تعتزم مؤسسة اليتيم التنموية افتتاح ثمانية مصانع ومعامل إنتاج متنوعة خلال فعاليات المنتدى العالمي الثالث لتأهيل اليتيم الذي سيعقد في العاصمة صنعاء خلال الفترة من 18 وحتى 21 أكتوبر الجاري، بمشاركة نحو 200 شخصية عالمية تمثل 70 منظمة ومؤسسة دولية. وقال أمين عام المؤسسة الدكتور حميد زياد، إن المصانع والمعامل التي سيتم افتتاحها تعد النواة الأولى لمدن صناعية للأيتام تسعى المؤسسة لإنشائها في محافظات الجمهورية. وأوضح الدكتور زياد أن المنتدى العالمي هذا العام متميز ، معتبرا ذلك انعكاسا لحجم الشراكة والثقة التي تحظى به المؤسسة على المستوى المحلي والدولي وقفزة نوعية لتعريف المستثمرين الأجانب بفرص الاستثمار في اليمن. واضاف أن فعاليات المنتدى تشمل حفل تخريج 600 يتيما يمثلون الدفعة الثامنة من مركز رئيس الجمهورية لرعاية وتأهيل الأيتام بالإضافة إلى 450 من المتدربين الأيتام في مهارات التنمية البشرية وكذا الاحتفال بتخريج الدفعة الثالثة من مركز تنمية الفتاة التابع للمؤسسة. وأشار أمين عام مؤسسة اليتيم التنموية إلى أن الفعاليات تشمل أيضا تنظيم الملتقى الصناعي الخيري الذي يشارك فيه نخبة من العلماء ذوي الخبرات في التجارب الصناعية من عدد من الدول وإقامة العرس الجماعي الثالث لليتيم لثلاثة آلاف عريس وعروس. وتابع إن فعاليات المنتدى العالمي الثالث لتأهيل اليتيم تشمل حفل توزيع جائزة الحاج صالح العيسي للمتفوقين والمبدعين من الأيتام في عدد من المجالات والبالغ قيمتها الإجمالية 75 ألف دولار ، مشيرا إلى أن عدد المتقدمين لنيل الجائزة بلغ أكثر من 700 مبدعا من الأيتام بعد أن حفزت هذه الجائزة الطاقات الإبداعية لدى الأيتام. وتطرق الى أن المصانع والمعامل التي سيتم افتتاحها خلال المنتدى تشمل مصنع سخانات الماء بالطاقة الشمسية ، مصنع سخانات الماء بالطاقة الكهربائية ، مصنع الألومنيوم ، مصنع البلاستيك "بي في سي"، مصنع النجارة والموبيليا ، مصنع الحدادة ، معمل الطباعة ، ومعمل الذهب والإكسسوارات. ولفت الى أن المنتدى سيناقش الآليات الكفيلة للارتقاء بالأيتام ليصبحوا عناصر فاعلة في تنمية المجتمع وأداة بناء بما يكتسبون من مهارات وتخصصات مهنية عالية الكفاءة والتدريب تتناسب مع متطلبات سوق العمل والإنتاج وذلك من خلال التطوير والتحديث في المنهج والوسيلة. ووصف أمين عام المؤسسة المنتدى العالمي الثالث لتأهيل اليتيم بحجمه العالمي وحضوره النوعي وفعالياته المتعددة إضافة نوعية إلى مسيرة العمل الخيري والإنساني وثروة في مجال التراكم المعرفي ونقطة مضيئة في مسيرة التنمية التي يطمح إليها اليمن. ونوه زياد بدعم فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وتشجيعه لمشاريع وأنشطة المؤسسة ومركز رئيس الجمهورية لرعاية وتأهيل الأيتام التابع للمؤسسة، لافتا إلى أن رئيس الجمهورية وجه بتخصيص قطع من الأراضي في جميع المحافظات لإنشاء مدن صناعية خاصة بالأيتام. واكد إن المؤسسة وقعت اتفاقيات تعاون وشراكة مع عدد من المؤسسات والشركات الماليزية والتركية بما يسهم في إنشاء عدد من المصانع في سبيل بناء مدن صناعية للأيتام ، مشيرا إلى أن الماليزيين أبدوا استعدادهم لنقل خبراتهم في التكنولوجيا إلى المؤسسة خصوصا بعد مشاهدتهم لمشاريع المؤسسة. وقال في هذا الصدد أن المؤسسة اتفقت مع جهات ماليزية لإنشاء ثلاث مدن صناعية ، مؤكدا أن المدن الصناعية ستعمل على استيعاب مخرجات المؤسسة وعشرات الآلاف من الأيتام ليكونوا نواة تنمية حقيقية في اليمن. وأضاف أن المؤسسة فتحت لها فروع في كل محافظات الجمهورية في سعيها لأن تكون إطار لكل الأيتام في اليمن بغية بناء شخص مؤهل وقادر على الإبداع وخوض سوق العمل خالي من الأمراض المجتمعية، داعيا المستثمرين ورجال الأعمال إلى الإنفاق في أعمال الخير سيما في مجال رعاية وتأهيل الأيتام. واكد ان اعتماد معايير الجودة العالمية في التأهيل والإنتاج والمخرجات أهلها للحصول على شهاد الجودة العالمية ايزو 9001 عام 2008 لتكون أول مؤسسة متخصصة في مجال الأيتام حصلت على هذه الشهادة في اليمن وعلى مستوى المنطقة. وتابع "إن المؤسسة لا تتكفل باليتيم منذ الولادة وحتى بلوغه سن 16 عاما وحسب بل تعتني به أيضا في مرحلة ما بعد البلوغ حيث يتم تأهيله وإكسابه حرفة في مجال معين تساعده في حياته بالإضافة إلى العمل على توفير فرص للدراسة الجامعية والعمل"، منوها بتعاون رئاسة جامعة صنعاء مع المؤسسة في هذا المجال بتخصيص عدد من المقاعد للأيتام. وخلص الى القول " نستقبل الأيتام من سن يتجاوز 16 عاما من مختلف الجمعيات المتخصصة في هذا المجال وندربهم ونؤهلهم في مجالات مهنية لعام كامل وبعدد ساعات تساوي ساعات الدراسة في معاهد التدريب المهني ويمنح شهادة دبلوم ونوفر لهم فرص عمل من خلال مشاريع صغير أسميناها مشاريع 7 يوليو في عدد من المجالات كالنجارة والخياطة وغيرها". وفقا لآخر إحصائيات رسمية فان عدد الايتام في اليمن يبلغ 457 ألف يتيم لا يتجاوزون سن 16 عاما ، وهو ما يشكل ثروة يمكن استغلالها في تحقيق ثورة نوعية في اليمن إذا تم تدريبهم وتأهيلهم بالشكل المناسب.