يكتسب المهرجان السابع لليتيم خصوصية ذات طابع إنساني لحشد الجهود والطاقات، لتخفيف معاناة آلاف الأيتام، وزرع البسمة على شفاههم وكفالتهم معيشيا وتربويا وصحيا . ويجسد المهرجان الذي تنظمه جمعية الاصلاح الاجتماعي الخيرية خلال الفترة 13- 15 أكتوبر الجاري بصنعاء بمشاركة 300 يتيما ويتيمة من مختلف محافظات الجمهورية بحضور نخبة من علماء اليمن وعدد من الدول العربية والإسلامية مبدأ التكافل الاجتماعي والتراحم بين أبناء أمة خير الأنام . واعتبر عدد من العلماء المشاركين في تصريحات لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ان انعقاد المهرجان فرصة لمناقشة قضايا الأيتام ودعم الجهود الخيرية لكفالة أكبر عدد من هذه الشريحة وإدخال السرور عليهم. يقول وزير الأوقاف والإرشاد حمود عبدالحميد الهتار:"إن المهرجان السابع لليتيم عطاء متدفق نحو البر والسعي الى الخير بطرق متعددة، فمهما تحدث الإنسان عن كفالة اليتيم وحسن تربيته فلن يصل الى مستوى قوله تبارك وتعالى " ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم في الدين " . وبيّن الوزير الهتار أن كفالة الأيتام يساهم في تنشئتهم وتربيتهم، ويساعد الكافل للفوز والفلاح في الآخرة كما جاء في حديث سهل بن سعاد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" انا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى ".. مؤكدا أن الدين الاسلامي حث على رعاية الأيتام وكفالتهم وإصلاح أموالهم وتأديبهم . وأوضح وزير الأوقاف والإرشاد أن إكرام اليتيم والإحسان إليه من أفضل الطاعات وأجل القربات الى الله تعالى ويكفي كافل اليتيم الشرف والفخر والمكانة العظيمة والمنزلة العالية التي يتبؤها في الجنة مع المصطفى عليه الصلاة والسلام . ويرى أستاذ الفقه بجامعة الإمام محمد بن مسعود الإسلامية بالمملكة العربية السعودية الدكتور محمد العلي أن إقامة المهرجان الخاص بالأيتام فرصة لمناقشة مشاكل المؤسسات الخيرية العاملة في مجال كفالة الأيتام بحضور الخبراء والعلماء والخروج بنتائج تخدم مشاريع البر لمن فقد أباه او أمه . وبين العلي أن اليمن خطت خطوات متقدمة في مجال رعاية الأيتام من خلال المؤسسات والمنظمات الخيرية الساعية في عمل الخير فضلا عن الدعم السياسي المساند للجهود الخيرية ودعم برامج تأهيل الأيتام وتحسين وتطوير قدراتهم الذاتية . فيما أشار الدكتور اسماعيل عبدالله الحوسني من بيت الشارقة بدولة الأمارات العربية المتحدة الى اهمية المهرجان السابع لليتيم في ظل الظروف التي تعيشها الأمة بهدف تأصيل الفكر الإسلامي في مجال كفالة الأيتام.. مؤكدا ضرورة التفاعل مع الأيتام وكفالتهم بما يمكنهم الحصول على العيش الكريم والمحافظة عليهم من الانحراف . ووصف الحوسني تجربة اليمن في مجال كفالة الأيتام بالتجربة الرائدة والمتميزة واعتبرها من الدول المتقدمة في هذا المجال . وقال :"ينبغي لبقية المؤسسات في الدول العربية أن تحذو حذو اليمن لإقامة المهرجانات والندوات التي تعود فائدتها على شريحة الأيتام وتساهم في تنمية المجتمع" .. مؤكدا أن مشاركته في المهرجان بهدف الاطلاع على تجربة اليمن وتبادل الخبرات والآراء مع المؤسسات العاملة في هذا المجال والمساهمة قدر الإمكان في دعم برامج وأنشطة كفالة الأيتام . من جانبه أشار رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية مرشد العرشاني الى أن الجمعية بمختلف فروعها سخرت جهدها في عمل الخير وكفالة الأيتام والاهتمام بهم تربويا وصحيا وتعليميا .. مؤكدا أن هذه التظاهرة الاجتماعية تهيئ الفرص للمقبلين على أعمال الخير في انتهازها والفلاح في الدنيا والآخرة . وقال العرشاني:" إن المهرجان السابع لليتيم يأتي في خضم زحمة الحياة وكثرة مطالبها وشواغلها وعظم الأحداث الدائرة على بلاد المسلمين من نزاع واقتتال ما سبب في زيادة أعداد الأيتام ما يستدعي تكاتف الجهود والطاقات لكفالتهم ورعايتهم " .. داعيا كل الخيرين الى استثمار أموالهم في طاعة الله وأعظمها كفالة الأيتام وتوفير احتياجاتهم ومتطلباتهم المعيشية . رئيس قسم أصول الفقه والحديث بكلية الشريعة والقانون جامعة صنعاء الدكتور حسن الأهدل اعتبر مشاركة الأشقاء والأصدقاء من الدول العربية والإسلامية في المهرجان يعبر عن الإحساس بالضمير الإنساني بين أبناء الأمة والاهتمام بقضاياها المعاصرة وعلى رأسها قضايا الأيتام حتى لا ينشئون منحرفين.. منوها بدعم القيادة السياسية والحكومة والمنظمات الخيرية في مجال كفالة الأيتام وإيجاد الوسائل التي تمكن شريحة الأيتام من الحصانة والرعاية . فيما اعتبر مدير عام جمعية الاصلاح الدكتور محمد القباطي المهرجان السابع لليتيم حدثا اجتماعيا يسهم في التخفيف من معانات الأيتام في اليمن وكفالتهم ورعايتهم وتنمية قدراتهم ومواهبهم ودمجهم في عملية البناء والتنمية ويعزز أواصر الأخوة والتراحم والتعاطف بين أبناء الأمة الإسلامية وتجسيد مبدأ التكافل الاجتماعي وحشد جهود البر والإحسان لكفالة ورعاية الايتام . ونوه القباطي بأن مشاركة الأشقاء والأصدقاء من الدول العربية والإسلامية في المهرجان يمثل دعما لجهود الجمعيات الخيرية ويساهم في تعزيز وتوسيع مجالات التعاون والشراكة مع تلك المؤسسات والمنظمات الخيرية الفاعلة في هذا المجال . واضاف أن تفاعل القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والحكومة مع هذا الحدث يشكل دعما إضافيا ودافعا قويا نحو تحقيق المزيد من العطاء والبذل في هذا المجال الإنساني.