تدخل مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين التي بدأت قبل اسابيع مرحلة جديدة فرضتها عملية استنئاف المستوطنون الاسرائيليون اعمال البناء في المستوطنات بالضفة الغربية مع انتهاء مهلة تجميد الاستيطان منتصف ليل الاحد. فقد شرع المستوطنون الصهاينة منذ الاحد بوضع حجر الاساس على حي جديد في كريات نتافيم، المستوطنة الواقعة في شمال الضفة الغربية، وذلك لتجسيد نهاية سريان التجميد الجزئي للاستيطان الذي اعلنه رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في 25 نوفمبرالماضي. ودون انتظار منهم حتى نهاية فترة التجميد عند منتصف الليل (22،00 تغ) سارع ناشطون مستوطنون الى الاحتفاء بانتهاء قرار التجميد الذي نظموا له عدا عكسيا . وجاء على لسان داني دانون عضو الجناح المتطرف في حزب الليكود اليميني بزعامة نتانياهو امام جمع من نحو الفي مستوطن بينهم نواب من مختلف تشكيلات اليمين،ان "التجميد انتهى". وعلى الرغم من ان اسرائيل ابدت استعدادها للتوصل الى "تسوية متفق عليها بين الاطراف كافة" الا انها اكدت ان تجميد البناء في المستوطنات الجديدة المقرر قبل عشرة اشهر، لن يتم تجميده كما في السابق. وحث نتانياهو يوم امس المستوطنين اليهود على "ابداء ضبط النفس وحس المسؤولية". وبحسب مستوطنين صهاينة فان مكتب نتانياهو اعطى موافقة لبناء المستوطنات بشرط ان لا يكون ظاهرا جدا. ووفق الاذاعة الاسرائيلية فان اطلاق البناء في اكثر من 1500 منزل كانت حصلت على تراخيص من السلطات الاسرائيلية، يمكن ان يبدا "فورا". فاسرائيل بعملها هذا تعيق مفاوضات السلام وتنسف الجهود الدبلوماسية لانقاذ هذه المفاوضات التي انطلقت قبل اقل من شهر في واشنطن. كما تضع حدا لجهود الادارة الامركية المتواصلة حتى اللحظة والهادفة الى تفادي انهيار هذه المفاوضات حدوث ذلك، والتي قال ديفيد اكسيلرود ابرز مستشاري الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي كان طلب تمديد قرار تجميد الاستيطان والاستمرار في المفاوضات، "سنواصل الحث والضغط كامل اليوم للتوصل الى قرار" بشأن الاستيطان. وتجعل من مفاوضات السلام مضيعة للوقت كما اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الاحد في باريس في تصريح للصحافيين عقب لقاء جمعه مع ممثلين عن الجالية اليهودية في فرنسا، ان عملية السلام ستكون "مضيعة للوقت" اذا لم تمدد اسرائيل قرار تجميد الاستيطان. وقال عباس في ختام اجتماعه مع عشرين شخصية يهودية فرنسية، انه "اذا لم تستمر اسرائيل بتجميد الاستيطان تصبح عملية السلام مضيعة لوقت". واكد ان "قضية النشاطات الاستيطانية قضية هامة جدا واليوم انتهت فترة التجميد وطلبنا التمديد لفترة زمنية من نتانياهو الذي كان جمد الاستيطان عشرة اشهر". وشدد "بصراحة تامة اما الاستيطان او السلام والان وقت اتخاذ القرارات واعتقد ان السلام اثمن لنا ولاجيالنا القادمة من بناء المستوطنات". وقال "لا يمكن ان نخضع لمواقف المستوطنيين الذين لا يهمهم سوى مصالحهم وكان نتنياهو اوقف الاستيطان وهو يستطيع الان ان ياخذ قرارا لوقف الاستيطان". واضاف "انني قلت لاوباما ونتانياهو لا استيطع ان استمر بالمفاوضات والاستيطان يستمر لانه بصراحة لا يوجد منطق ومبرر لذلك ان يستمر الاستيطان والمفاوضات مستمرة اوقفوها حتى نتفاوض". وهو الامر الذي حدا بحركة حماس الى مطالبته من جديد يوم امس بالانسحاب الفوري من المفاوضات المباشرة مع اسرائيل والتوجه الى انجاز مشروع المصالحة. وقال فوزي برهوم الناطق باسم الحركة في بيان صحافي ان "المطلوب من محمود عباس في ضوء ما يجري من غطرسة وصلف صهيوني الانسحاب الفوري من المفاوضات واعلانه انتهائها والتوجه مباشرة لدعم وانجاز مشروع المصالحة". سبأ وكالات