الحكومة تدين محاولة اغتيال الأمين العام لنقابة الصحفيين اليمنيين بصنعاء    "ظننا إن مرحلة التصعيد الرابعة ستكون هناك.. ولكن الصدمة انها صارت ضدنا"...احمد سيف حاشد يندد بأفعال الحوثيين في مناطق سيطرتهم    عدن.. موظفو المنطقة الحرة يواصلون احتجاجاتهم للمطالبة بصرف مرتباتهم المتوقفة    قيادات حوثية تتصدر قائمة التجار الوحيدين لاستيرات مبيدات ممنوعة    فرقاطة إيطالية تصد هجوماً للحوثيين وتسقط طائرة مسيرة في خليج عدن مميز    الاتحاد الأوروبي يخصص 125 مليون يورو لمواجهة الاحتياجات الإنسانية في اليمن مميز    ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34789 شهيدا و78204 جرحى    العين يوفر طائرتين لمشجعيه لدعمه امام يوكوهاما    في صالة الرواد بأهلي صنعاء ... أشتداد الصراع في تصفيات ابطال المحافظات للعبة كرة اليد    تياغو سيلفا يعود الى الدوري البرازيلي    ريال مدريد الإسباني يستضيف بايرن ميونيخ الألماني غدا في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    أبو زرعه المحرّمي يلتقي قيادة وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل    مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن توزيع المساعدات الإيوائية للمتضررين من السيول في مديرية بيحان بمحافظة شبوة    ارتفاع اسعار النفط لليوم الثاني على التوالي    تنديد حكومي بجرائم المليشيا بحق أهالي "الدقاونة" بالحديدة وتقاعس بعثة الأمم المتحدة    الأمم المتحدة: مخزون المساعدات بغزة لا يكفي لأكثر من يوم واحد    باصالح والحسني.. والتفوق الدولي!!    مجلس النواب ينظر في استبدال محافظ الحديدة بدلا عن وزير المالية في رئاسة مجلس إدارة صندوق دعم الحديدة    الأمم المتحدة: أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة مميز    هل السلام ضرورة سعودية أم إسرائيلية؟    وصول باخرة وقود لكهرباء عدن مساء الغد الأربعاء    طلاب تعز.. والامتحان الصعب    جرعة قاتلة في سعر الغاز المنزلي وعودة الطوابير الطويلة    العثور على جثة ''الحجوري'' مرمية على قارعة الطريق في أبين!!    كوريا الجنوبية المحطة الجديدة لسلسلة بطولات أرامكو للفرق المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة    صاعقة كهربائية تخطف روح شاب وسط اليمن في غمضة عين    مليشيا الحوثي توقف مستحقات 80 عاملا بصندوق النظافة بإب بهدف السطو عليها    الهلال يهزم الأهلي ويقترب من التتويج بطلا للدوري السعودي    تهامة.. والطائفيون القتلة!    انهيار جنوني متسارع للريال اليمني .. والعملات الأجنبية تصل إلى مستوى قياسي (أسعار الصرف)    الرئيس الزُبيدي يبحث مع مسئول هندي التعاون العسكري والأمني    دار الأوبرا القطرية تستضيف حفلة ''نغم يمني في الدوحة'' (فيديو)    أول تعليق أمريكي على الهجوم الإسرائيلي في مدينة رفح "فيديو"    وتستمر الفضايح.. 4 قيادات حوثية تجني شهريا 19 مليون دولار من مؤسسة الاتصالات!    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    صراخ من الحديدة: الحوثيون يسرقون الأرض ويعتقلون الأحرار تحت حصار الموت    حقيقة فرض رسوم على القبور في صنعاء    العثور على مؤذن الجامع الكبير مقتولا داخل غرفة مهجورة في حبيل الريدة بالحج (صور)    بأمر من رئيس مجلس القيادة الرئاسي ...الاعدام بحق قاتل في محافظة شبوة    قيادي حوثي يفتتح مشروعًا جديدًا في عمران: ذبح أغنام المواطنين!    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    أبطال أوروبا: باريس سان جيرمان يستضيف بوروسيا دورتموند والريال يواجه بايرن في إياب الدور قبل النهائي    السياسي الوحيد الذي حزن لموته الجميع ولم يشمت بوفاته شامت    ضجة بعد نشر فيديو لفنانة عربية شهيرة مع جنرال بارز في الجيش .. شاهد    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    البدعة و الترفيه    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    حقيقة وفاة محافظ لحج التركي    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الإعلام الصومالي: القاعدة وأفكار حركة الشباب مشكلة الصومال الحالية
نشر في سبأنت يوم 17 - 04 - 2010

صنعاء – سبأنت: حاوره :عبد الله الحسامي وحمدان الرحبي:
منذ عقدين من الزمان والصومال الشقيق غارق في تناحر داخلي ومشاكل قوضت قيام الدولة الصومالية على كامل أراضيها. هناك حكومة معترف بها دوليا، وهناك فصائل متناحرة وأمراء حرب، إضافة إلى الجماعات المتشددة. كما أضاف التدخل الأجنبي لبعض الدول بعدا آخر في زيادة مشاكله يوما بعد يوم.
وفي هذا الحوار يتحدث وزير الإعلام الصومالي، طاهر جيلي، عن الأمل الذي ينشده الصوماليين في إعادة الأمن والاستقرار إلى حياتهم، ويكشف جيلي عن التدخلات الأجنبية في بلده، إضافة إلى القلق الذي تسببه أعمال القرصنة قبالة السواحل الصومالية وفشل الأساطيل الدولية في منع ذلك، مشيرا إلى وجود رؤية للحكومة لحل مشكلة القرصنة من جذورها. كما يتناول جيلي الدعم العربي الذي يسمعه كثيرا؛ لكنه غير موجود على أرض الواقع كما يقول. إلى الحوار.
* نرحب بك في بلدك الثاني اليمن ونريد أن تحدثنا عن طبيعة زيارتك؟
- أولا، دعوني أوجه تحية إلى الشعب اليمني وقيادته وحكومته. وأنا سعيد أن التقي بصحيفة "السياسية". وبخصوص زيارتي إلى اليمن فهي تأتي في إطار توثيق العلاقة بين البلدين الشقيقين، وتلبية لدعوة كريمة من قبل معالي وزير الإعلام اليمني حسن اللوزي. ونحن سعداء أن نكون بين أهلنا. وتعلمون أن اليمن والصومال تربطهما علاقات وطيدة. ودائما أقول إذا كان الشريط المائي يفصل بين بلدينا، فإن أكثر من ذلك بكثير يربط بين شعبينا من حيث التاريخ المشترك والمصالح المشتركة.
على هذا الأساس اليمن والصومال بلدان مترابطان، ما يجري في أحدهما يؤثر على الآخر. وهدفنا من هذه الزيارة أيضا للالتقاء بإخواننا وأشقائنا في اليمن وإطلاعهم على ما يجري في الصومال، وخلق التعاون بين البلدين، خصوصا في المجال الإعلامي.
* نريد أن تطلعنا على الأوضاع والتطورات الراهنة في الصومال؟
- ما يجري في الصومال، كغيره من بلدان إسلامية عديدة، أنه يعاني من داء "القاعدة". الحرب عليهم مرت بمراحل عديدة، مرحلة قبلية، ومرحلة أمراء حرب كان هدفهم الأول والأخير الحصول على أكبر مغنم ممكن (...) للدخول في تقاسم السلطة يحقق مصالحها. لكن ما يجري في الصومال حاليا هو على شاكلة صراع أيديولوجي عابر للقارات وللحدود، دعم التابعين ل"القاعدة" وهم في الصومال يسمون ب"جماعة الشباب" وهذه المجموعة تقاتل في الصومال وتخوض الحرب ليس بهدف تحقيق أهداف سياسية، وإنما الهدف هو تقويض عالم اليوم من جميع أركانه ورفض قيام أي دولة في الصومال، والسعي إلى تقويض أي نظام سياسي قائم على وجه الأرض انطلاقا من نظرية "القاعدة" التي تستدعي مرحلة هد لتلحقها مرحلة بناء. وعلى هذا الأساس الصومال الهدف في الأخير يجب أن يقرأ بهذه الطريقة. ومع ذلك الحكومة الصومالية المشكلة في أيار 2009، سعت وبذلت جهودا جبارة من أجل الخروج من هذه المأزق وبذلت تضحيات جساما لم تقدمها حكومة صومالية سابقة، تتمثل في الخسائر البشرية التي تتحملها الحكومة وهناك خمسة شهداء من مجلس الوزراء استشهدوا في سبيل بلادهم وهم يؤدون واجبهم، في أماكن عملهم، وتم استهدافهم عبر التفجيرات. وما تزال الحكومة مصرة على أن تحقق الأمن والاستقرار للبلاد.
وهناك العديد من التقدم في مجالات عدة لاسيما ما يتعلق بمجال الإعلام، نحن نمتلك جهازا إعلاميا. وقد سبقنا الزمان وأقمنا إذاعة "راديو مقديشو"، قبل أن يصدر الشباب والمتعاونون معهم من الحزب الإسلامي قرارهم الأخير بطرد إذاعتي "بي. بي. سي" و"صوت أميركا". وإجبار الأخرى على أن تتناول الأحداث من منظور الشباب لا من منظور مستقل، وعلى هذا الأساس كما كتبت صحف مرموقة عالميا مثل "نيويورك تايمز" أن لدى الحكومة راديو.
* لكن حركة الشباب المجاهدين ألزمت معظم الإذاعات بعدم بث أي موسيقى كيف ترون مثل هذه الإجراءات؟
- القرار أولا قرار من شخص يسمى "حاشي" وأصدره قبل عشرة أيام. القرار من بندين: الأول: حظر بث أي موسيقى أو أغنية، والثاني: الابتعاد عن استخدام ألفاظ مثل الأجانب للعناصر التخريبية التي تدخل الصومال. وقال إن هؤلاء يسمون بالمهاجرين، وأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: "لا هجرة بعد الغزو...". لكن البعض يأتي من بلاد الحرمين واليمن ليقاتل المسلمين في الصومال. وهو أمر مؤلم، هذا القرار هو قرار معدوم لا يؤثر إعلاميا على المشكلة، لأن الإذاعات ستنتقل إلى أماكن لا يسيطرون عليها. وتمتلك "بي. بي. سي" و"صوت أميركا" من الوسائل والتقنية ما يمكنهما من تجاوز هذه المحنة والاستمرار في الخدمات الإعلامية التي تقدم للصومال عبر هاتين الإذاعتين كغيرهما من الإذاعات...
* إلى متى سيظل الانفلات الأمني وعدم الاستقرار في الصومال؟ هل هناك بوادر انفراج إيجابي في القريب؟
- الصومال حاليا على أبواب مرحلة جديدة تتمثل في تحريك قوات الأمن للمناطق التي يشن منها هؤلاء المجرمون هجماتهم على الحكومة والمواطنين الأبرياء، فيستخدمون الشعب الصومالي هناك دروعا بشرية ليقولوا إن هناك قذائف صاروخية ومدفعية سقطت على منطقة ما, بعد أن يستخدموا هذه المناطق كمنصات لإطلاق الصواريخ...
نحن في الحكومة الصومالية نعتقد أنه قد آن الأوان لتحريك الجهاز الأمني للحكومة من أجل الخروج من هذا المآزق. فالكثير من دول العالم يقف إلى جانب الصومال لا أقول انه يقدم معدات ودعما مناسبا، وإنما الكل يقف إلى جانبنا ما عدا دولة اريتريا طبعا.
* متى ستتحرك الحكومة؟
- مسألة وقت...
* حركة الشباب من يدعمهم؟ وهل هناك بوادر للحوار معهم؟
- أولا من حيث الدعم الحكومة الصومالية طبعا لا تستطيع أن تهاجم كل مصادر الدعم لأنها تأتي خلسة وهناك دول معروف عنها أنها تدعم العنف في الصومال وفي مقدمتها اريتريا, طبعا لهم ضلع في عمليات القرصنة وفي الجباية التي تحصل في المناطق التي يسيطرون عليها. ولهم تواصل مع أطراف خارج الصومال تقدم لهم الدعم وجزءا من خطابهم تلاحظ فيه أنه ليس موجها إلى الداخل بقدر ما هو موجه إلى الخارج من مصادر الدعم.
ما يتعلق بالحوار معهم نحن في الحكومة الصومالية دائما مع الحوار؛ لكن وفق أرضية مشتركة، إذا كانوا لا يقرون ليس بالحكومة فقط بل بالدولة ككل. هم لا يؤمنون بالحدود التي تفصل بين الدول. ولا يعترفون بأي منظمة إسلامية أو جامعة عربية وأمم متحدة... فما هو الحوار الذي يمكن إجراؤه معهم؟!
ومع ذلك نحن مازلنا نبذل جهدنا من أجل إقناعهم بالعدول عن هذه الأفكار، عبر الإعلام وعبر الحوارات وعبر إرسال أشخاص ليتحاوروا معهم. الأمل في الله كبير لكن بالنسبة لحركة الشباب المشكلة معهم صعبة.
* هم الآن يستخدمون في حربهم معكم حرب العصابات...؟
- حرب عصابات وحربا ذات مدلول "قاعدة" تعتمد على التفجير والعمليات الانتحارية وعلى الاغتيالات السياسية. لكن أستطيع أن أقول لكم بكل ثقة إن تأييدهم يوما بعد يوم يتضاءل في داخل الصفوف الصومالية.
* ما وجه العلاقة بين تنظيم القاعدة وشباب المجاهدين؟
- تنظيم القاعدة ليس "شباب مجاهدين" ولكنه يقر على لسان الرجل الثالث فيهم، مصطفى أبو الوليد، بأنهم موجودون هناك وبأنهم يتعاونون مع الصوماليين، فالشباب يقرون بأنهم مرتبطون ب"القاعدة"، وأنا كقانوني أعرف أن الإقرار سيد الأدلة، فماداموا يقرون بذلك، فليس هناك مجال للتساؤل عن الارتباط بينهم ورغبة "القاعدة" في استخدام الشباب في الصومال. وهناك عناصر أجنبية تقاتل مع حركة الشباب والعديد منهم قتلوا في الحرب.
* لكن ألا تعتقد أن وجود "القاعدة" في الصومال سيجر التدخل الأجنبي في الحرب على الإرهاب؟
- بطبيعة الحال لا أحد يرحب بأن يكون بلده مسرحا لعمليات عسكرية تدور رحاها بين العناصر الأجنبية الإرهابية، وبين دول أجنبية ترى أن هناك مخاطر تهددها. ولكن الذي يتحمل مسؤولية ذلك هم القيادات التي تقود حركة الشباب والحزب الذي يزعم انه إسلامي.
وهذه العناصر هي المسؤولة عن أي تدخل أجنبي يأتي. تتعرض له البلاد، من منطلق أنهم رفضوا أن نتحاور كصوماليين، ورفضوا أن يبعدوا العناصر الأجنبية من الصومال؛ لأن هؤلاء الأجانب إذا وصولوا إلى بلد ما فإن المطاردين سيصلون إليهم. وهذه هي المشكلة فعلا. لكن ماذا تستطيع الحكومة الصومالية أن تقدمه سوى أن تطالب الجميع بألا يستخدموا عناصر أجنبية تجر وبالا على بلادنا. وهؤلاء الهاربون من وجه العدالة من بلادهم ليسوا بمرحب بهم في الصومال.
* هناك أنباء عن انتقال قيادة تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية إلى الصومالي، ما تعليقكم على ذلك؟
- تتناقل أجهزة استخبارية وإعلامية أن هناك هروبا نحو الصومال من قبل "القاعدة" بعد ما تعرضوا له في اليمن ودول أخرى. نحن موقفنا كان واضحا جدا وهو أن الصومال لن يكون ملاذا لهاربين من العدالة في أوطانهم، ومرتكبي جرائم. وعلى هذا الأساس نحن نرفض ذلك، ولكن معلومات عامة ليس فيها دقة، ولكن حاليا إذا وصلت أي عناصر أجنبية من القاعدة فإننا سنسعى إلى إخراجها من بلادنا، لتعود أدراجها وتواجه العدالة في بلادها.
* مؤخرا تحدثت قيادات رسمية صومالية عن هروب 12 من "القاعدة" من اليمن إلى الصومال...؟
- هذا تصريح منسوب إلى أخينا معالي وزير الخزانة بالصومال؛ ولكن الاستخبارات الصومالية لم تؤكد لنا معلومات وافية بهذا الخصوص، لكننا نعرف أن الهارب يبحث عن ملاذ، ولا نريد أن يكون هذا الملاذ هو مقديشو والصومال.
* وما تعليقكم على تصريحات سابقة لحركة الشباب عن استعدادهم لدعم "القاعدة" في اليمن بمقاتلين من الحركة؟
- هذه مجرد مشاعر بغيضة يكنونها لبلدان إسلامية وعزيزة استقرارها. وهذا مرفوض تمام، بل عمليا لا يستطيعون فعل ذلك فهم لا يستطيعون الوصول إلى المياه الإقليمية اليمنية، ولكن هذا يدل على أنهم لا يريدون خيرا لأي بلد إسلامي، اليمن أحوج ما يكون إلى الأمن والاستقرار، والصومالي ينبغي إلى اليمن كشقيق كبيرة ساعدت الشعب الصومالي وأن جهود اليمن انصبت دائما في مصلحة الصومال، وهذه العناصر لم تراع المصلحة الوطنية الصومالية، ولكن أنا واثق أن القدرات اليمنية قادرة على الحؤول دون تحقيق هذه العناصر أهدافها في الانتقال إلى اليمن، والإضرار بأمنه واستقراره.
*هل هناك تعاون وتنسيق أمني بين الحكومتين اليمنية والصومالية؟
- نعم، ننسق في جميع المجالات، صحيح أنني لست وزير أمن داخلي، ولكن ما أعلمه أن هناك تواصلا في جميع المستويات بما فيها الأمنية.
* الحكومة الصومالية أرسلت خطابا إلى الجامعة العربية أشبه باستغاثة لطلب قوات لدعم الحكومة الصومالية، هل لبت الجامعة طلبكم؟
- المجتمع الدولي حاليا مصر على أن يقف بجانبنا، وهناك قوات تابعة للاتحاد الأفريقي للسلام، تؤدي واجبها ومهامها بكل اقتدار وتحضى من الحكومة والمجتمع الدولي بكل التقدير والاحترام، وهناك دول نثمن موقفها في دعم هذه القوات وتوفر لها الإمكانيات المادية والتقنية والعسكرية التي تحتاجها هذه القوات.
طبعا وجود جندي عربي في داخل الصومال أمر مرحب به من جميع الفصائل وجميع طبقات الصومال, والحكومة لا يسعها إلا أن تطلب من الدول العربية أن ترسل قوات إلى الصومال.
على هذا الأساس يمكن أن يفهم طلب الحكومة الصومالية إرسال قوات عربية إلى الصومال.
أما مسألة التلبية فليس هناك إلى الآن أي استجابة من قبل الأطراف العربية. ولكن الحكومة يسعدها أن يقوم العرب بالاضطلاع بمهمتهم، فلا يعقل أن تكون بلدان أخرى عديدة مستعدة لإرسال أبنائها للتواجد مع الصوماليين لمساعدتهم في محنتهم ويتعرضون لمشاكل تهدد حياتهم، ولا يكون هناك عرب.
* كيف تقيم دور جامعة العربية في الصومال؟
- دون المستوى المطلوب بمراحل؛ ولكن ليس كل الدول العربية في بوتقة واحدة، فهناك دول قدمت ما بوسعها بدون كلل، ودول نحن مازلنا نتوقع أن تضطلع بمهامها ومسؤوليتها تجاه ما يحدث في جزء من العالم العربي مهم للغاية. الخلاصة أن الدعم العربي دون مستوى الدعم المطلوب بمراحل وهذا تشاطرنا فيها الشعوب الإسلامية...
* بخصوص القرصنة في القرن الأفريقي وخطورة تواجد الأساطيل الأجنبية على أمن المنقطة لمكافحتها كما يقول المراقبون، ما تعليقكم على ذلك؟
- أولا القرصنة عمل إجرامي عبر العصور، ووجودها في الصومال لا يخرجها من ذلك. ولمواجهة القرصنة فإن الحكومة الصومالية لها رؤية والمجتمع الدولي لم يتبنَّ هذه الرؤية حتى هذه اللحظة، ومنذ بداية القرصنة الحكومة تقول انه يجب أن تكون مواجهة القرصنة على البر، ويجب أن نواجه بقوات وطنية تعرف أوكار القراصنة وتعرف عناصرهم، وتكون قادرة على أن تصل إليهم في أي وقت وبأقل تكلفة.
وتتضمن الرؤية إنشاء وتقوية خفر السواحل والبحرية الصومالية، وتفعيل دورها لتبحر في المياه الصومالية لتعود المنطقة آمنة كما كانت قبل ذلك.
لكن المجتمع الدولي لم يتفاعل مع الرؤية، وقام عوضا عن ذلك بإرسال أساطيل بحرية ومعدات عسكرية تكفي لقيام حرب في أجزاء كبيرة في العالم. مع ذلك، عمليات القرصنة في تزايد مستمر. طبعا نحن لا نريد أن نتهم أحدا بسوء النية، لكن على الأقل الخبرة المكتسبة في المواجهة مع القرصنة تدل بوضوح أن رؤيتنا هي عين الصواب وأن الرؤى الأخرى قد ثبت فشلها وأنه قد آن الأوان لتطبيق رؤية الحكومة، وتتمثل في تقوية قدراتها فيما يتعلق بخفر السواحل والبحرية.
نحن نعرف أوكار القراصنة؛ لكن ذلك يحتاج إلى قوات قادرة على الوصول إلى ذلك. وهذه القوات والعنصر البشري موجود، لكن يفتقد إلى التقنية والأسلحة وما إلى ذلك، يجب أن يتوافر.
أما مسألة تواجد الأساطيل الحربية فأعتقد أنه يمكن الاستغناء عنها بصورة سريعة. ويمكن محاربة القرصنة بتكاليف لا تقارن بما يتم صرفها عليهم، ومن حق أي دولة في المنطقة إذا وجدت أساطيل بحرية أن تقلق على أمنها.
* وهل أنتم قلقون من هذه الأساطيل؟
- نحن لا نفهم هذا التواجد الكثيف الذي لم يحقق حتى هذه اللحظة أي تقدم فيما يتعلق بأمن السواحل الصومالية، فالبواخر والسفن تتعرض للخطف، وهذا أساء إلى سمعة الصومالي ويضر بمصالح الصومال, ووجود عسكري بل عسكرة السواحل الصومالية ينبغي أن يستبدل بما قدمناه من رؤية حول ذلك.
* إلى ماذا تعزون زيادة أعمال القرصنة؟
- لست خبيرا في القرصنة، لكن ما أقصده أن الأمور لا تشير إلى أن قدرات القراصنة لا يمكن أن تصل إلى هذا المستوى لولا قصور من المتواجدين في السواحل الصومالية.
* سمعنا عن جهود عربية لتشكل قوة بحرية عربية للحفاظ على الأمن في السواحل الصومالية، ماذا تم في ذلك؟
- نسمع أشياء عديدة ولا نراها.
* أين تبسط الحكومة الصومالية سيطرتها؟
- نحن نبسط على أجزاء كبيرة من العاصمة الصومالية مقديشو، ونبسط سيطرتنا –إن جاز التعبير– على قلوب شعبها، نحن مدعومون من الشعب الصوماليين. والشعب الصومالي يطالبنا بالوصول إلى مناطق لا نتواجد فيها، وهناك وجود مرفوض لحركة الشباب، في أجزاء من الصومال. والميناء والمطار والقصر والرئاسي وغيرها تقع تحت سيطرة الحكومة. وهذا لا يكفى إطلاقا وإلا ما كنا بصدد مواجهة عسكرية مع هذه العاصر التخريبية، ولماذا نحن نبني الجيش إلا لبسط سيطرتنا وبسط الأمن والاستقرار للشعب الصومالي.
* وماذا عن التعاون مع الاتحاد الأفريقي؟
- الاتحاد الأفريقي هو الوحيد الذي أرسل قواته إلى الصومال، وهذه القوات موجودة وهي ذات قيمة عالية لحفظ الأمن والسلام والاستقرار وتساعد الحكومة الصومالية في حماية المؤسسات العامة. ومن هذه الدول الأفريقية من قدم مساعدات تدريبية للأمن والجيش الصومالي. وهناك دول تبدي استعدادها لتدريب قواتنا...
فيما يتعلق بقواتنا نحن بدأنا من الصفر لتشكيل قوات الأمن والجيش ويمكن أن يزداد عددهم والملتحقين بهم.
* عرضت الولايات المتحدة تقديم دعم للجيش الصومالي؟
- قدم هذه العرض وقدم المساعدات ومازلنا نتطلع إلى مساعدات من دول أخرى ومن الولايات المتحدة من أجل الوصول بقواتنا إلى المرحلة التي نرى أنها قادرة على أن تقوم بدورها.
* بخصوص القوات الإثيوبية كنتم تحاربونها والآن هل لا يزال لها وجود في الصومال؟
- لا وجود لها إطلاقا، القوات الإثيوبية قبل انتقال الحكومة الصومالية انسحبت من جميع الأراضي. هي موجود داخل أراضيها.
* اتهمت اريتريا بدعم الحركات المعارضة لكم وزعزعة استقرار الصومال؟
- حاولنا كثيرا إقناع اريتريا بأن ما تقوم به لن يؤدي إلى مصلحة الصومال ولا إلى مصلحتها، لكنها لم تستجب لنا، ولعلها هي الدولة الوحيدة في العالم التي لم تعترف بوجود الحكومة الصومالية، نحن لا نعارض إذا لم تعترف بنا، القرار راجع لها, لكن المشكل أنها تسلح وتدرب وتمول عناصر التخريب داخل الصومال، وحاولت أن تتنكر لذلك لكن مجلس الأمن من الشواهد والبراهين ما يكتفي لفرض عقوبات صارمة عليها، باعتبارها عنصرا مقلقا لجيرانها.
* برأيك ما هدف اريتريا من وراء ذلك؟
- هدفها لها توترات مع إثيوبيا لم تستطع أن تعالجه بالحل العسكري ولا بالحل الدبلماسي، فتريد أن يكون لها في داخل كل منطقة تحيط بإثيوبيا وبالتحديد في الصومال، وبالتالي هي تفقد حليفا محتملا مساندا في صراعها مع إثيوبيا، ونحن لا نريد أن نكون ورقة في يد أحد. نريد أن نظل دولة صومالية ذات مصلحة وتتعامل مع الجميع بالتي هي أحسن.
* علاقتكم بالفصائل السياسية الأخرى...؟
- المعارضة الصومالية تتلخص في الشباب، لأن ما يسمى بالحزب الإسلامي أصبح ملحقا ب"الشباب". وهناك جماعة أهل السنة والجماعة حاربوا الشباب وحاربوا الحزب وسيطروا على مساحات واسعة من البلاد في وسط الصومال، ودخلنا معهم في مفاوضات واليوم وصلوا إلى مقديشو من أجل شراكة سياسية مع الحكومة الصومالية الحالية.
* هل هناك بوادر حاليا للمصالحة في الصومال؟
- بخصوص المصالحة والاتفاق مع أهل السنة والجماعة فهي مسألة أيام، أما ما يتعلق بحركة الشباب فنحن لا نغلق باب الأمل؛ لكن لا يبدو لنا من سحنتهم أنهم على استعداد للدخول في مفاوضات مع أحد.
* وماذا عن واقع الإعلام الصومالي اليوم؟
- الإعلام الصومالي كان العنصر البارز في ظل الأزمة، طوال عشرين عاما؛ لأنه يتمتع بكامل الحرية ولأنه قطاع خاص. لكن مع ظهور "الشباب" أصبح مهددا واقعا تحت التهديد، وتعرض لاغتيالات قاسية وإغلاق إذاعات وضرب صحفيين وحبس بعضهم.
وحين كلفت بمهام الإعلام قبل أقل من 8 أشهر كان هناك تحديات حقيقة في مجال الإعلام؛ لأن الحكومة لم تكن تملك جهازا إذاعيا ولا صحافة ولا تلفزيونا، وحاليا لديها صحافة الكترونية واسعة الانتشار, ولدينا "راديو مقديشو" تعمل 18 ساعة متواصلة يصفها الإعلاميون واحة الحرية في الصومال.
ومن حيث إيصال رسالتنا فقد نجحنا بشكل كبير إلى درجة أن حركة الشباب لجأت إلى إعلان حظر الاستماع إلى "راديو مقديشو" وتهديد كل من يضبط وهو يستمع إليها. وما تحقق لنا في الآونة الأخيرة نحن راضون تماما عنه.
* والصحافة المطبوعة...؟
- في خططنا أن ندشن إصدار صحيفة صومالية يومية أو أسبوعية حكومية في وقت قريبا جدا وتطبع في عدد من الدول في آن واحد لأن لنا مغتربين كثرا في عدد من الدول.
* تقييمكم لوضع النازحين الصوماليين في اليمن ومستوى التنسيق بين البلدين مع وجود تهديدات من عناصر إرهابية في الصومال واليمن؟
- الحكومة الصومالية تشكر اليمن وشعب اليمن على كل ما قدم للنازحين الصوماليين، من رعاية ومساعدة. بالنسبة للعناصر الإرهابية فنحن على استعداد للتعاون مع اليمن من أجل منع اندساس أي عناصر إرهابية تخريبية من الحركة الشباب داخل هؤلاء النازحين المساكين الذين هربوا من بلادهم بسبب الأعمال البربرية التي يقوم بها حركة الشباب وأمثالهم، وأعتقد حتى هذه اللحظة أن الجالية الصومالية بخير وأنها لم تشارك في أي عمل يقلق الأمن في اليمن.
* هل لديكم إحصاءات بعددهم؟
- لا يوجد.
* خلال حرب الحكومة اليمنية مع المتمردين الحوثيين تحدثت أنباء عن وجود صوماليين في صفوف المتمردين؟
- في حالة ما إذا كان أناس يهربون بحثا عن لقمة عيش فهذا عمل يمكن فهمه، لكن أن تكون عناصر صومالية تشارك مع المتمردين فهذا أمر مرفوض من الحكومة الصومالية، وأعتقد أن أي جهة تضبط أي قوات أجنبية تقاتل في صفوف متمردين فمن حقها أن تتخذ ما تقرره، لكن ما نطلبه أن تؤكد الجهات المعنية هل هذه العناصر كانت تتسلل بحثا عن لقمة عيش (...) ينبغي التدقيق في هذه المسألة.
* وما تقييمكم لجهود اليمن في رعاية النازحين؟
- نحن راضون تماما عن معاملة الحكومة اليمنية لإخوانهم النازحين من شعبنا الذي وصل إلى اليمن.
* علاقة الصومال بالولايات المتحدة كيف تقيمونها؟
- الولايات المتحدة قوة عظمى ومن مصلحة الدول أن تكون علاقتها مع الولايات المتحدة جيدة، ونحن منذ تقلدنا مهمة قيادة الدولة ومنذ تكليف فخامة الرئيس شيخ شريف احمد رئيسا للدولة كنا نسعى دائما لأن تكون علاقتنا مع جميع دول العالم جيدة، ونجحنا ألا تكون لنا عداوات مع دول العالم ما عدا اريتريا فنحن لا نعاديها ولكنها تعادينا.
وعلاقتنا مع الولايات المتحدة الأميركية جيدة، وتقوم على أساس أن الصومال يريد أن يتعاون مع الولايات المتحدة وأن تقدم كل مساعدة ممكنة للصومال حكومة وشعبا وأن تساعده في تنمية قدراته، ومنع تمكن العناصر التخريبية من تدمير لكل ما يتم بناؤه.
* تقييمكم لعلاقتكم مع دول الجوار؟
- هي في أفضل مراحلها منذ عقود، فعلاقتنا مع جيبوتي ممتازة، ووصلت علاقتنا مع إثيوبيا إلى مرحلة لم تصل إليها مرحلة سابقة، وكينيا، واليمن أيضا، وكل الدول المحيطة علاقة جيدة ووصلت إلى درجة لم تصل إليها منذ عقود.
* بخصوص مبادرات عربية لحل الأزمة الصومالية، خصوصا إذا كانت من قبل قطر أو السعودية، هل ترحبون بأي مبادرة لحل الأزمة؟
- قطر والسعودية قريبتان من الصومال، فالسعودية لها دورها الرائد في المنطقة ووجود كثيف في جميع الأصعدة العربية، أيضا قطر كثيرا ما وقفت مع الشعب الصومالي ومع الدولة الصومالية، ولها قدرات في المساعدة على حلحلة الأزمة الصومالية، ونحن من جانبنا ندرك دور هاتين الدولتين، وفي حالة ما إذا قدمت أي مبادرة من هاتين الدولتين فالحكومة الصومالية ترحب بها، لأن هدفنا في نهاية المطاف أن تحل المشكلة الصومالية وإذا كان على يد عربية فمرحبا بها.
* برأيك ما سبب تواصل الاضطرابات في الصومال؟
- لكل مرحلة أسبابها، وهذه المرحلة أسبابها مشكلة "القاعدة" وحركة الشباب بأفكارهم، لب المشكلة حالياً.
* هنا مراقبون يتخوفون من تدخل الدول الكبرى بسبب "القاعدة" في الصومال؟
- أعتقد أن أوان الاحتلال قد قد انتهى، ولكن أوان العنف والفوضى هو الموجود حاليا. نحن لا نتخوف من أن تأتي أي دولة أخرى لتحتل بلادنا. هذا حاليا لن يكون.
* ما حقيقة انضمام الحزب الإسلامي إلى حركة الشباب في مواجهة الحكومة؟
- الحديث عن الحزب الإسلامي سيصبح مسألة تاريخية، لأن الحزب حاليا عناصره اندمجت مع حركة الشباب، وسيذوب في الشباب.
* دعا أسامة بن لادن إلى قلب نظام شريف شيخ؟
- ابن لادن لا يتمتع بفهم إسلامي صحيح، ولكن لديه رؤية سقيمة ويكفي أن نعلم أنه لا يرى في السعودية دولة إسلامية ليعيش فيها مع أن الحرمين فيها، ولا أقل من ذلك، إذا كان هو كفَّر دولته وقاتل في داخلها وهرب منها، فكيف نتوقع أن يكون موقفه من الصومال. كما أن إرسال أي عناصر إرهابية للقتال إلى أي بلاد بزعم أنها في جهاد هو أمر مناف للفهم الإسلامي الصحيح..
صحيفة السياسية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.