تمثل الثروة الحيوانية احد أهم روافد التنمية الاقتصادية في اليمن المعول عليها في التخفيف من الفقر, لاسيما وانها تعد مصدر دخل رئيس لنحو 75 % من الأسر الريفية. كما تعتمد نسبة كبيرة من الأسر الزراعية الريفية ذات الغالبية السكانية بشكل كبير على هذه الثروة في توفير احتياجاتها سواء من خلال أجور الرعي أو بيع الحيوانات ومنتجاتها من لحوم وألبان وبيض.. لذا فلا غرابة أن يسهم قطاع الثروة الحيوانية بما يقارب من 20 % من الناتج المحلي الزراعي. ونتيجة لذلك فقد حظي هذا القطاع باهتمام بالغ من قبل الدولة خلال العقدين الماضيين من خلال الخطط والبرامج والسياسات التي اعتمدتها الحكومات المتعاقبة منذ إعادة تحقيق وحدة الوطن وإعلان قيام الجمهورية اليمنية في ال22 من مايو 1990م. وأثمرت تلك الجهود نموا مطردا لقطاع الثروة الحيوانية بمتوسط سنوي 5.4%، حيث ارتفعت أعداد الثروة الحيوانية من 8 ملايين و439 ألف و 342 رأس من الماعز والأغنام والأبقار والجمال في عام 1990 إلى 19 مليون و921 ألف و359 رأس تقريبا في عام 2009م. وتتوزع الثروة الحيوانية في مختلف محافظات الجمهورية بواقع 17 مليون و970 ألف و531 رأس من الضان والماعز, ومليون و567 ألف و 295 رأس من الأبقار, في حين يصل أعداد الجمال إلى 383 ألف و533 رأسا. ورافق هذا الارتفاع زيادة سنوية في الإنتاج الحيواني من اللحوم الحمراء، والألبان والجلود والأصواف, ليصل إنتاجية اليمن من اللحوم خلال عام 2009م، إلى 96 ألف و735 طن, ومن الحليب إلى 291 ألف و 87 طن, فيما وصل إنتاجية الجلود والصوف خلال نفس الفترة إلى 12 ألف و102 طن من الجلود و4 آلاف و176 طن من الصوف. وبغرض الحفاظ على هذه الثروة وتنميتها نفذت العديد من البرامج التوعوية بأهمية عدم ذبح صغار الأبقار والحيوانات الأخرى خاصة الإناث, ومراقبة ومكافحة الأمراض الوبائية التي تهدد صحة الحيوان وتؤثر على إنتاجيتها, سيما الأمراض العابرة للحدود. حيث انشأت وزارة الزراعة والري عام 2000م، شبكة ترصد واسعة شملت كافة محافظات الجمهورية بهدف الترصد الدائم والمستمر للأوبئة والأمراض التي تهدد الثروة الحيوانية في كافة المناطق والمنافذ البرية والبحرية من خلال منافذ الحجر البيطرية المختلفة. وفضلا عن ذلك تنفذ الفرق الفنية من الإدارات المختصة التابعة للوزارة مسوحات ميدانية كل ثلاث سنوات لمرض الطاعون البقري, بالرغم من الإعلان رسميا خلال عام 2003م عن خلو اليمن من هذا المرض, إلى جانب تنفيذ مسح شامل مابين 3 - 5 سنوات للأمراض الوبائية الأخرى. وبحسب الإحصاءات الصادرة عن الوزرة فقد جرى خلال العقدين الماضيين تنفيذ حملات وطنية لتحصين الثروة الحيوانية ضد الأمراض الوبائية لمكافحة المرض, وإنشاء المختبر البيطري المركزي بصنعاء بغرض الحفاظ على سلامة الثروة الحيوانية وتزويده بكوادر متخصصة في مجال الفحص والتشخيص المخبري البيطري، لاستقبال وفحص العينات التي تصل إلى المركز من فرق المسح الميداني وفرق الترصد للكشف عن مؤشرات المرض لتسهيل مراقبة الأمراض ومكافحتها. كم تم إنشاء وتجهيز محاجر بيطرية في المنافذ والموانئ للرقابة الصحية المحجرية على الكميات المستوردة من الحيوانات الحية ومنتجاتها وجمع عينات منها وإرسالها إلى المختبر البيطري المركزي لإجراء فحوصات احترازية للتحقق من سلامتها. وفي ذات السياق تم خلال الفترة من 2005-2009م تنفيذ مشروع الصحة الحيوانية ومحجر بيطري حول حمى الوادي المتصدع بتمويل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهدف الاكتشاف المبكر لمرض حمى الوادي المتصدع، والذي قد يأتي من خلال الحيوانات المستوردة من دول القرن الإفريقي، وكان لذلك نتائج إيجابية, اذ لم تسجل أية حالة إصابة بهذا المرض للثروة الحيوانية في اليمن. كما تم خلال عام 2009م، كذلك تنفيذ أكثر 12 ألف و597 نزول وزيارة ميدانية إلى كافة مناطق ومديريات محافظات الجمهورية في إطار شبكة الترصد للأمراض والأوبئة الحيوانية في اليمن, منها 3316 نزول ميداني وترصد لمناطق ومديريات محافظتي الحديدة وحجة.