سعت وزارة السياحة و مجلس الترويج السياحي الى تنظيم و التعاون في تنظيم عدد من المهرجانات السياحية خلال الاعوام الماضية في عدد من المحافظات باعتبارها وسيلة هامة للجذب والترويج السياحي . وتمثلت هذه المهرجانات في مهرجانات( صيف صنعاء السياحي ، البلدة بحضرموت ٍ، إب السياحي ، أسعد الكامل بذمار ، الربيع بتعز ، صهاريج عدن ، ومهرجان قرناو بالجوف ). وشهد العام الحالي 2008م اقامة مهرجانات (صيف صنعاء السياحي ، البلدة بحضرموت ٍ، إب السياحي ) فيما فوجئنا بعدم اقامة مهرجانات (أسعد الكامل بذمار ، الربيع بتعز ، صهاريج عدن ، اضافة الى مهرجان قرناو بالجوف ) خلال العام الحالي 2008... سعت وكالة الانباء اليمنية «سبأ» للكشف عن أسباب عدم إقامة هذه المهرجانات وتسليط الضوء على المهرجانات المقامة لمعرفة أبرز الصعوبات التي تواجه تنظيم المهرجانات بشكل عام والحلول المقترحة لها . يقول المدير التنفيذي لمجلس الترويج السياحي احمد البيل : تقيم وزارة السياحة ومجلس الترويج عدداً من المهرجانات السياحية (مهرجان صيف صنعاء ، البلدة بحضرموت ، مهرجان إب ، أسعد الكامل بذمار ، الربيع بتعز ، صهاريج عدن ، اضافة الى مهرجان قرناو بالجوف) لما لها من ابعاد اقتصادية واجتماعية وترفيهية ولتشجيع السياحة الداخلية والخارجية ولكن يتوقف تنفيذها لأسباب في كثير من الاحيان تكون جوانب مالية .. فالاعتمادات المالية غير كافية لإقامة مثل هذه الفعاليات وايضاً اسباب امنية كما هو الحال في مهرجان قرناو بالجوف. ويضيف البيل : هذا العام 2008م اقيمت ثلاثة مهرجانات (صيف صنعاء ، البلدة ، إب ) و في الحقيقة نحن ننفذ مهرجان صيف صنعاء أما باقي المهرجانات فنقدم التوجيه و الاستشارات الفنية و الدعم المالي . وتشير مدير مكتب السياحة بأمانة العاصمة المهندس فاطمة الحريبي الى الصعوبات التي واجهوها في تنظيم مهرجان صيف صنعاء 2008م نظراً لضيق فترة الاعداد و التنظيم و شحة الموارد المالية و عدم تفاعل بعض الجهات مع المهرجان. تقول الحريبي: تسلمنا المهرجان يوم 13 مايو وموعد إقامته 17 يوليو بمعنى اننا كنا مطالبين بالاعداد والتجهيز لإقامة المهرجان في اقل من شهرين فبذلنا مابوسعنا وعملنا على قدم وساق ونحن راضون بما حققناه رغم ضيق الوقت و شحة الامكانيات. الاعتمادات المالية بينما يقول البيل:عند قيام اي جهة حكومية او خاصة بأي عمل فهي تسعى الى تحقيق اهداف وليس هدراً للمال كذلك المهرجانات السياحية لها اهداف كبيرة متوخاة ومازلنا في المراحل الاولى وتحديداً مهرجان صيف صنعاء الذي يعد تدشينا لجميع المهرجانات في الجمهورية. ويضيف البيل: في السابق كانت الوزارة والمجلس تتحمل تكاليف المهرجان خاصة مهرجان صيف صنعاء الذي تدعمه الوزارة تقريباً ما بين 8 - 10 ملايين ريال و في 2006 تحمل المجلس كثيراً من الأعباء وفي 2007م بدأ المهرجان يكتسب بُعداً وأهمية اكبر من خلال دخول ممولين وصرفنا مايقارب 30 مليوناً كما جمعنا 350 الف دولار من الرعاة حيث شارك بنك التسليف الزراعي ب 150 الف دولار و مؤسسة الاتصالات وتيليمن و يمن موبايل كل منهم 50 الف دولار واليمنية 50 الف دولار...الخوعن مهرجان صيف صنعاء لهذا العام يفيد البيل انه تم تحويله الى مكتب سياحة امانة العاصمة بقرار من رئيس مجلس الوزراء .. يقول: لا أدري ماهي الاسباب التي اعاقتهم من الجوانب المالية تقريباً اتخذ القرار في وقت قصير و في مكتب سياحة امانة العاصمة ربما لم تكن لديهم الخبرة الكافية والوقت الكافي لتنفيذ المهرجان. بينما تقول الحريبي : نظراً لتأخر تسليم المهرجان لنا لم يكن هناك فرصة اكبر للتفاوض مع الجهات الممولة التي لم تبد تفاعلاً و بالتالي لم يتوفر رعاة و داعمين للمهرجان فتم التوجيه في الوزارة بصرف 8 ملايين ريال صرف منها النصف و الباقي لايزال مؤجلاً . وتستطرد الحريبي : بالنسبة لامانة العاصمة قالوا لنا لاتوجد لدينا ميزانية للمهرجانات . بخصوص مهرجان البلدة بحضرموت قال مدير مكتب السياحة بحضرموت فضل ناصر الشيخ : السلطة المحلية بالمحافظة تبنت المهرجان إضافة الى مشاركة عدد من الجهات التجارية واهتمت السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ بكافة فعاليات المهرجان. وفيما يتعلق بتحديث وتطوير المهرجانات يقول البيل : عملنا على تحديث المهرجانات و إخراجها من النمط التقليدي الخطابي و بدأنا في خلق حراك تنشيطي و منحها بعد تسويقي و اقتصادي من خلال اشراك المحلات التجارية و الفنادق و الوكالات . ويضيف البيل: نحن نسعى لإشراك اكبر شريحة ممكنة في المجتمع للانخراط في المهرجانات لإبعاد اقتصادية و اجتماعية و ترفيهية و ايضاً خيرية متمثلة في إشراك الجمعيات الخيرية و ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال إتاحة الفرصة لعرض مالديهم من منتجات و مهارات . تقول فاطمة الحريبي : دشنا المهرجان بمسيرة كرنفالية من باب اليمن و حتى ميدان التحرير شارك فيها جميع الفرق المستضافة و فرقة من الخيالة والفرقة النحاسية و قدمت العديد من الفعاليات (فنية ، استعراضية ،ثقافية) توزعت على فعاليات يومية و اسبوعية متنوعة ومن الفعاليات اليومية (مسابقات ثقافية على جوائز تشجيعية ، المرسم الحر للأطفال ومسابقات تشجيعية للأطفال نتج عنها رسم 4 آلاف لوحة سيتم اصدارها في كتاب) ومن الفعاليات الاسبوعية (فنون شعبية ، حفلات فنية وعروض فلكلورية ورياضية ، ندوات) اضافة الى عرض الازياء للبنات و الاطفال ثلاث فعاليات في صنعاء القديمة في دار الحياة الصنعانية عملنا الزفة الصنعانية بمشاركة اجانب حيث كانت العروس فرنسية وكان لها وقع كبير حتى ان وزارة الخارجية طلبوا فيلماً وثائقياً عن هذا العرس لأنه في نفس يوم الفعالية فرنسا حذرت رعاياها من زيارة اليمن . وتضيف الحريبي: اشتمل المهرجان على فعاليات اجتماعية وصحية وتربوية للأطفال و ندوات حول جودة الخدمات والمقومات السياحية ، الصحة الانجابية ، صحة الام والطفل كما تم إشراك الجمعيات الخيرية وذوي الاحتياجات الخاصة .. منوهة باستضافة فرقة الفلكلور الياباني وعدد من الفرق الفنية والفلكلورية والاستعراضية المحلية اضافة الى فرق الانشاد والموسيقى وعدد من كبار الفنانين المحليين . فيما اوضح مدير مكتب سياحة حضرموت فضل الشيخ ان مهرجان البلدة عكس التنوع والزخم الهائل في الفلكلور والعادات والتقاليد والتراث الشعبي الذي تتمتع به المحافظة .. . ويقول الشيخ : مثل المهرجان ترويجاً سياحياً للمحافظة بتسليط الضوء على المخزون الثقافي وعناصر الجذب السياحي وتشجيع للاستثمار في هذا الجانب كما تضمن العديد من الفعاليات الثقافية والفنية والفلكلورية بمشاركة عدد من الفرق المحلية . ويضيف الشيخ : شهد المهرجان فعاليات لفرق السمسمية، الخيصة والتراث والفنون الشعبية والألعاب الشعبية التراثية المرتبطة بالبحر ومسابقات فكرية ورياضية . وعن توقف اقامة مهرجان قرناو يقول البيل : بالنسبة لمهرجان قرناو الذي كان من المقرر إقامته في ديسمبر 2007م فهو لم ينفذ لعدة اسباب منها اسباب امنية اضافة الى عدم التفاعل، فمهرجان 2006م لم ينفذ بالشكل المطلوب حيث كانت المشاركات بسيطة رغم الترويج الكبير له .. والفكرة هي ان يتفاعل اهالي المنطقة لإكساب المهرجان طابعه و صبغته الحقيقية و تضمينه العديد من الفعاليات . ويضيف البيل : في الحقيقة كان المهرجان محاولة لرفع وعي المجتمع المحلي خاصة في هذه المناطق بأهمية الجانب السياحي و حتى يعرف الاهالي ان تفاعلهم سيعود عليهم بالخير وبمكاسب ليس مشروطاً ان تلمس مباشرة في نفس اللحظة . وعن ايجاد الحلول لإشكاليات المهرجانات يقول البيل : نظراً للإشكاليات التي تواجه تنظيم المهرجانات طرحنا بأن يتم تشكيل فريق فني متخصص ومتفرغ لإعداد وتنظيم المهرجانات فمثلاً كثير من الدول توكل مهرجاناتها لشركات متخصصة تعمل على تجهيزها والحشد لها ففي دبي هناك تفاعل كبير من الامارة كاملة ويشرف عليه حاكم دبي ويفرض على الجهات ان تتفاعل . وعن تسليم المهرجان لشركات متخصصة يقول البيل : في 2007م اوكل تنفيذ المهرجان لشركة متخصصة سعودية ولكن الشركة خذلتنا في لحظات حرجة فتولت الوزارة ومجلس الترويج التنظيم للمهرجان خلال فترة قصيرة جداً كانت تقريباً شهر ونصف، ومثل هذه المهرجانات تحتاج الى اوقات كبيرة وفرق متخصصة ومتفرغة. وعن تقييم المهرجانات يقول البيل : الملاحظ ان اعداد المقبلين على المهرجانات اصبحت في تزايد من عام الى آخر سواء من الداخل او الخارج وهذا دليل على نجاحها و نسعى في كل عام الى تحديث المهرجانات من خلال تجنب اخطاء المهرجانات السابقة ومعالجة جوانب القصور في المهرجانات اللاحقة .. ويستطرد انا ادعو جميع الجهات سواء الحكومية او القطاعات المختلطة بالمشاركة و التفاعل مع هذه الفعاليات و التظاهرات الجميلة وفي الحقيقة انه اذا تفاعل الجميع ستنجح هذه الفعاليات وستعود بالخير على الكل وعلى اصحاب المناطق أنفسهم وليس مشروطاً ان تلمس هذا المردود مباشرة في نفس اللحظة وانما سيكون على مدى سنوات قريبة . بينما تقول فاطمة الحريبي : لاقى مهرجان صيف صنعاء ترحيبا كبيراً من الجمهور بدليل تواجده يومياً بأعداد كبيرة حتى ان النصف كان يجلس على المقاعد و النصف الآخر يبقوا واقفين .. وتضيف : انا أرى ان مهرجان واحد غير كافٍ و اقترح ان ينظم مهرجان كل ثلاثة او ستة اشهر و في عدة جوانب مثلاً مهرجان التذوق للأطعمة بمشاركة جميع السفارات بمأكولاتها الشعبية مهرجان للفنون حتى و لو كانت مدته اسبوع و مهرجان الصيف يكون شهراً كاملاً. ويقول الشيخ : كان مهرجان البلدة ناجحاً من جميع جوانبه حسب الامكانيات المتاحة فقد شارك فيه مختلف فئات المجتمع والمنظمات الجماهيرية وتجاوز عدد الزوار الخليجيين المليون . ويضيف : الزخم الهائل والتنوع الثقافي والسياحي في المحافظة لايغطيه مهرجان واحد بل يحتاج عدداً من المهرجانات في مختلف المجالات .. وعن مهرجان البادية والصحراء يستطرد البيل : كما سنقيم العام القادم مهرجان “ البادية “ الذي ستشارك فيه ثلاث محافظات وسيقام في صحراء رملة السبعتين حيث سيتم التخييم لمدة ثلاثة ايام وسندعو المنظمات الدولية وكثيراً من الجهات للمشاركة واكساب حياة البادية الثوب السياحي كما سيتم الترويج له بصورة جميلة وسيتضمن العديد من الفعاليات منها: مسابقات للجمال بخصوص خطة العام القادم يقول البيل : سننفذ مهرجان صيف صنعاء ورصدنا دعماً مالياً للمهرجانات (صهاريج عدن ، إب السياحي البلدة حضرموت ، أسعد الكامل بذمار ، قرناو ، البادية والصحراء ) وكل عام بنحاول إكساب المهرجانات صدى اكبر و إشراك فرق من الخارج وتفادي الاخطاء السابقة وإشراك اكبر عدد من الفرق الفنية و الفلكلورية و الاستعراضية المحلية لإظهار الفلكلور اليمني .. تبقى المسألة مرتبطة بالتخطيط والتي على كثرتها تؤدي الى اتنظام مهرجانات يكتب لها البقاء والجودة ... فهل من خطط يكتب لها الدقة والفاعلية من اجل يمن سياحي؟!