توجه ملايين الناخبين المصريين اليوم الاثنين الى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في جولة الإعادة للمرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشعب في تسع محافظات والتي يتنافس فيها 104 مرشحين على 52 مقعدا فرديا بعد حسم اربعة مقاعد فردية فقط في الجولة الأولى وذلك وسط إشراف قضائي كامل. وتجري جولة الإعادة التي تستمر يومين في 27 دائرة انتخابية عامة من أصل 28 دائرة جرت فيها الانتخابات في محافظات القاهرة والإسكندرية وبورسعيد والبحر الأحمر وأسيوط والأقصر ودمياط وكفر الشيخ والفيوم. وكانت نتائج المرحلة الأولى للعملية الانتخابية أسفرت عن فوز أربعة مرشحين فقط في الجولة الأولى وذلك بعد فرز أصوات الناخبين على المقاعد الفردية في ظل إشراف ومشاركة أكثر من عشرة آلاف قاض. وكشفت نتائج انتخابات "القوائم الحزبية" التي جرت في المرحلة الأولى لانتخابات مجلس الشعب على مدى يومين قبل اسبوع عن تصدر حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة الأخوان المسلمين بحصوله على أعلى الأصوات بأكثر من 5ر3 مليون صوت. وجاء حزب "النور" المعبر عن التيار السلفي في المرتبة الثانية وفقا لما ذكره رئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار عبدالمعز ابراهيم بحصوله على نحو 4ر2 مليون صوت ثم ائتلاف "الكتلة المصرية" في المركز الثالث بحصوله على نحو 3ر1 مليون صوت. فيما حصل حزب "الوفد" على المركز الرابع يليه حزب "الوسط" في المركز الخامس ثم تحالف "الثورة مستمرة" في المركز السادس في القائمة ثم باقي الأحزاب. وقد وضعت وزارة الداخلية بالتنسيق مع القوات المسلحة الترتيبات النهائية لخطة تأمين جولة الاعادة بالمرحلة الاولى لتأمين العملية الانتخابية من جميع أطرافها بعد النجاح الذي احرز في الجولة الاولى. وكان رئيس اللجنة العليا للانتخابات أعلن أن نحو 5ر8 مليون ناخب قد أدلوا بأصواتهم في الجولة الأولى للانتخابات بنسبة بلغت 62 في المائة والتي وصفها بأنها "أعلى نسبة" مشاركة في جميع الانتخابات التي جرت في البلاد منذ عصر الفراعنة. وأشار مع ذلك إلى حدوث سلبيات في الجولة الاولى لكنه أكد أنها لم تؤثر في صحتها وسلامتها ونزاهتها ووعد بتلافيها في جولة الاعادة مثل ممارسة الدعاية وطول الطوابير والانتظار أمام اللجان الفرعية وتأخر وصول عدد من القضاة وعدم ملاءمة بعض أماكن فرز الاصوات. ورجح مراقبون أن تشهد المرحلتان الثانية والثالثة للعملية الانتخابية التي تجري في ظل متابعة منظمات المجتمع المدني ورجال الاعلام منافسة أكبر في ضوء اعلان نتائج المرحلة الاولى وسعي الأحزاب الصغيرة للحصول على النسبة المقررة لتمثيلها بالبرلمان. وتأتي جولة الاعادة في وقت يواصل رئيس الوزراء المكلف الدكتور كمال الجنزوري مشاوراته لتشكيل حكومة جديدة تخلف حكومة الدكتور عصام شرف التي قدمت استقالتها وتقوم بتصريف الاعمال. واعرب الجنزوري عن أمله في أن تؤدي حكومته اليمين الدستورية أمام القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي الاربعاء المقبل بعد انتهاء جولة الاعادة للمرحلة الاولى في انتخابات مجلس الشعب مشيرا الى أنه انتهى من ترشيح الوزراء لجميع الوزارات عدا واحدة. ويخوض انتخابات مجلس الشعب التي تمتد على ثلاث مراحل لتشمل كافة أنحاء البلاد مختلف الأحزاب والائتلافات والقوى السياسية دون حظر أي تيار سياسي وذلك بمشاركة احزاب تقليدية بمختلف تياراتها الى جانب احزاب وليدة بعد ثورة 25 يناير فضلا عن مرشحين من اعضاء الحزب الوطني المنحل.
