الضغوط الاسرائيلية على رئيس الوزراء بينيامين نتنياهو من قبل المستوطنين تندلع قبل المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين .. حشد نت - بدأت الضغوط الداخلية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى قبل ان يتبادل كلمة واحدة مع الرئيس الفلسطيين محمود عباس في المحادثات المباشرة، واطلق مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية حملة منظمة للضغظ على رئيس الوزراء الاسرائيلي. ولم يكتف بتحذير نتنياهو من مواصلة تجميد بناء المستوطنات، بل اطلق المجلس حملة دعائية اعلانية في الصحف الاسرائيلية تحت عنوان "نعتمد على كلمتكم" موجها الحديث الى نتانياهو ووزراء الليكود في اعلانات حملت صورهم ، لتذكر بوعود رئيس الوزراء بعدم الالتزام بتجميد البناء بعد نهاية المهلة الحالية في 26 سبتمبر/ أيلول. وقد ظهر في هذه الاعلانات وزيران اخران من خارج الليكود، يمثلان حزبين رئيسيين في الائتلاف الحكومي ، هما افيجدور ليبرمان رئيس حزب اسرائيل بيتنا، وايلي يشاي رئيس حزب شاس. وقام مدير عام مجلس المستوطنات، نفتالي بينت، بتنظيم استطلاع للرأي داخل الليكود. واشار الى ان 54 في المئة يرون ان موافقة نتانياهو على استمرار تجميد البناء في المستوطنات سيؤدي لانقسام الحزب. ويعلم نفتالي بينت جيدا مدى خوف رئيس الوزراء الاسرائيلي من الاستطلاعات منذ ان عمل معه في مكتبه. وكان وزير الخارجية الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان من اول وزراء الائتلاف تأكيدا لرفض تجميد الاستيطان لفترة اخرى والخضوع للامريكيين في هذا الشان، وفقا لتصريحات لراديو اسرائيل . ويمكن لليبرمان الذي يملك حزبه 15 نائبا ان يسبب مشكلة كبيرة لائتلاف نتانياهو القائم على 74 نائبا ، اذا انسحب من الحكومة. كما جاءت تصريحات الزعيم الروحي لحزب شاس الحاخام عوفاديا يوسيف التي تدعو على ابومازن والشعب الفلسطيني بالموت والطاعون، لتزيد من صعوبة الموقف الذي يواجهه نتانياهو. ورغم انها تنطلق من حين لاخر على لسان الحاخام حتى ضد الساسة الاسرائيليين انفسهم، لكنها قد تحمل مؤشرا على نوايا حزب شاس. ورغم ان الصحف الاسرائيلية حملت بعد ساعات من هذا التصريح ما يشبه موافقة من قادة شاس السياسيين على تجميد جزئي للاستيطان لدعم نتنياهو ، لكن الموافقة جاءت مشروطة حيث لا تشمل البناء في جميع انحاء القدس بما في ذلك القدس الشرقية. مصاعب واتهامات ولن تكون الامور سهلة بالنسبة لنتنياهو حتى في الدوائر القريبة، فقد أعلن اعضاء الجناح المتشدد في الليكود بما في ذلك عدد من وزراء الحكومة رفضهم وقف البناء في المستوطنات. واكدوا انهم لن يدعو الامر يمر على طريقة " السكوت علامة الرضا " كما قالت الوزيرة ليمور ليفنات, في اشارة واضحة الى احتمال تحركهم حتى ضد نتانياهو نفسه. كما اكد داني دانون نائب رئيس الكنيست واحد القيادات الشابة في الحزب ، انهم يستعدون للقيام بتجمع احتجاجي وقت انعقاد قمة واشنطن . نتنياهو وتحت وطأة الضغوط الداخلية اضطر قبل توجهه لواشنطن لنفي الانباء التي ترددت حول بحثه مقترحات مع الامريكيين لايجاد وصفة سحرية تؤمن استمرار المفاوضات واحتفاظه بائتلافه الحكومي، وهي مقترحات يرجح انها تقوم على اقتراح وزير شؤن الاستخبارات دان مريدور ببناء جزئي في التكتلات الاستيطانية الكبرى فقط . وقد يكون السيناريو الاقرب هو انتظار رئيس الوزراء الاسرائيلي حتى الاسبوع الاخير من سبتمبر كى يري الاجواء وردود الفعل التي ستعقب انطلاق المحادثات المباشرة، عله يجد فيها ما يعزز موقفه أمام حملة المستوطنين.