العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير طواف : العلاقات اليمنية - السورية متميّزة وهي راسخة منذ زمن بعيد
نشر في سبأنت يوم 24 - 02 - 2009

أكد السفير اليمني في دمشق عبد الوهاب طواف أن العلاقات اليمنية - السورية متميّزة، ولم يحدث لهذه العلاقة أية هزة خلال السنوات الماضية.
وقال طواف في حوار مع "السياسية" في مقر إقامته بدمشق: "العلاقات اليمنية السورية ليست حديثة عهد، فهي راسخة منذ زمن بعيد، والفتور لم ولن يعرف له طريقا إليها".
وأضاف: "هناك اتفاقيات كثيرة بين البلدين بحاجة إلى التقييم الشامل لتلافى أي قصور في التنفيذ، ونطمح إلى الوصول إلى مرحلة التنفيذ الكامل للاتفاقيات لما في ذلك مصلحة البلدين الشقيقين.
وأشار إلى أن البلدين سيسعيان مستقبلاً إلى التركيز على الاقتصاد والاستثمار والسياحة والتعليم والتدريب والاستفادة من الخبرات المشتركة.

فيمايلي نص الحوار :
* العلاقات اليمنية - السورية توصف دائما بالمتميزة، كيف تقيمون مستواها اليوم، وكذا مستوى التنسيق القائم بين اليمن وسورية إزاء مختلف القضايا التي تهم المنطقة؟
- العلاقات اليمنية السورية ليست حديثة عهد، فهي راسخة من زمن بعيد، ولليمن علاقات متميزة جداً مع سورية، ولم يحدث لهذه العلاقة أية هزة خلال السنوات الماضية، ولن ننسى في اليمن الدور السوري في تعزيز نصر قوات الثورة في الستينيات بقصف القوات الملكية بالطيران السوري آنذاك. أما الآن فأقولها بثقة: إن العلاقات بين اليمن وسورية راسخة رسوخ الجبال بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم برعاية فخامة الرئيس علي عبد الله صالح -حفظه الله- وفخامة الرئيس د. بشار الأسد، وحب الشعبين لبعضهم البعض. وبالتالي فالعلاقة بين البلدين لا تحتاج إلى سفراء لتحسين هذه العلاقة، وما دور السفراء هنا إلا لترجمة وتنفيذ الأمور الفنية، وخدمة الطلاب والمغتربين وحل قضاياهم.
وقال لي فخامة الرئيس بشار الأسد إنه على تواصل مستمر مع أخيه فخامة الرئيس علي عبد الله صالح بصورة مستمرة لتنسيق المواقف بين البلدين إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك عربيا ودولياً، خصوصاً أن اليمن وسورية يجمعهما المواقف الوطنية والقومية والعربية الأصيلة والهم المشترك إزاء ما يحدث في الساحة العربية من أحداث جسام.
كما أن زيارة فخامة رئيس الجمهورية إلى دمشق والتي "ستبدأ يوم غد وتستمر يومين" خير دليل على المستوى المتميز الذي وصلت إليه علاقات البلدين في مختلف المجالات، وهي الزيارة التي اعتبرها هامة جدا في تعزيز هذه العلاقات والانتقال بها إلى آفاق أوسع سيما في مجال تنسيق مواقف البلدين إزاء عدد من القضايا والموضوعات التي تهم البلدين الشقيقين، خصوصا ذات الصلة بتعزيز التضامن العربي والصراع العربي - الإسرائيلي.
* يطرح البعض تساؤلات تشير إلى أن فتورا ما يعتري هذه العلاقة، خصوصا بعد اعتذار فخامة رئيس الجمهورية عن حضور قمة دمشق، فضلا عن ندرة الزيارات لكبار رجال الدولة في البلدين، ما صحة ذلك؟
- أستغرب من سماع مثل هذا الطرح، فالفتور لم ولن يعرف له طريقا في العلاقات بين اليمن وسورية. أما اعتذار فخامة الرئيس عن حضور قمة دمشق فقد كان ذلك خارجا عن إرادة فخامته، والاعتذار جاء في آخر لحظة، فكما تعلم أن صحيفة "الثورة" طالعتنا قبل القمة بيوم واحد بخبر مغادرة الرئيس إلى دمشق للمشاركة في أعمال قمة دمشق؛ إلا أن أمورا طارئة حالت دون ذلك، مما جعل نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي هو من مثّل اليمن في القمة، وكان تمثيلا مشرفا، وهذا طبيعي، والإخوان في دمشق تفهموا الموضوع. كما أن فخامة الرئيس الأسد حرص خلال قمة دمشق على إقرار مبادرة اليمن للحوارالفلسطيني الفلسطيني.
كما أن سورية هي تمثل الشيء الكبير لليمن قيادةً وحكومةُ وشعباً، واليمن هو الامتداد والمتنفس الحقيقي لسورية، كما قالها الزعيم الراحل حافظ الأسد (رحمه الله). ولذا لا توجد أية قوة تقلل من المعزة والتنسيق الذي يجمع اليمن بسورية. وفخامة الرئيس (حفظه الله) معروف بتوجهه القومي العربي الإنساني، وجهوده المتواصلة لرأب الصدع بين الأشقاء داخل الوطن العربي، وفي سبيل تعزيز السلام والأمن القومي العربي.
وبالنسبة للوفود المشتركة بين اليمن وسورية فقد شهدت الشهور الماضية حركة كثيفة لمسؤولين من اليمن والعكس.
المخدرات والشركات السورية
* سلمتم سورية قائمة بأسماء بعض الشركات السورية المتورطة بإدخال مخدرات إلى اليمن عبر منتجاتها، ما الجديد في الموضوع؟ وهل هناك تجاوب سوري؟
- نعم سلمت سورية قائمة بأسماء بعض الشركات السورية المتورطة بإدخال مخدرات عبر منتجاتها إلى اليمن، وتحدثنا في الموضوع طويلاً في سبيل إيجاد طرق لمحاصرة المهربين -وهم من سورية واليمن على حد سواء- ولمست تعاونا كبيرا واهتماما جيّدا؛ لأن التهريب له ضرر على سورية واليمن على حد سواء. وهناك إجراءات صارمة ضد المتورطين، سواء كانوا شركات أم أشخاص في سورية أو في اليمن.
التعاون الاقتصادي المشترك
* في الشأن الاقتصادي وقع البلدان عدداً من الاتفاقيات في مختلف المجالات، وكذا عددا من مذكرات التفاهم، ما ثمار كل هذه الاتفاقات إلى الآن، خصوصا -وكما تعلمون- أن هناك فرقا بين التوقيع والتفعيل؟
- لدينا اتفاقيات في كافة المجالات، منها ما تم تنفيذه والبعض الآخر في طريق التنفيذ. إلا أنه لا بُد من التقييم الشامل للاتفاقيات الموقّعة حتى نتلافى أي قصور في التنفيذ، وخير لنا أن نُوقع خمس اتفاقيات في العام، ويتم تنفيذها كاملةً، خير من عشرين اتفاقية حبر على ورق.
والتقييم إلى الآن جيّد، إلا أنه ليس ممتازا، ونطمح إلى الوصول إلى مرحلة التنفيذ الكامل للاتفاقيات لما في ذلك مصلحة البلدين الشقيقين. كما سنسعى في المستقبل إلى التركيز على الاقتصاد والاستثمار والسياحة والتعليم والتدريب والاستفادة من الخبرات المشتركة.
* يتحدث مسؤولو البلدين في كل لقاءاتهما عن طموحاتهما بإقامة مشروعات استثمارية مشتركة، لاسيما في المجال السياحي والزراعي، برأيك ما الذي يحول دون تنفيذ ذلك؟ و ما دور السفير في تفعيل تنفيذ الاتفاقات والمشاريع المشتركة، خصوصا -وكما هو معروف- أن دبلوماسية السفير تلعب دورا كبيرا في ذلك؟
- دور السفير هو المتابعة والتطوير للعلاقات بين الدول، وإيجاد فرص استثمارية مشتركة، وتعريف البلد المعتمد لديه بالفرص الاستثمارية التي يملكها بلده، والترويج السياحي.
وبالنسبة لى في سورية فأنا حريص على الدفع بالعلاقات الاقتصادية عبر الاجتماعات المشتركة مع رجال الأعمال، وتسويق الفرص الاستثمارية لليمن في سورية وتعزيز تعاون الغرف التجارية بين البلدين، وتقريب وجهات النظر وتذليل أي صعاب فنية على ضوء الصلاحيات الممنوحة للسفير، وهناك تصورات لنا، خلال هذا العام، بترتيب دعوة لبعض رجال الأعمال السوريين إلى زيارة بلادنا للإطلاع عن قرب على الميزات التي تتمتع بها والفرص المتاحة للاستثمار في مجال السياحة وغيرها.
* يشكل خليج عدن بوابة عبور للمنتجات السورية إلى القرن الإفريقي، في حين يشكل مرفأ اللاذقية بوابة عبور للمنتجات اليمنية إلى أوربا، ما الجديد في موضوع فتح خط نقل بحري مباشر بين عدن واللاذقية؟
- الجديد في ذلك موافقة مجلس الوزراء لبلادنا مؤخراً على الانضمام الى الشركة السورية - الأردنية للنقل البحري، وبدورنا عملنا على استكمال الاجراءات وسيكون الشهر المقبل موعداً لوصول فريق من صنعاء إلى دمشق لمناقشة تفاصيل الانضمام، هذا الانضمام سيشكل خطوة هامة إلى الأمام في مجال سهولة ويسر انتقال البضائع من اليمن إلى سورية، ومن ثم إلى أوربا عبر ميناء اللاذقية على البحر الابيض المتوسط والعكس من سورية والأردن إلى ميناءي الحديدة وعدن وإلى دول القرن الافريقي. وبالتالي سنحل مسألة طول المسافة البرية بين اليمن وسورية عبر الأردن والسعودية من ناحية نقل البضائع من وإلى اليمن، وبالتالي انخفاض التكلفة وزيادة الصادرات والواردات.
الطلاب اليمنيون المبتعثون
* يعاني الطلاب اليمنيون الدارسون في سورية إشكاليات كثيرة، منها ما يتعلق بالجانب اليمني، ومنها ما يتعلق بالجانب السوري، ما دوركم في حل هذه الإشكاليات؟
-عملنا على حل إشكالات كثيرة للطلاب منذ لحظة وصولي إلى دمشق، سواء داخل السفارة أو مع التعليم العالي في اليمن أو مع التعليم العالي والجامعات في سورية.
* سمعنا أنكم تبذلون مساعي لرفع مخصصات الطلاب اليمنيين الدارسين في سورية، والتي لا تكفي سوى لعشرة أيام، إلى أين وصلتم في هذا الشأن؟
- بالنسبة لمرتبات الطلاب في سورية خاصة، وفي باقي الدول عامةً، لا تلبي طموحات الطالب في التحصيل العلمي، من حيث الاستقرار النفسي للتفرغ الكامل للدراسة، وأن نوفد مائة طالب إلى الخارج في تخصصات ليست موجودة في الجامعات اليمنية، وبمرتب كافٍ خير لنا من أن نوفد ثلاثمائة طالب بمرتب قليل.
* قمتم بجولة تفقدية للطلاب والجالية اليمنية في مختلف المحافظات السورية، ما هي نتائج هذه الجولة؟ وما هو وضع الجالية؟ وكم عددها؟
- كما تعلم أن هناك ما يقارب 2500 طالب يمني يدرسون في سورية، منهم حوالي 1300 طالب على نفقة الدولة، وهذا بالطبع عدد كبير، ولهم مشاكل كثيرة. وهناك جالية صغيرة في سورية، وقد سارعت منذ وصولي إلى دمشق بالالتقاء بالطلاب والمغتربين المتواجدين في سورية وبدأت بالطلاب والمغتربين في محافظة دمشق وريف دمشق، والتقيت معهم في مدرّج كلية الهندسة بجامعة دمشق، تعرفت على مشاكلهم وهمومهم، ثم قمت بزيارة إلى المحافظات، شملت كلاً من: حمص وحماة وحلب واللاذقية والقرداحة، بصحبة المستشار الثقافي والمستشار الطبي والمستشار الثقافي المساعد للشؤون المالية والقنصل، والتقيت في كل محافظة على حدة المحافظ ورئيس الجامعة والعمداء ومسؤولي حزب البعث بالجامعة، والتقيت بالمغتربين وطلاب الصحة وطلاب الدفاع، في هذه الزيارة حققنا عدّة أهداف، منها: التعرف على المسؤولين في المحافظات ومناقشة بعض الاشكاليات مع الجامعات وحلها، وزودت الطلاب بالتعليمات التي تعينهم في تحصيلهم العلمي، وتعرفت على مشاكل الطلاب والمغتربين من أرض الواقع، وفتحنا للطلاب اليمنيين مجالاًً أوسع مع رؤساء الجامعات واساتذتها لتبني حلول لمشاكلهم. وعملت على ايجاد مفهوم جديد للتواصل مع الطلاب والجالية، وذلك بالذهاب إليهم وتلمس همومهم عن قرب وحلها، كذلك وعدت الطلاب بدعمهم مالياً ومعنوياً في انشطتهم الثقافية واحتفالات تخرجهم، وفي إقامة المعارض التعريفية باليمن أرضاً وإنساناً وحضارةً.
* لكن معظم الطلاب اليمنيين يشكون من التعامل غير المرن من قبل الملحقية الثقافية والمالية في السفارة؟
- الملحقية الثقافية تبذل جهوداً طيّبة في سبيل خدمة الطلاب، وأنا مشرف ومتابع لأعمالهم، ونطالبهم ببذل المزيد من الجهود. وبدوري: مكتبي مفتوح لكل الطلاب، ورقم جوالي مع كل الطلاب، وما جئنا إلى سورية إلا لخدمة أبناء اليمن والحفاظ على مصالحه، فإن كان هناك تقصير من سفير أو غيره فالرجوع إلى الوطن أولى وترك المنصب لمن هو جدير به.
* مضى على تعيينكم سفيرا للجمهورية اليمنية لدى سورية أشهر قليلة، ما هي
أولوياتكم للفترة القادمة؟
- سأحرص كل الحرص على مراجعة نقاط القوة والضعف في هذه العلاقات بغية الارتقاء بها إلى مستوى العلاقات السياسية والتاريخية، وأحمد الله أني وجدت تجاوبا كبيرا ابتداء من مكتب فخامة الرئيس بشار الأسد وانتهاء بمكتب أصغر مسؤول في سورية.
* بعد تسلمكم تمثيل اليمن لوحظ تحرك نشط من قبلكم وعلى مختلف الصعد، هل يمكن أن نعتبرها البداية التي يعقبها خمول أم ستكون بالوتيرة نفسها؟
- منذ البداية، وضعت خطة عمل متكاملة منها ما هو آنٍ، ومنها ما هو قصير ومتوسط وطويل الأجل، فبدأت من داخل السفارة، توزيع المهام مع طاقم السفارة وإعطاءهم الصلاحيات المناسبة للنجاح في العمل. والحمد لله، هناك طاقم ممتاز في السفارة، ويعمل بجد ونشاط، وبدأت بتنفيذ خطة العمل من صنعاء عبر التزود بكل التعليمات والتوجيهات من القيادة السياسية ممثلةً في فخامة الرئيس علي عبد الله صالح، رئيس الجمهورية (حفظه الله)، ومن قيادة الوزارة ممثلةً بوزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي، ونائبه الدكتور علي مثنى، والوكلاء بالوزارة، ثم حرصت على الالتقاء بسفير سورية في اليمن الاستاذ العزيز عبد الغفور صابوني، بهدف التنسيق لخدمة مصالح البلدين الشقيقين.
* عادة يكتفي بعض السفراء العرب في إطار عملهم الدبلوماسي بالاتفاقات والبرتوكولات، فيما ينفرد المتميزون منهم بما هو أبعد من ذلك من منطلق تمثيل البلدين وليس بلده فقط، وإيمانا بالوحدة القائمة بين شعوب الوطن العربي. أين تجد نفسك من ذلك؟
- الاتفاقيات والبروتوكولات هي صيغ متقدمة للعلاقات بين الدول، فعبر هذه الاتفاقيات تنشأ لجان مشتركة في كافة المجالات للانتقال من علاقات التعارف والمجاملات إلى علاقات التعاون والتنسيق المشترك والترابط بين الشعوب عبر المصالح المشتركة، أما السفير المتميز فهو الذي يعمل على تمثيل بلده بمسؤولية وأمانة ويرعي مصالحها ويدافع عن حقوق مواطنيه بما لا يضر بمصالح الدولة المعتمد لديها، ويسعى إلى الدفع بالعلاقات والاتفاقيات الموقعة إلى فضاء التنفيذ، وتذليل أي صعوبات تقف عائقة أمام تنفيذ الاتفاقيات، كما أنه يعمل على إيجاد مجالات جديدة والبحث عن كل ما يدفع بالعلاقات بين البلدين. كما أنه ملزم بإظهار الوجه الجميل والثقافة الجميلة لبلده إلى الآخرين، والدفع بالعلاقات الاقتصادية؛ لأن الاقتصاد هو الرافعة للعلاقات السياسية، والحمد لله ففي بلدنا اليمن كثير من المجالات التي تمثل نجاحاً بارزاً يجعل الآخرين يسعون إلى الاستفادة منها، وكذلك، سورية برعت ونجحت في كثير من المجالات التي ينبغي علينا في اليمن الاستفادة منها.
أما بالنسبة للعوائق التي تقف حائلاً بين الشعوب، فلا يوجد أي عوائق تذكر بين اليمن وسورية تعيق التنقل بينهما، سواء على مستوى تنقل الناس أم انسياب الخدمات.
* كيف يقضي السفير يومه؟ وما الذي يؤرقه ويسعده؟ بنظرك ما هي أهم أجندة السفير؟ وما هي الصعوبات التي تعترض عمله؟ وكيف يتجاوزها؟
- يبدأ يومي في الخامسة صباحا، أصلي الفجر، ثم أقرأ القرآن، وأطالع الصحف، ومن ثم أغادر البيت إلى السفارة في الثامنة والنصف، والعمل حتى الثالثة عصراً، وفترة المساء في المنزل لمراجعة البريد والقراءة والكتابة في أطروحة الدكتوراه، وجزء من وقتي لعائلتي وولديّ عمار ووليد.
الذي يؤرقني الوضع العربي السيئ، والانقسام المخيف بين العرب، وانحراف المعارضة عن دورها المعروف في اليمن، وتناقص البترول، الانفجار السكاني في اليمن، ظاهرة الارهاب، التطرف الديني، ضرب السياحة وزعزعة الامن والاستقرار من قبل عناصر مأجورة، ضعف الولاء الوطني لدى البعض، التدخلات الدولية السلبية في الوطن العربي.
أما ما يسعدني هو الاستقرار في اليمن، تطور البُنى التحتية، يقظة أبناء اليمن للمخططات الهادفة إلى زعزعة استقراره، النجاح في عملي ودراستي، النجاح في اقامة علاقات ممتازة مع الآخرين وتسخيرها لخدمة الوطن، السعادة لعائلتي.
أهم أجندة السفير: خدمة الوطن، الدفع بالعلاقات اليمنية - السورية، تمثيل الوطن خير تمثيل، رعاية أبناء الوطن، التعريف باليمن اقتصادياً واستثمارياً وسياحياً، التطوير المستمر للقدرات العلمية الشخصية.
وبخصوص سؤالك عن الصعوبات التي تعترض عمل السفير؛ فأهمها: عدم تجاوب الآخرين معه، وعدم منحه الصلاحيات المطلوبة، وعدم وجود فريق محترف معه في العمل، وتردي العلاقات بين دولته ودولة الاعتماد، وتدني قدرات السفير في طريقة تعامله مع الآخرين، وعدم المرونة، ولتجاوزها يجب على السفير، تنفيذ توجيهات القيادة السياسية ووزارة الخارجية بصدق ومسؤولية، وحب الآخرين، الايجابية في التعامل مع الآخرين، أن يكون قدوة في تصرفاته، التواضع في التعامل، الحرص على المال العام، تلمس هموم الطلاب و الجالية وحل قضاياهم، المرونة.
السفير عبدالهواب في سطور
عبد الوهاب هادي محسن طواف، سفير الجمهورية اليمنية لدى سورية، من مواليد 1974 م/ عمران، مديرية "حوث"، متزوج وله ولدان (عمار ووليد)، ماجستير في العلاقات الدولية من جامعة صنعاء، مواصل في تحضير الدكتوراه "جامعة دمشق"، دبلوم كمبيوتر، دورات دبلوماسية في "الأمم المتحدة، ايطاليا، الصين، المعهد الدبلوماسي".
السياسية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.