اختتمت في العاصمة المصرية القاهرة اعمال الحوار الفلسطيني دون التوصل إلى اتفاق مصالحة شامل بسبب وجود بعض القضايا العالقه. وأعلن رئيس كتلة حركة فتح في المجلس التشريعي، وعضو وفد فتح للجنة الحكومة في حوار القاهرة، عزام الأحمد بعد ظهر اليوم، أنه تم رفع جلسات الحوار الوطني قبل قليل. وأوضح الأحمد أنه جرى الاتفاق على جولة جديدة من الحوار، مرجحا أن تبدأ في الأسبوع المقبل . الى ذلك أكدت حركة حماس أن الوفود المتواجدة في القاهرة أنهت الجولة الأولى من الحوارات الفلسطينية الفلسطينية والمتعلقة بالملفات الخمسة المطروحة على طاولة الحوار،وان الوفود جميعها ستغادر القاهرة عدة أيام للتشاور مع قياداتها ومؤسساتها للعودة خلال الأسبوع القادم . وأشار الناطق باسم حماس وعضو الحوار فوزي برهوم في بيان صحفي الى أن أجواء الحوار اتسمت بالجدية والإيجابية والحرص على إنجاح الحوار وتذليل كافة العقبات، وقد تم معالجة العديد من القضايا الرئيسية والجوهرية وبقيت قضايا أخرى جوهرية تحتاج لمزيد من التشاور حولها. بينما أكد مصدر مسئول في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن الحوار الوطني الشامل في القاهرة يراوح مكانه في القضايا الرئيسية الثلاث. ونقلت قناة الجزيرة عن مصادرها في القاهرة القول انه جرى الاتفاق بين الفصائل على إصدار بيان ختامي يشدد على أن المحادثات أجريت في أجواء إيجابية غير متوقعة وغير مسبوقة وأنه حدث تقدم كبير في القضايا الحاسمة . وأضافت المصادر أن التقدم الكبير حدث في قضايا إجراء الانتخابات وتوحيد الأجهزة الأمنية والمصالحة الوطنية وإصلاح منظمة التحرير وتسمية الحكومة، لكن بقيت ثلاث قضايا عالقة تحتاج إلى الرجوع لقيادات الفصائل للتشاور بشأنها، وهي خاصة بالنظام الانتخابي وبرنامج الحكومة والمرجعية المؤقتة لمنظمة التحرير. وأوضحت أن القاهرة ستدعو مجددا بعد وقت قصير هذه الفصائل بعد استكمال مراجعاتها مع قياداتها. في السياق ذاته قال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية -لم يفصح عن اسمه- إن مدير جهاز المخابرات العامة المصري عمر سليمان التقى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في واشنطن. ولم يرد شيء عن ما تناولته المحادثات بين الجانبين، لكن مصدرا مصريا رجح أن الهدف من اللقاء كان البحث عن ضمان قبول أميركي لمشاركة حركة المقاومة الإسلامية حماس في حكومة وحدة وطنية معترف بها دوليا. ونقلت الجزيرة عن مصادرها القول إن جزءا من زيارة سليمان يركز على برنامج الحكومة ومشاركة حماس فيها للوصول إلى القبول الدولي لهذه الحكومة وبالتالي فتح الباب أمام وصول المساعدات لإعمار غزة. وكانت مصادر قالت في وقت سابق إن الفصائل الفلسطينية اقتربت من صياغة البيان الختامي لاتفاق المصالحة. وأضافت أن ممثلي الفصائل للحوار الفلسطيني في القاهرة اتفقوا على تسمية الحكومة الفلسطينية القادمة باسم "حكومة توافق", على أن تشكل وفقا للقانون الأساسي الذي يعطي الأغلبية في المجلس التشريعي وزناً أساسيا، لكن مع مراعاة التوافق الوطني. وذكرت مصادر في حماس إن الحركة تطالب بتوضيح اللبس الحاصل بين صلاحيات المرجعية القيادية المؤقتة التي اتفق على تشكيلها، وصلاحيات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. وكان الحوار الوطني الفلسطيني اطلق بمؤتمر عقد في القاهرة في 26 فبراير الماضي بمشاركة 13 فصيلا فلسطينيا بهدف انهاء الانقسام الفلطسيني الذي كرس بعد الاقتتال بين حركتي فتح وحماس وسيطرة الاخيرة على قطاع غزة في يونيو 2007. وبدات في العاشر من الشهر الجاري خمس لجان اجتماعا للبحث في خمسة ملفات هي تشكيل حكومة توافق وطني، تحديد موعد وترتيبات الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة في الاراضي الفلسطينية. كما تشمل الملفات اعادة هيكلة منظمة التحرير لضم حركتي حماس والجهاد والمبادرة الوطنية (برئاسة مصطفي البرغوثي) اليها، اعادة تنظيم وتوحيد الاجهزة الامنية الفلسطينية ولجنة للمصالحات الداخلية وللاتفاق على اجراءات لمنع تكرار الاقتتال بين فتح وحماس. .