تشهد ليبيا غدا السبت اول انتخابات برلمانية لها منذ نصف قرن من اجل اختيار اعضاء المجلس الوطني الذي سيحل محل المجلس الوطني الانتقالي الذي تأسس لإدارة البلاد العام الماضي. وكانت الانتخابات تأجلت بعد أن تم تحديد يوم 19 يونيو لإجرائها وذلك لأسباب تنظيمية. وتم تسجيل نحو 7ر2 مليون ليبي من المقرر أن يدلوا بأصواتهم، وهم يمثلون أكثر من 70% من الذين يحق لهم الانتخاب. وتقسم مقاعد المؤتمر الوطني (الذي سيعمل كبرلمان انتقالي) وعددها 200 مقعد بين 120 مقعدا للأعضاء الذين يتم اختيارهم عبر الانتخاب المباشر و80 للقوائم الحزبية. ويتنافس نحو 2500 مرشح على مقاعد الانتخاب المباشر بينما هناك 1202 على القوائم الحزبية. وأعلن نائب رئيس مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا ومدير الإدارة المركزية المكلف الدكتور عماد السائح بدء عملية تجهيز مراكز الاقتراع بكل أنحاء ليبيا استعدادا لعملية الانتخاب . وقال الدكتور عماد السائح أن مجلس المفوضية اتخذ كل الترتيبات بالمراكز ومحطات الاقتراع التي تزيد على 1600 مركز بكل أنحاء ليبيا لاستقبال الناخبين وأن مركز إدخال البيانات جاهز بأكثر من 100 جهاز لادخال البيانات ونتائج العملية الانتخابية . ومن المتوقع ان يتم تشكيل المجلس الوطني بعد اسبوعين على الاقل من انتهاء عملية الاقتراع وفرز الاصوات والبت في الطعون على ان يتم خلال 30 يوما من اول اجتماع لها تعيين رئيس الوزراء الجديد الذي سيشكل الحكومة. ويراهن البعض على الوضع الأمني الذي سيكون له تأثير كبير على نجاح هذه الانتخابات. وتتوقع الأجهزة الأمنية وقوع بعض الحوادث قبل هذا التاريخ في محاولة من مرتكبيها عرقلة الانتخابات. ويتوقع ان تتوتر الاجواء خصوصا في شرق البلاد حيث يطالب انصار النظام الفدرالي بمزيد من المقاعد في المجلس التأسيسي الذي سينتخب لا سيما ان دعاة الفيدرالية دعوا الى مقاطعة الانتخابات وهددوا بعرقلة العملية الانتخابية. وحذرت منظمة مجموعة الازمات الدولية من خطر محدق بالاقتراع يتمثل بوجود متظاهرين مسلحين يهددون بتعطيل الانتخابات خصوصا في الجزء الشرقي من البلاد". من ناحية ثانية، اعلنت وزارة الداخلية مؤخرا انها تلقت تقارير من اجهزة الامن تفيد عن مخططات لانصار نظام الزعيم الراحل معمر القذافي تهدف الى تعطيل سير الاقتراع. كذلك تثير المواجهات الدامية التي تقع باستمرار بين مجموعات وميليشيات مسلحة -بعضها من الثوار الذين قاتلوا ضد نظام معمر القذافي- القلق خصوصا في جنوب البلاد وغربها. وقال رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات نوري العبار إن مسألة تأمين الناخبين والمرشحين وأوراق الاقتراع مولجة بوزارة الداخلية ورئاسة الأركان العامة. وفيما أعلن وكيل وزارة الداخلية عمر الخدراوي عن رفع درجة الاستعداد القصوى في أجهزته الأمنية بكل الدوائر الانتخابية، وأكد رئيس الأركان العامة للجيش اللواء الركن يوسف المنقوش جهوزية ما يقارب من 13 ألف عنصر من الجيش لدعم وزارة الداخلية في تنفيذ خطة تأمين العملية الانتخابية. ولفت المنقوش إلى أن رئاسة الأركان ستعمل على نقل مواد الانتخاب وصناديق الاقتراع إلى المدن الليبية كافة وتنفيذ خطة استطلاع جوي لتأمين الحدود خلال فترة العملية الانتخابية. وأكد أنه تم وضع خطة لحماية الشواطئ الليبية من خلال تسيير دوريات بحرية لتأمين الشواطئ والمياه الإقليمية. ولوحظت أمس مظاهر الانتشار الأمني الكثيف في عدد من الشوارع وإعادة نشر بوابات المراقبة والتفتيش التي اختفت على مدى الأشهر الماضية. ويراقب الانتخابات الليبية اكثرمن 3000 شخصية دولية وعربية واقليمية وافريقية منها الاتحاد الإفريقى والذي يراس بعثتة الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق ومعه أكثر من 50 مراقب من كافة الدول الإفريقية منتشرين في كافة المدن الليبية، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الاوربى، ومن امريكا وكنا وروسيا والصين ومنظمة المؤتمر الاسلامى .