التقى محافظ محافظة أبين جمال ناصر العاقل اليوم مندوبي الصحف الرسمية والأهلية والحزبية ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة. وفي اللقاء استعرض المحافظ كافة التطورات التي تشهدها المحافظة على طريق تطبيع الأوضاع بعد تحرير عاصمة محافظة أبين مدينة زنجبار في 12 يونيو الماضي من براثن تنظيم القاعدة الإرهابي بعد سيطرة لتلك الجماعات ما يقارب العام والنيف وتدمير كافة أشكال الحياة الإنسانية والبنية التحتية ومنازل المواطنين الأبرياء الذين اجبروا على ترك منازلهم وديارهم. وقال العاقل: إن محافظة أبين تعرضت لأكبر مأساة إنسانية في تاريخها المعاصرة نتج عن ذلك شرخ نفسي بحاجة إلى سنين ليندمل ذلك الجرح وتشفى النفوس التي روعتها تلك الإعمال البربرية التي شهدتها المحافظة تمثلت في إعمال القتل والتنكيل والتعزير وسفك دماء الأبرياء من أبناء القوات المسلحة والأمن والمواطنين الأبرياء. وأشاد المحافظ بدور رجال الإعلام والصحافة باعتبارهم يمثلوا مشاعل التنوير والمعرفة طالبا إياهم إلى نقل الحقائق كما هي ونقد كل ما يستحق النقد وبكل شفافية ومصداقية والتعبير عن معاناة أبين وفق ومقتضيات الواقع. داعيا الحكومة إلى الإيفاء بالتزاماتها التي قطعتها على نفسها للارتقاء بمستوى الخدمات الأساسية وتعزيز الأمن والاستقرار من خلال دعم الأجهزة الأمنية وتوفير لها كل الإمكانيات المساعدة حتى تقوم بدورها الايجابي لنشر دعائم الأمن والاستقرار والوقوف بحزم إمام أية تجاوزات على النظام والقانون. لافتا إلى ضرورة أن تقوم المنظمات الدولية العاملة في اليمن بدورها للإسهام في عملية إعادة الاعمار وتهيئة كل الأجواء على طريق التنمية الشاملة وتجاوز كل الآثار المدمرة للحرب، منوها أن السلطة المحلية وبإمكانياتها البسيطة وبتفاعل مؤسساتها تسعى وبخطى حثيثة من أجل الارتقاء بمستوى الخدمات الضرورية من مياه وكهرباء وصرف صحي واتصالات في ظل ظروف غاية في التعقيد. وأكد المحافظ في هذا الصدد أن السلطة المحلية في المحافظة تعلق آمال كبيرة على سرعة إصدار قرار بإدارة صندوق إعمار أبين لإدارة عملية إعادة الإعمار والتنمية في المحافظة على كافة الصعد. من جانب آخر تحدث عدد من مدراء العموم عن مختلف الأعمال الجارية لتطبيع الأوضاع في المحافظة، حيث أشار مدير عام المياه والصرف المهندس صالح محمد بلعيدي مدير عام المياه والصرف الصحي بأبين إلى أن المؤسسة قامت بالعديد من الأعمال العاجلة والسريعة منها الانتهاء من تجهيز الخط الناقل للمياه من آبار السمه بطول ثلاثة كيلو ونصف وتشغيل آبار منطقة الكود وعددها بيئرين وتشغيل بئر لعدون والتي تغذي مناطق الشيخ عبدالله وحصن شداد وحي سواحل جنوب مدينة زنجبار، أما فيما يخص مدينة جعار فانه تم تشغيل وإعادة تأهيل أربع آبار، وكذا تشغيل آبار حقول الروى وتركيب عدد من المولدات الكهربائية لضمان استمرار توصيل المياه عند انقطاع التيار الكهربائي والمولدات هي دعم من الصليب الأحمر الدولي. وأكد مدير مياه أبين أن كل ما تم إنجازه بجهود ذاتية للمؤسسة وبالتنسيق مع قيادة المحافظة والتواصل مع الهيئات والمنظمات الإنسانية. من جانبه أشار مدير عام الصحة والسكان الدكتور الخضر محمد السعيدي إلى أن الجانب الصحي شهد عدد من الأعمال لمواجهة المأساة التي تعرضت لها أبين بعد تحرير المحافظة من الجماعات المسلحة التابعة لأنصار الشريعة. وقال إن الفترة من يونيو إلى نهاية أغسطس شهدت توفير عدد من الأجهزة الطبية والعلاجية لمستشفى لودر وترفيع مستشفى لودر إلى مستشفى عام ونفذت حملة رنين ضبابي للمناطق التي شهدت معارك ضارية وسقط فيها قتلى وجرحى واستمرت الحملة من 2 يوليو حتى 20 يوليو 2012م حيث شملت مناطق زنجبار، المراقد، عمودية، المسيمير. وأشار إلى أنه تم إقامة مستشفى ميداني في زنجبار وتم معالجة 1200 حالة متنوعة وإجراء 193 عملية جراحية وتم أيضا فتح فرع للمركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه، بالإضافة إلى إعادة افتتاح أقسام الطوارئ الاسعافية وقسم الطوارئ التوليدية وغرفة العمليات الصغرى والانتعاش بعد تدميرها في الحرب وتشكيل 8 فرق طبية متنقلة لتقديم خدمات طبية للنازحين المتواجدين في محافظتي عدن ولحج وتم مؤخرا إعادة تأهيل مركز الأمومة والطفولة وتوفير له كافة الإمكانيات المطلوبة. هذا وكان مدير الإعلام بالمحافظة ياسر باعزب قد ألقى في بداية اللقاء كلمة أشار فيها إلى الظروف الصعبة التي تعيشها المحافظة وطالب مراسلي الصحف والقنوات إلى النزول الميداني إلى مختلف مناطق المحافظة وتلمس الهموم والمعاناة التي يعيشها أبناء المحافظة وحجم الدمار الذي شهدته المحافظة، ونقل الأحداث من موقعها ومكانها الصحيح بعيدا عن أية تأويلات لا تخدم عملية إعادة الحياة الطبيعية للمحافظة.