يختتم اليوم السبت المهرجان النسوي الرياضي الثقافي الاجتماعي الأول فعالياته المتنوعة الذي نظمته الإدارة العامة للمرأة بوزارة الشباب والرياضة على مدى أسبوعين. وحقق المهرجان الذي حظي بإشادة المؤسسات والمنظمات المعنية بالمرأة لما حققه من مخرجات طيبة تضمنها برنامجه العام، نجاحاً متميزاً من خلال فعالياته المختلفة التي شملت العابا رياضية ومسابقات ثقافية وفنية ومعارض فنون التشكيلية فضلا عن المشاركة الواسعة من قبل الفتيات وطالبات المدارس. بهذا الصدد أشاد وزير الشباب والرياضة حمود عباد بنجاحه وبجهود اللجنة المنظمة له ووجه بتمديد فعالياته أسبوعا أخر بعد زيارته مع وزير التربية والتعليم عبد السلام الجوفي للمهرجان, وعبر عباد والجوفي عن إعجابهما بما شاهداه من تفاعل وحراك غير مسبوق في جميع مناشطه وبالحضور النسوي المتميز واللافت طوال أيامه حتى من ذوات الاحتياجات الخاصة. بدوره أشاد وكيل أول وزارة الشباب والرياضة معمر الإرياني بما حققه المهرجان من نجاح وتميز لفعالياته والذي عكس إبداع الفتاة اليمنية والجهود الكبيرة التي بذلتها اللجنة المنظمة للمهرجان. وقال "إن المهرجان يأتي ترجمة لمضامين البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية وضمن برامج وزارة الشباب الهادفة إلى تفعيل الأنشطة الرياضية والثقافية للفتاة لما من شأنه تطوير وتنمية قدراتها". النائب الأول لرئيس الاتحاد العام لكرة القدم نجيب العوج أعرب عن إعجابه بتجربة المهرجان ودعا إلى تعميمها في عموم محافظات الجمهورية لما لها من مردود إيجابي يتعلق بتطوير قدرات المرأة وصقل مواهب الفتيات الصغار. من جانبها أعربت مدير عام إدارة المرأة بوزارة الشباب رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان نورا الجروي عن سعادتها لتحقيق أهداف المهرجان لاسيما الإنساني منه تجاه دار رعاية المريضات النفسيات، مبينة أنه تم رصد مبلغ ثلاثة مليون ريال وبنسبة 90 % من عائدات التذاكر التي تم بيعها في المهرجان. وقالت " تم شراء بالمبلغ أدوية ومستلزمات طبية لدار الرعاية النفسية كهدية من المهرجان وتعبيرا عن الإحساس بالمسؤولية تجاه نزيلات الدار وخلق حالة من التواصل بينهن وبين المجتمع". وأضافت لقد حرصنا في المهرجان على الجانب الديني من خلال المحاضرات الإرشادية والتوجيهية للفتيات بواجبات المرأة تجاه دينها وقضايا أمتها الإسلامية بالاستعانة بمحاضرات من خريجات المعهد العالي للإرشاد بوزارة الأوقاف فضلا عن السير حسب طبيعة الأعراف والعادات والتقاليد اليمنية التي مثلت مرتكز انطلاق المهرجان. واعتبرت أن المهرجان الذي يقام لأول مرة مثل تظاهرة كبيرة نظرا للكم الكبير الذي شارك في فعالياته والذي وصل حسب الإحصاءات المسجلة إلى أكثر من 40 ألف امرأة وفتاة. ولم تخف الجروي عن وجود صعوبات واجهت المهرجان كنقص الدعم المالي الذي أنحسر على جهات معينة فقط, معربة في ذات الوقت عن تقديرها العميق لكل من تتطوع لإنجاحه وخروجه بهذا المستوى المشرف والرائع حسب الشهادة التي تلقاها من الكثير من الجهات الرسمية وغير الرسمية وممن ارتدن المهرجان واطلعن على أنشطته. رئيس اللجنة الرياضية في المهرجان سميرة الصباحي اعتبرت أن المهرجان مثل خطوة هامة غير مسبوقة نظرا لعدد المشاركات والبرنامج المكثف الذي تضمنه سواء في الجانب الرياضي أو غيره من الجوانب. ولفتت إلى أن الفعاليات الرياضية شهدت منافسات متميزة للغاية, فضلا عن المعلومات والقوانين التي تلقتها اللاعبات في مختلف الألعاب الرياضية كما أشادت بجهود مدير عام التربية والتعليم بأمانة العاصمة وتعاونه الكبير في إنجاح المهرجان. رئيس لجنة الفروسية بالمهرجان المذيعة التلفزيونية أحلام السياغي نوهت إلى الإقبال الكبير للفتيات على ركوب الخيل موضحة أن أكثر من 2254 فتاة امتطت الخيل أغلبهن من سن 12 -14 سنة. وأرجعت السياغي الحاصلة على المركز الثاني ببطولة الشيخ عبد الله الأحمر للفروسية إقبال الفتيات على تعلم ركوب الخيل إلى حالة التحدي داخل المرأة لكسر حاجز الفارق بينها وبين الرجل وإعلان بقدرتها على القيام بكل ما يقوم به الرجل ,وتمنت أن تفتح مضامير خيل مستقلة كي تمارس المرأة أو الفتاة هذه الرياضة بكل حر. وقالت: إن ارتداء زي الفارس أضفى جوا حماسيا ودافعا قويا للفتاة لركوب الخيل محاكاة لمن سبق من المجاهدات المسلمات كخولة بنت الأزور وغيرها. وقالت الطالبة من مدرسة عائشة أسماء محمد: إن المهرجان حقق واحدا من أحلامها وهو ركوب الخيل, مشيرة إلى أنها كانت أمنية من أمنيتين تحلم بتحقيقها هي السباحة وركوب الخيل, وتمنت أن تتكرر مثل هذه الفعاليات بفترة أطول خاصة في العطلات لكي تتمكن الفتيات من تحقيق أحلامهن. ولم تخف منى سعد الله طالبة من مدرسة زينب (12 عاما) حبها لركوب الدراجات النارية قائلة إنها سارعت للمجيء إلى المهرجان من منطقة هبرة عندما قرأت اللافتات المعلقة بإقامة المهرجان وأن سعادتها زادت عندما وجدت هوايتها تتحقق وأنها أخيرا استطاعت ركوب وقيادة الدراجة. رؤوفة الشراعي مدربة في لعبة الشطرنج أشارت إلى أن البطولة التي أقيمت لم تكن لمجرد المنافسة وتقديم الجوائز التشجيعية بقدر ما حرصت اللجنة المنظمة على تزويد المشاركات وتعريفهن بقوانين لعبة الشطرنج وتهيئتهن للمشاركة في فعاليات وبطولات قادمة بأكثر جاهزية. وقالت لقد تم التركيز على ذوات الميول لهذه اللعبة التي تعلم من يمارسها الصبر والتخطيط المتأني وتعمل على تنشيط الذاكرة وتوسع مدارك العقل. وأشارت إلى أن منافسات البطولة أفرزت مواهب واعدة سيكون لها مستقبل زاهر إذا ما حظيت بالاهتمام والرعاية والمتابعة من قبل المعنيين والجهات ذات الاختصاص. وقال أحمد العززي رئيس لجنة تقييم المسرح ": المهرجان شهد عرض 20 عمل مسرحي تضمن قضايا المرأة وهمومها وتطلعاتها, والمشاكل الاجتماعية التي تواجهه وأحقية تعليمها وغيرها من القضايا التي تهم المرأة ".. مشيرا إلى أن المهرجان منح الكثير من الفتيات الظهور على خشبة المسرح تم اختيارهن حسب الميول لهذا النوع الفني من 42 مدرسة بأمانة العاصمة. وبين أنه تم استعراض لكافة المواهب وتصنيفها في الشعر والإنشاد والغناء فضلا عن المسابقات الثقافية الهادفة بشكل يومي ضمن برنامج ثقافي حرص على التنوع في أنشطته بما يلبي تطلعات المشاركات في هذا المجال. عضو اللجنة الثقافية ناصر الدبا قال إن هناك مواهب ممتازة وجيدة أفرزتها الفعاليات الثقافية في المهرجان خصوصا في الجانب المسرحي حيث برزت العديد من الإبداعات النسوية طوال الفعاليات وأثبتت الفتاة بإنها عنصر فاعل يملك الكثير من الأوراق والألوان لرفد الجانب الثقافي في بلادنا. لكنه أكد في الوقت نفسه الحاجة إلى مزيد من الدعم والرعاية خاصة في ظل وجود نقص في النص المسرحي المتميز والإخراج. وأوضحت مشرفة المعرض التشكيلي خلود الحرازي أنه تم بيع 50 لوحة تشكيلية وذهب 25 % من عائداتها المالية إلى دار الرعاية النفسية. وقالت: إن برنامج الفن التشكيلي ركز على إبراز مواضيع معاناة المرأة وحمل رسالة إلى المجتمع عبر عدد من اللوحات تم رسمها خلال فعاليات المهرجان للالتفات إلى المريضات النفسيات بدور الرعاية بهدف الإحساس بالمسؤولية تجاههن وتقديم مايمكن تقديمه من رعاية لهن. وأكدت أن المشاركة كانت متميزة وأن المرسم الحي مثل فضفضة عما يدور بداخل الموهبة, كما مثل فرصة لتعريف الفتيات بالفن التشكيلي حيث تم تزويد المشاركات في المرسم بمعلومات وتوجيهات لصقل موهبة الرسم وتعزيز القدرات في هذا الجانب.