توجه الناخبون في جنوب أفريقيا اليوم الأربعاء إلى مراكز الاقتراع للتصويت في الانتخابات المحلية التي من المقرر أن تشكل فرصة لظهور حزب معارض قوي. ويبلغ عدد مواطني جنوب إفريقيا المقيدين في الجداول الانتخابية أكثر من 23.1 مليون ناخب. ومن المقرر أن يدلي الناخبون في جنوب أفريقيا بأصواتهم في 278 بلدية في الانتخابات المقررة اليوم التي يتنافس فيها المرشحون على 4275 دائرة و460 مقعدا مخصصا للتمثيل النسبي. ويرشح ما يزيد على 120 حزبا أكثر من 53 ألف مرشح لتلك الانتخابات. وبدأ التصويت في الساعة السابعة صباح اليوم وسيظل مستمرا لمدة 12 ساعة. وذكرت اللجنة المستقلة للانتخابات أنه من المقرر أن يتم الإعلان عن النتائج بعد غد السبت. ومن غير المتوقع أن يفقد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم سيطرته على الحكم ، غير أن استطلاعات للرأي تشير إلى إمكانية تراجع مستوى تأييده إلى أقل من 60 % ، مقابل 65 % في الانتخابات البلدية لعام 2006، ويأمل التحالف الديمقراطي، المنافس الرئيسي، في تحقيق بعض المكاسب في المجالس البلدية. وركزت الحملة الانتخابية على توفير الخدمات حيث يتعهد حزب المؤتمر ب "بناء مناطق أفضل"بينما يقول حزب التحالف إن بإمكانه "توفير(الخدمات) للجميع" رافضا ما وجه إليه من انتقادات بأنه حزب يرعى مصالح النخبة. ويقول حزب التحالف إنه يدير كيب تاون بشكل طيب منذ أن أصبحت زيلي عمدة المدينة عام 2006 ، معربا عن رغبته في إظهار قدرته على القيام بنفس الشيء على صعيد البلاد. وقد تحسنت معدلات الجريمة في المدينة، بينما ينظر إلى البرامج الاجتماعية على أنها برامج ناجحة. أما حزب المؤتمر فيقول إن إدارة مدينة غنية أمر بسيط ، مشيرا إلى أن البلدات التي يقطنها السود في المنطقة لا تزال تعاني من التلوث وتفتقر للكثير من الخدمات. ولكن بعد 17 عاما قضاها في السلطة، يواجه الحزب مشكلات صعبة بشأن أدائه. فالحزب الحاكم يعتمد على ماضيه باعتباره "جبهة تحرير". وقال رئيس البلاد جاكوب زوما الزعيم الحالي لحزب المؤتمر خلال تجمع انتخابي:"عندما نصوت يوم الأربعاء ، سنحمي حزب المؤتمر الوطني الإفريقي ونحمي حريتنا التي حصلنا عليها بشق الأنفس". وتظهر استطلاعات الرأي التي أجريت في البلاد نتائج متقاربة بينه وبين حزب التحالف الذي سيحظى بفرص أفضل في شغل عدد أكبر من المقاعد في البرلمان في حال فوزه في بعض الدوائر الرئيسة. وثمة حركة مناهضة للسياسيين في الحكومة تظهر بين الشباب المحرومين الذي نشأوا فيما بعد عصر الفصل العنصري إذ أنهم غاضبون من معدل البطالة الذي يبلغ25% والفجوات الواسعة في الثروات. وتجرى الانتخابات في جميع أنحاء البلاد ويتم إجراء الانتخابات المحلية مرة واحدة كل خمس سنوات. وكان مانديلا (92 عاما) رئيسا لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي عندما انتخب ديمقراطيا كأول رئيس أسود لجنوب أفريقيا عام 1994، مما أدى إلى إنهاء حكم الأقلية البيضاء. ولا يزال حزب المؤتمر الوطني الإفريقي هو الحزب الحاكم في البلاد، وليس من المتوقع أن يفقد هذا الوضع في الانتخابات المقبلة، على الرغم من الحملات الانتخابية القوية للمعارضة.