توالت ردود الأفعال العربية والدولية المنددة بالتصعيد الإسرائيلي الراهن ضد قطاع غزة المحاصر والذي خلف 23 شهيدا وأكثر من 100 إصابة معظمهم من الأطفال والنساء واعتبر الأعنف منذ عدوان 2009 الذي خلف استشهاد أكثر من 1400 فلسطيني. فقد ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، بالغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك عمليات الاغتيال الممنهجة التي تستهدف النشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة وذلك في خرق فاضح للترتيبات المتفق عليها. وحذر الأمين العام، في بيان صحفي اليوم ، من تبعات هذا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، محملا إسرائيل المسئولية الكاملة عن سقوط الضحايا الفلسطينيين، ومطالبا مجلس الأمن بتحمل مسئولياته واتخاذ موقف حاسم لوقف هذا العدوان المخالف لقواعد القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف لعام 1949. وأشار البيان إلى أن الأمين العام يتابع إجراء اتصالاته ومشاوراته مع الدول العربية ومع القيادة الفلسطينية في هذا الشأن. وأفاد بأن الأمين العام أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتباحث معه في سبل التحرك العربي لوقف العدوان الإسرائيلي. كما أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني اليوم الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة ووصفها بأنها جريمة وحشية. وطالب الدكتور عبداللطيف الزياني إسرائيل بوقف عدوانها المتواصل على السكان المدنيين في قطاع غزة .. داعياً المجتمع الدولي واللجنة الرباعية للسلام بتحمل مسئولياتهما والعمل سريعاً من أجل وقف تلك الاعتداءات الدموية وحماية الشعب الفلسطيني مما ترتكبه إسرائيل من جرائم وانتهاكات تتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان وكافة المواثيق والقوانين الدولية. مجلس الوزراء السعودي بدوره أدان المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة المحاصر . وناشد المجلس في اجتماعه الأسبوعي اليوم برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لردع إسرائيل عن الاستمرار في ممارساتها العدوانية ومجازرها بحق أبناء الشعب الفلسطيني ، وانتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة في تحد لجميع المواثيق والأعراف الدولية. وفي بيروت أدان الرئيس اللبناني ميشال سليمان استمرار القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وسقوط عشرات الضحايا بينهم أطفال. واعتبر سليمان في بيان صادر عن المكتب الإعلامي التابع لرئاسة الجمهورية اللبنانية التهديد الإسرائيلي بشن عملية برية واسعة "هو برسم مجلس الأمن والمجتمع الدولي الذي بات لزاما عليه مساواة الموقف حيال رفض قتل المدنيين". ودعا سليمان إلى "التحرك من خلال اتخاذ التدابير المناسبة لوقف الاعتداء على المواطنين والأحياء السكنية في غزة وحمايتهم من نيران العدو الإسرائيلي". واستنكر وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية راكان المجالي العدوان الإسرائيلي الهمجي الأخير على قطاع غزة. وقال في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية إن الذريعة الإسرائيلية لتبرير العدوان الإسرائيلي على أهلنا وإخوتنا في قطاع غزة بأنه يدخل ضمن الحسابات الأمنية التي سقطت أمام العالم اجمع ولم تعد تنطلي على احد. وأضاف إنّ الحكومة الأردنية ترفض الاعتداءات الهمجية على الفلسطينيين العزّل وتحمّل إسرائيل كل النتائج السلبية المترتبة على هذا التصعيد في قطاع غزة. وعبر المجالي عن وقوف الأردن وتضامنه مع الأهل في قطاع غزة، محذرا حكومة نتنياهو من مغبة مواصلة هذا العدوان البربري, ودعاها إلى التوقف فورا عن الاعتداء على المواطنين العزل في القطاع المحاصر. بدوره دعا وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ألستير بيرت اليوم الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى "ضبط النفس" إزاء التصعيدات الأخيرة لوتيرة العنف في قطاع غزة مدينا الهجمات التي تستهدف المدنيين. وتعليقا على تبادل إطلاق الصواريخ بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية في غزة أعرب بيرت في تصريح صحافي عن "بالغ قلقه" من تفاقم الوضع الأمني مطالبا كافة الأطراف "بضبط النفس وإعادة الهدوء وتجنب وقوع المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين". من جهتها طالبت الصين إسرائيل بوقف الغارات الجوية التي تشنها على قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي وبوقف فوري لإطلاق النار في القطاع. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية ليو ويمين في تصريح نقلته أن الصين قلقة لتدهور الوضع في قطاع غزة وتدعو إسرائيل إلى وقف غاراتها الجوية على القطاع معربا عن أمله في أن توقف الأطراف المعنية إطلاق النار لتفادي وقوع ضحايا من المدنيين الأبرياء. وتأتي هذه التنديدات في الوقت الذي تتسابق الأطراف العربية والدولية من اجل العودة الى التهدئة. وفيما قال احمد يوسف القيادي في حركة حماس إن هناك جهودا ومساعي مصرية وأوروبية تبذل حاليا للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة. كشف النائب عن كتلة التغيير والإصلاح يونس الأسطل اليوم عن اتصالات مكثفة أجرتها ووساطات من جهات خارجية ومصرية مع الحكومة المقالة تطالب بتهدئة الأوضاع مقابل تشغيل محطة الكهرباء ومد قطاع غزة بالوقود وإعادة الحياة لحركة المواصلات والمصانع. وأوضح يوسف أن إسرائيل تحاول الهروب من مشاكلها مع المجتمع الدولي من خلال تصعيد عسكري على قطاع غزة، مؤكدا ان هناك مساعي جادة للوصول إلى تهدئة. وأشار يوسف إلى أن المساعي القائمة للوصول إلى تهدئة تأتي بالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي والاستهداف للمدنيين في قطاع غزة. وقال إن إسرائيل وحدها من تتحمل مسؤولية تبعيات عدوانها على قطاع غزة، فهي من بادرت بالاغتيالات والعدوان والقصف والتصعيد على قطاع غزة.
