أقيمت على هامش مهرجان الخليج السينمائي، الذي يقام تحت رعاية الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس "هيئة دبي للثقافة والفنون" (دبي للثقافة)، الأمسية الأولى من "ليالي الخليج" التي تشكل ملتقى للسينمائيين والإعلاميين، حيث جرت مناقشة العديد من المواضيع المتعلقة بالمشهد السينمائي في المنطقة. وتناول اللقاء دور المهرجان في دعم السينما الخليجية وإلى أي مدى نجح في تحقيق الأهداف التي يسعى إليها. وأكد مدير المهرجان مسعود أمرالله آل علي، خلال الجلسة على ضرورة تعزيز البنية الأكاديمية التحتية للفيلم في الخليج، حيث قال: "يعد تأسيس معاهد للتدريس أمراً حيوياً لتوفير التدريب المطلوب لمختلف التخصصات لصانعي السينما الناشئة في المنطقة". وشارك في الليلة الأولى عدد من المخرجين والنقاد والإعلاميين ومهم عصام زكريا من مصر، وحسن حداد من البحرين، الذين قدموا مداخلات هامة حول تطور السينما في المنطقة وأهمية الدور الذي يمكن لمهرجان الخليج السينمائي أن يلعبه في تطوير السينما الخليجية وتعزيز حضورها في المنطقة والعالم. وقدم المشاركون أفكاراً وآراء هامة عن أبرز المشكلات التي تواجه تطوير السينما الخليجية، إضافة إلى مناقشة الإماكانات الكبيرة التي يتمتع بها مهرجان الخليج السينمائي والتي تؤهله لإيجاد حلول عملية لهذه القضايا إلى جانب دوره المحوري في التعريف بإبداعات المواهب السينمائية في المنطقة وتقديم أعمالها على نطاق واسع". وشهدت الجلسة الأولى مناقشة العديد من المواضيع الهامة التي كان في مقدمتها أهداف المهرجان وكيفية تعزيزها في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها القطاع السينمائي في المنطقة. كما تبادل المشاركون في الحوار الآراء حول أبرز ما يميز الأفلام الخليجية، ودعوا المخرجين إلى توسيع آفاقهم واستكشاف مواضيع جريئة وتوظيف تقنيات حديثة تضمن تقديم أعمال ذات جودة استثنائية". وقال: "كانت النقاشات التي جرت خلال الجلسة في غاية الأهمية، لا سيما وأن المهرجان يعرض في دورة هذا العام نخبة من أبرز الأفلام التي تم إنتاجها في المنطقة. فمن بين 194 فيلماً سيجري عرضها هذه السنة هناك 112 عملاً من منطقة الخليج منها 36 فيلماً من دولة الإمارات العربية المتحدة. ويتوجب علينا الاستفادة من الاهتمام الكبير الذي تبديه المواهب الشابة نحو العمل في القطاع السينمائي، لنجعل من المهرجان منطلقاً للتعريف بإبداعاتهم وتشجيعهم على صقل معارفهم وإمكاناتهم". فيلم "العراق: حب، حرب، رب وجنون" يحظى باهتمام النقاد إلى ذلك قدّم مهرجان الخليج السينمائي، العرض العالمي الأول لفيلم "العراق: حب، حرب، رب وجنون" للمخرج العراقي محمد الدراجي الذي قدّم تجربة سينمائية جديدة وشيقة لجماهير الفن السابع في دبي. وحظيت النسخة الجديدة من الفيلم، والتي تمت إعادة مونتاجها، باهتمام واسع من قبل العديد من النقاد خلال المهرجان، وقال الدراجي خلال حديث مفتوح مع الجمهور، أن الفيلم كان بمثابة تجربة شافية بالنسبة له من أجل اكتشاف نفسه والتحرر من القلق الذي يلازمه. ويأخذنا المخرج العراقي محمد الداردجي من خلال فيلم "العراق: حب، حرب، رب وجنون"، الذي يعرض ضمن برنامج "أضواء"، إلى العراق، في رحلة لاكتشاف آثار ثلاثين عاماً من الدكتاتورية والحرب والاحتلال، بحثاً عن السلام في عالم من الحرب والحب والجنون الذي ما زال يمزّق البلاد! ويمثل هذا الفيلم معركة شخصية بالنسبة للمخرج، للوصول إلى السلام، بعد أن كان قد تلقى تهديدات عديدة بالقتل خلال تصوير الفيلم. وتدور أحداث فيلم "العراق: حب، حرب، رب وجنون"، بشكل رئيسي حول "ما وراء كواليس" أول فيلم روائي طويل للمخرج الدراجي، "أحلام"، الذي تم تصويره بشكل كامل في العراق وبالاعتماد على طاقم ممثلين عراقي. ويخوض المخرج عدة معارك- مع البيروقراطية والميليشيات المسلحة والجيش الأمريكي-من أجل إنجاز هذا العمل السينمائي المتميز. وخلال فترة تصوير الفيلم، يتعرض الدراجي وطاقم التصوير للاختطاف والتهديد بالقتل. وعندما يتم الإفراج عنه من قبل المختطفين، يعود الدراجي لتصوير ما تبقى من فيلم "أحلام"، الذي فاز من خلاله، إلى جانب طاقم عمله، بالعديد من الجوائز بما فيها جائزة مهرجان الخليج السينمائي. وأخبر الدراجي الجمهور أنه من خلال الرجوع إلى الأحداث التي شهدتها عملية تصوير فيلمه الوثائقي الأول، يكتشف أنه تعلم الكثير من الدروس– أهمها أن لا يكون الإنسان ساذجاً عندما يتعلق الأمر بتصوير عمل سينمائي في العراق. ويواصل الدراجي إبداعاته السينمائية مع فيلم "ابن بابل"، الذي يجري عرضه خلال مهرجان الخليج السينمائي. وحول تجربة تصوير هذا العمل السينمائي، قال الدراجي: "بالمقارنة مع فيلم ‘العراق: حب، حرب، رب وجنون'، فإن عملية تصوير ‘ابن بابل' كانت تجربة أكثر أماناً. فقد كانت هناك طائرات هيلوكوبتر تحوم حولنا، وكان يراودنا شعور بأن قنبلة سوف تنفجر في مكان ما قريب، ولكن بشكل عام فإن بيئة تصوير الفيلم كانت آمنة". تقام الدورة الثالثة من مهرجان الخليج السينمائي في الفترة من 8 إلى 14 أبريل 2010، بدعم "هيئة دبي للثقافة والفنون" بالاشتراك مع "مدينة دبي للاستديوهات". سبأنت