أكد وزير الإعلام حسن احمد اللوزي على أهمية تأهيل وتدريب الكوادر الإعلامية لمواكبة التطورات الراهنة باعتبار المعلومة أحد أهم عناصر النجاح وطريق صناعة التغيير المنشود في كافة مجالات الحياة.. مشيرا الى دور وسائل الاعلام وفي مقدمتها الصحافة في التغيير الاجتماعي وتربية النشء على قيم المساواة والممارسة الديمقراطية. جاء ذلك في الكلمة التي القاها وزير الاعلام في اختتام دورتين تدريبيتين نظمهما على مدى عشرة ايام معهد التدريب والتأهيل الإعلامي بصنعاء،الأولى بالتعاون مع أكاديمية صوت ألمانيا في مجال الأرشفة الرقمية بمشاركة20 متدربا من قنوات اليمن،سبأ،والإيمان والثانية حول" دور الإعلام في التغيير الاجتماعي ومناصرة قضايا التنمية والسلام" المنظمة بالتعاون مع منظمة إكول أكسس الدولية بمشاركة21متدربا من مختلف وسائل الإعلام المسموع والمرئي والمقروء ومنظمات المجتمع المدني. ولفت الوزير اللوزي الى دور الإذاعة والتلفزيون ووسائل الإعلام الأخرى في ترسيخ الديمقراطية والتغيير الاجتماعي وتنوير النّاس بحقهم في الحرية والعيش الكريم انطلاقا من المعلومة الصحيحة والمعرفة الصحيحة .. مبينا ان المادة الثانية والأربعون من الدستور تؤكد على قيمة امتلاك حق كل المواطنين في المساهمة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعراب عن الرأي والتعبير . وقال "الدستور ومعظم التشريعات والقوانين اليمنية بما فيها قانون الصحافة والمطبوعات قد كفلت للمواطنين حق التعبير عن الرأي وكفالة الدولة لممارسة هذه الحقوق وهناك فصل خاص في الدستور اليمني لحقوق وواجبات المواطنين ، وأن الجمهورية اليمنية ولدت محصنة بالديمقراطية ومحصنة بعدد من القوانين الأساسية ومنها قانون الصحافة والمطبوعات رقم (25) لسنة 1990م الذي لا يزال حتى الآن من أفضل القوانين العربية المتعلقة بتنظيم الصحافة والمطبوعات". ودعا اللوزي في كلمته الصحفيين والإعلاميين أن يكونوا مهنيين وصادقين في ممارسة العمل الصحفي على ضوء ما كفله الدستور وقانون الصحافة والمطبوعات الذي أتاح إصدار العديد من الصحف والمطبوعات والمدى الواسع من ممارسة الحرية في سقفها العالي.. مشيرا الى ان الحكومة تسعى مع ذلك إلى عمل تعديلات هامة على قانون الصحافة والمطبوعات لينص على عدم جواز حبس الصحفي بسبب ممارسة المهنة ولإبدائه للرأي وهو من أهم النصوص التي تضمنتها التعديلات على القانون. وقال:" كما أن التعديلات التي تمت في مجلس الشورى على القانون أعطت مساحة أكبر في أخذ التراخيص من وزارة الإعلام حيث أعطت المؤسسات والشركات حق إصدار الصحف مثلها مثل الأحزاب والتنظيمات السياسية علما أن الأحزاب والتنظيمات السياسية لاتحتاج إلى ترخيص لاصدار أكثر من صحيفة لكنها ملزمة أن تخبر وزارة الإعلام أنها أصدرت صحيفة موضحة اسم الصحيفة وطاقمها لجوانب تنظيمية ولتطابق الشروط في الأأشخاص الذين يتولون المسئولية في إدارة هذه الصحف ولا تتدخل الوزارة في تعيينات أو إجراءات تخص أي صحيفة خاصة أو حزبية". وأشار الى إن الحكومة ومجلس الشورى حرصا على أن يحصرا محظورات النشر في أربع مواد وهي نفسها المواد الموجودة في الوثيقة الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والتي أباحت قيودا قانونية من سلطات تشريعية منتخبة في مجالات محددة كالإساءة للأديان وعدم التحريض على الحرب وحماية الأمن العام والآداب العامة.. مبينا ان التعديلات في القانون الجديد تتصل بهذا الجانب واستبعدت كثير من المحظورات القائمة القابلة للاجتهاد وصيغة هذه المحاذير في صورة تشريعية دقيقة واضحة في اتجاه تعزيز التعددية الإعلامية . ولفت اللوزي الى أن الحكومة ووزارة الإعلام قد نفذتا ما جاء في البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية في كفالة التعددية في مجال الإعلام والصحافة، حيث أعدت وزارة الإعلام مشروع قانون جديد هو قانون الإعلام السمعي والبصري،الذي درسه مجلس الوزراء وأقر محتواه ومعروض حاليا أمام لجنة وزارية خاصة.. موضحا ان هذا القانون يعتمد على تجارب راقية عربية ودولية حيث تم استخلاص ما يتوائم وتوجهنا الديمقراطي. بدوره اشار عميد معهد التدريب والتأهيل الاعلامي الدكتور عبد الله ناصر عبد الرحمن الى أن الدورة الخاصة بالأرشفة الرقمية هدفت إلى تنمية مهارات الفنيين والمهندسين على التقنية الرقمية في التخطيط والتنظيم والعمل على التكنولوجيا والتقنية الحديثة وكيفية استخدامها وتوظيفها وإدارتها بشكل أمثل في التخطيط والإنتاج والحفظ والاسترجاع والحفاظ على الوثائق والمعلومات والبيانات من الفقدان والتلف وسهولة العودة والحصول عليها بكل يسر من قبل العاملين والفنيين في هذا المجال. فيما ركزت الدورة الأخرى حول دور الإعلام في التغيير الاجتماعي ومناصرة قضايا التنمية والسلام على العديد من المحاور الخاصة بمفهوم الإعلام ودوره في عملية التغيير الاجتماعي وتعزيز مفاهيم حقوق الإنسان والديمقراطية فضلا عن دور وسائل الإعلام واسهاماتها في الوقاية من الأزمات وحل النزاعات وتعزيز ثقافة السلم والتسامح والمواطنة الصالحة وغرس قيم الدين الإسلامي القائم على الوسطية والاعتدال ،ونبذ الكراهية والعنف التطرف . وقال " وهدفت الورشة إلى إكساب المشاركين مهارات علمية وعملية تمكنهم من الاسهام بفعالية ومسئولية في عملية التغيير الاجتماعي الإيجابي ومناصر قضايا الأمن والاستقرار والتنمية من خلال التناول الموضوعي للطرح البنّاء لمختلف القضايا بشكل مهني وبمستوى عالي من الحرفية والمعايير الأخلاقية وفسح المجال أمام الحوار الهادف والبنّاء الذي يسعى إلى تحقيق صالح المجتمع والحفاظ على نسيجه الاجتماعي وأمنه القومي وتعزيز ثقافة السلم والتعايش الاجتماعي وغرس القيم النبيلة القائمة على المواطنة الصالحة والعدالة الاجتماعية". وأكد أن الإعلام خلال السنوات الماضية من خلال تقنياته وتأثيراته المتعاظمة كان من أبرز صنّاع التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية والفنية.. لافتا الى إن التدريب المهني للقائمين على هذه الوسائط أمر حيوي ينبغي أن يتطور بما يستجيب ومتطلبات المرحلة الراهنة ويستفيد من المتغيرات الجديدة في مجالات التكنلوجيا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها . حضر حفل الاختتام وكيل وزارة الإعلام لقطاع الصحافة محمد شاهر حسنومدير عام المؤسسة اليمنية للإذاعة والتلفزيون الدكتور عبد الله الزلب. سبا