يناقش وزراء خارجية دول الإتحاد الإوربي في بروكسل يوم الاثنين المقبل قضية اغتيال القيادي في حركة (حماس) محمود المبحوح في 20 يناير الماضي بدبي . وأوضح دبلوماسيون اوربيون ان وزراء الخارجية الاوربيين سيجرون محادثات مع وزير خارجية حكومة الإحتلال الإسرائيلي افيغدور ليبرمان بهذا الخصوص. وفيما أكد وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله دعم بلاده للتحقيق في قضية اغتيال المبحوح.. أعلنت مصادر بريطانية ان البريطانيين الستة الذين زورت هوياتهم من قبل المتهمين يعيشون في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة، وان القنصلية تعمل على اصدار جوازات سفر جديدة لهم للحيلولة دون تعرضهم لاعتقالات عن طريق الخطأ. من جهة اخرى، فتحت السلطات النمساوية تحقيقا في استخدام شرائح الهواتف النقالة في عملية اغتيال المبحوح في دبي. وتوقعت مصادر في شركات الهواتف النقالة بالنمسا فرض اجراء تسجيل البيانات الشخصية لمشتري الشرائح للحيلولة دون تكرار استخدامها في عمليات اجرامية. أما موقف حركة حماس فقد بينه القيادي في الحركة محمود الزهار الذي قال ان الكيان الاسرائيلي ودولا غربية تدفع الحركة لفتح مواجهة خارجية، مشيرا الى ان حماس سعت لتكون المقاومة داخل فلسطين. واتهم الزهار في خطبة الجمعة التي القاها في غزة، الولاياتالمتحدة بالتواطؤ مع سلطات الاحتلال في محاربة فصائل المقاومة الفلسطينية واغتيال قادتها، مؤكدا استعداد حركة حماس لمواجهة ذلك. وقال الزهار أن كل من يتعاون مع الاحتلال الاسرائيلي سيكون مصيره الفضيحة عبر وسائل الاعلام. في الوقت الذي يعمل فيه المسؤولون الأوربيون في بروكسل، وفي مختلف العواصم الأوربية على تجنب أي تصعيد دبلوماسي مع الحكومة الإسرائيلية، وتجنّب ان تتحول فضيحة تورط عناصر الموساد الإسرائيلي وانتحالهم لشخصيات مواطنين أورويين في عملية اغتيال المبحوح الى مشادة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي. وأصدرت السلطات الإسرائيلية حسب مصدر أوربي في بروكسل تعليمات الى كافة دبلوماسييها بتجنب الخوض في أي جدل حول هذه الإشكالية ونفي أي تورط للمخابرات الإسرائيلية والسعي لاحتواء تفاعلاتها وانتظار مرور العاصفة. من جهتها تحرص غالبية الحكومات الأوروبية على منع تحويل مسألة استعمال إسرائيل لجوازات سفر رسمية لرعايا أوروبيين في عملية اغتيال سياسية واضحة المعالم الى أزمة جديدة في العلاقات بينها وبين الحكومة الإسرائيلية. وعبّرت بعض الحكومات الأوروبية التي قامت إسرائيل بسرقة وثائق سفر لمواطنيها في عملية الاغتيال ف يدبيعن احتجاج نسبي ولكنها اكتفت في الغالب بمطالبة إسرائيل بإشراكها في التحقيقات، وهو أمر لا يتعدى الطلب الرمزي البحت في مثل هذه الحالات. ولا يبدو ان الاتحاد الأوربي او أي من دوله يرغب في وقف ما يسمى بالتعاون الأمني مع إسرائيل والذي اتخذ أبعادا خطيرة في الآونة الأخيرة ضمن ما يعرف بإدارة أزمة العنف السياسي والإرهاب. فقد وجهت الرئاسة الدورية الاسبانية للاتحاد الاوربي الدعوة الى ليبرمان بزيارة بروكسل مباشرة بعد توليها رئاسة الاتحاد بداية يناير لماضي، ووضعت بذلك حدا عمليا للمقاطعة التي فرضتها السويد على المسؤولين الإسرائيليين طيلة تولّيها الرئاسة الأوربية في النصف الثاني من العام الماضي. وتعمل اسبانيا بشكل واضح على تنفيذ عدد من الخطط السياسة الإقليمية الخاصة بها خلال توليها الرئاسةالأوروبية، ومنها ضمان نجاح القمة الأوروبية المتوسطية المقررة في يونيو المقبل ضمن ما يعرف الاتحاد مناجل المتوسط . في الوقت الذي تخطط فيه الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الاوربي للقيام بزيارة للمنطقة الشهر المقبل، وتريد عبر استقبالها لوزير خارجية إسرائيل وفي هذه المرحلة إعطاء الانطباع بان الاتحاد جدي في السعي للعب دور في حلحلةعملية السلام، الذي فشل الاتحاد في تحقيقه بسبب تصدي إسرائيل المستمر لذلك. ويقول الدبلوماسيون ان اخطر ما يواجه إسرائيل حاليا وعلى هامش تفاعلات فضيحة الموساد في دبي هو ان يتنامىانهيار صورتها لدى الرأي العام الأوروبي الأمر الذي سيعقّد التحركات الأوروبية الإسرائيلية، وخاصة خطط تفعيل العلاقات بين الطرفين. ولا تتمتع إسرائيل بأية مصداقية على صعيد الرأي العام في مختلف الدول الأوروبية وخاصة منذ حرب غزةالعام الماضي، وما تلاها من كشف عن تجاوزت قام بها العسكريون الإسرائيليون في القطاع وبلغت درجة ارتكاب جرائم حرب . كما ان انتماء الوزير ليبرمان لليمين المتطرف واختياره احد المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية كسكن له يثير انتقادات مستمرة في وسائل الإعلام الأوروبية التي تعتبره مناهضا للعملية السلمية. وتتمثل الإستراتجية الإسرائيلية في التعامل مع الأوروبيين حاليا في الفصل أولا بين قضية جوازات السفروزيارة ليبرمان لمؤسسات الاتحاد الأوروبي وثانيا في الفصل الصريح بين العلاقات مع أوروبا وبين عملية السلام. كما إن هدف إسرائيل الفعلي يضل تحويل الانتباه عن الوضع في الشرق الأوسط والتركيز على ملفات إقليميةأخرى وفي مقدمتها الملف النووي الإيراني الذي يثر قلقا أوروبا ودوليا متصاعدا وفعليا بسبب رفض إيران التعاون مع الهيئات الدولية المختصة بشكل يضمن الشفافية والوضوح وهو ما توظفه إسرائيل أيضا لصالحها والظهور بمظهر الضحية الأولى المستهدفة وتبرر عبره كافة تجاوزاتها واختراقها للشرعية الدولية. سبا وكالات