عقدت بصنعاء اليوم ورشة عمل حول تحليل وتحديد الاحتياجات التدريبية، نظمها مركز الاستشارات والتنمية بجامعة العلوم والتكنولوجيا بمشاركة 50 من مدراء الموارد البشرية في الشركات الكبرى والمتوسطة بأمانة العاصمة. هدفت الورشة إلى تعريف المشاركين آلية تحديد الاحتياجات التدريبية للمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص من حيث الأهمية والأهداف والأساليب والمسؤولية والمستويات والطرق والوسائل إضافة إلى التنبؤ بالاحتياجات التدريبية المستقبلية في مختلف المجالات. وفي الورشة أكد وزير التعليم الفني والتدريب المهني الدكتور عبدالحافظ ثابت نعمان أن عدم توفر الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة والقادرة على التكيف مع كافة المتغيرات والتحديات في البيئة الخارجية سيؤدي إلى ضعف قدرة المنظمات على المنافسة عالميا وإقليميا . وقال:" يجب النظر إلى أن التدريب من منطلق التقدم العلمي الذي يشهده العالم يفرض على المنظمات تبني مفاهيم إدارية حديثة، وأن عملية الاحتياجات التدريبية أمرا ضروريا وهاما لأي منظمة من المنظمات وخاصة قبل البدء بالتنفيذ لأنها عملية لها أهدافها وتكاليفها المالية ". واعتبر الوزير نعمان الاحتياجات التدريبية الأساس الذي يرتكز عليه التدريب السليم لتحقيق الكفاءة وحسن أداء الأفراد وتحسين إنتاجيتهم .. لافتا إلى أهمية الشراكة الحقيقية بين الوزارة والقطاع الخاص للوصول إلى تحقيق الأهداف والغايات المنشودة في تأهيل الكوادر البشرية ومواكبة التطورات العالمية وتلبية احتياجات سوق العمل المحلي والخليجي . من جانبه أبدى وزير الخدمة المدنية والتأمينات نبيل شمسان استعداد وزارته الدعم والمساهمة للنهوض بمستوى الإدارة وتدريب الكوادر البشرية بمختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية والشراكة مع جامعة العلوم والتكنولوجيا للارتقاء بأداء الإدارات والكوادر البشرية. وقال:" إن اهتمام المنظمات والقطاع الخاص بالاحتياجات التدريبية يبعث التفاؤل ويدعونا إلى الارتقاء بأداء عمل إدارات الموارد البشرية باعتبار أن الجميع يتعامل مع هذه الإدارة على أنها إدارة مساعدة تعنى بالقضايا الهامشية المتعلقة بصرف الرواتب وتهتم بشؤون الموظفين ونشاطهم وحضورهم وغيابهم ومدى التزامهم بواجباتهم من عدمها ". وأضاف :"ننظر إلى إدارة الموارد البشرية بأنها الإدارة التي بفعالية دورها يمكن للوحدات العامة والخاصة أن ترتقي بدورها وتحقق أهدافها التي أنشأت من أجلها، لأن أي منظمة لا يمكن أن تنهض بعملها ما لم تدير مواردها البشرية والمالية بكفاءة ". وأوضح الوزير شمسان أن إدارة الموارد البشرية والمالية بدرجة عالية من الكفاءة والفعالية وتوجيهها لخدمة أهداف المنظمة ستكون قادرة على اقتناص الفرص لرفد المنظمة بالكوادر البشرية الكفؤة التي تمتلك خبرة يمكنها من القيام بوظائفها بشكل سليم لأن كفاءة أداء الوظيفة ترتبط بمعايير اختيار شاغليها . وأكد وزير الخدمة المدنية والتأمينات أن الدولة لا يمكن لها أن تظل تدير أمورها بمعزل عن القطاع الخاص ولا القطاع الخاص أن يدير أموره بمعزل عن القطاع العام ، فالقطاعين كلاهما مكمل للآخر ، وغير ذلك لا يمكن للتنمية أن تسير بعجلة واحدة باتجاه الأمام . بدوره أعرب رئيس مجلس إدارة جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور طارق سنان أبو لحوم عن سعادته لانعقاد الورشة وتحديد الاحتياجات التدريبية للكوادر البشرية بالقطاعين العام والخاص .. داعيا إلى الشراكة الحقيقية بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص لبناء قدرات الشباب ومواكبة التطورات التي يشهدها العالم في مختلف المجالات . نائب رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا لشؤون الفروع والمراكز الدكتور عبدالوهاب المعمري استعرض من جهته البرامج التدريبية التي تنفذها الجامعة بالتعاون وصندوق تنمية المهارات في عدد من التخصصات لتنمية قدرات الكوادر البشرية وتعزيز جهودهم في عملية التنمية. وقال:" لدى إدارة مركز الاستشارات والتنمية بالجامعة إمكانية لتنظيم برامج تدريبية عامة ومتخصصة داخل اليمن وخارجه بما يساعد الكوادر الشابة على متابعة كل جديد في العلوم والتقنية والتكنولوجيا الحديثة ". إلى ذلك تساءل نائب رئيس مجلس إدارة جامعة العلوم والتكنولوجيا محاضر الورشة الدكتور داود الحدابي عن مدى فاعلية استراتيجيات وزارات التعليم العالي والتربية والتعليم والتعليم الفني والشباب والرياضة والصحة العامة والسكان في النهوض بواقع التنمية البشرية . وقال :" ينبغي للدولة أن تدمج جميع الاستراتيجيات في رؤية موحدة من جانب الموارد البشرية وتحدد الاحتياجات التدريبية والبدء في عملها الحقيقي لتطوير أداء إدارات الموارد البشرية والكوادر " .. مبينا أن المؤسسات الحكومية تواجه مشكلات في رؤيتها الإستراتيجية وأن القطاع الخاص غائب في مجال الاحتياجات التدريبية للكوادر البشرية .