تنطلق مساء اليوم الجمعة فعاليات مهرجان صيف صنعاء السياحي الرابع الذي تنظمه وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي خلال الفترة 17 يوليو - 17 أغسطس القادم بمسيرة كرنفالية تشارك فيها جميع الفرق الفنية والاستعراضية المحلية والعربية والدولية. وحول ما يتميز به مهرجان هذا العام عن سابقه من المهرجانات، ومدى تأثر المهرجانات السياحية بالحوادث الإرهابية الأخيرة وأسباب انتقال تنظيم مهرجان صيف صنعاء من وزارة السياحة إلى أمانة العاصمة ومن ثم عودته إلى الوزارة حاولت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ان تطرح هذه التساؤلات وغيرها على المختصين لمعرفة المبررات في هذا الشأن. يقول المدير التنفيذي لمجلس الترويج السياحي احمد البيل "ان المهرجان يتميز عن سابقه بمسيرة كرنفالية تنطلق اليوم من باب اليمن وصولا إلى التحرير لجميع الفرق المشاركة بمصاحبة الفرقة الموسيقية العسكرية والعديد من المجسمات التي تمثل الطراز المعماري والجمالي السياحي اليمني. فيما يقول الوكيل المساعد لشؤون الأنشطة والخدمات السياحية عبدالجبار سعيد: ان فكرة ان يكون لأمانة العاصمة مهرجان خاص بها لم تأتي من فراغ وإنما أتت أولا لتشجيع هذا النوع من السياحة سياحة المهرجانات والمعارض وتوجه انتهجته وزارة السياحة منذ عام 2006م. وأضاف عبدالجبار سعيد: حاولنا إضافة الجديد لهذا المهرجان من خلال التنوع في فعالياته التي تستهدف الطفل والأسرة والشباب والحرفيين والفنانين بالإضافة إلى الفعاليات الترفيهية والمسابقات الثقافية المتنوعة واستعرضات القوى والخوارق والافتتاح بمسيرة كرنفالية وابريت. ويشير إلى وجود مهرجانات (شعبية ، سياحية) أبرزها مهرجان البلدة وإب السياحيين اللذين سبقا مهرجان صيف صنعاء، منوهاً بأهمية إقامة هذا المهرجان نظرا لما تتمتع به العاصمة صنعاء من مقومات سياحية وطابع معماري فريد فضلا عن المناخ الجميل في هذا الوقت من السنة. وتابع " كما حرصنا ان يتضمن المهرجان فعاليات محلية وخارجية عربية وعالمية من خلال إشراك فرق من عدة دول في محاولة لإيجاد حراك سياحي واقتصادي وثقافي لجذب الجمهور المحلي وجمهور دول الجوار. ويلفت الوكيل المساعد عبدالجبار إلى سعي الوزارة لإيجاد نشاط تجاري واقتصادي من خلال إشراك مراكز تجارية كمركز صنعاء التجاري ومركز مول مع وجود سحوبات وجوائز تسويقية وتخفيضات. ويذكر بأن جديد المهرجان يتمثل في عدد من الفعاليات أبرزها حديقة الألعاب البالونية للأطفال وفرقة طيور الجنة الإنشادية وفرقة الفلكلور الفلسطينية ومضمار الخيول فضلاً عن المسابقات الشعرية والفنية والحرفية. فيما يشير المدير التنفيذي لمجلس الترويج السياحي احمد البيل إلى محاولة المجلس في إضفاء الجديد على المهرجان واهتمامهم به من خلال إعطائه البعد الإقليمي. وأوضح ان فرق فنية وفلكلورية من المغرب ومصر وفلسطين ستشارك في المهرجان، فيما بقية الدول العربية التي تم التواصل معها لم تتجاوب حتى الآن. وأفاد البيل ان المهرجان حرص على إشراك اكبر قدر ممكن من الجمعيات الحرفية النسوية والبرامج التوعوية كالتوعية بأمراض السرطان والايدز وغيرها. ويؤكد البيل مشاركة فرق أجنبية متمثلة في الفرقتين الفرنسيتين فرقة الليزر في السرك وفرقة القفز على الدرجات النارية والتي ستقدم العديد من العروض المميزة والعاب السحر والقوى الخارقة فضلاً عن الفرق الفلكلورية والفنية الشعبية وعدد من الفنانين. وبخصوص عودة تنظيم مهرجان صيف صنعاء إلى وزارة السياحة التي نظمته لدورتين بعد ان تم الاتفاق مع أمانة العاصمة ان تتولي تنظيم المهرجان هذا العام 2009م، ارجع الوكيل سعيد ذلك إلى عوامل عدة أهمها عدم حصوله في العام الماضي على الدعم المادي والمعنوي الكافي .. مضيفاً " كما ان الثقل كله رمي على كاهل مكتب السياحة بأمانة العاصمة بدون دعم الأمانة مادياً ومعنوياً فأصبح هناك صعوبات لاستمرارية المهرجان. وبين ان أمانة العاصمة اعتذرت عن مواصلة الإشراف على المهرجان نتيجة عدم وضعها للمهرجان وللتوجه السياحي في أجندة عملها. وأفاد ان الوزارة ستسلم الأمانة المهرجان عند توفر الإمكانيات اللازمة لإنجاحه. من جانبها توضح مدير مكتب السياحة بأمانة العاصمة المهندسة فاطمة الحريبي انه تم توقيع محضر بين الأمانة والوزارة ان يتم نقل تنظيم مهرجان العام الماضي 2008م وموازنته للأمانة. لكن الأمانة حسب الحريبي لم تشارك في تنظيم المهرجان وحملت مكتب السياحة بالأمانة جميع أعباء المهرجان الذي رصدت له موازنة من الوزارة مبلغ 8 مليون ريال صرف نصفها والنصف الآخر لم يصرف إلى اليوم بالإضافة إلى عدم مشاركة أياً من الرعاة. وتذكر الحريبي ان الأمانة ترجع عدم دعمها للمهرجان إلى عدم وجود اعتماد لمثل هذه الفعاليات بقولها : كلما طلبنا منهم شيئ قالوا ما فيش أي اعتماد خاص بأي نشاط سياحي مما اضطرني هذا العام إلى ان ابلغ امين العاصمة بعدم مقدرتنا على إقامة المهرجان. مبينةً ان الموازنة المقدمة بلغت 16 مليون ريال 4 مليون ريال من الوزارة و 12 مليون من مجلس الترويج السياحي ، مرجعةً عدم صرف النصف المتبقي من الموازنة المقرة للمهرجان الى رفع مدير عام الشؤون المالية بالاكتفاء بما تم صرفه. وتضيف " والمكتب مازال مديون نتيجة عدم صرف نصف مبلغ الموازنة ما أدى الى رفع مذكرة بالاعتذار عن إقامة المهرجان من الأمانة الى وزارة السياحة ، متمنية من أمانة العاصمة الاهتمام بالقطاع السياحي حيث انها لاتعتمد إلا مبالغ بسيطة تمثل النفقات التشغيلية للمكتب والتي لاتتعدى 30 الف ريال شهرياً. فيما ارجع المدير التنفيذي لمجلس الترويج السياحي احمد البيل تقليص دعم الوزارة للمهرجان الى تخفيض الموازنة التي وصلت50 بالمائة ، مؤكداً ان الموازنة المرصودة للمهرجان تصل الى60 مليون ريال تقريباً موزعة كالتالي ( الوزارة 12 مليون ريال ، شركات الاتصالات تيليمن ويمن موبايل والاتصالات اليمنية تدعم الحملة الترويجية بقرابة 36 مليون ويتكفل مجلس الترويج السياحي بباقي الموازنة. اما فيما يتعلق بالإرهاب وانعكاساته السلبية على السياحة اليمنية يؤكد الوكيل سعيد ان الإرهاب اثر على السياحة وعلى البلد بشكل عام، مستدركاً " لكن السياحة تعتمد على الحضور والاستمرارية وإذا توقفت تكون قد حققت الهدف الذي يسعى له الإرهابيون والمخربون من الأضرار باقتصاد البلاد. و يضيف " كما انها لن تثنينا عن القيام بواجباتنا وخططنا في مجال الترويج والتنشيط السياحي وخدمة الوطن والمجتمع". فيما يرى البيل ان الأعمال الإرهابية لاتترك اثر في المهرجانات السياحية ولكن تأثيرها يتمثل في نسبة القدوم. ويقول: لن نستطيع الحكم على نسبة القدوم الا بانتهاء العام الحالي ومقارنته بالأعوام السابقة. يقول الوكيل عبدالجبار: اعتقد اننا عملنا حملة ترويجية وإعلانية كبيرة وهي ليست بمستوى الطموح الذي نريده ويريده الآخرون لكننا نعتقد انها تتناسب مع إمكانياتنا واعتقد انها وصلت للجمهور المستهدف (المحلي، المغتربين ، الخليجيين) واذا كسبنا هذا الجمهور ستكون الانطلاقة للعالمية. فيما يرى البيل انه لايمكن معرفة مستوى نجاح الحملة الا بقياس نسبة الإقبال على المهرجان، مبينا أن الحملة استهدفت الجمهور المحلي والإقليمي عبر الكثير من وسائل الترويج المطبوعة والمسموعة والمرئية. وارجع عدم وجود حملة ترويجية على المستوى الخارجي إلى عدم توفر الرعاية والدعم الكافي كما في العام 2007م حيث تم الإعلان على مستوى الفضائيات العربية مثل قناة الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام العربية. وتابع البيل: نحن نراهن هذا العام على السياحة العربية البينية ونكثف جهودنا في هذا المجال ونتباحث الآن للاستعانة بشركة علاقات عامة تغطي الخليج الذي يمثل نسبة قدوم أكثر من 74 بالمائة وذلك عبر إقامة ورش العمل والفعاليات التعريفية بالمخرون السياحي لليمن. وعن أسباب تأجيل إقامة مهرجان قرناو بمحافظة الجوف يقول البيل : كان من المخطط إقامته نهاية العام الماضي ولكنه اجل إلى بداية هذا العام إلا انه اجل مرة أخرى لأسباب أمنية، لافتا إلى أنهم أرادوا ان يقيموا مهرجان يضم ثلاث محافظات "الجوف ، مأرب ، شبوة" بما يسمى مهرجان البادية والصحراء والذي يعكس حياة البداوة. ويضيف " ولازلنا منتظرين التوجيهات بتنفيذه وقد أعدينا له العدة من مستلزمات كشراء خيام الشعر والمقاعد وغيرها لتنفيذ مهرجان البادية والصحراء ولكن جاءت توجيهات بأن نؤجل هذا المهرجان نظرا لوجود مشاكل ثار ومن المحتمل إقامته نهاية هذا العام. دعا الوكيل المساعد بوزارة السياحة عبدالجبار سعيد وسائل الإعلام لتغطية مثل هذه المهرجانات بحيث تكون لها أصداء تليق بها ، منوهاً برجال المال والأعمال والجهات المعنية للاهتمام بالمهرجان وإعطائه رعاية اكبر ليحقق الأهداف المرجوة منه. من جانبه تمنى البيل من الجميع التفاعل مع المهرجان لانه جاء في توقيت مناسب جدا فترة الإجازة الدراسية، مضيفاً " الأسرة والطفل سيجدون متنفس رائع وفعاليات جميلة جدا وادعوا الاخوان الخليجيين والمغتربين لزيارة المهرجان والاستمتاع بفعالياته ونحن مستعدون لاستقبال اي ملاحظات للتعديل وللعلم ان هذا رابع مهرجان ينفذ وحاولنا تجنب أخطاء وسلبيات كل عام.