وجه وكيل أول محافظة الجوف منصور بن سالم عبدان اليوم الأحد بتسوير الموقع الأثري الذي تم اكتشافه مؤخرا في منطقة المتعلقة، والحفاظ على جميع محتوياته. وشدد الوكيل عبدان خلال زيارته للموقع على ضرورة توفير الحماية اللازمة للموقع ومنع العبث به حتى يتم التنسيق مع الهيئة العامة للآثار لابتعاث فريق ميداني لإجراء عملية المسح. ويتمثل الموقع الأثري الذي عثر عليه أثناء أعمال شق شبكة مياه بالمنطقة، في ممر لطريق اثري قديم يشتمل على صخور وأعمدة أثرية تحوي نقوش ورسومات تاريخية قديمة. وتقع محافظة الجوف شمال شرق العاصمة صنعاء بمسافة (170 كم)، وكانت قد شهدت في القرن السابع قبل الميلاد، قيام حضارة الدولة المعينية على ضفتي وادي الجوف الذي يصنفه علماء الآثار بما يملكه حتى اليوم بأنه "خازن ثلثي آثار الحضارة اليمنية القديمة". وترجح الدراسات الأثرية الحديثة أن مملكة معين كانت قد بلغت أوج ازدهارها في القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد، فوصل أهلها إلى درجة عالية من العلم والإدراك بأن برعوا في فنون العمارة وشيدوا المدن الجميلة والمعابد المزخرفة بإتقان وذوق رفيع على صخور أعمدتها الجرانيتية، ما وضع فنون الحضارة المعينية في صدارة فنون حضارات مراكز الشرق القديم في مصر وبلاد الرافدين. وكانت مواقع حضارة معين مقصداً للمستشرقين العرب والأجانب خلال القرنين (19-20) أبرزها ، جهود، و "خربة آل علي"، وكمنهو (خربة كمنة، ونشن) خربة السوداء ونشق (خربة البيضاء)، وقرية السلمات. إضافة إلى معبد النصيب، ومعبد عثتر (بنات عاد)، وجبل "اللوذ"، والقارة، والمساجد، فيما تحتفظ مديريتا الشعف والمطمعة بمدينة حنان، ومعبد "يغزو"، ونقوش الاعتراف. ومن أهم هذه المدن الأثرية في محافظة الجوف، هي مدينة "قرناو" التي اتخذها المعينيون عاصمة لهم فأصبحت مركزاً إدارياً وحاضرة لمملكة معين، التي شاعت أخبارها قديما عند الإخباريين كالهمداني وغيره، وزادت من شهرة هذه الدولة تلك المستوطنات التي أقامتها المملكة المعينية خارج أراضيها- منها مثلاً- مستوطناتها في "ديدان" في الحجاز. وبحسب علماء الآثار، فإن جوف المعينيين لا زال يخفي تحت الخرائب والأنقاض الأثرية أسرارا كثيرة لحضارة عظيمة لا يمكن التعرف عليها إلا من خلال استكمال أعمال التنقيب الأثري الشامل لمواقعها القديمة. ولعل ما كشفته أعمال التنقيبات الأثرية الأخيرة للبعثة الفرنسية العاملة في اليمن من نتائج توضح الأهمية التاريخية والأثرية لمنطقة الجوف كواحدة من أهم الحقول الأثرية.