الليغا ... برشلونة يقترب من حسم الوصافة    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    "هل تصبح مصر وجهة صعبة المنال لليمنيين؟ ارتفاع أسعار موافقات الدخول"    "عبدالملك الحوثي هبة آلهية لليمن"..."الحوثيون يثيرون غضب الطلاب في جامعة إب"    شاهد.. أول ظهور للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في ألمانيا بعد تماثله للشفاء    خلية حوثية إرهابية في قفص الاتهام في عدن.    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    علي ناصر محمد يفجر مفاجأة مدوية: الحوثيون وافقوا على تسليم السلاح وقطع علاقتهم بإيران وحماية حدود السعودية! (فيديو)    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدبلوماسية اليمنية.. حركة ديناميكية في مثلث التكامل مع المحيط والشراكة مع العالم
نشر في سبأنت يوم 22 - 05 - 2010

ثمة إجماع على أن العشرين عاما الماضية من عمر الوحدة اليمنية كانت استثنائية في أداء السياسة الخارجية والجهود الدبلوماسية التي سجلت خلال هذه الفترة نجاحات نوعية تجاوزت التوقعات وساهمت إلى حد كبير في الارتقاء بمكانة اليمن وعلاقاته بمحيطة الإقليمي والدولي في حركة ديناميكية طالما ظلت محتفظة بحيوية فريدة من نوعها وبخاصة في جانب تفاعلها مع الآخر في عالم مضطرب.
عشرون عاما من عمر الوحدة اليمنية المباركة كانت فيها المعادلة الدبلوماسية اليمنية القائمة على مبادئ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والتكامل والشراكة رافعة تغيير أسياسية أذابت الكثير من الجليد الذي خلفته تداعيات حرب الخليج الثانية وملفات الصراع الحدودي لتمضي بعدها دبلوماسية اليمن الموحد الحامل لطموحات المستقبل قدما من أجل وضع اليمن في مكانه الطبيعي كرقم قوي ولاعب مؤثر في معادلة الأمن الإقليمي.
من دائرة المحيط بدأت جهود الدبلوماسية اليمنية بترميم التركة الثقيلة لحرب الخليج الثانية ثم بالمبادرات التي تبناها فخامة الرئيس علي عبد الله صالح بحل خلافات الحدود مع الجوار وفي مقدمها قضية النزاع الحدودي بين اليمن والمملكة العربية السعودية الذي استمر لأكثر من ستة عقود فضلا عن حل الخلاف الحدودي مع سلطة عمان وتسوية النزاع مع اريتريا بشأن جزر أرخبيل حنيش في البحر الأحمر لتمضي القاطرة الدبلوماسية في تعزيز دور اليمن إقليميا ودوليا وبناء شبكة علاقات شراكة وصداقة مع العالم.
وتكللت جهود السياسية الخارجية لليمن في مبادرات تطوير وتعزيز العمل العربي المشترك والبحث عن حلول لأكثر بؤر التوتر في المنطقة.
في السنوات الأخيرة كانت جهود اليمن في تعزيز علاقاته بمحيطه الخليجي هدفا أساسيا في السياسة الخارجية اليمنية التي استطاعت كسر طوق العزلة بدخول اليمن في عضوية العديد من الهيئات الخليجية على طريق الاندماج الكامل.
وكان تعزيز الشراكة مع الجوار الأفريقي نموذجا لنجاحات فريدة وبخاصة بعدما قاد اليمن مبادرة إنشاء منتدى للتعاون السياسي والاقتصادي والأمني تكلل تاليا بإعلان تكتل دول "تجمع صنعاء للتعاون".
اليوم تتحدث الأوساط الدبلوماسية بصوت مسموع عن قفزات نوعية في حجم وعمق تفاعل اليمن مع محيطه الخليجي والعربي والدولي في جهود نقلت اليمن من مربع العزلة إلى مربع التكامل والشراكة بل وحولت هذا البلد إلى ساحة مبادرات للتصالح والتوافق كما حالة الخلاف الفلسطيني الفلسطيني والمبادرات اليمنية المتكررة التي استهدفت تأطير المشاعر الشعبية باتجاه وحدة الصف الفلسطيني من أجل مواجهة العدو المشترك ثم المساهمة الفاعلة والمؤثرة في حلحلة معادلة الصراع الطويل في الصومال.
"السياسية" حاولت في هذا الملف الخوض في تفاصيل التحولات والتفاعلات الدبلوماسية وسياسة اليمن الخارجية خلال العشرين عاما الماضية لرصد معالم نجاحات فريدة لا تزال تطمح إلى قادم أكثر إشراقا.
وزير الخارجية: الدبلوماسية الرئاسية تميزت بالحركة والرؤية الثاقبة فكانت الوسيلة لفك أكثر المشكلات تعقيدا
يرى وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي أن الدبلوماسية اليمنية حققت في العشرين عاما من عمر الوحدة قفزات نوعية نتيجة الاهتمام الكبير لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح وحرصه على توجيه السياسة الخارجية نحو تعزيز الدور الإقليمي والدولي لليمن وخلق شبكة علاقات دولية واسعة تمكن اليمن من تحقيق مصالحها والتفاعل مع الآخرين بايجابية.
ويشير الدكتور القربي إلى أن الرعاية الرئاسية لجهود الدبلوماسية اليمنية دفعها لتحقيق قفزات نوعية في أدائها وزاد من ذلك الاهتمام في اختيار الكادر الدبلوماسي المؤهل لغويا وعلميا ومهنيا وإعداد برامج التأهيل اللازمة في المعهد الدبلوماسي وفي الخارج التي انعكست في الأداء الدبلوماسي حيث تمكن اليمن بفضل سياسته القائمة على مبادئ الاحترام المتبادل والحوار والاعتدال والوسطية من تعزيز دورها إقليميا ودوليا وإيجاد شبكة علاقات واسعة بعيدة عن التجاذبات وبذلك أرتفع عدد البعثات الدبلوماسية التي تمثل بلادنا لدى الدول والمنظمات الدولية على المستويين المقيم وغير المقيم وبالمقابل أتسع تمثيل تلك الدول لدى بلادنا المستويين المذكورين آنفا.
محطات تحول
*ثمة محطات هامة في مسار السياسة الخارجية لليمن شهدت فيها المنطقة والعالم تحولات كبيرة، كيف تقيمون تعاطي اليمن مع هذه التحولات؟ وما هي أبرز انعكاساتها برأيكم؟
-المعلوم أن العلاقات الدبلوماسية لليمن مع جيرانه الخليجيين ومع الدول الرائدة في العالم بما فيها الولايات المتحدة وبعض الدول الأوربية كانت قد شهدت تأزماً خلال حرب الخليج الثانية نتيجة الفهم الخاطئ لموقف اليمن، والذي انعكس على وقف الدعم التنموي لليمن وبالتالي تأثر الاقتصاد اليمني نتيجة لذلك، ورغم ذلك كان من أولويات السياسة الخارجية توضيح الموقف اليمني والعمل على تجاوز تلك المرحلة وإعادة بناء العلاقات مع تلك الدول انطلاقا من المصالح المشتركة.
وتمكنت الدبلوماسية اليمنية من إعادة بناء علاقاتها مع دول مجلس التعاون وكذلك مع الولايات المتحدة ودول أوربا، وبذلك دخلت تلك العلاقات مرحلة جديدة، حيث أقامت اليمن علاقات متوازنة مع كل الدول العربية وكذلك بالنسبة لعلاقاتها مع الدول الشرقية والغربية، وكان لهذه التحولات انعكاساتها على مستوى التعاون الثنائي والاقتصادي بين اليمن وتلك الدول، وكل ذلك بفضل الرؤية الثاقبة لفخامة الأخ الرئيس وتحرك الدبلوماسية الرئاسية وتوجيه وزارة الخارجية.
الدبلوماسية الرئاسية
* الدبلوماسية الرئاسية في العشرين عاما الماضية بماذا تميزت وماذا أنتجت؟
- الدبلوماسية الرئاسية تميزت بالحركة والرؤية الثاقبة كما أنها كانت الوسيلة لفك العقد التي تعجز عنها الدبلوماسية العادية، ودبلوماسية فخامة رئيس الجمهورية كان لها حضورها وفاعليتها في الكثير من المواقف سواء في علاقات اليمن مع الدول أو في مساعيه للتوفيق بين الأشقاء. فقد كان لفخامته الدور الأبرز في حسم موضوع الخلاف الحدودي مع المملكة العربية السعودية والتوصل لاتفاقية جده التي أنهت حقبة طويلة من الصراع. وفي العلاقات اليمنية الأميركية التي تأثرت بسبب حادث استهداف المدمرة الأميركية كول وبعدها تبعات أحداث الحادي عشر من سبتمبر إلا أن زيارة فخامته إلى الولايات المتحدة في أعقاب الحادث كان لها دور فاعل في تجنب التدهور في العلاقات وإعادتها إلى مسارها الصحيح.
كما كان للدبلوماسية الرئاسية دورا في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة في الصومال عندما رعى فخامته لقاءً بين الرئيس الصومالي عبد الله يوسف ورئيس البرلمان الصومالي. كما سعى فخامته لمحاولة رأب الصدع الفلسطيني وإنهاء الانقسام بين فتح وحماس وذلك برعايته للقاء بين فتح وحماس في صنعاء أتفق بموجبه الطرفان على الحوار ووقعا وثيقة صنعاء إلا أنهما وللأسف لم يلتزما بما ورد في الاتفاق.
*وماذا عن الدبلوماسية الرئاسية فيما يخص قضية اندماج اليمن بمحيطة الخليجي كيف تقيمونها؟ وهل من نتائج إيجابية خلصت إليها؟
- يولي فخامة رئيس الجمهورية موضوع العلاقات اليمنية الخليجية أولوية خاصة ولذلك تكررت زياراته إلى دول المجلس ولقائه بنظرائه أصحاب الجلالة الملوك وأصحاب السمو الأمراء في دول مجلس التعاون بهدف الدفع باندماج اليمن وتأهيل اقتصاده وبالتالي انعكست هذه الجهود على التطور الجاري في العلاقات اليمنية مع دول مجلس التعاون وبروز دول المجلس كأكبر الدول الشريكة والمانحة لدعم التنمية في اليمن، وبفضل تلك الجهود نرى خطوات تدريجية لتأهيل اليمن حيث استضافت الرياض في شهر فبراير الماضي اجتماعا رعته الأمانة العامة لمجلس التعاون خصص لمناقشة التقدم في دعم المشاريع التنموية في اليمن وبحث آليات التسريع في صرف المبالغ التي تعهدت بها دول المجلس في مؤتمر لندن عام 2006م وتم الاتفاق على عقد لقاءين كل عام لمتابعة التقدم في استخدام مساعدات المانحين، وفي نهاية الأمر فإن انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي هو قرار سياسي.
الخليج والعالم
* هل أنتم راضون عن مستوى علاقات اليمن بدول مجلس التعاون الخليجي؟
- نحن راضون عن مسار التعاون الاقتصادي والتنسيق السياسي وفيما يتعلق بانضمام اليمن إلى مجلس التعاون فإننا في اليمن نركز على قضية الاندماج الاقتصادي وكيف يمكن لدول الخليج أن تسهم في تطوير الشراكة الاقتصادية مع اليمن وجذب الاستثمارات الخليجية خاصة وأن اليمن يقدم فرصا استثمارية متنوعة وفي قطاعات اقتصادية واعدة وهذا هو المسار الصحيح لتعزيز العلاقات بين الجانبين؛ لأن ذلك سيفرض نوعا جديدا من العلاقات اليمنية الخليجية بالإضافة إلى العامل السياسي.
كما أننا في اليمن نولي قضية العمالة اليمنية أولوية واهتماما خاصة في تعاملنا مع أشقائنا في دول الخليج وهذا الموضوع يتطلب تعاونا من الجانب اليمني من حيث توفير العمالة المؤهلة التي يحتاجها السوق الخليجي، ومن الجانب الخليجي من حيث اتخاذ سياسات تعطى فيها العمالة اليمنية الأولوية، لأن التجربة أثبتت أن العمالة الأجنبية التي تأتي من خارج الوطن العربي تخلق إشكاليات تعاني منها دول في مجلس التعاون، ولهذا فإنه من مصلحة اليمن ودول مجلس التعاون أن يتبنوا سياسات لاستقطاب العمالة اليمنية تنسق بين وزارات العمل في اليمن ودول مجلس التعاون، من منطلق دعوة خادم الحرمين الشريفين لإعطاء المجال للعمالة اليمنية، وذلك بما يخدم مصالح الجانبين خصوصاً وأن العمالة اليمنية ستكون جزءاً من النسيج المجتمعي والثقافي والديني لدول مجلس التعاون، وستسهم بصورة غير مباشرة وسريعة في التنمية في اليمن.
تجارب رائدة
* هل لنا أن نتحدث عن تجارب ونجاحات في مسار الدبلوماسية اليمنية بعد عشرين عاما من الوحدة؟
- الأمثلة على نجاحات الدبلوماسية اليمنية كثيرة نذكر منها المبادرات اليمنية لتفعيل العمل العربي وأهمها مبادرة اليمن الخاصة بانتظام انعقاد مؤتمرات القمة العربية للجامعة العربية، وكذلك مبادرة إنشاء الإتحاد العربي التي قدمت رسميا خلال القمة العربية في مدينة سرت الليبية وأسفر تقديمها عن تأليف لجنة خماسية من القادة العرب برئاسة القائد معمر القذافي وعضوية فخامة الرئيس علي عبد الله صالح وقادة مصر وقطر والعراق لدراسة المبادرة ووضعها في صورتها النهائية للعرض على قمة استثنائية في أكتوبر القادم.
كما نجحت السياسة الخارجية في حل أهم نزاعات اليمن الحدودية مع دول الجوار وبطرق الحوار أو التحكيم بعيداً عن الصراعات والحروب.. ففي العام 1992 تم التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود مع سلطنة عمان، وفي يونيو 2000 جرى التوقيع على اتفاقية جدة لإنهاء الخلاف الحدودي مع المملكة العربية السعودية وبتلك الاتفاقيتين تم إنهاء حقبة زمنية طال أمدها من الصراعات. وفي العام 1995 قبل اليمن التحكيم في قضية الحدود مع دولة إريتريا والذي جاء في مصلحة بلادنا. وستظل هذه الطرق السلمية التي انتهجها اليمن لحل خلافاتها الحدودية مع جيرانه أنموذجا يحتذى به في إنها النزاعات الحدودية في محيطنا الإقليمي.
وفي إطار تأهيل اليمن للشراكة والاندماج في منظومة مجلس التعاون الخليجي، تم إشراك اليمن في بعض هيئات مجلس التعاون وهي التعليم، والصحة، والشؤون الاجتماعية والعمل، وكأس الخليج لكرة القدم، كما تم في القمة التاسعة عشرة في مسقط 2008 ضم اليمن إلى أربع مؤسسات أخرى، في الوقت الذي يجري مواءمة التشريعات والقوانين والنظم بين اليمن ودول مجلس التعاون، بالإضافة إلى عقد عدد من اللقاءات التشاوري على مستوى وزراء الخارجية للبحث في سبل تعزيز علاقة اليمن مع دول مجلس التعاون وبحث سبل دعم برامج التنمية والإصلاح في اليمن.
وأخيراً وليس آخراً، نجحت الدبلوماسية اليمنية في حشد الدعم الدولي لجهود اليمن في مواجهة التحديات الأمنية والتنموية حيث أطلقت "مجموعة أصدقاء اليمن" والتي ضمت أكثر من 22 دولة شريكة لليمن وذلك بهدف تنسيق الجهود الدولية وحشد الموارد لدعم مسيرة الإصلاحات والمساعدة في مواجهة الإرهاب والتطرف.
جهود متواصلة
* خلال السنوات الأخيرة كان اليمن وجهة للعديد من المؤتمرات والفعاليات العربية والدولية، بماذا تفسرون ذلك؟ وما هي دلالاته على مكانة اليمن عربيا ودوليا اليوم؟
- لا شك أن الوحدة وضعت اليمن بحجمه البشري وموقعه الجغرافي وعلاقته المتوازنة موضع اهتمام العالم واحترامه وبالذات بعد عودة العلاقات اليمنية مع الدول العربية ودول العالم إلى مسارها الصحيح، الأمر الذي زاد من ثقة العالم باليمن وجعلها محطة اهتمام، وانعكس أيضاً على مكانتها عربياً ودولياً، فقد شهدت صنعاء حركة نشطة للوفود الزائرة وعلى مستويات رفيعة، كما احتضنت عدداً من المؤتمرات واللقاءات الإقليمية والدولية التي أبرزت مكانة اليمن وعززت من ثقة العالم بها.
* ماذا عن الدور الذي تعلبه سفارات اليمن في الخارج في تعزيز الشراكة والتعاون والتكامل بين اليمن والعالم؟
- تبذل الدبلوماسية اليمنية جهوداً كبيرة من أجل توسيع نطاق التعاون والشراكة وحشد الموارد اللازمة لعملية التنمية من خلال تكثيف التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة والهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية المانحة من أجل تمويل الكثير من المشاريع التنموية والاقتصادية. فالدعم التنموي الدولي المقدم لليمن يأتي في إطارين، الأول جانب إنساني من خلال تقديم العون للدول الفقيرة والأقل نموا وتلك التي تواجه تحديات تنموية، والثاني يأتي في إطار العلاقات الثنائية واهتمام الدول باليمن. وهنا يأتي دور وزارة الخارجية لإقناع الدول المانحة بأهمية اليمن وأهمية علاقاتها مع هذه الدول ومصالحها معها، والتأكيد على أن استقرار اليمن في حد ذاته مكسب لتعزيز الأمن في المنطقة والعالم، وأنه كلما أسهمت هذه الدول في دعم التنمية في اليمن ومكافحة الفقر وخلق فرص العمل كلما ساهمت في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم وأيضا في مكافحة الإرهاب.
ومن جانب آخر تعمل الدبلوماسية اليمنية على جذب المزيد من الاستثمارات العربية والأجنبية، والترويج للمنتج السياحي اليمني بهدف خدمة برامج التنمية. كما أنه وفي إطار هذا الدور التنموي الذي تلعبه الدبلوماسية اليمنية، فقد حققت السياسة الخارجية نجاحاً كبيراً عندما نجحت في تقليص حجم الديون الخارجية التي تحملتها دولة الوحدة.
وكيل وزارة الخارجية : الحفاظ على الوحدة ظل هدفا اساسيا في الدبلوماسية اليمنية طيلة العشرين عاما الماضية
يلفت وكيل وزارة الخارجية للشؤون المالية والإدارية السفير محمد حسين حاتم إلى أنه وبعد قيام الوحدة المباركة أصبح الحفاظ على هذا المنجز وترسيخه هدفا رئيسا من أهداف الدبلوماسية اليمنية.
ويشير إلى أن الدبلوماسية اليمنية وترجمة لتوجهات القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح ضمنت موقفاً دوليا داعما للوحدة باعتبار أن اليمن الموحد عامل استقرار وأمن للمنطقة والعالم.
محطات وتحولات
* يتحدث البعض عن محطات وتحولات هامة في مسار العلاقات الدبلوماسية لليمن على المستويين العربي والدولي كيف تقيمون هذه التحولات؟ وما هي أبرز انعكاساتها برأيكم؟
- شهد العالم في العقدين الماضيين تحولات هامة أثرت في مسار العلاقات الدولية بشكل عام بدءاً من انهيار الاتحاد السوفييتي وتراجع الفكر الاشتراكي، وبروز نظام دولي جديد تقوده الولايات المتحدة الأميركية، والثورة التكنولوجية والمعلوماتية التي كان لها أثرها في العلاقات الدولية ودور ومهام الدبلوماسية ونقلها من الاطار التقليدي إلى إطار حديث، والتشابك والتكامل المتزايد بين دول العالم والذي تجلى في أوضح صورة عقب الأزمة المالية في الولايات المتحدة الأميركية التي تحولت إلى أزمة عالمية وألقت بضلالها على معظم دول العالم.
واليمن جزء من المنظومة الدولية ومن الطبيعي أن يتأثر بكل هذه التحولات سلباً أو ايجابياً.
وشهدت المنطقة العربية خلال أربعة حروب (حرب الخليج الثانية 1990، غزو العراق 2003، العدوان الإسرائيلي على لبنان 2007، العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أواخر 2008) إضافة إلى الانسداد في عملية السلام والتعنت الإسرائيلي الرافض للتجاوب مع المبادرة العربية للسلام.
وبالتأكيد كان لهذه التحولات والمتغيرات انعكاسات كبيرة سياسية وأمنية واقتصادية ليس على اليمن فحسب ولكن على المنطقة والعالم.
* خلال السنوات الأخيرة كانت اليمن وجهة للعديد من المؤتمرات والفعاليات العربية والدولية. بماذا تفسرون ذلك وما هي الدلالات التي يعكسها هذا المؤشر على مكانة اليمن عربياً ودوليا؟
- هذا يعكس بشكل أو بآخر نجاح وفاعلية الدبلوماسية اليمنية ونموها على الصعيدين العربي والدولي، وجذبها للاهتمام الدولي لليمن باعتباره شريكاً استراتيجياً في القضايا الملحة والتي سبق الإشارة إليها سلفاً، وهذا يدل على أن اليمن أصبحت تتبوأ مكانة متقدمة على الصعيدين العربي والعالمي.
الدبلوماسية الرئاسية
* الدبلوماسية الرئاسية التي برزت إلى الواجهة في السنوات الماضية إلى أي مدى أحرزت نجاحات في سياق السياسة اليمنية الخارجية؟
- كان لدبلوماسية القمة التي قادها فخامة الأخ الرئيس –حفظه الله– دورها الفاعل والمتميز في تحقيق كثير من الإنجازات والنجاحات التي تحققت لليمن، سواء على الصعيد الثنائي مع الدول الشقيقة والصديقة أو في إطار الفعاليات الجماعية العربية والعالمية، وعززت علاقات اليمن مع كثير من الدول، كما أكدت حضور اليمن الفاعل في المحافل الإقليمية والدولية بما يحافظ على مصالح الجمهورية اليمنية ووحدة واستقرار وأمن وطننا الغالي. ويحسب للدبلوماسية اليمنية بقيادة فخامة الأخ الرئيس تحقيق كثير من المنجزات والمبادرات منها على سبيل المثال إنشاء تجمع صنعاء، وانتظام دورية القمم العربية التي أضيفت كملحق إلى ميثاق جامعة الدول العربية، وإنشاء البرلمان العربي، والمبادرة اليمنية لتفعيل وتطوير العمل العربي المشترك.
* ماذا عن دور دبلوماسية القمة في تعزيز العلاقات بين اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي؟
- علاقة اليمن مع دول مجلس التعاون الخليجي اليوم في أفضل حالاتها وهذا بلا شك نتاج للجهود الدبلوماسية التي قادها فخامة رئيس الجمهورية طيلة السنوات الماضية واليوم هناك تعاون وتنسيق مثمر في كل الجوانب ويوماً عن يوم تترسخ وشائج العلاقات سواء على المستوى الثنائي أو في إطار العمل الجماعي من خلال انضمام اليمن في عدد من المؤسسات والمجالس الوزارية ، وهي تخطو خطوات متقدمة نحو التكامل والاندماج المستقبلي في إطار المجلس . وتعد حالياً دول المجلس من أهم الدول المانحة والداعمة لمشاريع التنمية في اليمن.
* نشاطات سفراء اليمن في الخارج إلى أي مدى تلعب دوراً في تعزيز الشراكة والتعاون والتكامل بين اليمن والعالم؟
- المهمة الرئيسية لسفارات بلادنا في الخارج هي تعزيز الشراكة والتعاون بين اليمن ودول الاعتماد وتعطي أولوية في الوقت الراهن للجوانب الاقتصادية والبحث عن مجالات التعاون الثنائي، وهي تقوم بواجبها على أكمل وجه وبالطبع هناك تفاوت بين سفارة وأخرى ويعود ذلك إلى عدة عوامل منها التفاوت في حجم المصالح المشتركة مع كل دولة ومستوى التبادل التجاري مع كل دولة وطبيعة العلاقة مع بلد الاعتماد، وتخضع هذه السفارات لتقييم دائم من حيث أدائها والنجاحات التي حققتها وتحرص الوزارة حرصاً شديداً على تطوير أداء السفارات بما يعود بالنفع والمصلحة لهذا الوطن.
نائب عميد المعهد الدبلوماسي : الوحدة لعبت دورا بارزا في تثبيت مكانة اليمن كقوة إقليمية فاعلة ومؤثرة
يؤكد نائب عميد المعهد الدبلوماسي الدكتور أحمد العماد أن الوحدة اليمنية كان لها دور بارز في تثبيت مكانة اليمن كقوة إقليمية فاعلة ومؤثرة في المنطقة مما دفع صانعي القرار السياسي والعاملين في حقل الدبلوماسية للولوج أكثر في التعقيدات والمشاكل التي تمر بها المنطقة بغية الوصول إلى حلول بشأنها والحيلولة دون تفاقمها خاصة منها تلك المتعلقة بخاصرة اليمن البحرية في منطقة القرن الأفريقي والتي تؤثر تداعياتها على الاستقرار الدولي وسلامة المرور البحري الآمن قبالة تلك المناطق.
حلول لمشكلات معقدة
* هل من نماذج يمكن الإشارة إليها كنجاحات للدبلوماسية اليمنية خلال هذه الفترة؟
- من المهم الإشارة إلى أنه ما كان للجمهورية اليمنية الوليدة في الثاني والعشرين من مايو سنة 1990 أن تحقق أي من نجاحاتها السياسية الخارجية قبل أن تنهي حل أعقد مشاكلها السياسية التي طالما أثرت ولعقود من الزمن على استقرارها واقتصادها وهي تلك المتعلقة بمشاكل الحدود الدولية البرية والبحرية، حيث عملت الدبلوماسية اليمنية جاهدة على حل تلك المشاكل بالطرق السلمية والودية رغم العديد من الاستفزازات التي واجهتها الجمهورية اليمنية في ذلك وليس أدلها ذلك الاعتداء على جزيرة حنيش اليمنية في 15/12/1955 من قبل الجارة الشقيقة اريتريا، إلا أن ذلك الاستفزاز وغيره لم يزد اليمن إلا إصراراً على النهج السلمي لحل المشاكل الحدودية وهو ما نالت به تقدير وإعجاب المجتمع الدولي وعبرت عنه رسالة الأمين للأمم المتحدة السابق الدكتور بطرس غالي إلى الدبلوماسي الأول في بلادنا فخامة الرئيس علي عبد الله صالح ذكر فيها ما لفظه (بصفتي أميناً عاماً للأمم المتحدة أشهد لقيادتكم الحكيمة والتي تعد مثالاً يحتذى به في العلاقات الدولية ... وتقدمون أقوى دليل على إيمانكم بأهداف الأمم المتحدة)، وبذات النهج الحكيم تمكنت اليمن من توقيع اتفاقية ترسيم الحدود مع دول الجوار الشقيقة سواء سلطنة عمان أو المملكة العربية السعودية أو مع دولة اريتريا عبر التحكيم الدولي.
حنكة دبلوماسية
* ما هي برأيكم أبرز المحطات في مسار علاقات اليمن الدبلوماسية؟
- وعلى الرغم من أن الوحدة اليمنية المباركة فد جاءت متزامنة مع أزمة الخليج الكبرى التي أعقبت احتلال العراق للكويت وما أحدثه ذلك من شق عميق للصف العربي أثرت على اليمن كغيرها من دول المنطقة على المستويين السياسي والاقتصادي إلا أن الدبلوماسية اليمنية وبحنكة وعزيمة رائدها الأول فخامة الرئيس علي عبد الله صالح تمكنت من صنع تحولات هامة في مسار العلاقات الدبلوماسية، وتم إعادة جسور الثقة والمحبة بين بلادنا ودول الجوار الخليجي، بل إنها فتحت مجالات أوسع من ذي قبل في إطار العلاقات البينية الخليجية والعربية منطلقة أيضاً إلى تعزيز العلاقات مع كافة دول العالم آسيوياً وأوربياً وأميركيا وأضحت اليمن شريكاً أساسياً في المعادلة الدولية وفي مواجهة التحديات الدولية وعلى رأسها مكافحة الإرهاب بعد أن حاول البعض أن يضع اليمن في دائرة الدول المستهدفة ضمن حملة مكافحة الإرهاب.
* كان اليمن وجهة للعديد من المؤتمرات والفعاليات العربية والدولية ما هي دلالات ذلك برأيكم؟
- غدت اليمن محطة لإقامة العديد من تلك المؤتمرات والفعاليات الدولية سواء في إطار جامعة الدول العربية أو منظمة دول عدم الانحياز أو منظمة الدول المطلة على المحيط الهندي أو منظمة المؤتمر الإسلامي أو هيئة الأمم المتحدة وذلك لمناقشة جملة القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية التي تهم الدول الأطراف في كافة تلك المنظمات.
وما انعقاد مثل هذه المؤتمرات والفعاليات العربية والدولية في بلادنا إلاّ شهادة امتياز يمنحها المجتمع الدولي لبلادنا تقديراً لدورها الفاعل والإيجابي على الصعيدين الإقليمي والعربي وتعكس أيضاً مدى المكانة التي صارت تتربعها الجمهورية اليمنية في عالم اليوم الذي لم يعد يعترف إلا بالأقوياء وذلك كأحد النتائج الرئيسية الهامة لتحقيق الوحدة اليمنية المباركة التي عززت من قوة ومكانة وفاعلية بلادنا على مختلف الأصعدة.
ثمار إيجابية
* الدبلوماسية الرئاسية خلال العشرين عاما الماضية إلى أي مدى عززت من سياسة اليمن الخارجية؟
- غني عن البيان أن الانجازات الدبلوماسية وما حققتها من مكاسب سياسية واقتصادية آخرها ما جنته من ثمار سياسية واقتصادية في مؤتمر لندن الدولي الأخير لم يكن لأن تنجح لولا حكمة وحنكة رائد العمل الدبلوماسي فخامة علي عبد الله صالح الذي ما فتئ منذ قيام الجمهورية اليمنية يعمل ليلاً ونهاراً لنسج أفضل العلاقات مع قادة دول المنطقة والعالم، متبادلاً معهم عشرات الزيارات المتبادلة، حاملاً معه هموم اليمن الكبير وتطلعاته، وتحديات ومشاكل أمتينا العربية والإسلامية، يسانده في ذلك مجموعه من قيادات العمل السياسي وعلى رأسهم معالي الأستاذ الدكتور أبوبكر عبد الله القربي وزير الخارجية الذي صقلته الخبرة والمعرفة حتى غداً علماً من أعلام السياسة الخارجية اليمنية، وبفضل ذلك تمكنت اليمن من الإسهام بفاعلية في حل عدد من المشاكل الدولية عربياً وإفريقيا وأبرزها جهودها الحثيثة في إعادة وحدة الصف الفلسطيني لمواجهة الصلف الإسرائيلي، وتقديم العديد من المبادرات اليمنية الهادفة لتعزيز العمل العربي المشترك في إطار بيت العرب جامعة الدول العربية والتي قدمها فخامة الرئيس وقبلها أخوته من ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية وكان لإحدى مبادرات الفضل في إقرار الانعقاد الدوري السنوي لقادة الدول العربية ، فضلاً عن مبادرته الأخيرة في إنشاء الاتحاد العربي لمواكبة التحديات التي تمر بها الأمة العربية اقتصادياً وسياسياً وأمنياً.
العلاقات الخليجية
* العلاقات اليمنية الخليجية إلى أي مدى يمكن قياسها بالموازيين الدبلوماسية؟
- على الرغم من اشتغال الدبلوماسية اليمنية في تعزيز علاقات اليمن إقليمياً ودولياًً إلاّ أن ذلك لم يحل دون مضاعفة جهود اليمن الدبلوماسية في تأسيس أمتن وأفضل العلاقات المتميزة مع دول مجلس التعاون الخليجي الذي تجمع بلادنا معهم هموم وتحديات مشتركة في إطار منظومة دول شبه الجزيرة العربية، حيث أثبت التاريخ والواقع مدى الترابط لمجريات الأحداث داخل تلك الدول، وان لا استقرار ولا نماء لأي من تلك الدول إلا مجتمعه وأن أي تهديد لأي منها يعد تهديداً مباشراً لمختلف الدول.
لذلك عمدت الدبلوماسية اليمنية منذ ولادة الجمهورية اليمنية على طي صفحات التأزم بين دول تلك المنطقة مع النظام الحاكم في الجزء الجنوبي من الوطن قبل الوحدة المباركة والذي جيّر نفسه في خدمة المعسكر الاشتراكي الشرقي لمحاربة المعسكر الغربي الرأسمالي فجاءت الوحدة المباركة معلنة الجمهورية اليمنية لا شرقية ولا غربية بل يمنية وطنية ونسجت أفضل العلاقات مع مختلف الأطراف بما أثر إيجابياً في تمتين علاقات بلادنا بدول مجلس التعاون الخليجي والتي قادها وسهر عليها فخامة رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح الذي تمكن ولأول مرة في تاريخ اليمن أن يضع بلادنا ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي عبر عضوية بلادنا في عدد من فروع المجلس الاقتصادية والثقافية والصحية، والرياضية التي من ثمارها إقرار انعقاد مباريات خليجي 20 في بلادنا وما لذلك من مدلولات وفوائد سياسية واقتصادية، وكل ذلك يأتي في سبيل تسهيل إكمال حصول اليمن عن العضوية الكاملة في تجمع مجلس التعاون الخليجي التي أضحت ضرورة ليس لليمن فحسب بل لكافة دول المجلس يعزز من تحققها ما وصلت إليه العلاقة الخاصة والمتميزة لفخامة رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح مع ملوك وأمراء دول مجلس التعاون الخليجي المبنية على الشفافية والصدق والمحبة، فضلاً عن تعاظم المصالح المشتركة اقتصادياً وسياسياً وأمنياً.
* ماذا عن دور السفارات اليمنية في الخارج في الفعل الدبلوماسي اليمني؟
- تعاظم دور السفارات اليمنية في الخارج مع تعاظم الدور السياسي لليمن في الملفات الإقليمية والدولية حيث زادت الأعباء الملقاة على عاتق بعثات بلادنا الدبلوماسية في الخارج وموظفيها بمختلف درجاتهم الذين يحتلون الصفوف الأولى تجاه العالم الخارجي في الدفع بعملية التنمية الشاملة لبلادنا سياسياً واقتصادياً وعلمياً عبر قيام هذه البعثات باستقراء واستكشاف كل ما من شأنه أن يعزز من الشراكة والتعاون التكاملي بين بلادنا والعالم محققين الكثير من النجاحات التي لا يمكن حصرها في هذه العجالة وعلى مختلف الأصعدة رغم شح الميزانية المرصودة (أقل من 1 بالمائة من ميزانية الدولة) للقيام بتلك المهام في حوالي ستين بعثة يمنية دائمة تنتشر في مشارق الأرض مغاربها تضطلع بمهامها عبر كادر دبلوماسي أصبح خلال السنوات الأخيرة أكثر كفاءة وتميز بعد أن عملت قيادة وزارة الخارجية على اعتماد مبدأ الكفاءة كمعيار وحيد لاختيرا الملتحقين بالعمل الدبلوماسي وفقاً لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح الذي يتابع وبصورة مستمرة مستوى الأداء في العمل الدبلوماسي بشقيه الموضوعي والشخصي لما لذلك من أهمية في مواكبة تطور مهام الدبلوماسية اليمنية في كافة المجالات.
السياسية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.