أقامت مؤسسة اليمن للثقافة والتراث وجمعية المنشدين اليمنيين ليلة أمس الاثنين بصنعاء احتفالا بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل الشيخ الحافظ محمد بن حسين عامر. وفي الحفل الذي حضره رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني ووزيرا الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي والصناعة والتجارة الدكتور يحيى المتوكل وعدد من أعضاء مجلسي الشورى والنواب، ألقى رئيس مجلس الشورى كلمة اعتبر فيها إحياء هذه المناسبة استعادة لذكرى راحلٍ عزيز على قلوب اليمنيين. ووصف عبد العزيز عبدالغني الراحل الشيخ الحافظ محمد حسين عامر بالعلم الشامخ الذي جمع العلم الديني من أطرافه، شيخاً حافظاً ومقرئاً رائداً لكتاب الله تعالى بالقراءات السبع، وصاحب الصوت النوراني المؤنس الذي كان يعمر القلوب بحب الله ويذكي فيها نزعة التعلق بكتابه الكريم. وقال رئيس مجلس الشورى "لقد كان رحيله مفعماً بالدلالات حيث فارق دنيا الناس، في مثل هذه الأيام المباركة من شهر رمضان، في منتصف الشهر، حيث تتداخل المناسبات، أهمها وأعزها ذكرى غزوة بدر وفتح مكة. وأضاف " إن رحيله كان مؤثراً أيما تأثير على اليمنيين الذين طالما استأنسوا بصوته الشجي، تلاوة وإنشاداً، في أيام وليالي شهر رمضان المبارك لما يقرب من أربعين عاماً، حتى بات لنا وللأجيال التي نشأت على صوته وكأنه قرين الشهر الكريم وأحد علاماته البارزة". ولفت رئيس مجلس الشورى إلى أهمية هذه المبادرة التي قال إن الشيخ محمد حسين عامر يستحقها، كما يستحقها الرواد من أبناء شعبنا، في شتى صنوف المعرفة والإبداع والتميز. وأكد عبد العزيز عبد الغني أن الوطن يحيا ويزداد تألقاً ومجداً بأمثال هؤلاء وبإسهاماتهم التي تسمو بها النفوس، وبأمثال الشيخ عامر، وعطاءاته وإسهاماته في العناية بكتاب الله وقراءته وتجويده وتدريسه، يزداد فضاءنا نوراً وحكمة. قال رئيس مجلس الشورى "إن اليمن الذي يفخر بأنه أصل الإيمان ومنبع الحكمة يفخر اليوم بالإنجازات الكبيرة التي تحققت على صعيد الاهتمام بكتاب الله من خلال المئات المتخرجين من مدارس تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في مختلف مناطق الجمهورية". واعتبر بأن تلك الإنجازات تشكل إحدى السمات البارزة للعهد المبارك لفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية، وتقدم رسالة واضحة للجميع بأن اليمن واحة إيمان، وبأن نهج الوسطية كان وسيظل هو النهج الغالب. وأكد رئيس مجلس الشورىً أن شعبنا اليمني بهذا النهج سيتمكن من وأد نزعات التطرف والغلو التي تتلبس أثواباً عديدة، وتضمر أهدافاً شتى أقلها سوءاً يلحق أبلغ الضرر بمصالح الشعب والوطن، كتلك التي نشهدها اليوم من أعمال التمرد والخروج عن الشرعية التي يقوم بها الحوثيون في بعض مديريات محافظة صعدة. وكان قد تحدث في الحفل كل من وزير الثقافة الدكتور محمد ابو بكر المفلحي بكلمة اشاد فيها بالدور الذي أداه الشيخ الحافظ محمد حسين عامر رحمه الله وأمتيازه في مجال حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتجويده ، ودوره في تدريس كتاب الله عبر مدرسة جامع النهرين ، ونوه بإسهامات الشيخ الراحل في احياء التراث الإنشادي الديني في اليمن. كما القى وكيل وزارة السياحة المدير التنفيذي لمؤسسة اليمن لثقافة والتراث مطهر تقي كلمة عرض فيها حضور الراحل الشيخ محمد حسين عامر الفاعل في مجال حفظ وتلاوة كتاب الله، بإعتباره صاحب مدرسة متميزة ورائدة .. وتطرق الى المكانة التي تحتلها مدينة صنعاء التاريخية للعلم والعلماء وبفضلها الكبير في هذا المجال. وتخللت الفعالية كلمات أخرى تناولت سيرة الراحل ومسيرته الحافلة بالعطاء في مجال حفظ وتلاوة القرآن والإنشاد الديني ، علاوة عن مقطوعات انشادية وموشحات دينية قدمها مجموعة من أعضاء جمعية المنشدين اليمنيين برئاسية رئيس الجمعية على محسن الأكوع، استعيد من خلالها جانب من الإرث الإنشادي للمحتفى به . سبا