ركزت ندوة فكرية عقدت اليوم بمحافظة حجة حول الأمن الفكري على جملة من القضايا المتعلقة بالهوية الوطنية وكيفية الحفاظ عليها من أي تشوهات أو أفكار دخيلة لا علاقة لها بالثقافة الدينية الإسلامية أو الوطنية . واكدت الندوة التي نظمتها كلية التربية والعلوم التطبيقية ضرورة أن تعي كل الجهات المعنية مسؤليتها في نشر ثقافة السلام والمحبة التي دعى إليها ديننا الإسلامي الحنيف من خلال منهجيته الوسطية المعتدلة البعيدة عن كافة أشكال التطرف والغلو . وتطرقت أوراق الندوة المقدمة من عدد من الأكاديميين إلى تاريخ اليمن الموحد على مدى العصور الماضية ، وكيف أن اليمن كان وسيظل موحدا أرضا وإنسانا وأن حالات التمزق والإنشطار التي مر بها إنما بفعل محاولات أعداءه الرامية لتقسيمه والتي لم تدم طويلا ، مشيرة إلى الدور الفعال الذي لعبته شخصية الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في إعادة تحقيق الوحدة والحفاظ عليها من خلال دحر كافة المؤامرات التي مر بها اليمن خلال العقدين الماضيين . وتضمنت الندوة عددا من المحاور الأول مقدم من عميد كلية التربية والعلوم التطبيقية الدكتور حمود نصار أوضح فيه ان الندوة جاءت إدراكا من رئاسة جامعة عمران وعمادة الكلية لما تمر به البلاد من مؤامرات تتطلب الوقوف صفا واحدا ومواجهة الحملة الفكرية الهدامة بحملة بناءة على أساس الوسطية والاعتدال وتكريس روح الولاء الوطني في أوساط الشباب والتضحية بكل الوسائل من أجل وحدة اليمن وأمنه واستقراره ، فيما تناول الدكتور حسن سرار محور ثقافة السلام وكيف انها تمثل بوابة الأمن الفكري للمجتمع ، وأن فكرة السلام في الإسلام هي القاعدة الأساسية وكذا التعايش مع غير المسلمين في سلام وأمان . الدكتور محمد الشرفي تطرق في محوره إلى واحدية الثورة اليمنية والنضال ضد الإمامة والاستعمار ، فيما أشار الدكتور أحمد العرامي إلى الأثر الفكري لفتنة التمرد والتخريب والإرهاب في صعدة وأهمية حماية المجتمع من سمومها الفكرية الهدامة . عن التطرف والغلو وما يسببه من تمزيق لأواصر المجتمعات على مر التاريخ البشري حذر الكتور مراد الجنابي والدكتور عبده سحلول من مغبة الإختراق لمبادئ الإسلام الوسطية من دعاة التطرف والغلو ودس السموم الفكرية في المناهج الإسلامية المعتدلة ، مؤكدين بأن ما يجري من فتنة التمرد بمناطق صعدة جزء من عوامل مسخ الهوية الوطنية تهدف إلى تكريس مشاريع ضيقة . وخلال الندوة دعا وكيل محافظة حجة فهد دهشوش كافة أبناء المحافظة إلى استشعار المسؤولية الملقاة على عاتقهم في الحفاظ على هوية أبنائنا ومجتمعنا من أي أفكار دخيلة علينا من شانها التفريق لا التوحد ، وقال دهشوش " لا عزة لنا ولا كرامة إلا بالتوحد ولم الصف من خلال الالتفاف حول القيادة السياسية وتوجهاتها التنموية ، وأن يكون كل مشارك في الندوة بمثابة السفير لنشر ما تناولته من جوانب مهمة في إزالة كل ما شاب عقول المجتمع من أكاذيب وتضليل من قبل عصابة التمرد "