عبر رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني، عن تأييد مجلسي النواب والشورى للتوجهات التي يتبناها مؤتمر القمة الثالثة لرؤساء البرلمانات، المنعقد حاليا في المقر الاوربي للامم المتحدةبجنيف. وأعرب رئيس مجلس الشورى في كلمته امام المؤتمر عن تطلع اليمن لدور أكثر تأثيرٍ للبرلمانات، في اللقاءات متعددة الأطراف، وتوظيف الدبلوماسية البرلمانية، في تطوير المؤسسات التمثيلية الدولية، بما يسهم في إيجاد إطار لتعاون دولي يضمن التكافؤ بين الأطراف، ويحفظ مصالحها، ويكفل إقامة شراكة فاعلة في مواجهة التحديات ذات الطابع العالمي، وفي مقدمتها الفقر والأمراض المستوطنة، والإرهاب ، وتوفير الأمن الغذائي الذي يشكل هماً أساسياً للسواد الأعظم من سكان الأرض. واكد عبدالغني حرص اليمن على أهمية وجود إطار للتعاون الدولي يسهم في الارتقاء بعلاقة التعاون بين الدول المتقدمة والبلدان النامية والأقل نمواً، ويضيق الفجوة بينهما، بحيث لا تتركز هذه العلاقة على تقديم القروض الميسرة أو المساعدات المالية والعينية وحسب، بل تشمل البدء في اتخاذ إجراءات سريعة لإلغاء الديون، وإنهاء القيود التي تحول دون تدفق الاستثمارات والمعارف التكنولوجية، لتتمكن الدول الفقيرة من الوقوف على قدميها واللحاق بالدول المتقدمة. وشدد على ضرورة أن تعبر هذه العلاقة عن إيمان جميع الأطراف بأهمية توزيع فوائد العولمة الاقتصادية على الجميع، وبما يكفل بناء مجتمعٍ دوليٍ يتمتع كلُّ أعضائهِ بفرصِ حياةٍ متساويةٍ ومستوى عيشٍ كريمٍ... داعيا المجتمع الدولي إلى الاعتراف بأن من بين أهم التحديات التي تعيق طموح العالم إلى مستوى عيش مزدهر، آمن ومستقر لجميع أطرافه، هي الاختلال في ميزان العلاقات الدولية لصالح الأقوياء، وازدواجية المعايير فيما يخص تطبيق العدالة الدولية. وقال :" إنه يمكن رؤية الأثر السيئ لازدواجية المعايير واختلال ميزان العدالة الدولية، فيما يتعرض له الشعب الفلسطيني، المحروم من حقه في الحرية والاستقلال، والذي ما يزال أكثر من مليون ونصف مليون منه في قطاع غزة يتعرضون لحصار إسرائيلي ظالم وجائر منذ عدة سنوات". وأشار رئيس مجلس الشورى الى أن اليمن بقيادة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية على أعتاب تحولات كبيرة وتطورات هامة في البنية المؤسسية للدولة، وإعادة صياغة هيكلية المؤسسة البرلمانية على أساس مبدأ الثنائية البرلمانية، وتطوير نظام الحكم المحلي، وبلوغ المعايير الدولية فيما يخص نسبة تمثيل المرأة ومشاركتها في الحياة العامة. وأكد في هذا الصدد إن ذلك يأتي في إطار النهج الديمقراطي الذي آمن به اليمن، وازدهرت في ظله قيم ومبادئ الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية، وحقوق الإنسان، والتداول السلمي للسلطة، ونهج الحوار، كخيارٍ لا بديل عنه في التعامل مع مختلف التحديات، مهما بلغت مستوياتها. ونوه بالدور البارز الذي تؤديه المؤسسة البرلمانية في اليمن منذ عشرين عاماً على التحول الديمقراطي الذي شهدها في أعقاب إعادة تحقيق وحدته المجيدة، وعبر ثلاث دورات انتخابات برلمانية تنافسية، حرة مباشرة وشفافة ، وانتخابات رئاسية ومحلية بذات المعايير. وقال :"لقد استطاعت مؤسستنا البرلمانية أن تحقق إنجازات تشريعية، وفَّرتْ بيئةً محفزةً للتنمية، وعملت بمبدأ المساءلة حيثما تأكدت الحاجة إليها، وأظهرت احتراماً قوياً لحقوق المعارضة البرلمانية". وأشار الى أولوية التنمية بمفهومها الشامل، في اهتمام الدولة حيث خاض اليمن تجربة تحول هامة على صعيد التنمية الشاملة والمستدامة، تجسدت في عديد الإنجازات التي تحققت في قطاعات البنية التحتية، والخدمات، وخصوصاً التربية والتعليم والرعاية الصحية، والاتصالات وتقنية المعلومات، وفي مجال التنمية البشرية. ولفت إلى التحديات التي تعترض مسيرة التنمية، وفي طليعتها شحة الموارد، والتأثيرات الحادة والخطيرة للأزمة المالية والاقتصادية العالمية، والأنشطة الإرهابية، بالإضافة إلى وجود مئات الآلاف من اللاجئين في الأراضي اليمنية، يشكلون ضغطاً حاداً على الموارد المحدودة للبلاد. واضاف " إنه بإزاء هذه التحديات يحرص اليمن على تحقيق شراكة إقليمية ودولية، تجسدت في مؤتمري لندن لشركاء وأصدقاء اليمن، وغيرهما من المؤتمرات المماثلة). ونوه رئيس مجلس الشورى بأهمية هذه الشراكة، مشيدا بالدعم الذي يتلقاه اليمن من شركائه وأصدقائه. يأتي هذا في الوقت الذي عقد فيه رؤساء المجالس الأعضاء في رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي اليوم الثلاثاء في جنيف لقاء تشاورياً برئاسة رئيس الدورة التأسيسية للرابطة رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني، والرئيس الحالي للرابطة رئيس مجلس المستشارين المغربي محمد الشيخ بيد الله. وجرى خلال اللقاء الذي عقد على هامش مشاركة رؤساء المجالس في القمة العالمية الثالثة لرؤساء البرلمانات مناقشة القضايا المتصلة بنشاطات الرابطة خلال الفترة القادمة، وبالأخص ما يتعلق منها باللقاء التشاوري الدوري للرابطة الذي سيعقد في العاصمة صنعاء في شهر نوفمبر المقبل، والمؤتمر الدوري الخامس للرابطة الذي سيعقد في جمهورية الجابون في شهر ديسمبر القادم. كما جرى خلال اللقاء بحث برنامج اللقاء المقبل لرؤساء الغرف التجارية في الدول الأعضاء في الرابطة والذي سيعقد في العاصمة البحرينية المنامة خلال شهر سبتمبر المقبل .