لماذا يخجل أبناء تعز من الإنتساب إلى مدينتهم وقراهم    المحتجون الحضارم يبتكرون طريقة لتعطيل شاحنات الحوثي المارة بتريم    باوزير: تريم فضحت تهديدات بن حبريش ضد النخبة الحضرمية    الراجع قوي: عندما يصبح الارتفاع المفاجئ للريال اليمني رصاصة طائشة    يحق لبن حبريش قطع الطريق على وقود كهرباء الساحل لأشهر ولا يحق لأبناء تريم التعبير عن مطالهم    في تريم لم تُخلق النخلة لتموت    إنسانية عوراء    وتؤكد بأنها على انعقاد دائم وان على التجار رفض تسليم الزيادة    فوز شاق للتعاون على الشروق في بطولة بيسان    رونالدو يسجل هاتريك ويقود النصر للفوز وديا على ريو آفي    كرة الطائرة الشاطئية المغربية.. إنجازات غير مسبوقة وتطور مستمر    تغاريد حرة .. عندما يسودنا الفساد    وسط تصاعد التنافس في تجارة الحبوب .. وصول شحنة قمح إلى ميناء المكلا    تضامن محلي وعربي واسع مع الفريق سلطان السامعي في وجه الحملة التي تستهدفه    منظمات مجتمع مدني تدين اعتداء قوات المنطقة العسكرية الأولى على المتظاهرين بتريم    إب.. قيادي حوثي يختطف مواطناً لإجباره على تحكيمه في قضية أمام القضاء    القرعة تضع اليمن في المجموعة الثانية في تصفيات كأس آسيا للناشئين    من الذي يشن هجوما على عضو أعلى سلطة في صنعاء..؟!    وسط هشاشة أمنية وتصاعد نفوذ الجماعات المسلحة.. اختطاف خامس حافلة لشركة الاسمنت خلال شهرين    الرئيس المشاط يعزي في وفاة احد كبار مشائخ حاشد    سان جيرمان يتوصل لاتفاق مع بديل دوناروما    لبنان.. هيئة علماء بيروت تحذر الحكومة من ادخال "البلد في المجهول"    تعرّض الأطفال طويلا للشاشات يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب    إيران تفوز على غوام في مستهل مشوارها في كأس آسيا لكرة السلة    أسوأ يوم في تاريخ المسجد الأقصى !    تعاون الأصابح يخطف فوزاً مثيراً أمام الشروق في بطولة بيسان الكروية 2025    الرئيس الزُبيدي يشدد على أهمية النهوض بقطاع الاتصالات وفق رؤية استراتيجية حديثة    إجراءات الحكومة كشفت مافيا العملة والمتاجرة بمعاناة الناس    محافظ إب يدشن أعمال التوسعة في ساحة الرسول الأعظم بالمدينة    مهما كانت الاجواء: السيد القائد يدعو لخروج مليوني واسع غدًا    عصابة حوثية تعتدي على موقع أثري في إب    الصراع في الجهوية اليمانية قديم جدا    منتخب اليمن للناشئين في المجموعة الثانية    رصاص الجعيملاني والعامري في تريم.. اشتعال مواجهة بين المحتجين قوات الاحتلال وسط صمت حكومي    الأرصاد الجوية تحذّر من استمرار الأمطار الرعدية في عدة محافظات    وفاة وإصابة 9 مواطنين بصواعق رعدية في الضالع وذمار    خطر مستقبل التعليم بانعدام وظيفة المعلم    من الصحافة الصفراء إلى الإعلام الأصفر.. من يدوّن تاريخ الجنوب؟    طالت عشرات الدول.. ترامب يعلن دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ    الاتحاد الأوروبي يقدم منحة لدعم اللاجئين في اليمن    الريال اليمني بين مطرقة المواطن المضارب وسندان التاجر (المتريث والجشع)    صنعاء تفرض عقوبات على 64 شركة لانتهاك قرار الحظر البحري على "إسرائيل"    الهيئة التنفيذية المساعدة للانتقالي بحضرموت تُدين اقتحام مدينة تريم وتطالب بتحقيق مستقل في الانتهاكات    الفصل في 7329 قضية منها 4258 أسرية    جامعة لحج ومكتب الصحة يدشنان أول عيادة مجانية بمركز التعليم المستمر    دراسة أمريكية جديدة: الشفاء من السكري ممكن .. ولكن!    هيئة الآثار تنشر قائمة جديدة بالآثار اليمنية المنهوبة    موظفة في المواصفات والمقاييس توجه مناشدة لحمايتها من المضايقات على ذمة مناهضتها للفساد    اجتماع بالمواصفات يناقش تحضيرات تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي    مجلس الوزراء يقر خطة إحياء ذكرى المولد النبوي للعام 1447ه    لا تليق بها الفاصلة    حملة رقابية لضبط أسعار الأدوية في المنصورة بالعاصمة عدن    ( ليلة أم مجدي وصاروخ فلسطين 2 مرعب اليهود )    رئيس الوزراء: الأدوية ليست رفاهية.. ووجهنا بتخفيض الأسعار وتعزيز الرقابة    رجل الدكان 10.. فضلًا؛ أعد لي طفولتي!!    مرض الفشل الكلوي (15)    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإرياني: العدالة والمساواة أمام القانون الصمام الرئيسي لحماية الوحدة
نشر في سبأنت يوم 16 - 05 - 2009

أكد المستشار السياسي لرئيس الجمهورية النائب الثاني للمؤتمر الشعبي العام، الدكتور عبد الكريم الإرياني، أن الوحدة اليمنية هي الحدث الأول في تاريخ اليمن الحديث منذ عدة قرون وليس منذ عدة عقود وما تحقق من خلال الوحدة اليمنية لا يستطيع احد أن يقيمه إلا إذا كان قد عاش مرحلة التشطير.
وأوضح في حوار أجرته معه صحيفة "26 سبتمبر" أن الوحدة اليمنية تعني الأمن والاستقرار والتنمية وتعني الديمقراطية والتعددية وحرية التعبير وهذه القضايا مهما اختلفنا على مظاهر أخرى من عدم الاتفاق والتوافق لكن لا يجوز للقضايا الفردية المتفرعة عن هذه المبادئ أن تتحول إلى مبادئ.
وقال: "أنا أنطلق مما ينادي به الرئيس، أن الوحدة هي السقف وكل شيء تحت هذا السقف قابل للنقاش، إن كان هناك مظلمة سنناقش المظلمة وتزال وإن كان هناك حيف أو نقص على أحد، فمن حقه أن يطالب بالقضاء أو انتهاء هذا الحيف مادمنا تحت سقف الوحدة"، مشيرا إلى أن الصحافة ترسم صورة مغايرة تماماً للواقع قائلا: "هناك مشاكل لكن تضخيمها هو الذي يؤدي إلى هذه التقديرات والعنف والكفاح المسلح والكلام الذي ليس له أساس من الصحة".
واعتبر أن اليمن ارتقى بالوحدة وأصبح مؤهلا للقيام بدور إقليمي مؤثر يستوجبه موقعه الجغرافي والاستراتيجي وكذلك الحضور الكبير لليمن سكاناً وموارد.
وفيما يلي نص الحوار:
سؤالنا الأول يتعلق بمرور 19 عاماً على قيام الجمهورية اليمنية.. كيف تقرؤونها؟ وما هي الإنجازات الأبرز التي تحققت خلالها؟
- لا شك أن الوحدة اليمنية هي الحدث الأول في تاريخ اليمن الحديث منذ عدة قرون وليس منذ عدة عقود.. وما تحقق من خلال الوحدة اليمنية لا يستطيع أحد أن يقيمه إلا إذا كان قد عاش مرحلة التشطير. 19 عاماً من عمر الوحدة تعني جيلاً جديداً. لا شك أن جيل القراء الجدد عن الوحدة اليمنية لا يدركون ماذا عنت وماذا تعني اليوم هذه الوحدة. كنا نعيش في حالة توترات، عدم الأمن والاستقرار، صراع في المناطق الوسطى، حروب مباشرة بين الشطرين... كل ذلك هو مظهر من مظاهر التشطير، وبالتالي فإن المنجز الأول هو: إنهاء الصراع المباشر بين أبناء الوطن، وأبناء الوطن لم يكونوا هم المتصارعين، الصراع كان بين السلطات في الشطرين، ولذلك لا يمكن تقدير ماذا تعنيه الوحدة اليمنية إلا إذا عدنا إلى ما قبل الوحدة ومنجزات الوحدة هي الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الصحافة وحرية التعبير. هذا هو المنجز الفكري للوحدة اليمنية. أما المنجز المادي فلا يمكن حصره ولا عده. وبفضل الوحدة يستطيع المواطن اليمني أن يغادر صنعاء الساعة السادسة صباحاً ويتناول طعام الغداء في سيئون أليست تلك نعمة؟! أيضاً يغادر المواطن عدن وخلال ساعات يكون في تعز لا يعترضه معترض. كانت خشبة الشريجة أشبه بجدار برلين وهي خشبة صغيرة. أتمنى أن الجميع يقدر هذا المنجز الذي لم يأت إلا بفضل الوحدة.
الوحدة اليمنية تعني الأمن تعني الاستقرار، تعني التنمية، تعني الديمقراطية والتعددية وحرية التعبير. وهذه القضايا مهما اختلفنا على مظاهر أخرى من عدم الاتفاق والتوافق لكن لا يجوز للقضايا الفردية المتفرعة عن هذه المبادئ أن تتحول إلى مبادئ. والشيء الذي يتمناه أي وطني وحدوي هو ألا تتحول قضايا الخلاف الجانبي إلى مبادئ تحل محل الوحدة، محل الديمقراطية، محل التعددية، ومحل حرية التعبير.
لكن الجيل الجديد الذي تربى في كنف الوحدة كيف يمكن له أن يشعر بمعاناة الآباء والأجداد الذين عاصروا التشطير؟
- أنا أعتقد أن الإعلام والتعليم هما الوسيلة الأساسية لنشر الوعي وتعميق هذا المفهوم في أوساط جيل الوحدة وكذلك إشاعة العدالة، لأن الجيل الجديد ربما يعطى الانطباع أن ليس هناك عدالة، وليس هناك مساواة، ولأنه لم يعش تلك المرحلة قد ينطلي هذا الكلام عليه، لكن ضمان العدالة والمساواة أمام القانون هو الصمام الرئيسي لحماية الوحدة.
هل نعتبر العقدين الماضيين من عمر الوحدة فترة كافية لتجاوز الوحدة مرحلة الخطر؟ وما هي الضمانات المطلوبة للحفاظ على الوحدة الوطنية من وجهة نظركم؟
- القول إن عقدين أو ثلاثة أو عقداً واحداً من مرور هذا الزمن هو ضمانة كافية لحماية الوحدة، أنا لا أعتبر الوقت أو الزمن هو المقياس. أنا أعتبر ما تحققه الوحدة للمواطن من الأمن والاستقرار والعدالة والحرية والديمقراطية هو صمام الأمان الحقيقي. أما الزمن فليس مقياساً. إذا غابت هذه الشروط التي نؤمن بها ونعيشها فيصبح الزمن غير ذي قيمة.
كنت رئيساً للجنة السياسية عن الجانب الشمالي أثناء محادثات إعادة تحقيق الوحدة.. ما هي المشاهد التي يمكن أن تكشف عنها اليوم والتي رافقت المحادثات في تلك الفترة سواءً من حيث صعوبتها وكنتم تخشون من أن تفشل المحادثات أم من حيث أنها كانت مشجعة على تحقيق النجاح؟
- للإجابة على هذا السؤال بشكل مفصل يفترض الرجوع إلى ملف تلك الفترة، لكنني أذكر أثناء الاجتماعات عندما كنت رئيس الجانب الشمالي والأخ سالم صالح رئيس الجانب الجنوبي، وبعد أخذ ورد ومشاورات تبلورت فكرة وهي نواة التعددية السياسية وعرضت في أحد الاجتماعات واعتبرت بعد موافقة الرئيس عليها أنها خطوة انفراجية.
لكن أهم شيء في تلك المحادثات أننا لم نكن نتفاوض بأن الحزب الاشتراكي والمؤتمر الشعبي هما الطرفان الوحيدان اللذان لهما الحق في حكم الدولة الجديدة. بمعنى لم نتفاوض على ألا نسمح بالحزبية أو لا نسمح بالتعددية وقد كانت فيه مخاضات سابقة، والحقيقة أن أحداث 13 يناير 86 م في الشطر الجنوبي ولدت تياراً قوياً وكان المرحوم جار الله عمر وراءه، هو أن الوسيلة الوحيدة لإيقاف دوامة الصراعات المتتالية في الشطر الجنوبي هو الاعتراف بالآخر.
والحقيقة أنه أثناء مناقشات اللجنة السياسية كلنا الأعضاء من الشمال والجنوب كنا ننطلق من أن نحن لا نفاوض أنفسنا ولكن نفاوض من منطلق الاعتراف بالآخر.
بما أن الشطرين في تلك الفترة كانا يعيشان تحت ظل الحكم الشمولي، ألا ترى أن القبول بالتعددية والحرية والديمقراطية تعتبر قفزة نوعية كبيرة إلى الأمام؟
- هي كذلك ليس في إطار الشطرين ولكن في إطار المنطقة في ذلك الوقت، وذلك بعكس اليوم عندما يتم الحديث عن الديمقراطية وعن التعددية كأمر عادي. اللجنة السياسية مر عليها عشرون عاماً وليس تسعة عشر عاماً وفي ذلك الوقت لا شك أن الحديث عن التعددية والديمقراطية والاعتراف بالآخر كان خطوة متقدمة بكل المقاييس. لكن الآخرين اليوم لا يعتبرونها قضية.
اليمن ارتقى بالوحدة وأصبح مؤهلا للقيام بدور إقليمي مؤثر يستوجبه موقعه الجغرافي والاستراتيجي وكذلك الحضور الكبير لليمن سكاناً وموارد.. كيف يمكن تحقيق ذلك؟
- يفترض أن يكون السؤال: هل اليمن بالوحدة حقق دوراً إقليمياً ودولياً يتناسب مع هذه الوحدة؟ وليس كيف يمكن تحقيق ذلك؟ أنا أقول إن اليمن بوحدته قد حقق دوراً إقليمياً ودولياً وسياسياً واهتماماً عالمياً يستحيل أن يكون ذلك متوفراً في حالة التشطير 100 %.
كيف تنظر للوحدة اليمنية كعامل أمن واستقرار في الجزيرة والخليج؟
- أعتقد أن ما صدر عن الدول إقليمياً وعن الدول دولياً وما يدركه المجتمع الدولي وليس فقط دول الإقليم من أن الوحدة اليمنية هي عامل أمن واستقرار للمنطقة كلها.. وما يأتي عكسها لا يمكن أن يكون مصدراً لأمن واستقرار المنطقة.
هذا الموضوع لا غبار عليه، وليس محل خلاف إقليمي ولا دولي الوحدة اليمنية اليوم أكثر أهمية في تحقيق أمن واستقرار المنطقة من يوم إعلانها.. وعلى من يعتقد أن التلاعب بمبدأ الوحدة سوف يجر إلى تعاطف دولي أو إقليمي من منطلق الأمن والاستقرار فهو مخطئ.. وعلى من يعتقد أنه إذا تشطر اليمن فهو أكثر أمنا واستقراراً فتلك قمة الخطأ الاستراتيجي ولا أقول السياسي.
ما يسمى بالحراك الجنوبي.. هل هناك بالفعل هذه التسمية وكيف ترون تعامل الدولة مع ما يطرحونه من مطالب؟
- أنا لست متابعاً يومياً لقضايا الحراك وإنما أحضر اجتماعات ومناقشات. ولكن أنا أنطلق مما ينادي به الرئيس أن الوحدة هي السقف وكل شيء تحت هذا السقف قابل للنقاش. إن كان هناك مظلمة سنناقش المظلمة وتزال، وإن كان هناك حيف أو نقص على أحد، فمن حقه أن يطالب بالقضاء أو إنهاء هذا الحيف، مادمنا تحت سقف الوحدة، وإلى الآن ماعدا تفرعات شاذة تدعو إلى قيام دولة الجنوب السابقة وعودة سلاطينها وملاطينها، فهذا صوت ليس له حتى صدى. أما من يشكو ويقول هناك حقوق منتهكة، فالرئيس قال تحت سقف الوحدة طالب بما ترى وستأخذ ما تستحق.. لكن أطالب بما ليس حقي فهذا لا يجوز.
كيف تستقرئ الواقع السياسي الراهن في ضوء تزايد هذه الدعوات وتصاعد الأعمال التخريبية في عدد من مديريات المحافظات الجنوبية وكذلك في صعدة؟
- بالنسبة لصعدة فلها قصة أخرى. أما جانب العنف في ردفان فهو محدود ولكنه مضخم. وكما أعلم أن الموضوع دار فيه حوار وانتهى العنف. فليس عنفاً يؤدي إلى تغيير واقع المجتمع وواقع الوحدة، كون البعض يلجأ إلى العنف قد يكون عنفاً وذلك يرجع إلى عدم تقدير واقعي لتوازن القوى. ومن يقرأ الصحف، وقد التقيت بالعديد منهم هؤلاء يأتون ويفسرون لي وإن كنت لا أدعي أنني قارئ جيد للصحف المحلية بالحق أو الباطل، لكن الصحافة ترسم صورة مغايرة تماماً للواقع. هناك مشاكل لكن تضخيمها هو الذي يؤدي إلى هذه التقديرات والعنف والكفاح المسلح والكلام الذي ليس له أساس من الصحة. وأنا لا أعتقد أن هذا الخط هو الذي يقود حتى الحراك وأقصد به خط العنف.
في تقديري أن الحراك العنيف طابعه محلي جداً والحوار والنقاش هو الوسيلة لإنهاء مظاهر العنف. أما مظاهر الشكوى السياسية وغيرها هي ليست حراكاً. هناك شكاوى في صنعاء وشكاوى في الحديدة وفي كل المدن. والمطالبة بحقوق تحت سقف الوحدة أنا أتصور أن هذا لن ينتهي ولا يجوز أن ينتهي لأنه لا يمكن أن الناس جميعاً يعيشون في صلاة وسلام. الناس من حقهم أن يشتكوا ومن حقهم أن يعارضوا ويطالبوا وليس هذا محصوراً فقط في الحراك.
أشرت إلى أن الإعلام يضخم الأمور حتى لو كانت الأحداث محدودة.. لكن إلا ترى أن الإعلام الرسمي له سلبياته أيضاً حيث يندفع أحياناً فيغلب لغة الانفعال على الحقيقة؟
- بالنسبة لدور الإعلام الحزبي والأهلي يجب ألا نضيق به وهذا في رأيي هو المبدأ وعندما نضيق بهم يجب أن نعطي ما يقولونه شيئاً من المصداقية.
الضيق في الإعلام الحزبي أو الأهلي لا أوافق عليه. لكن على هذا الإعلام إبراز الحقيقة كما هي.. وهذا ينطبق أيضاً على الإعلام الرسمي الذي يجب أن يكتفي بإبراز الحقيقة ولا يدخل معهم في مهاترات فتضيع الحقيقة. صحيح أنا لست إعلامياً ولكن إبراز الحقيقة كما هي هو أقوى من الرد على من يفتري.
الوحدة شيء ثابت ولا خوف عليها.. لكن الإعلام الرسمي بالغ في الدفاع عنها حتى ظن من لا يعرف الواقع اليمني أن اليمن على وشك العودة إلى التشطير، كيف يمكن التعامل مع الواقع؟
- إبراز الحقيقة كما قلت والاعتراف بالخطأ إن كان هناك خطأ هذا ما يجب أن يفعله الإعلام الرسمي، وذلك أفضل بكثير من عرض الوحدة وكأنها في خطر إعلامي. علينا واجب جميعاً الدفاع عن الوحدة في الحديث، في النقاش. لكن هذا موضوع آخر. والإعلام الرسمي يجب ألا يكون منجراً وراء الإعلام غير الرسمي أو المعارض. لأن الإعلام المعارض معارض لا يمكن أن يقول إن كل شيء على ما يرام وذلك في كل الدول وليس في اليمن فحسب.
أما إذا سلِّم بكل شيء فكيف سيكون معارضاً. إن الذي يهمني -كما قلت هو- ألاَّ ننجر وراء الإعلام غير الواقعي وغير الحقيقي وأن الرد على المفترين هو عرض الحقيقة كما هي. على المدى القريب قد يقول البعض: هذا لا يفيد ولا بد أن نرد بعنف، لكنني أقول على المدى البعيد يجب أن يكون الرد بالتوازن والحكمة والمنطق. أما المعارض فهو معارض. اليوم يستعمل المنطق وغداً يستعمل أسلوباً آخر. فلا يجوز أن يصبح الإعلام المعارض هو الذي يقود الإعلام الرسمي. وإلى أي مدى هذا الأمر حاصل؟ أقولها صراحة إنني لا أستطيع الجزم بذلك.
ما هي رؤيتكم كمسؤول سياسي مخضرم لتجاوز هذه الإشكالات؟
- بالممارسة والتجربة نستطيع تجاوز كل إشكال، سواءً في الديمقراطية أو في حرية التعبير.. لم نرتق إلى مستوى مسؤولية هذا المبدأ لا معارضة ولا سلطة.
أنا ليس لدي وصفة جاهزة لتجاوز هذه الإشكالات، لكن وصفتي أن الاستمرارية في التعامل مع الرأي والرأي الآخر هو الذي سيؤدي إلى بلوغ الرشد في قضايا الإعلام. أنا أقول إن الرشد لم يبلغ بعد لا من قبل المعارضة ولا من قبل الإعلام الرسمي. ولكن الزمن هو الذي سيؤدي إلى بلوغ الرشد والتوازن والمصداقية.
هناك من يقول إن الدبلوماسية اليمنية في التعامل مع القضايا ضعفت في الفترة الأخيرة وهو ما جعلها تفقد الكثير من الأوراق الرابحة.. ما تعليقك؟
- هذا الكلام جديد عليِّ. أنا أرى أن الدبلوماسية اليمنية مؤدية لمهامها ولا أجد أن مثل هذا الكلام صحيحاً.
تأجيل الانتخابات ودعوة الرئيس للحوار الوطني.. كيف تقيمون هذين الحدثين؟ وما هي الضمانات الكفيلة لنجاح الحوار في تحقيق الأهداف المرجوة منه؟ - أولاً: تأجيل الانتخابات بالنسبة لي كان شراً لا بد منه، ولا شك أن رد الفعل الشعبي العام كان أقل سلبية مما كنت أنا أتوقعه.
ثانياً: عند ربط تأجيل الانتخابات بقضايا الحوار وإجراء التعديلات الضرورية كان ذلك لمزيد من الديمقراطية ولمزيد من الشفافية ولمزيد من التوازن في العملية الانتخابية، رغم أن التأجيل لم يكن مرحباً به دولياً لكن الظروف الداخلية فرضت ذلك لضمانة مشاركة الجميع وربما أن التضحية تستاهل.
ثالثاً: إن التأجيل مربوط بإجراء حوار جاد، تعديل دستوري، تعديل في قانون الانتخابات، وربما تعديل في ترتيبات الدوائر. هذا الكلام كله يتحمل مسؤوليته المؤتمر الشعبي والأحزاب الممثلة في مجلس النواب، ثم يأتي دور المجلس الوطني للمعارضة ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات السياسية المستقلة، لأن هذه الساحة لا تستطيع أن تحولها إلى ساحة حوار مع كل من في الميدان لكل الفئات، المبرر يبدو منطقياً لكن كيف يبدأ الحوار. وخارطة الطريق لهذا الحوار والوصول به إلى مكانه الصحيح في مواعيد زمنية. فإذا تعطلت المواعيد سيصبح هذا الاتفاق كارثة على الديمقراطية بأكملها.
المجلس الوطني للمعارضة أصدر بياناً قال فيه إنه معترض على تأجيل الانتخابات؟
- هذا من حقه، لأن الحوار كان محصوراً ليس في جميع أحزاب اللقاء المشترك، كان محصوراً بين الأحزاب الممثلة في مجلس النواب، وهذا منطقي. لكن بعد التوقيع وحتى في اللقاء المشترك قالوا يجب أن يشارك فيه الجميع، ونحن نقول: يجب أن يشارك فيه الجميع، بشرط ألا يتحول إلى سوق عكاظ الذي لن يوصل إلى نتيجة.. فلا بد من وضع إطار عام لهذا الحوار وإشراك الآخرين حتى في مراحل متأخرة. لكن المسؤولية الأولى والأخيرة تقع على الأحزاب الممثلة اليوم في مجلس النواب.
هل هذا الاتفاق ملزماً لكل القوى السياسية؟
- لا، ليس ملزماً لكل القوى. فالمجلس الوطني اعترض وهذا من حقه.
هناك قوى سياسية تقول إن اليمن يعيش فراغاً دستورياً بعد تأجيل الانتخابات؟
- اسأل أي شخص مطلع على دستور الجمهورية اليمنية وسيثبت لك بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا الكلام هراء وكل ما تم هو في إطار الدستور وليس هناك فراغ دستوري على الإطلاق.
بالرغم من الاتفاق على تأجيل الانتخابات لكن ما تزال المهاترات السياسية بين الأقطاب السياسية قائمة وخاصة بين المؤتمر والمشترك.. ما هي أسباب هذه المهاترات؟ وهل يمكن أن يصلا إلى نقطة التقاء خلال العامين القادمين؟
- أن نقول إنه لا يجوز الحوار إلا ونحن سمن على عسل فهذا كلام غير معقول. هناك معارضة وهناك حزب حاكم، سنختلف اليوم وغداً وبعد غد. لكن لا يجوز أن يكون هذا الخلاف لتأجيل الحوار وإذا قرر أحد الطرفين أنه لا يريد الحوار حتى نكون سمناً على عسل أقول: وداعاً أيها الحوار!
هل أنت متأكد من نجاح نتائج الحوار؟
- نعم متأكد، لأن النوايا الحسنة كانت متوفرة عندما وصلنا إلى هذا الاتفاق. ولكن هناك خشية وأنت على حق في سؤالك وهو أن تصبح المهاترات الجانبية مبرراً لعدم مباشرة الحوار ووضع الإطار العام والتحرك السريع في سبيل تحقيق أهداف ما اتفق عليه.
ما صحة ما يقال عن أن المؤتمر الشعبي العام عازم على تشكيل حكومة ائتلاف وطني والتخلي عن حكومة الأغلبية ترعى الحوار القادم وتحقق الإصلاحات؟
- أنا خارج الحكومة السابقة والحالية والقادمة وليس لدي علم بذلك.
هناك تسريبات إخبارية حول عودة علي سالم البيض لمزاولة العمل السياسي مع أن ما يسمى بالحراك الجنوبي قد أعلن أنه تم انتخابه كرئيس لهم.. ماذا تتوقع من البيض من مواقف سياسية وما أثر ذلك على مستوى الوطن ووحدته؟
- أنا لا أنوب عن البيض في كل ما يريد أن يفعله، وبالنسبة لعلي سالم البيض هو الذي أعلن الانفصال ولا أتوقع منه أكثر مما قد فعل.
يزعم المشترك أن المؤتمر الشعبي العام يلجأ للاستقواء بالأغلبية العددية.. هل في ذلك خطأ قانوني؟
- قانونياً لا. لكن الحقيقة أن الأقلية الصغيرة هي التي فرضت نفسها على الأغلبية الكبيرة وربما في ذلك خير للوطن والديمقراطية.
التمترس غير المسؤول الذي تقوم به بعض القوى السياسية.. ما مدى انعكاساته السلبية وتأثيره على التجربة الديمقراطية في اليمن؟
- التمترس وراء المواقف أو غيرها هو حيلة العاجز وإلا تعال حاور، ناقش، طالب... ولماذا هذا التمترس؟ العاجز هو المتمترس.
في ضوء مضامين استراتيجية الحكم المحلي.. هل سيتم تعديل كافة القوانين لتكون ملائمة مع توجهات الانتقال إلى الحكم واسع الصلاحيات؟
- نعم، ثم نعم، ثم نعم. هناك قوانين تعوق الحكم المحلي كامل الصلاحيات وهذه يجب تعديلها خلال العامين القادمين. وأقول: الحكم المحلي الذي استخدمه الرئيس في عدن الحكم المحلي كامل الصلاحيات لأنه أصبح هناك جدل.. حكم محلي واسع الصلاحيات وحكم محلي كامل الصلاحيات إذا عدنا إلى خطاب الرئيس في عدن العام الماضي هو حكم محلي ووصفه بدقة كامل الصلاحيات وذلك يعني ألا يكون أي قانون مركزي يتنافى مع هذا.
وأقول إن الذين يعتقدون أن الحكم المحلي كامل الصلاحيات سوف يصبح مفهوما ومطبقاً ونافذا بين عشية وضحاها هم خياليون، لكن المبدأ أن المواطن يعرف أن هذا هو مستقبل السلطة وهو واقعها النهائي الذي ليس بعده واقع آخر وهو واقع الحكم المحلي كامل الصلاحيات.. أنا باعتقادي يجب استخدام الكلمات والجمل أكثر وضوحا، فالحكم المحلي كامل الصلاحيات هو أكثر وضوحاً، من الحكم المحلي واسع الصلاحيات لأن الواسع ليس كاملا ولكن الكامل شامل.
بالنسبة للتعديلات المؤجلة.. هل سيتم إنجازها؟
- نعم. هذه التعديلات ضرورة؛ أولا: هي جزء لا يتجزأ من برنامج الرئيس الانتخابي، وثانيا: هذه التعديلات مطلوبة من أجل تحقيق ما تم الاتفاق عليه مع الأحزاب الممثلة في مجلس النواب وهذا شرط. ثالثا: التعديلات الدستورية -إن وجدت أنا لا أعرفها- اللازمة للوصول إلى حكم محلي كامل الصلاحيات، شرط: إذا لم نحقق هذه الأشياء سنجري انتخابات في 2011 على أي أساس؟!
أشرت في جواب سابق إلى أهمية الإعلام وتناوله للقضايا.. كيف يمكن أن نصل إلى خطاب إعلامي وسطي يثق فيه الناس ويصدقونه؟
- أنا لست إعلاميا، ولكن أنا أتحدث فيما أستطيع أن أتصوره وليس فيما استطيع أو أدعي علمه.
ما تقييمكم للقرارات التي صدرت مؤخرا عن الدورة الثانية للمؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام؟
- هي قرارات في غاية الأهمية وأهم ما فيها ضرورة وضع إطار عام وجدول زمني مع المعارضة للوصول إلى تحقيق المبادئ التي اتفق عليها والتي أدت إلى تأجيل الانتخابات. هذه أصبحت مسؤولية مشتركة لا تستطيع المعارضة أن تقول هذه مهمتنا ولا يستطيع المؤتمر أن يقول هذه مهمته وليس من حق المؤتمر أن يضع شروطا للحوار وليس هناك شروط والرئيس كان مطلق الوضوح ولا يجوز للمعارضة إذا كانت مقتنعة أن هذا هو الطريق الصواب أن تبحث عن مبررات أياً كانت لتأجيل البدء في هذا الحوار.
لكن الرئيس قال في خطابه أنه يتمنى ألا تبقى هذه القرارات حبيسة أدراج اللجنة الدائمة.. كيف يمكن تطبيقها على الواقع؟
- أعتقد أن هذه مسؤولية الأمانة العامة وأنا متأكد أنهم سيبدؤون بتنفيذها، لكن أنا تحدثت عما يخص المجتمع اليمني ككل المؤتمر وغيره. أما ما يخص المؤتمر وهو الأغلب الأعم في تلك القرارات فهي مسؤولية الأمانة العامة.
البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح شكّل في مضمونه منظومة إصلاحات متكاملة. هل سيتم تنفيذه بالكامل خلال العامين القادمين؟
- عليك أن تعود إلى الكتاب الذي وزع أثناء انعقاد المؤتمر السابع للمؤتمر الشعبي العام، وسترى إلى أي مدى تم تنفيذه مما ورد في برنامج الرئيس الانتخابي. لكن الإصلاحات السياسية العامة وإصلاح المنظومة الكاملة لبناء الدولة الحديثة، أنا أعتقد أنه يحتاج أكثر من دورة انتخابية.
المهندس حيدر العطاس يصفك بالصديق، وأنت كذلك تصفه بالصديق، وفي تعليق سابق لك قلت إن الصداقة شيء ومصلحة الوطن شيء آخر. لماذا لا تستغل هذه الصداقة لتقريب وجهات النظر؟
- الشرق شرق، والغرب غرب، ولن يلتقيا. لقد ذهب مشرقا وذهبت مغربا، أو ذهبت مشرقا وذهب مغربا. أنا أعتقد بعد حديث العطاس لقناة "الجزيرة" أنه لم يغلق أبواب الصداقة لكنه أغلق أبواب التفاهم.
هل معنى ذلك أنه لا مجال للتواصل نهائياً؟
- هذا ناتج من إطار مواقفه القائمة والله يعلم ما تأتي به الأيام لكن لا الوطن ولا الوحدة ولا الديمقراطية مرهونة بحيدر العطاس وعبد الكريم الإرياني والحمد لله رب العالمين.
نخرج من الشأن المحلي إلى الشأن العربي.. كيف تنظر إلى الوضع العام في العالم العربي وخاصة ما يحدث في العراق وفلسطين؟
- سُئلت الشاعرة المخضرمة الخنساء عندما أصيب أخوها صخر بالشلل: كيف صخر؟! وهي كانت تحبه حباً مطلقاً.. فأجابت لا حي فيرجى ولا ميت فينعى.
هل معنى ذلك أن هذا الوصف ينطبق على الوضع العربي العام؟
- هذا جوابي على سؤالك.
صحيفة السياسية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.