تواصلت المسيرات المليونية بالعاصمة المصرية القاهرة اليوم الثلاثاء وعدد من المحافظات المصرية فيما يشهد الاقتصاد المصري خسائر بالمليارات متأثرا بتصاعد تلك الأحداث. وتوافد المتظاهرون إلى ميدان التحرير وسط القاهرة للمشاركة في مليونية الإنقاذ الوطني والتي دعا إليها نحو38 ائتلافا وحزبا سياسيا وعارضها البعض الآخر، للمطالبة بإقالة حكومة الدكتور عصام شرف وتحديد موعد لإجراء الانتخابات الرئاسية. وذكرت وسائل الإعلام المصرية اليوم ان المتظاهرين تمكنوا من السيطرة تماما على شارع محمد محمود الذي شهد معارك ضارية بينهم وبين قوات الأمن على مدى الأيام الثلاثة الماضية أسفرت عن وقوع العديد من القتلى والمصابين وذلك بعد انسحاب قوات الأمن الى شارع منصور بالقرب من مقر وزارة الداخلية. من جهتهم واصل أفراد الشرطة العسكرية انتشارهم بالشوارع المحيطة بمقر وزارة الداخلية حيث وضعوا الأسلاك الشائكة والحواجز الحديدية على مداخل تلك الشوارع لمنع دخول المتظاهرين إليها ومحاولة اقتحام الوزارة. وقد تجددت صباح اليوم الاشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين في ميدان التحرير لليوم الرابع على التوالي قبل ساعات من المظاهرات الحاشدة التي دعا إليها النشطاء تحت اسم "مليونية الإنقاذ الوطني". فيما أعلن عن سقوط ثلاثة قتلى وإصابة 60 شخص في اشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين بمحافظة الإسماعيلية فيما تواصلت الاشتباكات بمحافظات أسيوط و الإسكندرية التي أعلن عن إصابة 12 شخص خلال الأحداث التي شهدتها. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن مئات المتظاهرين توجهوا إلى شارعين يؤديان إلى الميدان وسط طرقات على أعمدة الإضاءة والأسوار الحديدية في الميدان منبهين إلى تقدم قوات الأمن في الشارعين وسمع دوي طلقات خرطوش... كما أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع ونقل ثلاثة مصابين باختناقات إلى عيادة طبية مؤقتة في وسط الميدان. وبدأت الاشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين يوم السبت الماضي بعد أن استخدمت الشرطة القوة لفض اعتصام في الميدان. وطالب المعتصمون بحسب لافتة في وسط الميدان بتنحي المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن السلطة واستقالة حكومة رئيس الوزراء عصام شرف وتشكيل مجلس رئاسي مدني وحكومة إنقاذ وطني "تمتلك كل الصلاحيات لإدارة المرحلة الانتقالية". على صعيد متصل قالت مصادر مصرفية أن عددا من البنوك وشركات الصرافة القريبة من ميداني (التحرير) و(باب اللوق) وشارع (محمد محمود) المؤدي إلى وزارة الداخلية أغلقت أبوابها منذ صباح اليوم تحسبا لأي عمليات نهب أو سلب أو تخريب. وأكدت المصادر في تصريحات صحافية أن بعض البنوك أغلقت أبوابها منذ يوم أمس بعد تصاعد الأحداث بين المتظاهرين وقوات الأمن. هذا وقد تكبدت البورصة المصرية بخسائر قدرها 5ر7 مليار جنيه في مستهل تداولات اليوم متأثرة بتصاعد تلك الأحداث. وقال وسطاء بالبورصة المصرية إن رأس المال السوقي هبط بنحو 5ر7 مليار جنيه في الدقائق الأولى من التعاملات ليصل إلى 2ر295 مليار جنيه مقابل 7ر302 مليار جنيه عند إغلاق الأمس. وهبط مؤشر السوق الرئيسي إيجي إكس 30 بنسبة 3ر3 في المائة في مستهل التعاملات ليصل إلى 55ر3732 نقطة ,كما هبط مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة إيجي إكس70 بنسبة 92ر3 في المائة إلى 61ر403 نقطة, ومؤشر إيجي إكس 100 الأوسع نطاقا بنسبة1ر3 في المائة إلى 37ر645 نقطة. من جانبها أكدت مصادر بالبورصة المصرية أنه تم وقف التداول على أسهم 20شركة في أول 10 دقائق من جلسة اليوم بعد هبوطها بنسبة 5 في المائة وهو الحد الأقصى المسموح التحرك في نطاقه خلال الجلسة الواحدة.