قال رئيس فرع جمعية علماء اليمن بمحافظة عدن وإمام وخطيب مسجد العيدروس بعدن الشيخ صادق العيدروس ان الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة من أفضل الأيام التي يجب على المسلمين التقرب فيها إلى الله تعالي واغتنام هذه الفرصة في العبادات والطاعات. إلى ذلك من خصائص العشر من ذي الحجة أن الله سبحانه وتعالى أقسم بها في كتابه الكريم فقال عز وجل " وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ " ولاشك أن قسمُ الله تعالى بها يُنبئُ عن شرفها وفضلها، وسماها في كتابه " الأيام المعلومات"وشَرَعَ فيها ذكرهُ على الخصوص فقال سبحانه "وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ" وقد جاء في بعض التفاسير أن الأيام المعلومات هي الأيام العشر الأول من شهر ذي الحجة. كما أن الأعمال الصالحة في هذه الأيام أحب إلى الله تعالى منها في غيرها،فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التكبير والتهليل والتحميد " ( رواه أحمد ) . وتتميز بان فيها ( يوم التروية )، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة الذي تبدأ فيه مناسك الحج، و( يوم عرفة )، وهو يومٌ عظيم يُعد من مفاخر الإسلام، وله فضائل عظيمة، لأنه يوم مغفرة الذنوب والتجاوز عنها، ويوم العتق من النار. وتتميز بان فيها ( ليلة جَمع )، وهي ليلة المُزدلفة التي يبيت فيها الحُجاج ليلة العاشر من شهر ذي الحجة بعد دفعهم من عرفة، وفيها فريضة الحج الذي هو الركن الخامس من أركان الإسلام، و( يوم النحر) وهو يوم العاشر من ذي الحجة، الذي يُعد أعظم أيام الدُنيا كما روي عن عبدالله بن قُرْط عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يومُ النحر ". وجعلها الله تعالى ميقاتاً للتقرُب إليه سبحانه بذبح القرابين كسوق الهدي الخاص بالحاج، والأضاحي التي يشترك فيها الحاج مع غيره من المسلمين. ويضيف الشيخ / صادق العيدروس ان العشر من ذي الحجة أفضل من الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان لما أورده شيخ الإسلام ابن تيمية وقد سئل عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل ؟ فأجاب: " أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة ". والعشر من ذي الحجة تُعد مناسبةً سنويةً مُتكررة تجتمع فيها أُمهات العبادات كما أشار إلى ذلك ابن حجر بقوله " والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أُمهات العبادة فيها، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره "، انها أيام يشترك في خيرها وفضلها الحُجاج إلى بيت الله الحرام، والمُقيمون في أوطانهم لأن فضلها غير مرتبطٍ بمكانٍ مُعينٍ إلا للحاج. فضل صيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة: قال ابن العباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال: في أول يوم من ذي الحجة غفر الله فيه لأدم ومن صام هذا اليوم غفر الله له كل ذنب، وفي اليوم الثاني استجاب الله لسيدنا يوسف، ومن صام هذا اليوم كمن عبد الله سنة ولم يعص الله طرفة عين، وفي اليوم الثالث استجاب الله دعاء زكريا، من صام هذا اليوم استجاب الله لدعاه، وفي اليوم الرابع ولد سيدنا عيسى عليه السلام، ومن صام هذا اليوم نفى الله عنه البأس والفقر وفي يوم القيامة يحشر مع السفرة الكرام، وفي اليوم الخامس ولد سيدنا موسى عليه السلام، ومن صام هذا اليوم برء من النفاق وعذاب القبر، وفي اليوم السادس فتح الله لسيدنا محمد بالخير، ومن صامه ينظر الله اليه بالرحمة ولا يعذبه أبدا، وفي اليوم السابع تغلق فيه أبواب جهنم، ومن صامه أغلق الله له ثلاثين بابا من العسر وفتح الله ثلاثين بابا من الخير، وفي اليوم الثامن المسمى بيوم التروية، من صامها عطي له من الأجر ما لا يعلمه الا الله، وفي اليوم التاسع وهو يوم عرفة من صامه يغفر الله له سنة من قبل وسنة من بعد، وفي اليوم العاشر يكون عيد الاضحى وفيه قربانا وذبح ذبيحة ففي أول قطرة من دماء الذبيحة يغفر الله ذنوبه وذنوب أولاده، ومن أطعم فيه مؤمنا وتصدق بصدقة بعثه الله يوم القيامة امنا ويكون ميزانه أثقل من جبل احد. أعمال يستحب فعلها: يقول رئيس جمعية علماء المسلمين وإمام وخطيب مسجد العيدروس بعدن ان الأعمال التي يستحب فعلها في هذه الأيام بجانب المحافظة والمواظبة على الصلوات المفروضة على الإنسان أن يجتهد ويكثر من التقرب إلى الله بجميع فضائل الأعمال لأنها تتبارك في هذه الأيام كالصيام والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عمر يرفعه: "ما من أيام أعظم ولا أحب إلي الله العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد". ويضيف الشيخ صادق العيدروس ان من الأعمال المستحبة الإكثار من تلاوة القرآن والمحافظة على السنن الرواتب والاجتهاد في لياليها بالصلاة والذكر، وكان سعيد بن جبير راوي الحديث السابق عن ابن عباس إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه،وكان يقول: لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر والصدقة وصلة الأرحام بالإضافة إلى استحب قوم لمن عليه قضاء من رمضان أن يقضيه فيهن لمضاعفة الأجر فيها وبيان فضل هذه الأيام وتعريف الناس بذلك وتعجيل التوبة ورد المظالم إلى أهلها وحفظ الجوارح سيما السمع والبصر واللسان والدعاء بخيري الدنيا والآخرة لك ولإخوانك المسلمين الأحياء منهم والميتين..فمن عجز عن ذلك كله فليكف أذاه عن الآخرين ففي ذلك أجر عظيم.