فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، إجراءات أمنية وعسكرية مشددة في مدينة القدسالمحتلة، برّرتها السلطات لتجنب تعرض المُفرج عنهم لاعتداءات من المستوطنين أو من يهود متطرفين. وأفادت وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" انه منذ ساعات صباح هذا اليوم تتجمع عائلات الأسرى المُعلن عن تحريرهم بدعوة من استخبارات الاحتلال أمام باب مركز التوقيف والتحقيق الرئيسي المعروف باسم "المسكوبية" غربي القدسالمحتلة. وشرعت شرطة ومخابرات الاحتلال بإدخال ممثل عن كل عائلة من عائلات الأسرى ال16 كل على حده للالتقاء بضابط استخبارات في قسم تحقيق الأقليات في المركز لاطلاعه على تفاصيل الإفراج عن الأسير الخاص به. ونقلت الوكالة الفلسطينية عن رئيس نادي الأسير في القدس ناصر قوس قوله إن مخابرات الاحتلال تطلب من كل ممثل عائلة أسير تلتقي به أن يبقي هاتفه الخلوي مفتوحا حتى الساعة الثانية عشر والنصف اليوم، وأن يحضر لوحده بسيارة مع سائق وأن يعطيهم اسم السائق ورقم هويته ورقم السيارة، وفور الاتصال بهم من قبل المخابرات عليهم الحضور بسرعة. وأوضح قوس أن مخابرات الاحتلال أوضحت لعائلات الأسرى بأنه لن يجري الإفراج عن الأسرى في 'المسكوبية'، وأن ضابط المخابرات وحده هو الذي سيحدد لكل ممثل عائلة أسير مكان وزمان الاستلام. كما طلبت مخابرات وشرطة الاحتلال من ممثلي عائلات الأسرى الخروج من القدس بدون ضجة أو إطلاق أبواق سيارات لتجنب ما أسمته 'استفزاز أهالي القتلى اليهود، ولتجنب أن يتعرض لهم بعض أهالي القتلى اليهود'. من جهة ثانية، لم تعلن شرطة الاحتلال أو سلطة إدارة سجون الاحتلال أو أي هيئة إسرائيلية رسمية حتى الآن عن مكان تسليم الأسرى المقدسيين. وتشمل إجراءات الاحتلال نصب المتاريس والحواجز العسكرية والشرطية وتسيير الدوريات الراجلة والمحمولة والخيالة وإطلاق منطاد راداري استخباري وتحليق طائرة مروحية في سماء المنطقة وقطع وإغلاق العديد من الشوارع القريبة من خط التماس 'الفاصل' بين شطري المدينة. يذكر أن قوات الاحتلال اقتحمت العديد من الأحياء المقدسية الليلة الماضية وأزالت الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الفلسطينية، وخاصة في بلدتي سلوان والعيسوية، فيما زينت القوى الوطنية في البلدة القديمة ومخيم شعفاط وغيرها من الأحياء المقدسية الشوارع والطرقات بالزينة والإعلام الفلسطينية وصور الأسرى المقدسيين الذين سيتم الإفراج عنهم. وأوضح مدير نادي الاسير قوس بأن نادي الأسير ومكتب الرئيس ومحافظة القدس تقوم منذ أمس بالتجهيز لاستقبال الأسرى باحتفال مركزي كبير، ولكنه أكد بأنه لن يتم الإعلان عن مكان الاحتفال في الوقت الحالي، وقال: 'سنحتفل في بيوت الأسرى المحررين والمرشحين للإبعاد وقمنا بتزيين بيوتهم وجهزنا الحلوى والقهوة لنوزعها على المهنئين'. من جانبه، أفاد رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب بأن مخابرات وشرطة الاحتلال حذرت الأهالي المدرجة أسماء أبنائهم في صفقة التبادل من إقامة أي احتفال في الشوارع العامة، ووقعوا على كفالة مالية. وقال إنه لم يتم إخبارهم من أي سجن سيفرج عنهم وفي أي وقت، في حين طلب منهم إبقاء هواتفهم النقالة مفتوحة ما بين الساعة 5 فجرا حتى 12 ظهرا. وأضاف: 'سمحت الشرطة لإثنين فقط من كل عائلة الحضور واستقبال ابنها، حيث سجلت أرقام هوياتهم، كما تم تسجيل رقم السيارة ولونها ونوعها التي سيسمح لها بالحضور لاستقبال الأسير'. وفي تطور لاحق، تجمع العشرات من اليهود، في الوقت الحالي، على مقربة من تجمع أهالي الأسرى المقدسيين في منطقة 'المسكوبية' وهتفوا بالموت للفلسطينيين والعرب، فيما هرعت قوات من شرطة الاحتلال والوحدات الخاصة للفصل بين الطرفين.