بدأت على خشبة المركز الثقافي بصنعاء، امس ، أولى العروض المسرحية التي تنظمها وزارة الثقافة في إطار الاحتفاء باليوم العالمي للمسرح بعرض مسرحية "رحلة حنظلة " للكاتب السوري سعد الله ونوس. تدور فكرة وأحداث المسرحية التي أخرجها مبخوت النويرة وصالح الصالح وبطولة نبهان الشامي وعصام القديمي ومروة خالد وآخرين، حول واقع المواطن العربي المر، وما تلاقيه معظم الشعوب العربية من اضطهاد وامتهان وسلب ابسط حقوق المواطنة والعيش الكريم. حيث جسدت المسرحية بأسلوب درامي من خلال شخصيتها المركزية"حنظلة "ورحلته حياته البائسة والمضنية في البحث عن الاستقرار الاجتماعي والوظيفي والمعيشي، في ظل غوغائية مفرطة لغياب سلطة الدولة وسيادة القانون، والتي تظهر بحالات تسيب واختلالات وتدهور مختلف مفاصل الحياة، لتتركه عرضة لحالات الابتزاز والذل والمهانة والضياع حد الانفصام والمعناة النفسية والتيه في دهاليز ومشافي الطب المشوه وسماسرة المشعوذين بحثا علاج. وتسدل المسرحية الستار على أخر مشهد فيها يدرك فيه" حنظلة وأمثاله حقيقة السلطة ودورها المتخاذل في مسؤوليتها الحقيقية لخدمة الشعب، وحرصها على تجهيله وتجويعه وتضليله، وانها مصدر مآسيه وتعاسته ليقرر بعزيمة وإرادة على تغير القاعدة السائدة التي عملت السلطة على تكريسها لاضطهاد وإذلال الشعب " حكومة لخدمة الشعب لاحكومة فوق الشعب" وعقب اختتام المسرحية التي حضرها عدد من وكلاء الوزرات ولفيف من المثقفين والمهتمين أشاد وزير الثقافة الدكتور عبد الله عوبل بالمستوى الفني والإخراجي المتميز الذي قدمه طاقم المسرحية لمعالجة قضايا وهموم واقعية من معاناة المواطن اليمني والعربي. متمنيا أن تلبي بقية العروض المسرحية المقبلة الطموحات في تقديم رسالة تنويرية تنموية ونبيلة. المسرحية التي عرضت لأول مرة على خشبة المسرح اليمني تدلل على حجم ومساحة حرية التعبير النقد في اليمن، وهو ما يؤكده عرض هذه المسرحية برعاية رسمية بمسرح الدولة رغم انها انتجت عام 1978م ومنعت من العرض عربيا أكثر من 15 عاما لتعرض أول مرة عام 2005م.
