غادرت القوات الفرنسية رسميا اليوم الثلاثاء منطقة "سوروبي" قرب العاصمة الأفغانية كابول في محطة مهمة من انسحابها من أفغانستان المقرر بحلول نهاية 2013. وكانت "سوروبي" التي نقلت المسؤوليات الأمنية فيها رسميا إلى القوات الأفغانية في 12 ابريل الماضي إحدى نقاط الانتشار الثلاث الرئيسية لحوالي ثلاثة آلاف جندي فرنسي ما زالوا موجودين في أفغانستان إلى جانب ولاية "كابيسا" المجاورة وكابول. وكانت المهمة في كابيسا التي ينشط في المقاتلون بأعداد كبيرة الأكثر صعوبة بالنسبة للقوات الفرنسية منذ انتشارها في أفغانستان نهاية عام 2001.. وقتل فيها 53 جنديا فرنسيا من بين 87 لقوا مصرعهم في أفغانستان منذ 2001 وقد قتل 24 منهم خلال 2011 السنة التي شهدت سقوط اكبر عدد من القتلى الفرنسيين في عشر سنوات. وبعد أن تعرض الجنود لعدة هجمات دامية قرر الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي التسريع في انسحاب قوات بلاده المقاتلة واستكماله في 2013 بينما قرر خلفه فرانسوا هولاند بعد انتخابه في مايو الماضي تقديم هذا الموعد إلى نهاية العام الحالي أي قبل سنتين من الانسحاب المقرر للقوات المقاتلة في "ايساف". وفي ابريل الماضي سلمت فرنسا وهي خامس مساهم في قوات "إيساف" من حيث عدد الجنود الأفغان المسؤولية الأمنية في "سوروبي" التي كانت أكثر هدوءا من "كابيسا" في أول خطوة على طريق الانسحاب.. وستتمثل مهمة الجنود الفرنسيين ال1550 الذين سيبقون في أفغانستان بعد نهاية 2012 في تدريب القوات المحلية وإزالة بعض القواعد وتنظيم عودة آلاف الآليات والحاويات من المنطقتين إلى كابول ثم إلى فرنسا.