دعا الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي المعارضة السورية الى توحيد صفوفها واعلان رؤيتها السياسية المشتركة ازاء التعامل مع تحديات المرحلة الراهنة، وكذا تصوراتها المشتركة لملامح المرحلة الانتقالية .. متهماً الحكومة السورية بالاستمرار في التماطل في تنفيذ تعهداتها واتباع الخيار العسكري بدلاً عن الحل السياسي . وقال العربي في كلمته اليوم الاثنين امام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المعارضة السورية المنعقد في القاهرة " لا يجوز بعد اليوم أن نعطى الفرصة مرة أخرى للمشككين بقدرة المعارضة السورية على تحمل مسئولياتها " . واكد " وعلينا جميعاً المشاركة فى مسئولية توحيد الصفوف والارتقاء بأساليب العمل والرؤية الثاقبة حتى يمكن تجاوز أعباء هذه المرحلة الانتقالية الصعبة " . واقر العربي في كلمته بوجود نقاط خلال تحول دون توحيد الرؤية السياسية للمعارضة السورية .. مشيراً الى تمكن اللجنة التحضيرية للمؤتمر من " تجاوز العديد من نقاط الخلاف التي كانت تحول دون توحيد الرؤية السياسية للمعارضة " . ودعا المعارضة السورية الى اعلان رؤيتها السياسية المشتركة ازاء التعامل مع تحديات المرحلة الراهنة، وكذا تصوراتها المشتركة لملامح المرحلة الانتقالية للعبور نحو تحقيق ما يتطلع اليه الشعب السوري من طموحات وآمال في الحرية والديمقراطية والعدل والكرامة الانسانية . واتهم العربي الحكومة السورية بعدم الالتزام بتعهداتها قائلاً " ولا تزال الحكومة السورية تماطل في تنفيذ التعهدات التي التزمت بها على الورق معنا، ولاتزال تتبع الخيار العسكري بديلاً عن الحل السياسي، مما دفع بعض أطراف المعارضة للدفاع المشروع عن الشعب السوري " . واعتبر " أنه لا يمكن مقارنة أو مساواة ما تقوم به القوات الحكومية من اعتداء على الشعب السوري، بما تقوم به بعض أطراف المعارضة في دفاعها المشروع عن نفسها ". واضاف " فالقوات الحكومية هي التي تمتلك، بل وتستخدم الأسلحة الثقيلة ضد الشعب، كما أن الحكومة هي التي عليها المسئولية السياسية والقانونية لحماية الشعب، لا أن تقتله تنتهك حقوقه وتهدد أمنه كما تفعل كل يوم " . ولفت العربي الى قرار مجلس الجامعة العربية الصادر في 22 يناير الماضي، قائلاً ان القرار كان واضحاً " في تصوره لخطوات الحل السياسي للأزمة، حيث طالب أن يتولى رئيس الجمهورية تفويض نائبه الأول بصلاحيات كاملة للقيام بالتعاون التام مع حكومة وحدة وطنية انتقالية هدفها الأساسي اقامة نظام سياسي ديمقراطي تعددي يتساوى فيه جميع المواطنين السوريين، على ان تتولى هذه الحكومة ايضاً الاعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية تعددية حرة بموجب قانون ينص على اجراءاتها باشراف عربي ودولي". واضاف " الا أن هذه المبادرة وغيرها من المبادرات العربية والدولية بما في ذلك خطة السيد كوفي عنان المبعوث المشترك، لازالت تصطدم بهذا التصعيد الخطير لأعمال العنف والقتل وبما يرتكب يومياً من جرائم فظيعة وانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان في سورية من قبل القوات النظامية والشبيحة التابعة للنظام السوري " . واكد " ان جامعة الدول العربية والمجموعة الدولية، ممثلة بمجلس الأمن، لا يمكن لها السكوت أو التغاضي عن الجرائم والانتهاكات الخطيرة التي ترتكب يومياً بحق الشعب السوري " . واضاف " وان مسئولياتها السياسية والانسانية والاخلاقية أن تتخذ كل التدابير اللازمة لفرض الالتزام بالوقف الفوري لجميع أعمال العنف والقتل الدائرة حالياً حقناً لدماء الشعب السوري، وللحيلولة دون انزلاق الأوضاع في سورية نحو سيناريوهات الحرب الأهلية والفوضى التي تهدد، ليس فقط وحدة الشعب السوري وأمنه واستقراره، وانما تحمل أيضاً التداعيات الخطيرة على مجمل مستقبل الأمن والاستقرار في المنطقة على اتساعها " . وأكد الامين العام للجامعة العربية، انحياز الجامعة لخيارات الشعب السوري في الحرية والتغيير السلمي والحفاظ على وحدة سوريا . ويشارك في المؤتمر والذي يستمر حتى يوم غدٍ الثلاثاء، نحو 250 شخصية من أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج، الى جانب الأمين العام للجامعة ووزراء خارجية مصر والكويت والعراق وتركيا وقطر والمبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي عنان ونائبه ناصر القدوة .