يعقد زعماء دول مجموعة العشرين كبرى الاقتصادات العالمية يوم غد الخميس في عاصمة كوريا الجنوبية سول قمة تستمر يومين، يسعون خلالها الى اعطاء دفعة لجهود التعافي الاقتصادي العالمي . وستناقش القمة مجموعة من الملفات الساخنة، أبرزها إجراءات التعافى الاقتصادى وتأسيس شبكة أمان مالى دولية، وإيجاد نظام اقتصادى جديد، إضافة إلى الخروج من الجدل الدائر حول أسعار العملة . كما سيناقش قادة دولة المجموعة الفكرة التي يتبناها الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي بفرض ضريبة جديدة على التعاملات المالية الدولية للمساهمة في تغطية نفقات مواجهة الأزمة المالية العالمية. و سيتركز جزء من المناقشات على اتفاقات وزراء مالية مجموعة العشرين بشأن إصلاح صندوق النقد الدولي ومنح الدول الصاعدة دورا أكبر في صناعة القرار بهذه المؤسسة المالية الدولية الرئيسية، بما يعكس التغييرات التي طرأت على خريطة القوى الاقتصادية في العالم. وبحسب توقعات خبراء اقتصاديين فان القمة لن تسفر عن تقدم حقيقي بالنسبة للعديد من القضايا المطروحة على جدول اعمالها، بما في ذلك سبل إحياء جولة الدوحة من مفاوضات تحرير التجارة العالمية، او قضية التغييرات المناخية . ويأتي اجتماع الاقتصادات الصناعية الكبرى والصاعدة في العالم في العاصمة الجنوبية الكورية بعد أن اجتمع قادة مجموعة العشرين في البداية في واشنطن في نوفمبر عام 2008 كجزء من جهود مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية, لكن بعد مرور عامين على قمة واشنطن لا يتوقع الزعماء أن تكون قمة سول ملائمة لأجندتهم لإجراء إصلاحات قوية من أجل تقليل المخاطر التي تواجه المؤسسات المالية المهمة في العالم. وتعد هذه هي القمة الخامسة للمجموعة منذ أن أدى انهيار سوق الرهن العقاري في الولاياتالمتحدة إلى انزلاق العالم في أزمة اقتصادية منذ أكثر من عامين. وترجع أهمية قمة سول إلى أنها ستركز على تداول المسائل الجوهرية المتعلقة بالبحث عن النماذج الرامية إلى تحفيز الاقتصاد العالمي وتعزيز قدراته على تحقيق نمو مستدام ومتوازن. وتمثل القمة فرصة لتحديد ما إذا كانت قمة مجموعة العشرين يمكن أن تكون منبراً منتظماً لمناقشات متعددة حول القضايا الاقتصادية الرئيسية . وباستضافه كوريا الجنوبية للقمة تصبح اول دوله تستضيف أول قمة ترأسها دولة غير عضو في مجموعة الثماني، حيث تعتبر استضافتها وترؤسها للقمة أحد أهم التطورات والمناسبات الدبلوماسية في تاريخ كوريا التي لم تنضم إلى الأممالمتحدة إلا في عام 1991 بعد مرور 43 عاما على تأسيسها. وشددت كوريا الجنوبية إجراءاتها الأمنية بصورة كبيرة قبل قمة مجموعة ال20 بسبب مخاوف من اندلاع احتجاجات عنيفة أو شن هجمات لمحاولات عرقلة القمة. وحشدت الحكومة الكورية الجنوبية 50 ألف رجل شرطة وعشرة آلاف جندي أي ما يزيد على ضعف عدد قوات الأمن التي جرى نشرها خلال قمة ال20السابقة في مدينة تورونتو الكندية ، استعدادا لعقد أول قمة لمجموعة ال20 تستضيفها دولة خارج مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى . واكد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية ما تشاو شيوي اهمية تلك القمة موضحا انها الاولى من نوعها التي تعقدها مجموعة العشرين في دولة آسيوية او في سوق ناشئة على الاطلاق مشيرا الى ان "الصين تأمل في ان تتمكن القمة من تقديم خبرات التنمية في الدول الأسيوية الى العالم" وعلى الدول الاعضاء بمجموعة العشرين ان تعمل سويا لتعزيز زخم تعافي الاقتصاد العالمي". وكان نائب رئيس مجلس الدولة الصيني وانج تشي شان قد التقى برئيس اللجنة الرئاسية لقمة مجموعة العشرين بجمهورية كوريا آيل ساكونج في بكين وتبادل المسؤولان وجهات النظر حول الاستعدادات للقمة الخامسة لمجموعة العشرين واتفقا على مواصلة تعزيز الاتصالات والتعاون من اجل تحقيق نتائج إيجابية في القمة. وتعد قضية حرب العملات بين القوى العالمية الكبرى احدى اهم القضايا على جدول اعمال قمة العشرين في سول. وقد اندلعت هذه الحرب بين الدول الساعية إلى تعزيز النمو من خلال الإبقاء على سعر صرف عملاتها متدنيا بشكل مصطنع. وسيكون إنهاء حرب العملات العالمية التحدي الأكبر الذي يواجه قادة المجموعة. وفى السياق ذاته ، قال رئيس المفوضية الأوربية خوسيه مانويل باروسو ان قمة مجموعة العشرين "ستكون اختبارا حقيقيا بشأن ما اذا كان بمقدور مجموعة العشرين تنسيق احتياجات الاقتصاد العالمي". وتابع "أعتقد انها تستطيع وأعتقد ان الاتحاد الأوربي سيلعب دورا رئيسيا في جعل (قمة) سيول ناجحة". وأشار باروسو الى أن قمة مجموعة العشرين التي عقدت قبل عامين لعبت دورا مهما في معالجة الأزمة المالية التي ضربت الاقتصاد العالمي مضيفا "نعم لا يمكننا تجاهل حقيقة أن أسعار الصرف عامل هام هنا". وأوضح باروسو "نحن بحاجة الى اتخاذ اجراء في سول بشأن المؤسسات المالية الدولية كذلك لا سيما ان اصلاح صندوق النقد الدولي على وجه الخصوص قد تأخر". وأكد ان "قمة العشرين ستشمل (ملف) التنمية لأول مرة ضمن جدول أعمالها وسيتم تبني خطة عمل لعدة سنوات لتوجيه جهودنا المشتركة في هذا المجال". وتضم مجموعة العشرين ، الصين الارجنتين، واستراليا، والبرازيل، وبريطانيا، وكندا، ، وفرنسا، وألمانيا، والهند، واندونيسيا، وايطاليا، واليابان، والمكسيك، وجمهورية كوريا ، وروسيا، والسعودية، وجنوب افريقيا، وتركيا، والولاياتالمتحدة، والاتحاد الاوروبي. وقد عقدت القمم السابقة في واشنطن، ولندن، وبيتسبرج، وتورونتو وقمة مجموعة ال20 هي عبارة عن أعلى هيئة تشاورية لإدارة النظام الاقتصادي العالمي ووضع قواعده، وقد تحولت وتطورت من مجرد إصدار التوصيات فقط إلى اتخاذ القرارات ذات القوة الملزمة في مجالات التعاون المالي والقيود المالية وغيرها من الشؤون الاقتصادية. سبأ وكالات