الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الطيران الأمريكي يجدد قصف ميناء نفطي غرب اليمن    مسلحون يحاصرون مستشفى بصنعاء والشرطة تنشر دورياتها في محيط المستشفى ومداخله    سريع يعلن استهداف يافا بفلسطين المحتلة    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    قائد الاحتلال اليمني في سيئون.. قواتنا حررت حضرموت من الإرهاب    تراجع في كميات الهطول المطري والارصاد يحذر من الصواعق الرعدية وتدني الرؤية الافقية    باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند    هزتان ارضيتان تضربان محافظة ذمار    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    "الأول من مايو" العيد المأساة..!    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    الجنوب هو الخاسر منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    عنجهية العليمي آن لها ان توقف    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدورة 19 لمجلس التنسيق اليمني – السعودي بداية مرحلة جديدة من الشراكة الواعدة
نشر في سبأنت يوم 24 - 02 - 2010

تمثل الدورة 19 لمجلس التنسيق اليمني - السعودي التي تنعقد في 27 من فبراير الجاري في الرياض برئاسة الدكتور علي مجور، رئيس مجلس الوزراء - رئيس الجانب اليمني في المجلس، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد - نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، رئيس الجانب السعودي في المجلس، محطة هامة وفارقة على طريق تعزيز التعاون المثمر بين الدولتين الشقيقتين، ونستطيع وصفها بأنها بداية لمرحلة جديدة من الشراكة تتعزّز عُراها وروابطها في ظل التغييرات التي تشهدها العلاقة الحميمة بين البلدين الشقيقين، والتي تؤشر إلى مزيد من التلاحم والترابط والتشابك في المصالح، تفرضه متغيّرات إقليمية تستهدف أمن واستقرار منطقة شبه الجزيرة العربية.
وليس من قبيل المبالغة إذا قلنا إن أي متابع لمسار العلاقات اليمنية - السعودية سيخرج باستنتاج مُلخّصه أن البلدين يتجهان نحو المزيد من التلاحم والتشابك من خلال تجذير المنافع المتبادلة والمصالح المشتركة؛ لأن من يُتابع الخط الصاعد في مسار العلاقات اليمنية - السعودية خلال الفترة القليلة الماضية سيُلاحظ أن المملكة العربية السعودية تشكل رأس حربة في أي توجّه خليجي داعم لليمن اقتصادياً وسياسياً وأمنيا، وتجلّى ذلك بوضوح منذ أن أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن اليمن جُزء من النسيج الخليجي، وأنه "سينضم إلى مجلس التعاون الخليجي في يوم ما شئنا أم أبينا" -على حد تعبيره.
وظلت المواقف السعودية في مختلف المستويات القيادية العُليا والوسطية تتناغم بشكل ملفت للنظر وكلها تقول عبارة واحدة "إن اليمن والمملكة بلد واحد، وأن أمن المملكة من أمن اليمن والعكس". كما أن المواقف السعودية في القمم الخليجية واضحة ومشرّفة، ولسنا ببعيد عن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حول استيعاب العمالة اليمنية في الأسواق الخليجية والتي تبناها الاجتماع التشاوري لقادة دول مجلس التعاون الخليج في مايو الماضي في الرياض. هذا مثال واحد، وهناك مثال آخر، وهو الدعم السعودي القوي لليمن في لقاء لندن، والذي كان محل إشادة حكومية يمنية واضحة.
ولسنا هنا بصدد سرد وبيان للمواقف السعودية تجاه اليمن فهي كثيرة، ولكن أبرزها الموقف القوي والواضح والداعم لوحدة اليمن وأمنه واستقراره قولاً وعملاً، وتبنِّي هذا الموقف في المحافل الإقليمية على مستوى مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، والدولية على مستوى منظمة المؤتمر الإسلامي، أو في الاجتماعات السعودية - الأوربية والأميركية، أو في المنظمات والمؤسسات والصناديق الإقليمية والدولية.
والمُتابع الحصيف والمنصف لمسيرة مجلس التنسيق اليمني - السعودي لن يجد إلا نتائج مثمرة، فقرارات المجلس في اجتماعاته السابقة نتائجها إيجابية ومشهودة، أملاها حُرص قيادتي البلدين على الدّفع بعلاقات الأخوة والتعاون والشراكة خطوات للأمام، ولسنا هنا أيضا في مجال حصرها وإيراد نماذج لحجم المشاريع التي تبنّاها مجلس التنسيق في دوراته السابقة. لكننا اليوم بصدد دورة جديدة للمجلس ستنعقد في ال27 من فبراير الجاري في الرياض، فإن أبرز ما ستناقشه هذه الدورة سيُركز بكل تأكيد على تقديم المزيد من الدعم التنموي والسياسي لليمن، حيث من المقرر في ختام اجتماع الدورة ال19 للمجلس التوقيع على ست وثائق واتفاقيات تمويلية ضمن المنحة السعودية لليمن، والتي قُدمت في فترات سابقة، وتتضمن قطاعات: الطرق والطرق الريفية والكهرباء والتعليم والتدريب المهني. ستناقش الدورة أيضاً التعاون في مجالات: الصحة والتعليم والربط الكهربائي بين البلدين وتسهيل انسياب الصادرات وتشجيع الاستثمارات المشتركة، وخصوصاً رؤوس الأموال السعودية في اليمن والتي تحظى برعاية واهتمام خاص.
وكانت اجتماعات اللجنة التحضيرية للدورة ال19 لمجلس التنسيق اليمني - السعودي، التي عُقدت في يونيو الماضي، قد أقرت إعداد مشاريع الاتفاقيات المتعلقة بتخصيص مبلغ 798 مليونا وخمسمائة ألف ريال سعودي من المنحة السعودية المقدّمة لليمن خلال مؤتمر لندن للمانحين والبالغة مليار دولار، وذلك لتمويل مشروع طريق: عمران - صنعاءعدن، إلى جانب الاتفاق على الإعداد الجاري لقرض سعودي ميسّر بمبلغ 400 مليون ريال سعودي للمساهمة في تمويل المشروع ذاته, بالإضافة إلى الاتفاق على إعداد الاتفاقية المتعلّقة بالمنحة السعودية البالغة 187 مليون ريال سعودي لتمويل مشروع الطاقة الخامس.
ومؤخراً وقّعت وزارة التخطيط والتعاون الدولي والصندوق السعودي للتنمية في الرياض على محضر اتفاق المسودات النهائية لمشاريع اتفاقيات تمويل عدد من المشاريع التنموية والخدمية في اليمن ب90 مليون دولار، والتي من المقرر التوقيع النهائي عليها خلال اجتماعات الدورة ال19 لمجلس التنسيق اليمني – السعودي، وتتعلق بالتمويلات الخاصة بمشروع المياه والصّرف الصحي لثماني مُدن رئيسية، تشمل: الضالع وعتق وخمر ومناخة ومعبر وحزم الجوف والمحويت بتكلفة 40 مليون دولار. وتمويل لمشروع الطاقة الخامس بمحافظة عمران، وخط النقل الكهربائي بين مديريتي باجل وعبس، الذي سيغطّي كهرباء مديريات محافظة حجة وربطها بالشبكة الوطنية الموحّدة بتكلفة 50 مليون دولار.
وبالعودة إلى نتائج الدورة ال81 لمجلس التنسيق اليمني – السعودي، سنجد أن لُغة الأرقام هي التي تتحدّث عمّا ذهبنا إليه من أن دورات مجلس التنسيق زاخرة بالدعم التنموي الاقتصادي؛ انطلاقاً من أن مصالح البلدين والشعبين تقتضي المزيد من التلاحم.
** نتائج الدورة ال18 في المجال التنموي:
1- اتفاقية قرض لمشروع إنشاء المستشفى المركزي بالحديدة بمبلغ 112 مليونا و500 ألف ريال سعودي.
2- اتفاقية قرض لمشروع إنشاء كلية الطب والعلوم الصحية في جامعة تعز بمبلغ 45 مليون ريال سعودي.
3- مذكرة اتفاق منحة لمشروع إنشاء المستشفى الجامعي ومركز السرطان في جامعة حضرموت بالمكلا بمبلغ 120 مليون ريال سعودي.
4- مذكرة اتفاق منحة لمشروع إنشاء محطة كهرباء مارب الغازية بمبلغ 375 مليون ريال سعودي.
5- مذكرة اتفاق منحة لمشروع تجهيز المعاهد التقنية والمراكز المهنية بمبلغ 187 مليونا و500 ألف ريال سعودي.
6- مذكرة اتفاق منحة لمشروع تأهيل مستشفى عدن العام وإنشاء مركز القلب بمبلغ 67 مليونا و500 ألف ريال سعودي.
كما أكد الجانبان على أهميّة الاستفادة من خط التمويل والموقّع مع الصندوق السعودي للتنمية بمبلغ375مليون ريال سعودي؛ لتمويل الصادرات السعودية للمشاريع الإنمائية المنفّذة في الجمهورية اليمنية.
** في مجال التربية والتعليم:
1- وافقت المملكة العربية السعودية على تمويل المشروع الخاص بترميم وصون بعض مخططات مدينة زبيد اليمنية من صندوق أموال المملكة المُودعة لدى منظمة اليونسكو بتكلفة 159.859 يورو، وأن يتم تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع منظمة اليونسكو.
2- تمت الموافقة على زيادة عدد المنح الدراسية في الجامعات السعودية للطلبة والطالبات اليمنيين من 100 منحة إلى 150 منحة، بحيث يُخصص منها 80 مقعدا للدراسة الجامعية و70 مقعدا للدراسات العُليا، موزعة على الجامعات في المملكة.
3- تمت الموافقة على زيادة عدد المقاعد الدراسية في الجامعات السعودية للطلبة اليمنيين المغتربين في المملكة والحاصلين على الشهادة الثانوية العامة من مدارس المملكة بتفوّق لمواصلة الدراسة في الجامعات السعودية لتصبح 50 مقعدا بدلا من 20 معقدا.
4- أبدى الجانب اليمني شكره على قبول 25 طالبا يمنيا في المعاهد الفنية والتدريب المهني السعودية وصرف مكافآت شهرية لهم أُسوة بزملائهم في الجامعات السعودية.
5- تم التوقيع على برنامج تنفيذي بين كلية السياحة والآثار في جامعة الملك سعود في الرياض وقسم الآثار في كلية الآداب في جامعة صنعاء، كما تم التوقيع على برنامج تعاون بين جامعة القصيم وجامعة حضرموت، وتم التوقيع على برنامج تنفيذي للتعاون الثقافي بين جامعة الملك عبدالعزيز بجده وجامعة حضرموت، وتم التوقيع على برنامج تنفيذي للتعاون الثقافي بين جامعة الملك عبد العزيز بجده وجامعة الحديدة.
** في المجال الصحي:
1 اتفاقية منحة لتمويل مشروع المستشفى الجامعي في المكلا، وكذلك إنشاء مركز للسرطان تابع لمستشفى ابن سيناء بمبلغ 120 مليون ريال سعودي.
2- اتفاقية منحة لتمويل مشروع إعادة تأهيل مستشفى عدن العام وإنشاء مركز القلب بمبلغ وقدره 67 مليونا و500 ألف ريال سعودي شاملة تكاليف المقاول والاستشاري، إضافة إلى المبلغ السابق للمشروع بمبلغ 50 مليون ريال سعودي.
3- وافقت المملكة على تقديم دعم عيني للجمهورية اليمنية لمكافحة الجراد الصحراوي، يتمثل في أدوات ومعدات المكافحة الضرورية كالسيارات وأجهزة المبيدات بمبلغ 6 ملايين و6 آلاف ريال سعودي بصفة عاجلة.
** مشاريع مشتركة
كما أن التسريع بانضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي هو هدف مشترك لليمن والمملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج، ويعتبر تطوّر حجم التبادل التجاري بين البلدين أحد المجالات التي تشهد تطورا مستمرا وعلامة مهمّة خلال الأعوام الخمسة الماضية، حيث بلغ في عام 2008 أكثر من 3 مليارات ريال سعودي، مقارنة ب3251 مليون ريال يمني حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام 2007، منها 2738 مليون ريال يمني صادرات سعودية للجمهورية اليمنية و513 مليون ريال يمني واردات المملكة من الجمهورية اليمنية.
وهناك سعى حثيث من البلدين إلى تطوير وزيادة حجم التبادل التجاري من خلال إنشاء المُدن والمناطق الصناعية والتجارية بين البلدين وإطلاق مفهوم الاستثمار في الموانئ التجارية لتعزيز وسهولة نقل البضائع وتصديرها إلى دول العالم. كما أن مؤشرات الاستثمار تشهد بين البلدين تطورا، حيث يوجد أكثر من 340 مشروعا مشتركا بين سعوديين ويمنيين مقامة في السعودية حتى نهاية عام 2008 ، منها 196 مشروعا صناعيا. فيما يبلغ عدد المشاريع السعودية في الجمهورية اليمنية 109 مشاريع.
ومؤخراً ناقشت اجتماعات مجلس الأعمال اليمني - السعودي آلية إطلاق مشروع مدينة "الوديعة" الاقتصادية، حيث ينتظر أن تكتمل الدراسات الخاصة بالمشروع الذي تزيد تكلفته عن 200 مليون دولار بعد أن حظي في وقت سابق بموافقة مجلس التنسيق السعودي - اليمني، وتتركز فكرة المشروع أن يكون منطقة اقتصادية متكاملة على جانبي الحدود، ويخدم التبادل التجاري والتوسّع الاقتصادي.
وتعتبر هذه المنطقة الاقتصادية أحد متطلبات دخول اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي، وهي تمثل خطوة أساسية لتوحيد وتنسيق السياسات اليمنية في إطار سياسات مجلس التعاون الخليجي، والتكامل في إطار المشاريع المشتركة والهدف الأساسي هو اندماج الاقتصاد اليمني مع اقتصاديات المجلس بالانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي.
كما يركز مشروع المنطقة الاقتصادية على ربط ميناء المكلا بالخط البري رقم 5 الذي يمتد من محافظة جدة حتى مدينة نجران وإلى نهاية المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، ويعتبر الطريق الدولي لمنطقة الخليج، وبذلك سيُسهل نقل البضائع وتصديرها إلى دول العالم، وبصفة خاصة إلى أفريقيا.
وتتجذّر علاقات المملكة العربية السعودية واليمن وتتعمق مصالحهما كل يوم بحكم الترابط الجغرافي والاجتماعي والثقافي، فاليمن سوق رئيسي ما يزال قابلاً للتطور والتوسّع للمنتجات والصناعات السعودية التي تبحث عن أسواق لمنتجاتها وتعد اليمن أرضا بكرا للاستثمارات السعودية، كما أن بوسع الاستثمار السعودي المساعدة في تطوير الموارد الزراعية والسمكية والسياحية في اليمن.
وبالمقابل فإن اليمن تمكّنها إمكانياتها البشرية وموقعها الجغرافي من لعب دور محوري في رفد الاقتصاد السعودي، فلديها فائض بشري يمكن استيعابه ليس في المملكة وحدها، وإنما في كل دول الخليج، وعائد هذه القوى البشرية على الاقتصاد اليمني ودخل الأسرة اليمنية مهم جداً ليس لاستقرار اليمن، وإنما أيضاً لاستقرار المملكة ودول الخليج عامة.
كما أن لدى اليمن إنتاجا زراعيا يمكن أن يتجه إلى السوق السعودي بدون عوائق، وهذا بكل تأكيد يخدم البلدين والشعبين الشقيقين، ويعمل على تعزيز الأمن والاستقرار ليس في اليمن فحسب، وإنما في المملكة العربية السعودية أيضا، وهذا ما يؤكده باستمرار قادة البلدين عند ما يقولون إن أمن المملكة من أمن اليمن واستقرار اليمن هو استقرار للمملكة والعكس، وهي رؤية حصيفة وثاقبة من القيادتين السياسيتين في البلدين ممثلة بفخامة الرئيس علي عبد الله صالح وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز.
** أيادٍ بيضاء لسلطان الخير في اليمن
لسلطان الخير (صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والمفتش العام رئيس الجانب السعودي في مجلس التنسيق اليمني – السعودي) أيادٍ بيضاء في اليمن، أسهمت بدور فاعل في إنشاء وتمويل العديد من المشاريع التنموية إلى جانب مبادراته الخيريّة التي استهدفت شرائح اجتماعية معيّنة كالشباب وذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين، والتي لا تكاد تخلو منها محافظة يمنية، فقد كان لسلطان الخير أيادٍ بيضاء عبر:
- منحة مالية تقدر ب30 مليون دولار لتمويل إنشاء مركز السرطان في جامعة حضرموت بمدينة المكلا.
- توجيهاته السديدة في التسريع بتخصيص كامل المنحة التمويلية المقدّمة لليمن في مؤتمر لندن للمانحين الذي عقد في نوفمبر من العام 2006، والتي تصل إلى مليار دولار، تم تخصيصها بشكل كامل، لتتصدر المملكة قائمة الدول المانحة لليمن في الإيفاء بتعهداتها التمويلية.
- استفاد ما يقدر ب18 ألفا من ذوي الاحتياجات الخاصة في اليمن من مبادرات مشروع الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيري لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، والذي يقدّم بشكل سنوي ومنتظم معدات وكراسي متحركة لذوي الاحتياجات الخاصة.
- موّل سموه من جيبه الخاص إنشاء طريق ذمار- تعز - الحوبان، الذي يمثل الشريان الرئيس لحركة التنقل من وإلى محافظة تعز، والمديريات التابعة لها بكلفة أولية بلغت 10 ملايين دولار.
- موّل سموه مركز الأمير سلطان الجراحي بالمستشفى العسكري في العاصمة صنعاء الذي يتكون من بدروم وستة طوابق بمساحة إجمالية تصل إلى 8646 متراً مربعاً، وبسعة 278 سريراً.
- شهدت العاصمة صنعاء مؤخرا أول حفل زفاف جماعي بزواج 2000 عريس وعروس من الأيتام، الذي يعد الأول من نوعه في اليمن والعالم العربي، حيث أقيمت مراسم الزفاف برعاية كريمة من الأمير سلطان الخير.
- تبرّع سموه ب10 ملايين دولار لشق وسفلتة طريق تعز - جبل صبر.
- وجّه سموه بزيادة الدعم التنموي المقدّم لمشاريع المناطق الريفية، وهو ما تُرجم بشكل عملي بدءاً من العام الماضي، حيث قدّمت المملكة العديد من التمويلات الهادفة إلى تحفيز تنمية المجتمعات المحلية في اليمن، كان منها تقديم تمويلات إنمائية بقيمة 220 مليون دولار، تُكرّس لتنفيذ ثلاثة مشاريع حيوية، منها: 75 مليون دولار لدعم مشاريع الصندوق الاجتماعي للتنمية و75 مليون دولار لدعم مشاريع التنمية الريفية و75 مليون دولار لدعم مشروع الأشغال العامة، بالإضافة إلى تمويل مشروع تجهيز وتشغيل مستشفى عدن العام بمبلغ 50 مليون ريال سعودي.
- توجيهات سموه بأن تموّل المملكة مشروع مجمع التعليم الفني والتدريب المهني، والذي يضم 19 معهدا تقنيا وفنيا، حيث كان لتوجيهات سموه الإسهام الأكبر في التسريع بإنشاء هذا المشروع الحيوي، والذي يعوّل عليه في خلق كوادر يمنية مؤهّلة تلبِّي احتياجات السوق المحلية والسوق الخليجية.
- تبرع سموّه ب20 مليون ريال سعودي للأيتام والمُعاقين في الجمهورية اليمنية، على أن يُخصص مبلغ 10 ملايين ريال للأيتام و10 ملايين ريال للمعاقين.
** علامات مضيئة على طريق العلاقات اليمنية - السعودية
- التوقيع على مُعاهدة الحدود الدولية البرية والبحرية في مدينة جدة 12 يونيو 2000م، ممّا فتح المجال واسعاً بين البلدين الشقيقين باتجاه تحول العلاقات من الجيرة إلى الشراكة؛ لتطوير كافة أوجه التعاون والتنسيق والتكامل، بما يخدم المصالح المشتركة، حيث أزالت اتفاقية جُدة كل بؤر التوتر وأنهت حالة الخلاف وأسدلت الستار عن مرحلة طويلة من الاختلاف.
- خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يؤكد في 16 مايو 2006م أهمية وضرورة انضمام اليمن "في يوم من الأيام" إلى مجلس التعاون الخليجي؛ باعتبار اليمن "جزءاً لا يتجزأ من الخليج شئنا أم أبينا"، ويبشر إلى تقدّم السير في خطوات تأهيل الاقتصاد اليمني للاندماج في اقتصاديات دول مجلس التعاون، ويوجه بسرعة تنفيذ المشاريع الخاصة بذلك.
- احتضان الجامعات اليمنية "الأيام العلمية الثقافية للجامعات السعودية" في رحاب الجامعات اليمنية في 2005م، ترك تاريخا طيبا وذكريات جميلة في عقول ونفوس من شارك فيها من السعوديين واليمنيين.
- الإعلان في مؤتمر المانحين بلندن عن تقديم منحة مالية بمليار دولار لمشاريع التنمية في اليمن، وكانت المملكة الدولة الوحيدة التي أعلنت هذا الرقم.
- أيام علمية ثقافية جامعية يمنية في رحاب الجامعات السعودية في 2008، شارك فيها أكثر من 150 أكاديمياً من 10 جامعات حكومية وأهلية يمنية، واحتضنتها خمس جامعات سعودية وتضمنت ندوات ومحاضرات قدّمت خلالها أكثر من 49 بحثا علميا ودراسة، تتناول العلاقات بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام والمملكة العربية السعودية بشكل خاص في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وكذا إقامة معارض للفنون التشكيلية والتراثية، والأزياء الشعبية، وتقديم عروض مسرحية، إضافة إلى عدد من اللقاءات بين أساتذة الجامعات اليمنية والسعودية التي تم تنظيمها على هامش الفعاليات.
- دورت تدريبية صحفية وإعلامية لأكثر من 120 صحفيا وإعلاميا يمنيا من مختلف وسائل الإعلام الرسمية والأهلية والحزبية في "معهد الأمير أحمد بن سلمان للإعلام التطبيقي" في الرياض في مجالات: التحرير الصحفي والتحقيق والخبر والقصة الصحفية والصحافة الإلكترونية والتحرير الإخباري الإذاعي والتلفزيوني والتصوير الفوتوغرافي والتلفزيوني والاحترافي ومهارات التعامل مع الرأي العام.
- التوقيع في مدينة جُدة مساء 12 فبراير 2010، على اتفاقية إعداد التصاميم المعمارية لكلية الطب الحديثة بجامعة عدن، وقّعها الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور رئيس جامعة عدن والشيخ المهندس عبد الله أحمد بقشان رئيس مجلس أمناء جامعة عدن والمموّل للمشروع. وتقدّر الكُلفة الإجمالية لدراسات وضع التصاميم الهندسية المعمارية الإنشائية لكلية الطب الحديثة مليون دولار.
صحيفة السياسية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.