أكد رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد احمد محمد الآنسي أهمية تفعيل دور الخطباء والمرشدين في جهود مكافحة الفساد والوقاية منه. كما أكد خلال افتتاح ندوة توعوية حول تعزيز دور المعهد العالي للتوجيه والإرشاد اليوم بصنعاء ضرورة اضطلاع الخطباء والمرشدين بمسؤوليتهم في توعية المجتمع بالمشاركة في جهود مكافحة الفساد. واعتبر مكافحة الفساد مهمة إنسانية أخلاقية دينية شرعية على الجميع المشاركة فيه . وأشار رئيس الهيئة إلى أهمية دور المسجد في مكافحة الفساد باعتبار الدين القاسم المشترك لمختلف أطياف المجتمع من خلال اتخاذ الأسلوب الواعي والمناسب في نصح وتوجيه الناس وإصلاح أي خلل بالحكمة والموعظة الحسنة. ونوه بالتعاون القائم بين الهيئة والمعهد العالي للتوجيه والإرشاد في جهود مكافحة الفساد كون الإنسان هو المستهدف الأول من أنشطة هاتين المؤسستين، مؤكدا حرص الهيئة على إيجاد شراكات مع مختلف الجهات والمؤسسات والمنظمات الحكومية والأهلية في هذا الشأن. واستعرض الانسي أنشطة الهيئة ودورها في قضايا الفساد، معتبرا الفساد ظاهرة تثقل كاهل كافة المجتمعات دون استثناء ويترتب عليه آثار ضارة ومدمرة على نطاق واسع. فيما أكد وزير الأوقاف والإرشاد حمود الهتار في الندوة التي نظمتها الهيئة بالتعاون مع وزارة الأوقاف أهمية استمرار الشراكة بين الوزارة والهيئة في مكافحة الفساد من خلال الدور الهام للإرشاد الديني في مختلف محافظات الجمهورية، مشيرا إلى أن عملية مكافحة الفساد أصبحت تستدعي إعداد خطباء ومرشدين في هذا المجال يقع على عاتقهم دور كبير في الإرشاد بوسائل مكافحة الفساد. وقال الهتار في افتتاح الندوة التي حضرتها نائب رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد الدكتورة بلقيس ابو اصبع " إن محاربة الفساد فريضة شرعية وضرورة ملحة تحتم على الجميع العمل في إطار المنظومة التشريعية لمكافحة الفساد التي اكتمل بناؤها بإصدار قوانين مكافحة الفساد وإنشاء الهيئة، وتعلق الآمال على الخطباء والمرشدين في القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". وأشار الهتار في هذا الصدد إلى خطاب فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الأسبوع الماضي بحضرموت حول أهمية أن يكون الخطباء قدوة في سلوكهم في مجال مكافحة الفساد والوقاية منه، داعيا المشاركين في الندوة من طلاب المعهد العالي للتوجيه والإرشاد إلى تشكيل ثلاث فرق عمل لمحاربة الفساد والجريمة لغرس الأخلاق، ونشر قيم الإيمان، والقوانين. وألقيت محاضرتان في الندوة الأولى لعضو الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد رئيس قطاع الإعلام ياسين عبده سعيد نعمان عن مفاهيم مكافحة الفساد والأسس القائمة عليها كالشفافية والنزاهة والمشاركة، بالإضافة إلى المنظومة التشريعية لمكافحة الفساد والأطر المؤسسية لحماية المال العام. وتطرقت المحاضرة إلى أنماط الفساد والآثار المدمرة المترتبة عليه في مختلف المجالات وسبل مكافحته. وأكد نعمان أهمية التعاون الوثيق بين الهيئة والخطباء والمرشدين والمجالس المحلية في مكافحة الفساد، مشيرا إلى أن الهيئة أحالت عدد من قضايا الفساد إلى النيابة العامة، فيما يجري التحقيق والتحري في قضايا أخرى تورط فيها عدد من المسؤولين. فيما تناولت المحاضرة الثانية لعميد المعهد العالي للتوجيه والإرشاد مقبل الكدهي أهمية دور الخطباء والمرشدين في مكافحة الفساد من خلال توعية أفراد المجتمع عبر منابر المساجد بأهمية مكافحة هذه الظاهرة. واعتبر الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد بوابة لانطلاق أنشطة المعهد لمكافحة الفساد انطلاقا من مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي حث عليه الدين الإسلامي الحنيف، مشيرا إلى أهمية استشعار الخطباء والمرشدين وأفراد المجتمع بالمسؤولية في مجال مكافحة الفساد. وقد أثريت الندوة بعدد من المداخلات والاستفسارات من طلاب المعهد.