يمثل مؤتمر القدس الدولي الذي يبدأ اعماله يوم غد الاحد في العاصمة الاردنية عمان, نقطة تحدي في طريق الاهتمام بقضية القدس, خصوصا وان 50 عالما وباحثا يمثلون مختلف دول العالم سيشاركون في المؤتمر. وتشكل الموضوعات التي يناقشها المشاركون في المؤتمر , تحديات كبيرة لمطالبة المنظمات الاقليمية والهيئات الدولية مثل جامعة الدول العربية في جميع الأوساط والهيئات الدولية بايلاء قضية القدس الاهتمام . وبحسب بيان صحفي صدر اليوم السبت فان المؤتمر سيناقش على مدى اربعة ايام أفكارا ومعارف من خلال أبحاث وأوراق علمية محكمة تتناول القدس عبر العصور التاريخية القديمة وصولا الى الفتح الإسلامي للمدينة وانتهاء بفترات الحكم الراشدي والأموي والعباسي والفاطمي والسلجوقي والحروب الصليبية والأيوبيين والمماليك والعثمانيين الى يومنا هذا . وتتضمن هذه الاوراق العديد من الموضوعات عن المدينة المقدسة منها منزلة القدس في الإسلام ، منذ أن كانت القدس القبلة الأولى ، ومنزلة الإسراء والمعراج ، والعهدة العمرية ،والأحاديث النبوية الشريفة في فضائل بيت المقدس . ويتطرق المشاركون في المؤتمر الى الحديث عن العمران والسكان في القدس العربية الإسلامية وموضوعات تتعلق بالاستيطان البشري في القدس الى الفتح الإسلامي وكذلك يتناول القدس في الوثائق الدولية . ويرتكز المؤتمر على اثني عشر محورا تسجل مسيرة القدس عبر التاريخ, باعتبارها محور الصراع ومفتاح الحرب والسلام في المنطقة وضرورة دعم سكانها والتخفيف من معاناتهم الإنسانية التي يواجهونها يوميا تحت حراب الاحتلال الاسرائيلي. ويأتي تنظيم المؤتمر الذي تنظمه وزارة الثقافة الاردنية ضمن برنامج الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية للعام الجاري, وفي اطار تثبيت الحق العربي والاسلامي في المدينة المقدسة . ويؤكد المؤتمر الذي يتبناه الاردن ضمن جهوده المتواصلة لحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس على الحقائق التاريخية التي تعيد الحق الى اصحابه في ظل احتلال بغيض يسعى إلى تهويد المدينة وطمس تاريخها وحضارتها عبر العصور. ووفق تصريحات وزير الثقافة الدكتور صبري الربيحات لوكالة الانباء الاردنية (بترا ) فان المؤتمر يعتبر من المنابر العلمية والثقافية للتصدي للمحاولات الإسرائيلية المتواصلة لتهويد القدس ، وطمس تاريخها وحضارتها ومعالمها، ولدعم الحق العربي في المدينة المقدسة ، ودعم سكانها العرب وتعزيز صمودهم على أرضها ، وتثبيت هويتهم في مواجهة محاولات إسرائيل لتهويدها وتشويه تاريخها . واضاف الربيحات ان المؤتمر يأتي لدعم مؤسسات القدس العلمية والثقافية لتبقى حاضرة لدى كل الأجيال وفي ضمير أبناء الأمة العربية والإسلامية. وهناك مواضيع اخرى يتناولها المؤتمر, منها موضوع القدس في العصور التاريخية القديمة والحضور اليهودي المتقطع منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين ، والقدس في الفكر الصهيوني منذ بداية القرن التاسع عشر وحتى اليوم ، والمشروع الصهيوني الاستيطاني في القدس منذ عام 1882 حتى اليوم . وموضوع منزلة القدس في المسيحية والحضور المسيحي في المدينة حتى عام 1947 ، ومنزلة القدس في الإسلام ، منذ أن كانت القدس القبلة الأولى ، ومنزلة الإسراء والمعراج ، والعهدة العمرية ،والأحاديث النبوية الشريفة في فضائل بيت المقدس . فمن المقرر ان يبحث المؤتمر في مجالات العمارة في القدس، وجغرافيتها البشرية والحارات والمحلات والأزقة في المدينة والعمارة المسيحية فيها وابرز معالمها الكنائس والأديرة والمدارس ومباني الإرساليات ، وكذلك العمارة الإسلامية وأبرزها المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وجامع المغاربة والمسجد العمري وبقية المساجد والمصليات . كما يبحث في المدارس والتكايا والزوايا والمزارات والأضرحة والمقابر، ومن ثم الأسواق وما فيها من حمامات وصهاريج مياه وقنوات مياه ، وأسواق القدس وأبراجها والتعرف على نماذج من البيوت السكنية في القدس من حيث البناء والأثاث ومراحل الترميم والصيانة لها . ويفرد المؤتمر محورا خاصا لمؤسسات الإدارة الإسلامية والحكم في القدس العربية الإسلامية ، وتشكيلات مؤسسة الحكم الإسلامي إضافة الى القضاء والإفتاء في القدس وإدارة الأوقاف والتعليم والمتاحف والمدارس والكليات الإسلامية ثم المدارس الأجنبية ، وإعطاء فكرة عن الحياة العملية والفكرية والأدبية في القدس والتعرف على منزلة القدس في الفكر العربي والاسلامي العالمي المعاصر . سبا وكالات