أكد نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي بأن العيد الوطني العشرين للجمهورية اليمنية 22 مايو يمثل إشراقة وهَّاجة، لأنه جاء مفعماً بالكثير من الإنجازات والمكاسب وبصورة شكلت متغيراً إيجابياً عظيماً في حياة شعبنا اليمني الأبي. وقال نائب رئيس الجمهورية في مقاله الافتتاحي لصحيفة الوحدة في عددها الخاص الصادر اليوم بمناسبة العيد الوطني ال 20 للجمهورية اليمنية: من الواضح للعيان أن مسار التطور والنهوض في وطن الثاني والعشرين من مايو قد مضى بقوة، فيما عجلة التطور والنمو لم تتوقف لحظة واحدة على الصعيدين التنموي (بشقيه الاقتصادي والخدمي)، والنهج الديمقراطي بكل أركانه وجوانبه، ولم تؤثر عليها محاولات التشويش التي تظهر من فينة إلى أخرى بهدف تعطيل مسار العمل التنموي والإنجاز النهضوي. وأشار إلى أن العقدين الماضيين من عهد الوحدة "زمن اليمن الجديد، وطن الثاني والعشرين من مايو المجيد" كانا مفعمين بالحيوية والعطاء المتجدد، على مختلف مستويات العمل والإنتاج، وعلاماتها واضحة للعيان بكل الشواهد البارزة. وتابع نائب الرئيس في مقاله الذي حمل عنوان "نقطة انطلاق وثَّابة" قائلا: وليس بخاف على أحد أن اليمن اليوم غيره في الماضي القريب والبعيد، غير ما قبل 22 مايو 1990م، فثمة إنجازات ومكاسب عظيمة شملت كل مناحي الحياة وشكلت قفزات نوعية، وهذه حقيقة ساطعة يعرفها ويقدرها الشقيق والصديق، القريب والبعيد، وعلى مختلف مناحي البنية التحتية والتي تم التركيز عليها في خطط التنمية كونها أساس التطور النوعي اجتماعياً ومعيشياً واقتصادياً، وهي المشروعات التي تشكل انطلاقة قوية نحو بناء المستقبل الأفضل. وبيّن أن اهتمام الدولة والحكومة بهذه المشاريع جاء في الواقع بهدف التعويض عن الحرمان الذي عاشه اليمن إبان المراحل الماضية وبهدف وصول خيرات الوحدة اليمنية إلى كل مناطق ومحافظات الوطن. وأوضح أن إعادة وحدة الوطن - الأرض والإنسان - وإن كانت من أعظم المنجزات الاستراتيجية على الإطلاق، جاءت ترجمة لإرادة الشعب بعد أن ظلت حلماً وأملاً للملايين من أبناء الوطن الذين قدم الكثير منهم المهج والأرواح من أجل تحقيق ذلك الحلم العظيم، وكذلك من أجل الحفاظ على هذا المكسب الوطني الاستراتيجي الكبير. وأكد نائب رئيس الجمهورية أن الجميع يدركون أيضاً أن قيام الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو المجيد مثل عامل أمن واستقرار ليس لليمن فحسب بل وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، فضلا عن كون هذا المنجز العظيم مثل إشراقة جبارة في زمن الانكسارات والحسرة، وميلاداً لأعظم إنجاز وإصلاح اجتماعي وثقافي واقتصادي في التاريخ اليمني الحديث والمعاصر، بل وإعادة اعتبار للتاريخ الحضاري اليمني التليد. ولفت إلى أن اليمن أصبح في ظل راية الوحدة والديمقراطية تعانق المجد والرفعة وتطاول العظمة والسمو، وأخذ مكانه بين الأسماء الكبيرة والمؤثرة وتوهج بريقها بكل الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وبات على أبناء شعبنا بكل فئاتهم وانتماءاتهم وشرائحهم السياسية والثقافية والجغرافية مسؤولية التطور والنهوض ورفض الأفكار والأصوات النشاز المعادية لتطلعات وآمال أبناء شعبنا الأبي في التطور والنهوض، بل ومواجهة أصحاب تلك الأصوات النشاز بمختلف الوسائل المتاحة وفي مقدمة ذلك منطق الحق ومنطق قوة الانتماء والإيمان بكل الثوابت الوطنية. وقال: وهنا لا بد أن نؤكد أن الذين استمرأوا سلوك الفوضى والهدم والخروج على القانون والنظام والثوابت الوطنية سيدفعون الثمن غالياً تحت طائلة النظام والقانون، وان تمكنوا من الإفلات اليوم فسيكون الغد كفيلاً بهم ولن تسقط أية جريمة من العقاب. واستطرد نائب الرئيس قائلا: بات واضحاً لكل ذي بصيرة أن هؤلاء النفر المغرر بهم ينفذون أجندات لمؤامرات خارجية ويسيئون لوطنهم بارتكابهم الأعمال المخلة بالأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع ويؤثرون على مسار التنمية والتطور في مناطقهم بالدرجة الأولى. وقال: وهنا لابد من التذكير بأن الذين واجهوا الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر سواءً مع النظام الكهنوتي الرجعي الذي كان جاثماً في شمال الوطن أو عملاء وأذناب الاستعمار في جنوب الوطن قد انهزموا وانتهوا إلى مزابل التاريخ، وهو المصير الحتمي لأعداء الوحدة والأمن والاستقرار في وطن الثاني والعشرين من مايو المجيد".. مؤكدا أن مسيرة العطاء والإنجاز ستمضي بكل قوة نحو التحولات التنموية والنهضوية لصنع التحولات على مختلف الصعد الحياتية وتجاوز الماضي بكل مآسيه. وشدد أن اليمن يؤمن إيماناً عميقاً بأن النهج الديمقراطي هو الضمان الأمثل لممارسة كافة الحقوق السياسية. وقال: وطالما أن الحديث في حضرة البهجة والسرور وبحلول العيد الوطني العشرين عيد الوحدة والوئام، فلا يفوتنا هنا التطرق إلى الجانب الملازم والتوأم وهو النهج الديمقراطي في ظل التعددية الحزبية وحرية الصحافة وتعدد المنابر ومنظمات المجتمع المدني. وأضاف: لقد أصبح لليمن تجربة ديمقراطية، وإنْ كانت ناشئة إلاَّ أنها انطلقت بثبات وبإصرار، خصوصاً أن القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية تؤمن إيماناً عميقاً بأن النهج الديمقراطي هو الضمان الأمثل لممارسة كافة الحقوق السياسية لكل ألوان الطيف مهما تنوعت وتعددت. وبيّن أن النهج الديمقراطي الرديف المنطقي للتنمية والتطور والمضي في هذا النهج بكل أركانه يحقق نجاحات مشهودة، مؤكدا أن مسار الديمقراطية في اليمن متجذراً في السلوك العام وذلك بفضل الوعي الوطني والسياسي لشعبنا، وأن التنافس في دورات الانتخابات كان على أشده سواء على مستوى الانتخابات النيابية أو المجالس المحلية والانتخابات الرئاسية وكان أخرها الانتخابات النصفية التي جرت على مستوى المجالس المحلية في عموم محافظات الجمهورية ومديرياتها.