مع دخول الأزمة شهرها الثامن عشر في منتصف سبتمبر الجاري، تستمر أعمال العنف في سوريا، حيث قتل اليوم الأربعاء 90 شخصا هم 64 مدنيا و12 جنديا نظاميا و14 مقاتلا مناهضا للنظام، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وقتل في حلب (شمال) وحدها 32 شخصا بينهم سبعة أطفال في غارات جوية وقصف مدفعي للقوات النظامية على أحياء فيها، بينما استمرت المعارك للسيطرة على مطار في البوكمال في دير الزور (شرق) حيث قتل 14 شخصا، وتعرضت مناطق أخرى من البلاد إلى القصف وشهدت اشتباكات بين الطرفين. وعلى صعيد آخر، اقترح رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر مورر خلال اجتماعاته مع المسؤولين السوريين في دمشق اليوم الأربعاء إرسال أطباء متخصصين ضمن عيادات جراحية متنقلة، مطالبا بتمكين اللجنة من تأسيس وإنشاء عيادات. وذكر وزير المصالحة الوطنية وليد حيدر بعد لقائه مورر بأن سوريا تتعامل مع المنظمات الإنسانية الدولية "من موقع حذر من جهة المحافظة على السيادة السورية لان لدينا ملاحظات على أدائها تاريخيا". وقال "مع ذلك فإن الأبواب مفتوحة ونحن مستعدون لاستقبال هذه المنظمات عندما يكون هدفها الأساسي فعلا إنسانيا وتقديم المعونات لمجمل السوريين". بدوره، شرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم لرئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر "الأثر الإنساني السلبي الذي يعاني منه الشعب السوري نتيجة سياسة العقوبات الجائرة المفروضة عليه"، وفقا لوكالة الأنباء السورية. وقد ذكر الوزير المعلم ل مورر بأن عليه ثني الدول المعنية ولاسيما بعض الدول المجاورة لسوريا عن تمويلها وتسليحها وإيوائها للمجموعات الإرهابية باعتبارها مسؤولة عن سفك الدم السوري". وكان مورر وصل إلى دمشق مساء الاثنين الماضي في أول زيارة له بعد تعيينه خلفا لجاكوب كيلنبرغر في الأول من يوليو الماضي، وقد التقى عددا من المسؤوليين السوريين في مقدمهم الرئيس السوري بشار الأسد الذي أكد ترحيب بلاده بعمل هذه المنظمة في سوريا "طالما أنها تعمل بشكل مستقل ومحايد". وبدأت زيارة مورر بالتزامن مع إعلان المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من مئة ألف سوري غادروا البلاد في أغسطس الماضي.