامل وسط اليمن.. ووساطات تفضي للتنازل عن قضيته    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    انهيار جنوني للريال اليمني وارتفاع خيالي لأسعار الدولار والريال السعودي وعمولة الحوالات من عدن إلى صنعاء    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    "استحملت اللى مفيش جبل يستحمله".. نجمة مسلسل جعفر العمدة "جورى بكر" تعلن انفصالها    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فتوى شرعية في حادث التفجير بمأرب :مرتكب هذه الجرائم يبيع دينه بدنيا غيره، ويسلم عقله لمن يذهب به إلى الهاوية
نشر في سبأنت يوم 05 - 07 - 2007

أكد فضيلة الشيخ أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني أن التفجير الإرهابي الذي شهدته مأرب الأثنين الماضي وأستهدف فوج سياحي إسباني ومرافقيهم من اليمنيين عمل لا يقره دين ولا عُرف صحيح ولا عقل صريح .
وقال فضيلته في فتوى شرعية اصدرها اليوم وتلقت وكالة الأنباء اليمنية ( سبأ) نسخة منها : " هذه الأعمال تدل على وجود من يبيع دينه بدنيا غيره أو من يسلم عقله وزمامه لمن يذهب به إلى الهاوية ".
وأضاف" إن المرء الذي يفجر نفسه وغيره بهذه الصورة المشينة قد ارتكب عدداً من الجرائم أولها أنه قتل نفسه والله سبحانه وتعالى يقول (ولا تقتٌلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) وفي الصحيحين أن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم قال " من قتل نفسه بحديدة فهو يتوجأ بها في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا " ..وثانيا أنه يتسبب بقتل غيره من المؤمنين الذي عصم الله دماءهم وأموالهم بشهادة التوحيد ، والله تعالى
يقول ( ومن يقتُل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما) ويقول سبحانه وتعالى ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ) ويقول صلى الله عليه وآله وسلم :" لزوال الدنيا أهون على الله من قتل امرئ مسلم بغير حق ).
وتابع قائلا : " اما ثالث تلك الامور أن فاعل ذلك يقتل السياح الذين دخلوا البلاد بالعهد والأمان من قبل المختصين بهذه الإجراءات وقد قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " من قتل نفساً معاهدة بغير حلها، حرم
الله عليه الجنة أن يشم ريحها " ، وقال أيضاً صلوات الله وسلامه عليه :" من أمن رجلاً على دمه فقتله فأنا برئ من القاتل وإن كان المقتول كافراًوفي الصحيحين " أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال :"
أكبر الكبائر : الإشراك بالله ، وقتل النفس " ، ففاعل ذلك يتبرأ منه المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم .. وذلك لخيانته العهد ، والله تعالى يقول (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون ) ويقول سبحانه وتعالى ( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا).
وبين فضيلة الشيخ أن " الأمان الذي يعطيه ولي الأمر أو الوزارات والدوائر المختصة بذلك لايجور هتك حرمته، ولا الاعتداء على من أُعطي له ، لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم " ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلماً - أي نقض عهده - فعليه لعنه الله ، والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا " .
وأضاف " في هذا دليل على حماية الدين الإسلامي لمن دخل بأمانه وجواره ، وأن الدين الإسلامي لا يعرف الغدر والاغتيال والجرائم، إنه دين صريح وبهذا نعرف غلط من يغدرون بالذمم، ويخونون ويغتالون أناساً لهم عهد وأمان، وأن هؤلاء مستحقون لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .
وحدد فضيلة الشيخ أبو الحسن في فتواه الأمر الرابع أن فاعل هذه الجرائم ساعٍ في الإفساد في الأرض، ومزعزع للأمن والاستقرار، وفاتح لأبواب الفتن، ومهيج للآخرين على الاقتداء به، أو الانتقام منه أو من
غيره لضحاياهم في الحادث، وتسلسل هذه الجرائم يفضي إلى نزع الأمن، وتجرؤ الأوباش، وقطع السبل، والاعتداء على المحرمات، ونهب الأموال، والسطو على الأنفس، والأموال، والأعراض .. وخامسها أن هذه الجرائم تشوه جمال الإسلام، وسماحته، وتصد عن سبيل الله عز وجل، ويستغلها مرضى القلوب في الداخل، والأعداء في الخارج، ويوظفوها لحرب الإسلام وأهله في الداخل والخارج، كما أنها تعرض بلاد المسلمين لمخاطر التدخل الأجنبي - لا سيما مع ضعف المسلمين وتفككهم دولاً وشعوباً قادةً وأفراداً.
وأضاف " لقد آن الأوان - من وقت طويل - أن يراجع أصحاب هذه الأفكار أنفسهم، وأن يحاسبوا بعضهم بتجردٍ وإخلاص، وأن يسترشدوا من أهل العلم الكبار، أهل الحلم والفضل، والعلم والتجربة، وأن يلزموا غرزهم، ويكفيهم ما قد جنوا على الأمة، فعسى أن يغفر الله - عز وجل - لهم ما اقترفت أيديهم، وعسى أن يقبل الله توبتهم، ويغسل حوبتهم، وإلا فإن أفلتوا من عقوبة الدنيا - وأنى ذلك لمن يفجر نفسه قبل غيره - فلن يفلتوا من حساب من لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.
* وفيما يلي.. نص الفتوى :
((الفتوى الشرعية في حادث التفجير بمأرب لأبي الحسن السليماني ))
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وإمام المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، ولاعدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .. أما بعد :
فلقد سمعنا بهذا الحدث التخريبي الإجرامي الذي جرى في عصر يوم الأثنيين 17 جمادي الآخر 1428 في محافظة مأرب والذي خلاصته : انفجار سيارة مفخخة في عدد من السيارات التي تحمل السُياح الأجانب ومرافقيهم من اليمنيين والذي ذهب ضحيته عدد من القتلى والمصابين من السياح الأسبانيين ومرافقيهم وغيرهم من اليمنيين .
وإن هذا الحادث المروع الذي هز المنطقة كما -أُخبرت - وغيره من الحوادث المماثلة في اليمن وغيره من البلاد الإسلامية وغيرها ليدل على وجود نوايا شريرة أو تعبئة خاطئة وضمائر وعقول يلعب بها آخرون ، وقد جُرب أن الذين يقومون بهذه الأعمال التخريبية أقوام لهم مقاصد مختلفة ، ومشارب واتجاهات متعددة ، فمنهم من ينتمي إلى الدعوة الإسلامية والدعوة بريئة من عمله هذا سواء كانوا من الجماعات السنية أو الشيعية ، ومنهم من ينتمي إلى منظمات عالمية أو إقليمية رسمية أو غير رسمية لتصفية حسابات عامة وخاصة في دولهم ، وآثاره فتن بين جهات محتقنة سياسيا أو عسكريا ، وسواء كان الذين وراء الحادث الإرهابي من هؤلاء أو من أولئك فإن هذا عمل لا يقره دين ولا عُرف صحيح ولا عقل صريح بل هذه الأعمال تدل على وجود من يبيع دينه بدنيا غيره أو من يسلم عقله وزمامه لمن يذهب به إلى الهاوية والله المستعان .
إن المرء الذي يفجر نفسه وغيره بهذه الصورة المشينة قد ارتكب عدداً من الجرائم منها :1- أنه قتل نفسه والله سبحانه وتعالى يقول : (ولا تقتٌلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) وفي الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم : أن رجلاً جُرح ولم يصبر على جرحه فأخذ مشاقص وقطع بها براجمه ، أي في أصابعه ، فما رقأ الدم - أي لم يجف - حتى مات ، فقال نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما يحكيه عن ربه عز وجل أنه قال :" بادرني عبدي بنفسه ، حرمتُ عليه الجنه " وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :" من قتل نفسه بحديدة فهو يتوجأ بها في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبدا " هذا فيمن جرح أصبعه أو طعن فسه بحديدة فمات ، فما ظنكم بمن يفجر نفسه حتى تتطاير أشلاؤه أو يحرق نفسه حتى يصير كالحممة السوداء ، فنعوذ بالله من الموت الذي يظُلم المرء في داره في الدنيا وقبره وآخرته.
2 - أنه يتسبب بقتل غيره من المؤمنيين الذي عصم الله دماءهم وأموالهم بشهادة التوحيد ، والله تعالى يقول ( ومن يقتُل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما) ويقول سبحانه وتعالى ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ) ويقول صلى الله عليه وآله وسلم :" لزوال الدنيا أهون على الله من قتل امرئ مسلم بغير حق ) اخرجه البخاري ، وفي الصحيحين "
أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال :" أكبر الكبائر : الإشراك بالله ، وقتل النفس .....". أخرجه أحمد.
3- أن فاعل ذلك يقتل السياح الذين دخلوا البلاد بالعهد والأمان من قبل المختصين بهذه الإجراءات وقد قال صلى الله عليه وعلى آله ولم : " من قتل نفساً معاهدة بغير حلها ، حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها " أخرجه احمد .
وقال أيضاً صلوات الله وسلامه عليه :" من أمن رجلاً على دمه فقتله فأنا برئ من القاتل وإن كان المقتول كافراً " أخرجه احمد ، ففاعل ذلك يتبرأ منه المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم _ وذلك لخيانته العهد ، والله تعالى يقول (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون ) ويقول سبحانه وتعالى ( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا). والأمان الذي يعطيه ولي الأمر
أو الوزارات والدوائر المختصة بذلك لا يجوز هتك حرمته ، ولا الاعتداء على من أُعطي له ، لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :" ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلماً - أي نقض عهده - فعليه لعنه الله ، والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا " أخرجه البخاري ومسلم.
وقد قال العلامة البارع الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في شرح هذا الحديث في "شرح رياض الصالحين : ذمة المسلمين واحدة ، يعني : عهدهم واحد إذا عاهد أحد من المسلمين ممن لهم .. فمثلاً : إذا دخل كافر إلى البلاد في أمان وعهد ممن لهم ولاية العهد ، او غيرهم ممن له الأمان ثم خفره أحد أستحق اللعنة من الله والملائكة والناس أجمعين ، لو أن كافراً دخل بأمان وآواه رجل مؤمن وقال له ادخل في جواري ، ثم جاء إنسان وقتل هذا الكافر - رغم أمانه من المسلم - فعلى القاتل لعنة الله والملائكة والناس أجميعين ، نسأل الله العافية ، كيف إذا دخل بأمان ولي الأمر ، على أنه مؤتمن وفي جوار وأمان الدولة ، ثم يأتي إنسان فيقتله ! هذا عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، وفي هذا دليل على حماية الدين الإسلامي لمن دخل بأمانه وجواره ، وأن الدين الإسلامي لا يعرف الغدر والاغتيال والجرائم ، إنه دين صريح وبهذا نعرف غلط من يغدرون بالذمم ، ويخونون ويعتالون أناساً لهم عهد وأمان ، وأن هؤلاء مستحقون لما أعلنه أمير المؤمنين على رضي الله عنه ، عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين والعياذ بالله .... الخ كلامه - رحمه الله _قلت : وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد أمن رجالاً من المشركين كانوا يؤذون الله ورسوله والمؤمنيين ، فلما كان يوم الفتح لاذوا بأم هانئ - وهي أمرأة من جملة المسلمين - وأراد علي رضي الله عنه - قتلهم ، فأبت عليه وأخبرت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بما يريده علي ، فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : قد أجرنا من أجرت ، وأمنا من أمنت يا أم هانئ " أخرجه البخاري ومسلم مختصراً ، وبرب له البخاري بقوله : باب أمان النساء وجوارهن ، فإذا كان الإسلام يحترم أمان المرأة فكيف بأمان ولي الأمر.
(تنبيه ) : ليس كل من كان كافرا يجوز قتله ، وإن لم يكن معه أمان إنما ذلك لمن يحارب المسلمين ، ويخرجهم من ديارهم ويظاهر على إخراجهم ، فإن لم يكن كذلك - وإن كانت دولته تحارب المسلمين - فلا تزر وازرة وزر أخرى ، ولو فرضنا أنه محارب بنفسه ، فالمرجع إلى ولي الأمر ، هو الذي يجري عليه الحكم الشرعي ، وهذا راجع إلى توافر الشروط وانتقاء الموانع
أما فتح الباب لآحاد الرعية، ففيه فتنة في الأرض وفساد كبير، والله المستعان، وانظر ما قاله صاحب الفضيلة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله .
- 4- وفاعل هذه الجرائم ساعٍ في الإفساد في الأرض، ومزعزع للأمن والاستقرار، وفاتح لأبواب الفتن، ومهيج للآخرين على الاقتداء به، أو الانتقام منه أو من غيره لضحاياهم في الحادث، وتسلسل هذه الجرائم يفضي إلى نزع الأمن، وتجرؤ الأوباش، وقطع السبل، والاعتداء على المحرمات، ونهب الأموال، والسطو على الأنفس، والأموال، والأعراض، وكل ما يؤول إلى تدخل الاستعماريين باسم المنظمات الإنسانية، وحماية الأقليات والمصالح، وغير ذلك من المصائب والشعارات الكاذبة، التي أزكم نتنها الأنوف في كثير من بلدان المسلمين.
فمن كان سبباً في ذلك؛ فليتحمل مسؤولية ما تؤول إليه هذه الأعمال أمام الله تعالى، وأمام أمته ومجتمعه، وأمام التاريخ، ولينظر بأي زادٍ يقبل على ربه؟! ولينظر أي مصير ينتظر؟! عياذاً بالله ممن زين له سوء عمله
فرآه حسناً!!.
5- هذه الجرائم تشوه جمال الإسلام، وسماحته، وتصد عن سبيل الله عز وجل، ويشتغلها مرضى القلوب في الداخل، والأعداء في الخارج، ويوظفوها لحرب الإسلام وأهله في الداخل والخارج، كما أنها تعرض بلاد المسلمين لمخاطر التدخل الأجنبي - لا سيما مع ضعف المسلمين وتفككهم دولاً وشعوباً قادةً وأفراداً.
فهل الأعمال التي تفضي إلى هذه المفاسد يصح نسبتها إلى الإسلام، أو إلصاقها به؟ وهل فاعل ذلك على صراطٍ مستقيم؟ وهل من يؤيده ويدافع عنه، ويتستر عليه، متعاون على البر والتقوى، أم متعاون على الإثم والعدوان؟ وهل هو مولود مبارك، أو مشؤوم على أمة الإسلام؟ وهل هو هذا سن سنة حسنة، أو سيئة عليه وزرها، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة؟.
لقد آن الأوان - من وقت طويل - أن يراجع أصحاب هذه الأفكار أنفسهم، وأن يحاسبوا بعضهم بتجردٍ وإخلاص، وأن يسترشدوا من أهل العلم الكبار، أهل الحلم والفضل، والعلم والتجربة، وأن يلزموا غرزهم، ويكفيهم ما قد جنوا على الأمة، فعسى أن يغفر الله - عز وجل - لهم ما اقترفت أيديهم، وعسى أن يقبل الله توبتهم، ويغسل حوبتهم، وإلا فإن أفلتوا من عقوبة الدنيا - وأنى ذلك لمن يفجر نفسه قبل غيره - فلن يفلتوا من حساب من لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.
هذه نصيحة مختصرة بسبب هذا الحادث الإرهابي - سواء كان مرتكبه ممن ينتمي إلى دعوة إسلامية أو كان ممن ينتمي إلى منظمات عالمية أو إقليمية همها التخريب والإفساد في الأرض - وأما التوسع في ذلك فله محل آخر، وقد فصلت القول في هذه المسألة في كتابي :" فتنة التفجيرات والاغتيالات: الأسباب، والآثار، والعلاج". فليرجع إليه من شاء، وأسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، أن يهدينا سواء الصراط، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يقينا شر فتنة لا تصيبن الذين ظلموا خاصة، وألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، وأن يكفينا وبلادنا والمسلمين شر الكائدين والعابثين، إنه أكرم مسؤول، وأعظم مأمول، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
سبأ نت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.