استؤنفت عمليات البناء الاستيطاني منذ صباح اليوم الأحد في مجمع مستوطنات جوش عتصيون جنوب بيت لحم وفي منطقتي نابلس والقدسالمحتلة . وأصبح المستوطنون جاهزين لتنفيذ 2000 وحدة سكنية في كافة المستوطنات المنتشرة في الضفة الغربية. وأكد عضو الكنيست من حزب /الليكود/ داني دنون " أنه يمكن البناء الآن بشكل واسع في كافة المستوطنات، بالرغم من معارضة أميركا وكذلك وجود مفاوضات مع الجانب الفلسطيني لأن الحاخام سلومة عمار أجاز في فتوى له العمل السريع في البناء الاستيطاني رغم عيد العرش الحالي ". وتبدو الحكومة الإسرائيلية التي يقودها بنيامين نتنياهو وكأنها تمر اليوم باختبار حقيقي من جهة وجوب اختيارها بين استئناف البناء في المستوطنات أو مواصلة المفاوضات مع الفلسطينيين. وهذا الاختبار مرده إلى أن هذه الحكومة اتخذت قرارا بتجميد الاستيطان استمر عشرة أشهر وينتهي به العمل اليوم حيث تطالب أحزاب اليمين المشاركة في الائتلاف الحاكم باستئناف البناء في المستوطنات. وتهدد هذه الأحزاب بالانسحاب من هذه الحكومة إذا ما اتخذ بنيامين نتنياهو قرارا بالاستمرار في تجميد البناء، وهو الأمر الذي حاول نتنياهو البحث عن حل وسط له مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال تواجد الأخير في الولاياتالمتحدة . وتهدد هذه الأحزاب بالانسحاب من حكومة نتنياهو على خلفية تجميد البناء، هذا الأمر الذي يعني استقالتها والدعوة إلى انتخابات جديدة في إسرائيل كما يشير الكثير من المراقبين في إسرائيل . ويضم الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الذي يعد الأكثر يمينية وتطرفا في تاريخ إسرائيل إلى جانب حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو (27 مقعدا) أحزاب إسرائيل بيتنا (15 مقعدا) وحزب العمل (13 مقعدا) وحزب شاس الديني لليهود الشرقيين (11 مقعدا) والبيت اليهودي الذي يمثل المستوطنين (ثلاثة مقاعد). من جانبها أكدت السلطة الفلسطينية أنها ستوقف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل التي بدأت قبل نحو شهر إذا ما واصلت الأخيرة البناء في المستوطنات التي يرى الكثيرون في المجتمع الدولي أنها مقامة على أراض محتلة . وستجتمع الحكومة الإسرائيلية اليوم فيما يتردد أن وزير الجيش فيها أيهود باراك سيقدم اقتراحا للوزراء يطالبهم بالاستمرار في عملية تجميد البناء في المستوطنات تجنبا لجمود مؤكد في العملية السلمية إذا ما استؤنفت عمليات البناء . وقبل أيام دعا الرئيس الأميركي باراك اوباما من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة إسرائيل للاستمرار في تجميد البناء في المستوطنات كما نصح الفلسطينيين بعدم الانسحاب من المفاوضات مع الأخيرة . ويسود الاعتقاد في إسرائيل أن المجتمع الدولي خاصة الولاياتالمتحدة الأميركية الراعي الأساسي للمفاوضات إضافة إلى اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط لا تريد استمرار الاستيطان الأمر الذي يلزمها باتخاذ قرار . ويبدو نتنياهو أمام خيارين أحلاهما مر، إما الاستمرار في تجميد البناء في المستوطنات وتوقع ردات فعل من قوى اليمين المشاركة في ائتلاف الحكومة معه أو مواصلة النشاط الاستيطاني ووقف المفاوضات مع الفلسطينيين. ويصر الجانب الفلسطيني على أن الضفة الغربية هي أراض محتلة يجب أن تكون جزءا من دولتهم القادمة وان المستوطنات المقامة عليها غير شرعية كما يعتبرون أن الأمر ذاته ينطبق على القدس التي يريدونها عاصمة لدولتهم. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد دعا يوم أمس الإسرائيليين في كلمة ألقاها خلال اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة إلى الاختيار بين السلام أو استمرار الاستيطان في الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة . ويسود الاعتقاد في إسرائيل أن الرئيس عباس يبدي إصرارا غير عادي بشأن موضوع الاستيطان ولم يعط أي إشارة إزاء إمكانية التوصل لحل وسط بشأنه ويمكن له تنفيذ تعهده بتجميد المفاوضات . وخلال الأيام الأخيرة فشلت جهود أميركية بذلتها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في إقناع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في التوصل الى حل وسط بشأن موضوع الاستيطان فيما غادر الأخير نيويورك متوجها إلى العاصمة الفرنسية باريس . سبأنت