غمرت مياه الفيضانات المدمرة وغير المسبوقة ولاية كوينزلاند في شمال شرق استراليا اليوم الاربعاء وأضرت بنحو 200 ألف شخص، وأدت الى اخلاء بلدات بأكملها في حين تم الإعلان عن توقع عواصف رعدية وهطول كميات كبيرة من الأمطار. وتشير تقارير إعلامية إلى أن الفيضانات أحدثت اضطراباً في أحوال الناس في منطقة تماثل حجم فرنسا والمانيا مجتمعتين، ما سبب حالة من الشلل في أكبر منطقة منتجة للفحم في البلاد، ورفع أسعار الفحم العالمية. واضطر مزيد من السكان إلى ترك منازلهم في عدد من البلدات الأكثر تضرراً في حين استعد السكان الذين يعيشون في المناطق الواقعة قرب الأنهارلارتفاع مناسيبها. وجرى اخلاء نحو 500 منزل في روكهامبتون قرب ساحل وسط كوينزلاند، وتوقعت السلطات أن تصل مياه الفيضانات الى ذروتها في البلدة اليوم. وأصبح نحو ألف شخص بلا مأوى نتيجة الفيضانات وهم يعيشون الآن في مراكز الإيواء. ووجه مكتب الأرصاد الجوية تحذيرات من الفيضانات في سبع شبكات للأنهار في كوينزلاند ومن المتوقع سقوط أمطار موسمية في المنطقة المدارية شمال البلاد، وعواصف رعدية في الجنوب الشرقي. وباتت المياه تغمر حوالى 40 مدينة وتهدد الحاجز المرجاني الكبير بسبب الحطام ومضادات الحشرات التي القيت في المياه. ومن بين هذه البلديات، بلدية سانت جورج التي يقطنها حوالى 2500 نسمة وحيث تم اخلاء المرضى بسبب فيضان نهر "بالون" الى مستشفى موقت في حين ينكب السكان على بناء سدود بما تيسر لهم من اكياس رمل وسواها. وبحسب المكتب الوطني للارصاد الجوية فان منسوب المياه في نهر فيزتوري الذي يعبر مدينة روكهامبتون المنكوبة سيصل اليوم الى اعلى مستوى له عند 9،40 مترا. ويقطن هذه المدينة الواقعة على بعد 500 كلم من بريسبان 75 الف شخص وهي احدى اكبر مدن هذه المنطقة الزراعية والمنجمية وقد اجتاحتها الفيضانات التي تضرر منها حتى اليوم الجوية ان يبقى منسوب مياه نهر فيزتوري لمدة اسبوع فوق مستوى الخطر. ويزيد من هول الكارثة ان الارصاد الجوية اصدرت اليوم تحذيرا لسكان جنوب كوينزلاند اخطرتهم فيه بان منطقتهم ستتعرض لعاصفة رعدية تصاحبها "امطار غزيرة وارتفاع مفاجئ في منسوب المياه". ولكن منسوب المياه في المسطحات المائية ارتفع اصلا الى مستويات قياسية في العديد من المناطق وباتت هذه المياه تهدد مدن ولاية نيو ويلز في الجنوب. ولمساعدة السكان المعزولين ارسل الجيش مروحيتين اضافيتين الى الولاية. وأوضحت رئيسة وزراء كوينزلاند آنا بليغ " انه لا يزال من الصعب تقدير حجم الاضرار على المدى البعيد، ولكن الالاف من مواطنينا يحتاجون الى مساعدتنا". وفي قطاع المناجم لوحده بلغت الخسائر الناجمة عن الفيضانات مليار دولار استرالي (754 مليون يورو) حتى اليوم، وذلك بسبب تراجع الانتاج في الصناعة المنجمية المحلية التي تسد نصف احتياجات العالم من فحم الكوك اللازم لصناعات التعدين. وبحسب وزير الثروات الطبييعة في الولاية فان القطاع يخسر بسبب الفيضانات 100 مليون دولار يوميا. واعلنت الاممالمتحدة يوم أمس الثلاثاء ان الامين العام بان كي مون يتابع الوضع في استراليا من كثب، حتى وان لم يصدر عن الاخيرة اي طلب للمساعدة. وفي مواجهة هذا الوضع غير المسبوق، من المقرر أن تعقد سلطات كوينزلاند اجتماعا طارئا لدراسة الردود الواجب تقديمها. وتخشى أجهزة الإغاثة بقاء مستوى المياه مرتفعا لأسبوعين على الأقل، مما يشجع على تكاثر البعوض الحامل للأمراض، حذرت السكان من مخاطر الأفاعي السامة والتماسيح. سبأ وكالات