أوصت ورشة العمل الخاصة ب (التغيرات البيئية في مدينة عدن، مشكلات وحلول) بدراسة المواقع البيئية الحساسة في محافظة عدن على المستوى البحري والبري، والمواقع ذات التأثير البيئي الضار والحد منها. ودعا المشاركون في الورشة التي نظمها مركز دراسات وعلوم البيئة بجامعة عدن اليوم الاحد إلى التنسيق التكاملي بين الجهات المختلفة ذات العلاقة أو المعنية بالبيئة، ومنع التوسع العمراني في المساحات الخضراء، واستغلال المياه العادمة بعد معالجتها في ري المساحات الخضراء وفق الشروط المقيدة، والاهتمام بشجرة المريمرة والتركيز عليها أثناء تشجير المحافظة. وشدد المشاركون على ضرورة الاهتمام بأوضاع المختبرات خصوصا المعمل المركزي جامعة عدن لعمل الأبحاث العلمية والدراسات اللازمة حول المياه العادمة المعالجة وتأثيراتها البيئية. وأوصى المشاركون في الورشة بتأسيس ادارة منسقة بالتخطيط الحضري وإدارته في المدينة مكونة من اختصاصات ومؤسسات متعددة تكون تحت الإشراف المباشر من المحافظ، وتفعيل قرارات المجلس المحلي للمحافظة ومكتبة التنفيذي الخاصة بالحد من التوسعات العمرانية غير المخططة (العشوائية) وعدم السماح بها . وطالبوا بإعادة النظر في إستراتيجية التنمية الاقتصادية المحلية لمدينة عدن أهدافا ومؤشرات واتجاهات وأساليب مع ضرورة التحديد الدقيق والمعلن للوظيفة الرئيسية لمدينة عدن والوظائف المحددة لكل مديرية فيها ودور المشاركة المجتمعية في ذلك. وأشار المشاركون الى ضرورة مراعاة تحديد الساحات الخضراء والمساحات الفراغية في مخططات وحدات الجوار بما يحقق جمالة التخطيط والتواصل الاجتماعي وتعزيز الانتماء الحضري للمدينة. واكدوا اهمية الاضطلاع بدورهم العلمي لإجلاء الصورة الحقيقية عن القضايا البيئية الضبابية في وعي المجتمع وإبراز ذلك في بحوثهم ونقاشاتهم وتوصياتهم في ورشة العمل هذه لأن البيئة هي أمانة نحملها للأجيال القادمة والمطلوب منا الحفاظ عليها. من جانبه قال رئيس جامعة عدن الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور ان البيئة لم تعد قضية محلية تهم بلداً بعينه بل أضحت قضية دولية تهم الإنسان في كل مكان بالعالم لان الجميع يعيشون تحت سقف واحد ويتأثرون بكل المتغيرات التي تحدث في الأرض ومحيطها. واشار بن حبتور إلى الأضرار التي لحقت بالبيئة في اليمن في جوانب عدة كالاستغلال غير الرشيد للحوض الجوفي للمياه بمحافظة صنعاء مما أدى لاستنزافه وتهديد المدينة بنضوب مياه الشرب، وما يجري من ردم للبحر في عدة مناطق يمنية وعدم تدوير المياه العادمة والنفايات الصلبة وما تتعرض له الأشجار من إهمال ومنها شجرة المريمرة التي تحمل فوائد بيئية وصحية لا حصر لها مما يستدعي الحفاظ عليها وحمايتها واستزراعها بكثافة. ولفت إلى المخاطر البيئية التي تتعرض له المحمية الطبيعية في منطقة الحسوه بمحافظة عدن والمتمثلة في تدفق المياه العادمة الملوثة على أراضيها التي تنتج خضروات ملوثة تؤدي إلى إصابة المستهلكين بالمحافظة بإمراض خطيرة, وكذا مايتم توزيعه للفلاحين في منطقة العلم من مخلفات للمياه العادمة الراكدة على أنه سماد ويتم استخدامه في الزراعة دون وعي بمخاطرة السامة على الصحة العامة. بدوره أشار مدير مركز دراسات وعلوم البيئة بجامعة عدن الدكتور عبدالعزيز مقبل إلى أن عدن باعتبارها مدينة ساحلية تعرضت منذ الأربعينيات من القرن الماضي (القرن العشرين)، وحتى الآن لتغيرات بيئية كبيرة شملت التوسع العمراني وخصخصة المتنفسات والبناء العشوائي وردم السواحل وتجريف الجبال وغير ذلك أضر بالكساء النباتي والبيئي الذي كان يميز كثير من المناطق فيها. ودعا مقبل إلى بذل الجهود للحفاظ على البيئة واستغلال المياه العادمة والترشيد في استهلاك المياه وإبعاد محطات الوقود والتغسيل عن المناطق الحساسة مثل الملاحات وغيرها وتدوير النفايات. واقترح القيام بدراسة متكاملة للمواقع البيئية بمدينة عدن والبدء في إدارتها وذلك للسير في اتجاه المدن الخالية من التلوث ومشاركة العالم في التصدي للتغير المناخي العالمي. يأتي هذا في الوقت الذي ناقش فيه المشاركون خمسة أبحاث علمية رئيسية تناول البحث الأول (إشكاليات بيئية للنمو العمراني في محافظة عدن – قراءة جغرافية) قدمه الدكتور أمين علي، والثاني حول المياه العادمة في عدن، أهميتها وتأثيراتها البيئية قدمه الدكتورعبدالرحمن علوي. كما ناقش المشاركون دراسة بيئية تقييمة حول الغطاء النباتي المزروع في عدن وعلاقته بالتغيرات المناخية محليا ،الى جانب مناقشة بحث حول التغيرات البيئية المناخية وظاهرة الاحتباس الحراري ، وثالث حول شجرة المريمرة – النيم. وكان قد تخلل فعاليات الورشة معرضا للصور تضمن عدد من الصور الفوتوغرافية للمواقع البيئية في اليمن وأنواع الحيوانات والطيور المتوطنة والمهاجر والمساحات الخضراء والمسطحات المائية البحرية والعذبة التي تمتاز بها بعض المناطق اليمنية. سبا