توجه الناخبون في بلغاريا اليوم الأحد الى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات برلمانية لهم منذ الانضمام إلى الاتحاد الأوربي في يناير عام 2007 . وفتحت اللجان الانتخابية أبوابها عند الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (0300 بتوقيت جرينتش), بحيث يتم اغلاقها عند السابعة مساء, وسط توقعات بزيادة اقبال الناخبين قليلا عن 50 % مثل ما كان عليه قبل اربعة اعوام. ويحق لنحو 9ر6 مليون ناخب مسجل في بلغاريا الادلاء بأصواتهم فيما بين الساعة السادسة صباحا والسابعة مساء بالتوقيت المحلي (0300 إلى 1600بتوقيت جرينتش). ويتوقع أن تظهر نتائج استطلاعات رأي الناخبين لدى خروجهم من مراكزالاقتراع في أعقاب انتهاء موعد التصويت, ولكن نظرا لنظام الانتخابات المعقد في بلغاريا فإن النتائج الاولية الموثوق بها لن تظهر قبل صباح يوم غد الاثنين . ويأمل البلغار في انتخابات الدورة ال 41 للبرلمان البلغاري ان تطلق من جديد الاصلاحات الرامية الى محاربة الفساد المستشري ومعالجة اقتصاد تضرر بشدة جراء الازمة العالمية. واظهرت استطلاعات الرأي ان الحزب الاشتراكي الذي يقود الحكومة الائتلافية الحالية سيتحمل عبء غضب الناخبين الناجم عن الركود والأجواء التي يفلت فيها من العقاب كبار مرتكبي الجرائم التي افقدت بلغاريا مساعدات بملايين اليورو. وتختلف هذه الدورة عن سابقاتها حيث سيتم التصويت خلالها على قوائم فردية واخرى حزبية اذ نص التعديل على القانون الانتخابي الذى اقر خلال شهر ابريل الماضي اجراء الانتخابات بالقائمتين على الا يزيد تعداد نواب البرلمان من القوائم الفردية عن 31 نائبا من 240 نائبا اجمالى تعداد البرلمان البلغاري. ويتنافس فى هذه الانتخابات البرلمانية 18 حزبا وائتلافا سياسيا الا ان المنافسة الحقيقية تنحصر بين خمسة احزاب وقوى سياسية تتمثل فى الحزب السياسي الجديد الصاعد (المواطنون من اجل التطور الاوروبي فى بلغاريا) والذى يتزعمه عمدة العاصمة صوفيا بويكو بوريسوف والذى تقدم فى انتخابات اختيار نواب بلغاريا فى البرلمان الاوروبي والتى اجريت فى الشهر الماضى. ويخوض هذه المنافسة الحزب الاشتراكي البلغاري الحاكم والذى يتزعمه رئيس الوزراء الحالي سيرجيه استانيشيف وحزب المسلمين البلغار (حركة الحقوق والحريات) والذي يتزعمه احمد دوجان والحزب القومي المتطرف المعادي لتواجد المسلمين البلغار من اصل تركي على الاراضى البلغارية (اتاكا) والذي يتزعمه فودين سيديروف والائتلاف الارزق الذى يضم عددا من الاحزاب اليمينية الصغيرة . ويتوقع العديد من المراقبين الا تتجاوز نسبة المشاركة الشعبية فى عملية التصويت نسبة ال 55 فى المائة نظرا للشعور العام لدى المواطنين بخيبة الامل فى تحسين الاوضاع الاقتصادية على ايدى جميع الحكومات المتعاقبة بعد مرحلة التحول الاقتصادى والسياسى منذ عام 1989. فيما يشعر المواطنون البلغار بعدم جدوى الانضمام الى الاتحاد الاوروبى ومواصلة اتهام السلطات البلغارية من قبل بروكسل بعدم اتخاذ الاجراءات الصارمة فى مواجهة الفساد وجماعات الجريمة المنظمة الامر الذى ادى الى تجميد اكثر من مليارى يورو كانت مخصصة للقطاع الزراعى فى بلغاريا من الصناديق الاوروبية للتنمية. ووفق اخر استطلاعات الراى فان حزب عمدة صوفيا سيحصل على الاغلبية بنسبة تتراوح بين 29 الى32 %, يليه الحزب الاشتراكي البلغاري بنسبة تتراوح بين 20 الى 22 % . ويأتي فى المرتبة الثالثة حزب المسلمين البلغار (حركة الحقوق والحريات) بنسبة تتراوح بين 13 الى14 % , يليه الحزب القومي المتطرف (اتاكا) بنسبة تتراوح بين 9 الى11 %, ومن ثم ائتلاف الاحزاب اليمينية (الائتلاف الازرق ) بنسبة تترواح بين 8 الى 9 % . وسيتعين على الحكومة الجديدة سرعة التأكد من ان بروكسل لن تفرض عقوبات جديدة على المعونات التي تحتاجها بلغاريا بشدة لتمويل اقتصادها الذي يفتقر الى السيولة ولجذب المستثمرين الذين ابتعد كثير منهم عن الدولة الواقعة في منطقة البلقان هذا العام. على عكس الحكومة الحالية التي عملت على انضمام بلغاريا البالغ عدد سكانها 7.6 مليون نسمة, الى الاتحاد الاوروبي وخفضت الضرائب وابقت على السياسات المالية المتقشفة. لكن منتقدين يتهمونها بعدم الكفاءة وبافتقاد الارادة السياسية لقطع الصلة بين الساسة والنظام القضائي وقادة الجريمة. سبأ وكالات