أعرب المشاركون في الندوة العلمية حول "تقييم مصفوفة البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية" عن إدانتهم القوية والصريحة لكل محاولات الإخلال بالسكينة العامة وأعمال التمرد الخارجة عن الدستور والقانون التي تستهدف استقرار الدولة اليمنية وأمنها وكل محاولات النيّل من وحدة الشعب والأرض اليمنية. ودعا المشاركون في التوصيات الختامية للندوة التي نظمتها جامعة عدن اليوم كل القوى الوطنية وتنظيماتها المؤسسية من أحزاب ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات اجتماعية و دينية, إلى تكاتف ومضاعفة الجهود في سبيل مواجهة الفتن والأعمال الخارجة عن النظام والقانون من أجل الحفاظ على الأمن والسلام الاجتماعي كصمام أمان لضمان جميع حلقات التطور والتقدم الاجتماعي الأخرى. و أكد المشاركون أن جامعة عدن بكل شرائحها يؤمنون إيمانا عميقا بان النقاش العلمي والحوار الوطني المسؤول هو الأسلوب الأمثل لمعالجة القضايا الوطنية كافة. وأكدوا حرص أساتذة الجامعة على مواصلة الحوارات والنقاشات العلمية تحت سقف واحد هو دستور الجمهورية اليمنية وعلى أرضية صلبة مشتركة هي الوحدة اليمنية المباركة, مبينين أن أساتذة جامعة عدن المشاركين بالندوة ينطلقون في نظرتهم بإن برنامج رئيس الجمهورية أصبح خيارا و إرادة جماهيرية تم التعبير عنها بصورة ديمقراطية من خلال انتخاب فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيسا للجمهورية وقائدا لها لمواصلة تحقيق التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية اللاحقة في الوطن, ليس في شخصه ومن أجل ذاته فحسب, بل تعبيرا عن اختيارهم لبرنامجه الانتخابي وإعلان تبنيه كبرنامج يحقق طموحاتهم القريبة و البعيدة, ويرسم ملامح المجتمع اليمني الجديد الذي ينشدون إليه. واستطرد المشاركون في توصياتهم الختامية للندوة قائلين: "ومن هذا المنطلق كان على المشاركين في هذه الندوة إدراك إن مستوى تقييمهم وطريقته لابد أن يكون مختلفا ومتميزا عن غيرهم من الأفراد والمؤسسات والفئات المعنية بتنفيذ البرنامج أو الفئات الاجتماعية المستهدفة فيه، فإذا كان المعنيين بتنفيذ هذا البرنامج من الجهات الحكومية وغير الحكومية فردية أو مؤسسية ينطلقون في تقييمهم من المعطيات الكمية لكل فقرة من فقرات البرنامج على حده كل في مجال اختصاصه واهتماماته, وتنطلق الفئات المستهدفة في النظر إلى ما تحقق من خلال مدى انعكاس فقرات البرنامج على مستوى وأسلوب حياتهم وواقعهم المعيشي المباشر وبصورة كمية أيضا, فان المعايير العلمية التي كان على المشاركين في النقاش إتباعها لتحقيق أهداف هذه الندوة تتطلب ضرورة النظر إلى البرنامج في شموليته وكليته وترابط أجزائه وعلاقة التأثير المتبادل فيما بينها, وفي علاقتها مع الظروف والإمكانيات و الوسائل الداخلية والعوامل الخارجية المحيطة, و ذلك ما يساعد على التقييم النوعي للانجاز عوضا عن التقييم الكمي, والتعامل مع المعطيات الكمية كمؤشرات لمستوى النجاح أو الإخفاق من الناحية النوعية". وأشاروا إلى إن المسألة المركزية التي تحدد مستوى النجاح في إحداث التغييرات والتطورات في مجمل الاتجاهات التي تضمنها البرنامج الانتخابي تتعلق بمدى ما تحقق من انجازات في عملية الانتقال من أسلوب الحكم وإدارة شؤون المجتمع الموروث من الحكم الشمولي إلى الأسلوب الجديد الملائم لمجمل التحولات الديمقراطية الشاملة لجميع مناحي الحياة , من خلال إصلاح وتحديث الإدارة الحكومية على أساس ديمقراطي وتعزيز اللامركزية وتفعيل دور السلطة المحلية. ولفتوا إلى أنه ومن أجل تناسب إجراءات مكافحة الفساد مع المحتوى الديمقراطي لاتجاهات البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس فان الدور الاجتماعي في الرقابة والمحاسبة واستظهار مكامن الفساد واستئصالها يطرح نفسه كبديل فاعل, و ذلك ما يعني التأكيد على تأسيس هيئات مجتمعية مركزية وفرعية لمكافحة الفساد و للرقابة والمحاسبة إلى جانب تلك الحكومية ومنحها سلطة القانون في البحث و المساءلة و الإحالة إلى القضاء. وعلى صعيد تحديد وظيفة الدولة الاقتصادية والاجتماعية من أجل توسيع المشاركة المجتمعية وفسح المجال أمام القطاع الخاص وبناء شراكة تنموية فاعلة مع مؤسساته وتشجيع رأس المال المغترب فان الرؤية الختامية للمشاركين في الندوة أوضحت انه وبالرغم من الأهمية الكبيرة التي أولاها البرنامج الانتخابي وما تم تقديمه من تشجيع تسهيلات وحماية وتأطير مؤسسي و تفعيل للأطر المؤسسية الحكومية الداعمة له, فان القطاع الخاص ورأس المال المغترب مازالا في وضع لا يمكنهم من القيام بتولي بعض وظائف الدولة كالمساهمة الفاعلة في حل مشكلة البطالة وحل مشكلات التنمية البشرية بمفهومها المعاصر. وبين المشاركون في الندوة في رؤيتهم الختامية أن البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية انطلق في جميع اتجاهاته من تعزيز وترسيخ متغيرين أساسيين والحفاظ عليهما معا هما: الوحدة اليمنية والخيار الديمقراطي، إلا انه وبفعل بعض العوامل الداخلية التي لم يتم استيعابها ومعالجتها في حينها وبتأثير خارجي لإثارتها وتسخيرها ضد الوحدة والديمقراطية على حد سواء ظهرت بعض الاختلالات في نقطة تقاطع هذين المتغيرين، فمن جهة تم استغلال إشاعة الديمقراطية للقيام ببعض الأعمال الفوضوية المناهضة للوحدة والدعوة إلى انفصال الشطر الجنوبي من الوطن عن دولة الوحدة والسعي إلى إقامة دويلة إماميه في شمالي الوطن, وانتقلت هذه الدعوات من النشاط السلمي العفوي إلى نشاطات مسلحة وأعمال إرهابية منظمة يرافقها نشاط مكثف لتنظيم القاعدة، ومن الجهة الأخرى فان الحفاظ على الوحدة تطلب الرد على تلك الدعوات والأعمال الإرهابية. وكان رئيس جامعة عدن الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور دعا المشاركين في مستهل الندوة إلى التحلي بالمسئولية الوطنية العالية في أي نقاش يجري حول القضايا الوطنية..، مؤكداً على عدم وجود أية محظورات أو ممنوعات في النقاش العلمي الجاد والموضوعي والهادف شرط أن يكون سقف النقاش والحوار هو الدستور " دستور الجمهورية اليمنية " وأرضية هذا الحوار هي الوحدة "الوحدة اليمنية" وماعداهما فكل القضايا هي متاحة للنقاش والحوار والانتقاد وخاصةً في المسائل التي ترسم حولها مجموعة مشروعات فكرية وذهنية أو تلك المساهمة في تطوير واقع الحال. وقال الدكتور/بن حبتور "نحن نريد وبشكل جماعي أن نسعى إلى تطوير كل المؤسسات القائمة في الدولة لا أن ندعو لتدميرها كي لا نندم على كل شيء إذا فقدنا كل شيء". وأضاف:" ينبغي علينا جميعا أن نحرص على الإسهام في إصلاح أي خلل أينما وجد أفضل بكثير من أن نلغيه ونبحث عن شيء في المجهول كبديل عنه"..، معبراً عن رفضه للأطروحات التي تدعو للهدم لا للبناء. وأوضح أن تناول موضوع انجازات البرنامج الانتخابي للرئيس بشكل علمي هو موضوع يتعلق بواحدة من المحطات المهمة في حياتنا بوصفه يرسم ملامح حاضرنا ومستقبلنا، في مرحلة زمنية مليئة بالكثير من التحديات ومليئة بالإنجازات ولكنها تحتاج لمناقشة ومحاورة بين وقت وآخر. مبينا أن هذه الندوة تأتي تواصلا للجهد الذي بدأته الجامعة في هذا الشأن منذ العام 2006م واستمرت فيه حتى 2009م. وتطرق رئيس جامعة عدن إلى نشاط الجامعة خلال العام الحالي 2010م، مشيراً إلى أن جامعة عدن من خلال تنظيمها لهذه الندوة العلمية – حول ( تقييم مصفوفة البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس/علي عبدالله صالح) - فإنها تدشن باكورة نشاطاتها لعام 2010م. وكشف أن جامعة عدن أعدت خطة شاملة لكل الفعاليات والأنشطة الأكاديمية والطلابية. لعام 2010م عام الذكرى ال " 40" لتأسيسها (1970م – 2010م) وبمناسبة مرور " 20" عاما على إعادة توحيد الوطن اليمني أرضاً وشعباً ووجداناً.., موضحا بأن برنامج الفعاليات للجامعة يعد من البرامج الهامة لإحداث التطور بالإضافة إلى نشاطها اليومي في المجال البحثي والتدريسي الأنشطة والفعاليات المختلفة. وأفاد أن الخطة التي أعدتها الجامعة ستمتد فعالياتها لمدة سنة كاملة تبدأ من هذه الندوة وتنتهي بآخر ندوة ستكون حول "قضايا الطب والعلوم الصحية", والذي سيشكل ملتقى علمي كبير تخطط له كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة عدن من خلال استضافة العديد من المهتمين بهذا الحقل وبرعاية مجلس الأمناء في جامعة عدن بمجموعته الذهبية التي دعمت وتدعم جامعة عدن بالكثير من الأنشطة والفعاليات وبين هذه الفعاليتين ستنظم فعاليات عديدة في الحقوق والعلوم الإدارية والهندسة والأسنان والصيدلة والطب وأيضاً التربية وكل الحقول التي تهتم جامعة عدن بالعمل فيها. وأردف قائلاً: "سيكون قمة العمل في هذا العام 2010م "المؤتمر العلمي الرابع لجامعة عدن" والذي سيتوج تلك الأنشطة والندوات والفعاليات التي تبدأ من الكليات وتنتهي بالمؤتمر العلمي الرابع لجامعة عدن, وذلك لتقييم مدى جودة التعليم وقدرة الجامعة على تطوير ذاتها من خلال تطوير برامجها الأكاديمية وخططها الدراسية وأيضاً تطوير قدرات أعضاء هيئة التدريس فيها". وقال الدكتور/بن حبتور: "ستسهم الجامعة ببحث ومناقشة وتحليل كثير من الموضوعات العلمية المتنوعة التي تهدف لتطوير هذه الحقول والمناشط الأكاديمية باعتبارها مؤسسة علمية متصلة بالماضي وتعيش الحاضر بكفاءة عالية وتستشرف آفاق المستقبل باعتباره ميدان مهم من ميادين عملنا التنافسي، ليس بيننا وبين المؤسسات المحلية الأكاديمية بل أيضاً المؤسسات العربية وغيرها". وكانت الندوة والتي حضرها عدد من أعضاء مجلس النواب ومدراء المكاتب الحكومية في محافظة عدن ونواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات وممثلين لعدد من الأحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية بعدن وحشد من الأكاديميين بالجامعة والمهتمين, ناقشت أربعة محاور بحثية المحور الأول تطرق للجانب الاقتصادي والاجتماعي وتولى إعداد الأوراق البحثية الرئيسية فيه كل من الدكتور/خليل إبراهيم والدكتورة/إبتهاج الخيبة والدكتور/أحمد فضيل والدكتور/مبارك الحمصي والدكتور/صالح لعكل، فيما تولى المحور الثاني والمتعلق بمنظمات المجتمع المدني الدكتور/ناصر علي ناصر والدكتورة/هدى علوي والدكتور/عبدالوهاب شمسان. في حين تطرق المحور الثالث للإعلام والثقافة وقدمه كل من الدكتور/حسين باسلامة والدكتور/عبدالله الحو والدكتور/محمد عبده عبدالهادي والدكتورة/هيفاء المعشى، فيما تناول المحور الرابع والأخير والمعنون ب بناء الدولة وتطوير آلياتها من خلال أورق قدمها الدكتور/خالد باجنيد والدكتور/سعيد هيثم والدكتور/علي القعيطي والدكتور/عبدالحكيم عطروش. وقد تولى الدكتور/عبدالعزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن رئاسة وإدارة جلسات الندوة بمساعدة كل من الدكتور/صالح مقطن والدكتور/ عبدالوهاب كويران والدكتورة/ابتهاج الخيبة. هذا وقد رفع المشاركون في الندوة برقية شكر وعرفان لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.. جاء فيها: فخامة الأخ الرئيس: يتقدم إليكم جميع المشاركين في هذ الندوة العلمية الخاصة بتقييم منجزات مصفوفة برنامجكم الانتخابي، بأسمى آيات الشكر والعرفان لتبنيكم الدعوة للحوار الوطني وتأكيدكم على أهمية الإصغاء لكل الآراء الأخرى تحت سقف الثوابت الوطنية للشعب اليمني، وكذا لحرصكم على تعزيز النهج الديمقراطي والحفاظ على الدستور والقيم الوطنية والعربية والإنسانية السامية، بما يرسخ قيم التعددية السياسية والتنوع الفكري. كما نعبر عن امتنانا وثنائنا الجزيل لجهودكم الوطنية المخلصة في قيادة البلاد ومواجهة كل التحديات التي تواجه شعبنا اليمني بحكمة واقتدار. لقد جاء انعقاد هذه الندوة في جامعة عدن، تأكيداً على ما يُحظى به البرنامج الانتخابي لفخامتكم من اهتمام والتفاف شعبي عارم، وهو البرنامج الذي يعد برنامجا للدولة اليمنية بوصفه حدد توجهات البناء والتنمية لليمن ويرسخ آليات تطور الدولة اليمنية الحديثة. إننا يا فخامة الرئيس نُقدر عالياً جهودكم الوطنية العظيمة والمخلصة من أجل نهضة اليمن مهد العروبة وعمقها الاستراتيجي. ويؤكد المشاركون في هذه الندوة المهمة إدانتهم القوية والصريحة لكل محاولات الإخلال بالسكينة العامة وأعمال التمرد الخارجة عن الدستور والقانون التي تستهدف استقرار الدولة اليمنية وأمنها ومحاولات النيّل من وحدة الشعب والأرض اليمنية. إننا على ثقة كاملة من قدرتكم وحكمتكم التي عرفناكم بها على مواجهة كل التحديات وقيادة البلاد إلى بر الأمان ورد كل المتآمرين إلى أوكارهم خائبين. وفقكم الله للاستمرار في تنمية الوطن اليمني الموحد، بأسس ديمقراطية وآفاق حضارية مشرقة.